العنوان شباب الـ«فيسبوك» يواصل مسيراته الاحتجاجية في المغرب
الكاتب إبراهيم الخشباني
تاريخ النشر السبت 07-مايو-2011
مشاهدات 19
نشر في العدد 1951
نشر في الصفحة 30
السبت 07-مايو-2011
تختلف عن سابقاتها من حيث توقيتها ونوعية المنضمين إليها وطبيعة الشعارات التي يرفعونها
نقلت أجواء التظاهر من مركز العاصمة إلى الأحياء الشعبية ذات
الكثافة السكانية الكبيرة جدا
ندد المتظاهرون بتنظيم
مهرجان موازين خلال الشهر الجاري في ظل البطالة ونقص الخدمات العامة
يبدو أن شباب مواقع التواصل الاجتماعي مصر على مواصلة المسيرات إلى
حين التثبت بصفة قطعية من صدق نوايا الإصلاح ففيما كانت لجنة تعديل الدستور تواصل
الاستماع إلى مقترحات الهيئات السياسية والاجتماعية شهدت العاصمة الرباط يوم الأحد
٢٤ أبريل مسيرة جديدة لحركة شباب ۲۰ فبراير، التي كانت قد خرجت في مسيرات سابقة في ٢٠ فبراير و ۲۰ مارس، لكن ما ميز مسيرة ٢٤ أبريل،
التي قدر عدد المشاركين فيها بأكثر من خمسين ألف مشارك ومشاركة، أنها نقلت أجواء
التظاهر من مركز العاصمة إلى هوامشها: حي يعقوب المنصور، بالعاصمة الرباط وحي
القرية، بمدينة سلا المجاورة وغيرها من الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية
الكبيرة جداً.
وقد اختلفت تظاهرة ٢٤ أبريل عن التظاهرات التي سبقتها كذلك من حيث
نوعية المنضمين إليها، وطبيعة الشعارات التي رفعتها، ومن خلال توقيتها أيضا .. فقد
شارك فيها مجموعة من المعتقلين الذين كانوا بالأمس القريب وراء قضبان السجون فيما
بات يطلق عليه بالمعتقلين الخمسة في قضية بلعيرج، وعبروا عن مواقفهم الداعمة
والمساندة لحركة شباب ۲۰ فبراير، ومن ضمنهم محمد المرواني، رئيس حزب الأمة و العبادلة ماء
العينين، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية.
وكذلك اختار المنظمون هذه المرة ألا يكون منطلق مسيرتهم ساحة «باب
الأحد» في وسط المدينة كما هو معتاد في جميع المسيرات السابقة، ولكن أن تكون
الانطلاقة من أمام مقر بلدية يعقوب المنصور... وكذلك اختلفت ساعة الانطلاق، بحيث
إن جميع المسيرات السابقة انطلقت في العاشرة صباحا، أما هذه فكانت ساعة انطلاقها
الرابعة بعد الظهر.
شعارات جديدة
أما الشعارات التي تم رفعها، فهي وان تضمنت مطالب ذات طابع سياسي،
مثل حل البرلمان والحكومة ورفض «لجنة المانوني والمطالبة بلجنة منتخبة، وكذلك
المطالبة بدستور يؤسس للملكية البرلمانية ويقر بالمحاسبة والمساءلة وعدم الإفلات
من العقاب، ويفرض الفصل بين الثروة والسلطة.. فإن شعارات جديدة ذات طابع اجتماعي
واقتصادي قد أضيفت إليها مثل المطالبة بالقطع مع نظام الريع والحد من التفاوتات
الطبقية بين فئات المجتمع الواحد ومحاربة الأمية والجهل والإقصاء الاجتماعي والسكن
والتشغيل والتدبير المفوض لمجموعة من القطاعات ذات الأهمية الكبرى كالنقل العمومي
والماء والكهرباء لشركات أجنبية مثل ستاريو (النقل العمومي) و«ليديك، و«رضال»
(توزيع الماء والكهرباء) واللافت هو مشاركة حركة «باراكا، وهي كلمة تعني (كفى) بالدارجة
المغربية في مسيرة ٢٤ أبريل هذه الحركة وإن اندرجت مشاركتها في الرباط ضمن حركة
٢٠ فبراير، إلا أنها بهرت الرأي العام والصحافة بقدراتها العالية على التنظيم
والإبداع والإعداد والظهور في العديد من المدن بعد كل تظاهرة وطنية.
وهذه المرة جذب أسلوب الرسائل المصورة الذي اعتمدته حركة «باراكا»
انتباه المتظاهرين والإعلاميين على حد سواء، وقد فاجأت هذه الحركة الجميع بتسمية
المفسدين بأسمائهم هذه المرة.
إهدار المال العام
وكان العديد من شباب ۲۰ فبراير» قد أعلنوا أنهم يستعدون للتظاهر إلى جانب النقابات في
اليوم العالمي للعمال في مطلع شهر مايو الجاري، في ظل توقعات بأنه سيشهد مشاركة
واسعة بسبب دعوة العديد من الهيئات والمنظمات المدنية والسياسية لتكثيف المشاركة
في ذلك اليوم، ومشاركة التنظيمات الإسلامية صاحبة مبادرة الإصلاح الديمقراطي، التي
لم تشارك رسمياً في مسيرات حركة ٢٠ فبراير.
ولم يتوقف المتظاهرون عند هذا بل امتد احتجاجهم إلى سياسة تنظيم
المهرجانات الفنية بشكل مبالغ فيه، وجاء في نداء تم توزیعه خلال مظاهرة ٢٤ أبريل:
إن «مهرجان» «موازين» يجسد وجها من وجوه الفساد في بعده السياسي والاقتصادي
والأخلاقي، ويشكل احتكاراً وتمييعاً للفعل الثقافي، ويمثل أحد أوجه إهدار المال
العام، في الوقت الذي يعاني فيه الآلاف من الشباب المغربي وحاملي الشهادات من
ويلات البطالة، وتشهد البلاد اختلالات اجتماعية عميقة، ونقصا حادا في الخدمات
الأساسية من طرق ومستشفيات و مدارس ودور شباب وانتشاراً لافتاً للهشاشة والفقر
والأمية ودور الصفيح.
كما رفع المتظاهرون شعارات تندد بتنظيم هذا المهرجان الذي يُدعى
إليه نجوم الغناء من أنحاء العالم، وهو ما يعني أن سياسات التطبيع قد فشلت فشلاً
ذريعا، فالشباب الذي تم إخضاعه لعقود طويلة لسياسات الإلهاء بالكرة والمهرجانات
الفارغة، حتى غلب الظن أنه جيل بلا قضية، ها هو اليوم يثور على هذه الأوضاع ويحمل
قضية الوطن والأمة عالياً.
إلهاء الشباب
ويؤخذ على هذه المهرجانات - وعلى رأسها «موازين» - كونها لا تحمل
أي رسالة فنية، كما يتم الترويج لذلك، بل الهدف منها مواجهة ما يسمى بـ الأصولية،
من خلال إفساد أخلاق الناشئة، وإشغال الشباب عن قضايا أمنهم الكبيرة، مع ما يصاحب
ذلك من ترويج للمخدرات وتحرش بالفتيات واغتصاب وسكر علني، وترويع للسكان المجاورين
للمهرجان، وتشويش على فترة الامتحانات بتنظيمه خلالها، وتبذير للأموال، فضلاً عن
النماذج التي يقدمها للاقتداء..
ففي العام الماضي، كان رمز مهرجان موازين المغني البريطاني إلتون
جون أحد رموز الشذوذ الجنسي في العالم والذي أعلن زواجه بذكر مثله(!)، كما سبق أن
اتهم السيد المسيح عليه الصلاة والسلام بالشذوذ الجنسي!!
وفي العام قبل الماضي، تعرى مغن إسباني بالكامل فوق خشبة مسرح على
الهواء الطلق العاصمة الرباط.. وفي العام الجاري اختار المهرجان «شاكيرا إحدى رموز
الإغراء لسهرة الافتتاح!
هذا مع الحرص على دعوة مطرب إسلامي في كل مرة، وسط جيش من مطربي
الفحش والمجون ورموز الشذوذ، فقبل سنتين دعي المغني «سامي يوسف، وقبله بسنوات كان
دعي المنشد أبو راتب»، وفي هذه السنة يوجد من بين المدعوين للمهرجان «يوسف إسلام
وهو ما اعتبره البعض محاولة لإسكات الإسلاميين.
ومن جهة أخرى، شن عدد من ناشطي «فيسبوك» المغاربة هجوماً عنيفاً
على المطرب المصري عمرو دياب، الذي تعيش بلاده ثورة على الفساد بعد علمهم أنه
سيكون ضمن قائمة الفنانين الذين سيحيون حفلات مهرجان «موازين» الدولي الذي يقام في
الرباط في الفترة الممتدة من ٢٠ إلى ٢٨ مايو الجاري. وجاء هذا الهجوم العنيف من
قبل الشباب نتيجة الأجر المرتفع الذي سيحصل عليه عمرو دياب مقابل حضوره المهرجان
حيث طالبوا بإنفاق هذه الأموال الطائلة على بناء المستشفيات والمدارس ومساكن
لأطفال المغرب الذين يعيشون في الجبال ويموت كثير منهم بسبب البرد، خاصة أن
المهرجان تصل كلفته إلى ١٢ مليون دولار سنويا، ستحصل منها شاكيرا» وحدها على ما
يقارب مليون دولار! وفي السياق ذاته، دعا عدد من شباب ۲۰۰ فبراير المطربين المرشحين
للمشاركة في مهرجان موازين» إلى الاعتذار عن المشاركة مثل: «شاكيرا ، و، جو كوكر»،
و« ليونيل ريشي ويوسف إسلام وكاظم الساهر، وصابر الرباعي، وراشد الماجد، وكارول
سماحة وحسين الجسمي، وجنات، وأسماء المنور وحسناء زلاغ وعبد الوهاب الدكالي،
وسعيدة فكري.. كما دعوهم إلى الإعلان عن تأييدهم الحركة الاحتجاجية.
وأكد الشباب أنهم ليسوا ضد الثقافة ولا الفن لكن هناك أولويات حيث
ينتشر الفقر والبطالة في المملكة، مشيرين إلى أن مؤسسة مغرب الثقافات المنظمة
للمهرجان - ويرأسها «منير الماجدي - تحصل على دعم خيالي من مؤسسات حكومية وخاصة
منها شركات الاتصالات.
وقد انطلقت منذ مدة دعوة لمقاطعة هذا المهرجان والمهرجانات
المشابهة له مثل مهرجان «البولفار» بمدينة الدار البيضاء فهل يستجيب الشباب.