; شهيد فلسطين الأول الحلقة الرابعة والأخيرة عبد الحميد | مجلة المجتمع

العنوان شهيد فلسطين الأول الحلقة الرابعة والأخيرة عبد الحميد

الكاتب محمد أحمد الراشد

تاريخ النشر الثلاثاء 16-أكتوبر-1973

مشاهدات 47

نشر في العدد 172

نشر في الصفحة 19

الثلاثاء 16-أكتوبر-1973

والحديث عن سياسة «فرق تسد» الداخلية التي اتبعها عبد الحميد تجاه مذاهب النصرانية المختلفة عن السياسة الخارجية لعبد الحميد رغم وجود بقية لحديثنا عن سياسته الداخلية، ذلك لأنه اتبع نفس سياسة التفريق بين الدول الكبرى الطامعة فيه.

سياسة الجذب الوقتي

وأحب ان أسميها «سياسة الجذب الوقتي» بدلًا من التفريق، فإنها كانت تعتمد بصورة أساسية على الاستفادة من التعارض المتوالي بين مصالح الدول الكبرى، فيقدر لكل مرحلة موقفًا نسبيًّا في الميل مع طرف من الأطراف، تبعًا لتبدل ميزان قوى تلك الدول، ولم يكن عبد الحميد بالمنحاز انحيازًا دائمًا مع كتلة معينة.

ويدعي بيهم أن تمكن عبد الحميد من الاستفادة من هذا التضارب الأوربي لصالح الدولة العثمانية إنما هو «قول متفق عليه» بين المؤرخين، وانه:

«استطاع بدهائه أن يمد أجل -الرجل المريض- طيلة ٣٣ عامًا وهو يعلق على الزمن كبار الآمال».

لكن كاتب مجلة العربي لا يروق له ذلك، فأجهد نفسه في تصوير عبد الحميد كصنيعة لسفراء الدول الكبرى، ويستدل على ذلك بمجالسته إياهم، كأن الكاتب يتحدث عن فرد مغمور من عامة الناس يتملق السفراء ويعرض عليهم استعداده، للعمالة!

ولم لا يجالس السلطان سفراء إنكلترا وفرنسا كلتاهما إذ ذاك طرف قوي مخاصم لروسيا، وتخشيان وصول نفوذ التبصر إلى البحر الأبيض وتهديده لمصالحهما الواقعة آنذاك أو المحتملة التي يخططون لها؟ أو ليس من تمام الحكمة أن يستفيد من المعسكرات العالمية المتناحرة؟ أو ليست السياسة القومية العربية المعاصرة تعتمد على الاستفادة من مثل هذا الصراع؟

ومطالعة التاريخ الصحيح ترينا أن الزحف الروسي الكبير الضخم الثاني نحو الآستانة في بداية حكم عبد الحميد، والذي جمع له القيصر كل قوة روسيا وحلفائها ورومانيا، لما أصاب نجاحًا، لم يوقفه إلا التدخل العسكري الإنكليزي، لا تثبيتًا للسلطان، ولكن لأن مصالح الإنكليز تقتضي حرمان الروس من الإطلال على البحر الأبيض، فكان موقف الإنكليز هذا مثل موقفهم الأول في حرب شبه جزيرة القرم أيام أبيه، وأن كان هذا الموقف من ناحية أخرى يؤدي إلى استفادة الإنكليز من هذا الضغط الروسي في أنحاء أخرى، فهي تدافع عن الآستانة خوفًا من وصول الروس إلى البحر الأبيض، ومن باب آخر تشارك فرنسا في احتلال أجزاء من بلاد الإسلام، مما يخضع للحكم العثماني أو لا يخضع، مغتنمة أثر الضعف الذي أحدثته حروب روسيا في كيان الدولة العثمانية، ولم يكن عبد الحميد خائنًا ليقف مكتوف اليد، ولولا هذا الضعف لكان له معهم نزال.

يقول شكيب:

« وإذا نظرنا إلى حروب الروسيا نجد أنها كانت تقدم رجالها وأموالها، وتنفق النفائس والأنفس في سبيل غيرها. فاستقلال اليونان، والجبل الأسود، والسرب والبلغار، والرومانيين، واحتلال النمسا للبوسنة والهرسك، و استيلاء فرنسا على تونس، واحتلال الإنكليز لوادي النيل والسودان، واحتلال إيطاليا للإريتري ثم لطرابلس، وبسط إنكلترا حمايتها على لحج وحضرموت وظفار وسلطنة عمان، وجزيرة البحرين ومدينة الكويت ونزولها في جزيرة قبرص، كل ذلك من نتائج الضعف الذي أوقعته الروسيا بتركيا، فالروسيا كانت تطبخ والآخرون كانوا يأكلون«١»

نعم، الشيء الوحيد الذي فعله السلطان بعد ذلك هو أنه أجر قبرص إلى الإنكليز ليتخذوها قاعدة حربية، وكان مضطرًا إلى ذلك كموقف سياسي بعد أن بات الخطر الروسي يهدد الآستانة نفسها، وبعد أن أعانه الإنكليز معاونة عظمى في رد الروس، وإلا فإن نفور السلطان من الإنكليز كان عظيمًا لما حذوا حذو روسيا في الاقتطاع من جسم دولته.

بقول شكيب:

«وفي زمن السلطان عبد الحميد وقعت الحادثة الجلي، وهي احتلال الإنكليز لمصر، وبسببها نفر السلطان من إنكلترا نفورًا شديدًا، وصار الإنكليز يعملون بكل الوسائل لهدم بنيان السلطنة العثمانية. » «٢ »

وهذا هو الذي حدا به إلى التحول نحو ألمانيا لما وصلت علاقاته مع الإنكليز إلى طريق مسدود.

فبعد احتلال الإنكليز لمصر أراد السلطان «إجراء تحصينات في القلاع التي إلى الغرب من العقبة، فاعترضت إنكلترة على الدولة في ذلك، فأصر السلطان على التصرف ببلاده بحجة أنها بأجمعها بلاد عثمانية، فاستبد الإنكليز في هذه المسألة استبدادًا شنيعًا، وأنذروا الدولة بالحرب، وكأن مصر أصبحت في نظرهم من جملة الإمبراطورية البريطانية، فازداد السلطان عبد الحميد شنانًا لبريطانيا العظمى، وكان ذلك من جملة أسباب موالاته لألمانيا، وانعقدت بينه وبين الإمبراطور غليوم الثاني مودة أكيدة صارت تزداد بمرور الأيام، وعول السلطان على ألمانيا في تدريب جيشه، واستدعى فون غولتس من قواد ألمانيا، ليكون على رأس المدرسة العسكرية في الآستانة، واستجاد غيره من أهل العلم والصنعة في ألمانيا واستخدمهم في حكومته، وكان يرسل كل سنة عددًا كبيرًا من الطلبة إلى ألمانيا، وبقي السلطان عبد الحميد صديقًا للإمبراطور غليوم إلى نهاية ملكه» «۳ »

ومع ذلك بقيت الدولة العثمانية غير قادرة على مناوشة الإنكليز وإخراجهم من مصر وغيرها، فقد «كانت مشكلاتها الكثيرة، وعداوتها مع الروسيا، تقيدها تقييدًا شديدًا من الاندفاع في عداوة إنكلترا.» « ٤ »، «وبقيت الحال على غير استواء بين إنكلتره والدولة العثمانية مدة سلطنة عبد الحميد كلها، وذلك كله بسبب مصر»«٥»

فهذه إلمامة سريعة بمجرى السياسة الخارجية لعبد الحميد التي لم يتجاوز فيها منطق الضرورة وعرف الحكومات الحاضرة، فكان يجذب هذه الدولة إلى مساعدته وقتيًّا بإغراء وتقديم منفعة تشكل مفسدة صغيرة ليتمكن من دفع مفسدة كبيرة متمثلة في تحالف الدول الأخرى ضده، ثم يغير موقفه ثانية بتغير سياسات هذه الدول، ولم يعرف التاريخ السياسي مصلحة محضة، ولا مفسدة محضة، وإنما هو تعارض دائم بين المصالح والمفاسد، و المغانم والمغارم، والكسب والخسارة، والحاذق من يوازن بين هذه المتعارضات، ويتحمل المفسدة اليسيرة لدفع أكبر منها، ويستسيغ تفويت مصلحة صغيرة لنيل أعظم منها.

الميول العربية تطغى على عبد الحميد

ولا بد من رجعة إلى بحث السياسة الحميدية تجاه العرب، والعوامل الكامنة خلف ردود الفعل العربية لأعمال الذين خلفوا عبد الحميد في الحكم، لندرك مدى الضرر العظيم الذي أصاب العرب من جراء خلع عبد الحميد، وغفل عنه كاتب العربي وأمثاله.

ولئن كان العرف السياسي العالمي والمنطق الفقهي الإسلامي يعطيان عبد الحميد ويسوغان له جرأة في الاجتهاد السياسي وفق موازين تعارض المصالح والمفاسد، لكونه حاكمًا مسؤولًا، فإنهما من باب آخر يضيقان على المحكومين نوع تضييق، ويدعوانهم إلى حذر شديد من الوقوع في خطأ في تحديد علاقاتهم بالحاكم من تأييد أو معارضة، وما حدث بعد الحميد من نكسات وتورطات في سياسة خلفائه وورثة حكمه يعطينا صورة واضحة تلوم عقلاء العرب أيام عبد الحميد، وتبين أنهم لم يركنوا إلى هذا الحذر، ولم يتقنوا الاجتهاد في موضع تعارض ظاهر بين المصالح والمفاسد التي تكتنف المحاولة الانقلابية على عبد الحميد، وأنهم كان يسعهم تحمل نواقص الحكم الحميدي، ورفض الفكر الانفصالي الذي بدأت تبثه دوائر التبشير وجامعة بيروت الأميركية،

والإشارة الواضحة التي كانت توجب على العرب مضادة الانقلاب هو ذلك الانفتاح الحميدي المتدرج عليهم في التوظيف، والعناية المتزايدة ببلادهم، وهو انفتاح مقبول منه وإن أرجع بعض أعدائه سببه إلى عداوة العناصر الأخرى لــه، وليس على المسلم المتشدد من ناحية أخرى حرج في قبول هذا التعاون ذي الأساس العربي، فإنه خال من المعنى القومي الضيق، متصل بحقيقة كون العرب أقدر على فهم الإسلام الصحيح والعدل به، في وقت غلبت فيه لكنة الأعاجم ونفخت تربيات المتأثرين بالغرب في روح الكثيرين من غير العرب معاني الشعوبية وأحيتها جذعة.

وكاتب العربي قد أشكل عليه فهم هذه الطبيعة المتدرجة للانفتاح الحميدي تجاه العرب، فراح يتساءل عن صدر أعظم كان عربيًّا.

والحقيقة أن الصدر الأعظم خير الدين باشا التونسي وإن كان شركسي الأصل كما يقول الأستاذ الزركلي في قاموسه الرائع عن الإعلام، إلا إنه، في الموازين القومية، يعتبر عربيًّا، لأنه هاجر إلى تونس شابًّا صغيرًا، وعاش بها، وتقمصته الروح العربية، فنزع منازعاتهم، حتى إن أغلب الكتاب يظنونه عربيًّا.

ولو تجاوزناه لصادفتنا جمهرة عربية تحيط بعبد الحميد.

رأس هذه الجمهرة: الشريف «أحمد عزت باشا الفاروقي»، موصلي ينتهي نسبه بتواتر -يشهد القضاة فيه- إلى الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه، وكان أديبًا ألمعيًّا، وموظفًا كبيرًا من موظفي الدولة فقربه عبد الحميد وجعله «مير ميران»، أي: أمير الأمراء في بلاطة «٦»، وهو أهم منصب في الدولة كما يقول الأستاذ بيهم، و «أن نفوذه المستمد من السلطان كان يجعله الرجل الأول في السلطنة» ، أي أهم من الصدر الأعظم أيضًا

ويعدد الأستاذ بيهم هؤلاء العرب، فيذكر منهم غير الفاروقي: «شفيق بك المؤيد المفوض في الديون العمومية، وشفيق بك الكوراني رئيس الضابطة، وسليم بك ونجيب بك ملحمة اللذين أدركا رتبة الوزارة، وشكري باشا الأيوبي ناظر الأعمال العسكرية، وكل هؤلاء من سوريا ولبنان.

وقرب إليه أيضًا من العراق طالب بك النقيب، وأحمد باشا الزهير، وعينهما أعضاء في مجلس شورى الدولة، وهو فضلًا عن ذلك رفع رتب بعض ضباط العرب إلى درجات عالية، فكان في عداد یاورانه، أي المرافقين: الفريقان محمد باشا ومحيي الدين باشا ولدا الأمير عبد القادر الجزائري، وفؤاد باشا المصري، كما كان من أركان أساتذة المدارس الحكومية العسكرية المشير شفيق باشا وشقيقه وهيب باشا، وهما من قرية المتين بلبنان» ، وظل الأستاذ بيهم يستطرد فذكر بعض العرب من أساتذة جامعة الآستانة، والعرب الذين زوجهم عبد الحميد من أميرات أسرته.

فأي دلالة على الانفتاح أكبر من هذه؟

وحجة عبد الحميد في تدرج الانفتاح والعدول عن التوسع السريع كما يرغب الكاتب يكشفها الأستاذ بيهم، ويوضح أن تقريب عبد الحميد للعرب: «كان له رد فعل عند شباب الأتراك العنصريين، فكان بالتالي في عداد الأسباب التي حملتهم على الخروج عليه.». فهو تدرج يراعي ردة الفعل الشعوبية التي بدأت تغذيها مدارس التبشير، وتحريشات اليهود والماسون، ودوائر الفلسفة الكومتية الفرنسية، كما أسلفنا.

وقد صاحب هذا الانفتاح ما أحب أن أسميه «الاستدراك العمراني الحميدي في البلاد العربية» ، فإنه أولاها عناية تكفر عن تقصير سلفه.

ففي نطاق هذه العناية كان مد سكة حديد الحجاز بين دمشق والمدينة، وهو مشروع هندسي جبار في مثل ذاك الوقت، أراده عونًا له في تسهيل الحج لشعوب الشمال وتحقيق المقصد الشرعي في ترويض المشاعر الانفصالية بواسطة اجتماعات الحج، وتوطيد معاني الجامعة الإسلامية التي بدا الدعوة إلى إحيائها، ولم يكن هذا المشروع المجرد تسهيل التحرك العسكري كما يدعى أعداؤه.

وأصرح من هذا: منقبته المجهولة في القلاية بري العراق، فإنه استقدم المهندس الفرنسي وخبير الري العالمي مسيو شونديفر، أجرى مسحًا عامًا لمشاكل الري في وسط العراق لا يزال هو الأصل للدراسات الحاضرة، وعلى موجب تقاريره بنى عبد الحميد سدًّا إروائيًّا جبارًا على نهر الفرات مقابل بغداد اسمه «سد الهندية» مع منظومة قنوات تتبعه أعادت إلى أرض السواد سوادها بعد اصفرار، ولا يزال هذا السد قائمًا حتى اليوم ينفذ مهمته الإروائية، وقد زرته حين زيارتي للعراق، ورأيت الجهد الهندسي الذي فيه، بالنسبة إلى ذاك الوقت، يعادل الجهد الذي تصنع له حكومات اليوم أكبر الدعايات، ولكن أحدًا من العرب لا يعرف شيئًا عـن سد الهندية لأن عبد الحميد هو الذي بناه!

فإذا أضفنا إلى هذين المشروعين مدارس ومساجد ومرافق كثيرة منتشرة في البلاد العربية تعلوها الطرة الحميدية، لأدركنا مدى الضرر الذي جلبه خلع عبد الحميد على العرب.

دور الإنكليز في تأليب العرب

وقد جفل كاتب العربي جفلة شديدة من قول الأستاذ سعيد الأفغاني في أن العدوى القومية قد سرت إلى العرب، وراح يبين أصالة القومية العربية بإطناب.

والواقع أن يد التحريش والإعانة الإنكليزية قد مدت فعلًا إلى ثورة الشريف حسين بإجماع المؤرخين، وأعمال لورنس جزء منها، وهذه الثورة وإن كانت قد حدثت بعد خلع عبد الحميد بسنوات، إلا أن التحضير لها يرقى إلى زمنه، وكذلك تأثر رواد القومية العربية بالأفكار الغربية وتعاونهم مع اتجاهات السفارات الغربية يعودان إلى زمن عبد الحميد وإن لم يظهرا إلا بعده، فيكون كلام الأستاذ الأفغاني في مقاله صحيحًا.

و شکیب أرسلان يثبت حصول هذه العدوى، ويبين أن سوء الإدارة لم يكن وحده هو الباعث على الثورات، بل التدخل الأوربي أيضًا، ويقول: « إن الجامعة الوحيدة التي كانت تجمع بين الترك والعرب والكرد والأرناؤوط والجركس هي الجامعة الدينية، ولولاها لكانت هذه السلطنة تفككت منذ قرون، ولكن سوء الإدارة في الداخل من جهة، ودسائس الأجانب من الخارج من جهة أخرى، حملا الكثيرين من العرب والأرناؤوط بنوع خاص على النزوع إلى الانفصال عن الدولة برغم الجامعة الدينية.» « ۷ »

ويذكر شكيب أن هذه الدسائس بدأت أول مرة في صفوف نصاری سوریا، فيقول: «ولما كانت الجمعيات الأرمنية بطبيعة الحال تميل إلى إسقاط السلطان عبد الحميد مدت أيديها إلى هؤلاء الأتراك الذين كانوا قد هجروا أوطانهم إلى أوروبا، وشرعوا في التحريك لأجل إعلان الحكم الشورى في تركيا، وكان بعض المسيحيين من سورية مشتركين أيضًا في هذه الحركة. » « ۸ »

ورامزور يصرح باسم أحد كبرائهم، وهو المسيحي البيروتي خليل غانم، كان نائبًا في البرلمان التركي، ثم هرب وأنشأ في باريس صحيفة تركية الفتاة « ٩»

ثم يصور شكيب اتساع التأثير الخارجي في الشباب العربي، ويصرح بأن عقلاء العرب كانوا يدركون وهم تحت حكم الاتحاديين أن انفصالهم يوقع بلاد العرب في حكم دول الاستعمار، ويذهب إلى وصف ما حدث من جهلائهم بأكثر من مجرد التأثر والعدوى التي استبعد كاتب العربي حصولها، ويذكر أنه استجلاب لبعضهم بالنفع، أي العمالة، ويقول:

« وهذا النزاع بين العرب والترك لم يكن ينتهي، بل كان يزداد بضعف الدولة، وقد كان يظهر في مواقع كثيرة، ولكن المانع الوحيد من انفجار بركان الشر بين الفريقين هو الخوف على بيضة الإسلام لا غير إلا أن الإنكليز تمكنوا قبل الحرب العامة من استجلاب كثير من ناشئة العرب، منهم من استجلبوهم بالمنافع الخاصة، ومنهم من استجلبوه بطريقة الإقناع، و أوهموا العرب أنهم إنما يريدون ليجددوا دولة عربية كدولة بني العباس، أو دولة بني أمية مثلًا، ويساعدوا العرب على تجديد مجدهم القديم، وعلى عمارة بلادهم التي لم يحسن الترك إدارتها ولا عمارتها، فصار بين العرب حزب غير قليل ينزعون إلى الانفصال عن الدولة قلبًا وقالبًا متوقعين لذلك أول فرصة. ولا يمكن أن يقال أن هذا كان رأي الجمهرة من الأمة العربية، بل في الحقيقة كان عقلاء العرب يفقهون أنه إذا وقع الانفصال بين العرب والترك تسقط بلاد العرب تحت حكم الإفرنج، فلذلك كانوا يختارون البقاء تحت حكم الدولة العثمانية خوفًا من حكم الأجانب، واختيارًا لأهون الشرين.

نعم لو كانوا على يقين بأن الدول الأوروبية تحترم استقلال البلاد العربية ولا تبسط أيديها إليها بالغصب والتقسيم لكانوا يرجحون بدون شك الانفصال عن الترك، والاستقلال بدولة لأنفسهم، ولكن عقلاء العرب كانوا لا يجهلون مطامع الدول الأجنبية في بلادهم، ولم يكن يخفى عنهم تصميم أوروبا على تقسيمها، وأنه لا عهد للدول المسيحية بإزاء المسلمين مهما عاهدت، ولم يكن يشذ من العرب عن هذه العقيدة سوى بعض من لا تجربة لهم، أو من لا تهمه الجامعة الإسلامية في كثير ولا قليل. ومنهم من كان الإنكليز يستخدمونهم في بث دعايتهم كإجراء لا غير.» «٩»

وقبل أن يشتاط كاتب العربي غضبًا على شكيب وصراحته في هذا النص نذكره بأنه سليل ابن ملك العرب النعمان بن المنذر وليس بالذي يكره العرب، ولكن الحق كان عنده أحق أن يقال، كما نذكر القراء بأن فكرة الاستقلال عند عقلاء العرب وترجيحهم لها عند ضمان عدم نكث الدول الأوربيةكما تحدث عنها شكيب هاهنا- إنما تأكدت في زمن الاتحاديين العنصري فحسب، وكلامه عن عهدهم، وأما زمن عبد الحميد فلم يكن يفكر بمثل ذلك إلا العميل.

وقضية العمالة يؤيدها الأستاذ بيهم ايضا، فيقول إنه: « كان من الطبيعي أن يلجأ السلطان إلى الشدة في سبيل إخماد الثورات العنصرية التي كان يضرمها الطامعون بمملكته، وكان من الطبيعي أيضًا أن يتخذ هؤلاء من أعمال الشدة قواعد تنطلق منها سهام التشهير به لتصويره بصورة الفتاك الظالم.

ولهذا القصد لم يكتفوا بالعناصر المسيحية فحسب في أوروبا وآسيا، وإنما استأجروا بعض الأتراك وبعض العرب، وأتوا بهم إلى عواصمهم. . . . »

وحتى في زمن حكم الاتحاديين، لم تكن عنهجية جمال باشا السفاح وإسرافه في الدماء هي الباعث على ثورة الشريف حسين كما قد يتوهم البعض، وانما يرجع شكيب ذلك إلى اتفاقه مع الإنكليز قبل الدماء والمشانق، ويجزم بذلك ويقول:

« أما كون سياسته هذه هي التي أحدثت المسألة العربية، ولولا قتله من قتل من كبار السوريين وأدباءهم لم يكن ثار الشريف على الدولة ولا انشق العرب على الترك، فليس بصحيح، إذ علاقة الشريف بالإنكليز وتحفزه للقيام على الدولة في أول فرصة تلوح يرجعان إلى أيام السلطان عبد الحميد نفسه، الذي كان يعلم ذلك. ولما أخذ الاتحاديون على يد السلطان وأجبروه على نصب الشريف حسين أميرًا على مكة مكان الشريف علي قال لهم: إنني أبرأ من تبعة كل ما سيعمله هذا الرجل، لأنني أعرف حقيقته. وقد كانت مداخلات الشريف لإنكلترا في أمر الثورة من قبل الحرب العامة.» « ۱۱ »

«وعلى كل حال فليست قسوة جمال في سورية وقتله من قتل هما سبب ثورة الشريف وعلى فرض أن جمالًا لم يفعل ما فعله، فإن الثورة كانت واقعة، وكان ما ظهر من نفور الأهالي من الترك، وشماتة كثير من العرب بالترك يوم دارت الدائرة على ألمانيا وتركيا، لا بل فرح كثيرون من العرب، لا سيما فريق الشبان منهم، بانتصار الحلفاء على الدولة العثمانية: النصارى الكاثوليك بانتصار فرنسا، والنصارى الأرثوذكس بانتصار إنكلترا، والمسلمين أيضًا من ذلك الحزب الممالئ للشريف، بظفر الحلف العربي الإنكليزي. كل هذا كان وقع كما وقع سواء قتل جمال من قتلهم أو لم يقتلهم. ينبغي لنا أن نعترف بذلك إن كنا نتوخى حقيقة وتاريخًا. » «١٢»

حقيقة القومية بين التمويه والتطبيق

فهذه النصوص تقطع بأن خروج القومية عن معناها الصحيح في أن يتحرى المرء مصالح قومه وتعديها إلى الاستعانة بالكفار ومعاداة بقية المسلمين إنما هي أكثر من عدوى اجتاحت العرب بعد اجتياح التيارات القومية لأوروبا، وأنها كانت تصحيحًا مغلوطًا لنواقص عبد الحميد المدعاة، ولكن من دعاة القومية من كان مخلصًا في قرارة نفسه، لكنه ساذج يعاني من الفراغ، فملأت القومية فراغه وظنها العلاج، ومنهم من كان أجيرًا للأجانب.

وقد انتقل كاتب العربي إلى مغالطة كبيرة عند تعريفه القومية العربية ولم يكن صريحًا، فادعى أنها « توحيد الوطن العربي وتوحيد الأمة. . . » وكتم ما في ثناياها من ترك الحكم بالإسلام الذي هو لازمها ومقتضاها، وتاريخ التطبيق القومي في البلاد العربية بعد عبد الحميد وإلى الآن يثبت هذا الجانب الأساسي في مفهوم القومية العربية، ولا تجد قوميًّا ينكره إلا من باب التمويه لعدم إجفال العرب الذين يرون وجوب الحكم بالإسلام ولا يعملون عملًا حركيًّا لاستئنافه، فيخدرونهم بالمغالطة، ويكسبون مسالمتهم للأحزاب القومية، لقصور وعيهم في إدراك الصلة التامة بين كل دعوة ودعاتها، ويجعلونهم يتصورون إمکان تطبيق إسلامي على يد داعية قومي.

إن تجريد الحكم، وجعله علمانيًّا، من لوازم القومية العربية التي يشيد الكاتب بمشاركة النصارى في تثبيتها، ولا يعقل ان يشارك مسيحي في تثبيت دعائم حكم إسلامي، ولا يعقل أيضًا أن تكون الصفة المسيحية هي الغالبة على منظومة القيادات القومية لو لم تكن القومية محققة لمصالح المسيحية.

أما أن القوميين يدعون أنهم لا يلحدون فإن ذلك غير كاف لوصفهم بالإسلام، فإن الإسلام عقيدة ونظام، وخلق وأحكام، ولا يوصف المرء بكمال الإسلام حتى يكون موحدًا خلوقًا ساعيًا إلى تطبيق أنظمة الإسلام السياسية والاقتصادية والقانونية، من أنكر حكمًا من جزئيات الإسلام معلومًا بآية أو حديث متواتر كان كافرًا بإجماع الفقهاء ولو جهر بالتوحيد.

لكن كاتب العربي لا يريد رؤية هذه المفاهيم الإسلامية التي ينطلق منها من يخالفه، فيسارع إلى الافتراء، ويعلن، بعيدًا عن أدب النقد: «إن أولئك المهاجمين إنما يحققون أفكارًا ليست بعيدة عن مصلحة العدو، وإن كثيرًا من الفئات التي حاولت أن تتمسح بالدين في كثير من الحركات إنما كانت تسير والعدو في خط واحد للتأثير على الروح المعنوية وخلق الفتن الطائفية في الأمة.».

يسمى التمسك بموازين الإسلام فتنًا طائفية. .

وحجته أن الشعور القومي قديم في العرب، وأن المتنبي استوحش لما دخل ديار خراسان ولم يعد يسمع لسانًا عربيًّا.

واي مخلص لا يستوحش بعيد الفتنة الشعوبية الحاقدة التي أضرمها أبو مسلم الخرساني وقتل خلالها كل ناطق بالعربية؟

او حجته أن فلانًا اشتاق إلى بلاد العرب لما بعدت عنه، كأن المرء لا يشتاق إلى بلاده التي نشأ فيها؟

وهل كان بلال الحبشي إقليميًّا لما هاجر إلى المدينة واشتاق إلى جبال مكة ووديانها ورفع عقيرته قائلًا:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
وهل أردن يومًا مياه مجنة
 

 

بواد وحولي إذخر وجليل
وهل يبدون لي شامة وطفيل؟ « ۱۳ »
 


 

وإذا كان المسلمون الأوائل العرب قد فهموا حدود بلاد العرب على أنها حدودهم الدولية فلازم ذلك أن نتهم اندفاعهم في الفتوح لما بعد تلك الحدود على أنه من قبيل الاستعمار الظالم، وذلك ما يأباه الكاتب، ولكنها العقيدة العالمية التي لا تعرف دمًا ولا لونًا ولا ترابًا، وإن ظل الحنين إلى الوطن ملازمًا لكل البشر.

وأغرب من هذا أن يستدل الكاتب على أصالة القومية العربية ببيت شعر ذكر عنترة فيه لفظ العرب وبأسفه على عدم حضور معركة ذي قار!

والأولى أن نذكر الكاتب بطبيعة التطبيق العنتري للقومية العربية، فعنترة يعتقد القومية، لكنه اعتقاد لسان مجرد، أما سيرته اليومية المخلدة في أشعاره لتبديه محاربًا لقبائل العرب، مغيرًا عليها، بل ويتخير أول المعركة أضعف الأعداء منظرًا، فيهجم عليه، ليرتهب القوي، كما سئل هو وأجاب عن سر رهبة الغير له، ونعتقد أن الكاتب أرفع من أن ينسب بعض مظاهر الخلاف العربي الحاضر إلى هذا المذهب العنتري الأصيل!

وجدير أن نذكر أن القوميين الأتراك بالمقابل كانوا يفهمون القومية بعدًا عن الاسلام أيضًا، وكانوا يربون الشباب على حب جنكيز خان سفاح الشعوب، وكان شعارهم عدم التدين، وإهمال الجامعة الإسلامية

يقول شكيب:

«شعارهم عدم التدين وإهمال الجامعة الإسلامية إلا إذا كانت خادمة لنفوذ القومية الطورانية، فتكون عندئذ واسطة لا غاية، وقد غلا كثير من هذه الفئة في الطورانية حتى قالوا: نحن أتراك فكعبتنا طوران وهم يتغنون بمدائح جنكيز، ويعجبون بفتوحات المغول، ولا ينكرون شيئًا من أعمالهم، وينظمون للأحداث في وصف الوقائع الجنكيزية ليطبعوهم على الإعجاب بها.» « ١٤ »

وبهذا تتضح الأسباب الفكرية وراء خلع عبد الحميد، ويبدو صواب عبد الحميد في نبذ القوميات والتوسط بينها، ذلك التوسط الذي كان يمثل الإخوة الإسلامية التي يحملها الحزب الإسلامي آنذاك، والتي وصفها شكيب أرسلان شعرًا يوم استعاد مدينة أدرنه من أيدي البلغار زمن الاتحاديين

فقال:

فمن مبلغ البلغار أنا إلى الوغى
وأن جميع العرب والترك أمة
 

 

وإخواننا الأتراك نزحف توأما
حنيفية بيضاء لن تتقسما « ١٥ »
 


 

شبهات واهية

وبهذه التقريرات يبدو نشاز شبهات أخرى يحاول الكاتب إثارتها.

فهو يعيب على عبد الحميد جلوسه يوم خلع أخيه مراد مع سفيري إنكلترا والنمسا، ونسب للسفيرين أنهما أشارا بخلع مراد لميوله الدستورية

فأما جلوسه مع السفيرين يوم تنصيبه بعد أخيه فما هو بالرجل العادي، بل المرشح للخلافة، فأي حرج عليه في أن يجلس مع سفيرين؟ أو لم يذكر أنور السادات في مذكراته أن رجال ثورة يوليو اجتمعوا يوم الثورة بالسفير الأميركي همفري؟

وأما أن مرادًا يريد الدستور فالمشهور أن إعلانه كان مطلبًا نصرانيا تؤيده إنكلترا كما يقول شکیب ورامزور.

ومع ذلك فلم يكن الدستور هو سبب خلعه، بل يذكر شكيب جنونه و اتفاق رجال الدولة على تنحيته، فيقول:

« وأما السلطان مراد فما مضت عليه إلا ثلاثة أشهر في السلطة حتى حصل له اختلاط في عقله، فاتفق رجال الدولة على إقصائه عن السلطنة ونصب أخيه السلطان عبد الحميد مكانه.» « ١٦ »

ومن شبهاته أنه يتهم بعض ثقات المسلمين الذين انضموا إلى درويش وحدتي في حركة الوحدة المحمدية التي سعت لإعادة عبد الحميد بأنهم: «ينتحلون لأنفسهم صفة رجال الدين» . بينما يثبت شكيب أنهم من العلماء وأنصار المبادئ الإسلامية فيقول:

«ولما كان الاتحاديون يتظاهرون بالتفرنج، ويتساهلون بأمور الدين، ويتكلمون أحيانًا بما يخالف الشرع: مال جمهور العلماء وأنصار المبادئ الإسلامية إلى هذا الحزب الذي شرع بمصادمة جمعية الاتحاد والترقي، وألفوا تحت رئاسة الشيخ درويش وحدتي عصبة سموها: الوحدة المحمدية.» «۱۷»

أي أن الأمر لم يكن كما ذكر الكاتب، وإنما كان هناك معسكران فكريان يتعارضان، وان هناك ما يوجب ثورة كل مسلم ملتزم على المنزع الإفرنجي الجديد.

إسفاف الكاتب والمجلة

ويبلغ الكاتب ذروة إسفافه فيطعن في صحة نسبه وأنه ابن زنا، ويقول: «فإذا تركنا ما كان يتردد في أبهاء قصور آل عثمان عن الفتى عبد الحميد من أخبار متناقضة عن صحة نسبة. . . . » ، أي أنه نغل.

وهذا إسفاف كان الكاتب في غنى عنه، ولا يعذر لكونه استند في ذلك إلى كتاب لم يقل لنا اسم مؤلفه، لأن مثل هذه الأخبار تشیع زورًا في معظم الأجيال عند الاختلاف السياسي وقد يكون مروجها من اليهود أو نصارى البلغار واليونان.

ولكن يبدو أن هذا هو مبلغ إجادة كاتب العربي للغة الدبلوماسية التي ربما يدعي حذقه فيها.

سفير مسلم يخاطب خليفة المسلمين بأنه نغل، لكنه إن ذهب إلى صليبي حاقد، أو ماركسي ملحد، فإنه يخاطبه بألقاب الفخامة والمعالي!

ومجلة العربي شريكة في الإسفاف ولا شك، مع أنها تدعي حيادها الفكري وعدم مسؤوليتها عن آراء كتابها، ولم يكن لها إغماض عينها عن زلة الكاتب، إذ لو أن مجلة إسلامية اتهمت من كتاب الوجودية بأنه نغل لسارعت مجلة العربي تقدم لنا افتتاحية عن فحش الأساليب الصحفية.

أو بعض حكام إسرائيل لأنشأ لنا كاتب العربي مقالة يؤكد فيها بناء على خبرته الدبلوماسية الضرر العظيم الذي يلحق قضية فلسطين في الأوساط العالمية من جراء مثل هذا الإسفاف. ولكن يبدو أن المسألة هنا تختلف، طالما أن المسبوب هو عبد الحميد، وأن العرض مباح طالما أن صاحبه غير عربي! !

أخطاء عبد الحميد

وعلى كل، فإننا لا نجرد عبد الحميد من الخطأ، فقد ذكر شکیب إهماله للتدريب العسكري « ۱۸ »، وإهمال الأسطول « ۱۹ »، وبعض الآراء الحربية التي

« البقية ص ٣٤ »


 

معا. . بالنفس والمال

﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ« البقرة: ٢٤٤٢٤٥»

 


 

مجرمو. . حروب

مخربو. . حضارات

﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ.« المائدة: ٦٤».

 

الغرور. . لا

﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِين. « التوبة: ٢٥»


 

آذوا موسى

﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ۖ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين. « الصف: ٥»

وكذبوا عيسى

﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ. « الصف: ٦»

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل