العنوان شعاع النصر في درب الإياب
الكاتب محمد أمين قرة علي
تاريخ النشر الثلاثاء 23-مايو-1972
مشاهدات 12
نشر في 101
نشر في الصفحة 14
الثلاثاء 23-مايو-1972
شعاع النصر في درب الإياب
شعر: الأستاذ محمد أمين قرة علي
بكاء العين من فرط المصاب وجرح في الفؤاد مع التهاب
أداريه، وأمسح دمع عيني فيظهره التذكر من صحابي
سأبكي، ثم أغرق في دموعي وليت الدمع يطفيء حر مابي
لعمـرك ما الحياة إذا تراءت لنا الأيام في لون الهباب
ألم نشرب كؤوس الذل رغمًا!! ونخضع في رضى لهوى الذئاب!!
ألم نترك فلسطينًا تنادي ولا من سامع رد الجواب!!
وفيها المسجد الأقصى حزين تدنسه القرود مع الكلاب
ألم نبذل على سينا الضحايا!! وأشلاء الشباب على الهضاب!!
من الجولان سم في فؤادي مع الأيام يسري في إهابي
ومزقت الشعوب بكل أرض وحل بقومنا سوء العذاب
وزال الحزم في أخذ ورد فضاع الحق من بعد اغتصاب
وضاقت بالحساب رؤوس قومي ففات الثأر من أيدي الطلاب
وحددنا لحرب القوم عامًا فذاب العام في ليل الضباب
وإن فارت دماء العزم نارًا يبردها الصقيع من الحساب
نقول على المروءة كل يوم سلام في الذهاب بلا إياب
فحرب اليوم ليست حرب أمس!! وحرب اليوم ليست للشباب!!
وتصنيع البلاد ضمان أمن!! ودولاب التقدم لا يحابي!!
وتثقيف العقول شروط نصر! يدوم مع الزمان بلا انقضاب
كلام كله صدق.. ولكن رأيت الصدق مسموم اللعاب
فهل تمضي السنون على انتظاري فأنسى الجرح من طول التغابي؟!
وهل تبقى الدموع شموع دربي وهل يبلى مع البلوى مصابي؟!
سيأتي من يقول: كفاك نوحًا فقد صار الجميع إلى التراب
فلا أرض تطالب بالضحايا ولا قوم تحفز للوثاب
لقد مر الزمان فحط عنهم ثياب العزم من طول اغتراب
مات الحق في الأيام حتى تطاير بالهوان مع الذباب
ولكن صيحة الإيمان: كلا بصوت المؤمنين مع الكتاب
أليس الحق في لهب المنايا وفي غضب المروءة في الشباب؟؟
وفي أيدي الرجال تدق بابًا وفي مزج الدماء مع الخضاب؟؟
أليس الحق في بذل الضحايا وخوض الهائجات من الصعاب؟؟
أليس الحق في نار تلظى تحقق عزمها، والسيف نابي؟؟
يضئ شهابها في كل قلب فيقرع بالكرامة كل باب
أليس الحق في غضب اليتامى وبؤس الشاردين من العذاب؟
أليس الحق من دمع الثكالى وطول النوح من هول المصاب؟
فصوت النصر إيمان وحق وليس النصر في طول الحراب.
وليس النصر بالآلات تسعى ولا بالطائرات على السحاب
ولا بالدارعات لكل هول ولا بالقاذفات مع الشهاب
ولا بالغائصات بكل بحر ولا بالقادرات على الخراب
فكم من «قاهر» قد بات ملقى!! وكم من «ظافر» من دون ناب!!
وكم باتت دروع الهول يومًا على الصحراء صيدًا للعقاب!!
فما دارت على كسرى المنايا لنقص في السلاح وفي الحراب
وما دالت على الأيام روم لضعف في الرجال وفي الضراب
ولكن القلوب هوت وماتت فضاع الحزم في وهج السراب
فسر النصر يا قومي - بقلب رأى الإيمان من نور الكتاب
فإن القلب بالإيمان درع يصون المؤمنين من الخراب
به حطين تهزأ بالمنايا وموج القادسية كالروابي
وفي اليرموك حطم كل سور ونال النصر معسول الشراب
وفي جالوت عين ما جلاها سوى الإيمان من طول انتخاب
به التاريخ سجل معجزات على الصفحات تتلى باعتجاب
رجوع القلب للإيمان حتمًا شعاع النصر في درب الإياب
