; صاروخ القسام.. «إرهاب سيكولوجي» ونصر بالرعب | مجلة المجتمع

العنوان صاروخ القسام.. «إرهاب سيكولوجي» ونصر بالرعب

الكاتب عاطف الجولاني

تاريخ النشر الجمعة 27-أغسطس-2004

مشاهدات 16

نشر في العدد 1615

نشر في الصفحة 32

الجمعة 27-أغسطس-2004

مطلع الشهر الحالي وفي كاليفورنيا، نجح صاروخ «حيتس» الذي جاء ثمرة التعاون الإسرائيلي – الأمريكي المشترك في اعتراض صاروخ «سكود» بعيد المدى وإسقاطه. وهو ما «ملأ قلب كل إسرائيلي بالاعتزاز، كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه آرينز».

لكن رغم ما توفره هذه التقنيات المتطورة من إمكانات هائلة لـ «إسرائيل»، فإن ما يدمي قلوب الصهاينة ويثير سخطهم، أن كل هذه التقنيات تقف عاجزة تمامًا أمام الخطر الداهم الذي بات يمثله صاروخ «القسام»، فعلى الرغم من أنه ما زال يصنف کصاروخ بدائي مقارنة بغيره من الصواريخ، غير أنه نجح في إدخال الرعب إلى قلوب المستوطنين في كل المستوطنات المحيطة بقطاع غزة.

حين بدأ مقاتلو حماس قبل عامين بإطلاق صواريخ القسام ضد الأهداف الصهيونية، تساءل كثيرون عن جدوى ذلك في ظل فشلها في تحقيق إصابات بصفوف الإسرائيليين، حيث كانت الصواريخ آنذاك بدائية للغاية وكثيراً ما انطلقت على غير هدى وسقطت بعيدًا عن أهدافها، لكن أجهزة الأمن الصهيونية كان لها رأي آخر، إذ كانت تدرك منذ البداية أن تراكم الخبرة مع إصرار مقاتلي القسام على تطوير تلك الصواريخ سيجعلها في نهاية المطاف قادرة على الوصول إلى أهدافها، وحذر الجيش الصهيوني – منذ ذلك الوقت المبكر – من أن تطوير هذه الصواريخ قد يوصلها إلى أماكن استراتيجية وتجمعات سكانية وقد يؤدي إلى خسائر في الأرواح.

وكما توقع الجيش، فإن مقاتلي حماس تمكنوا بالفعل من تطوير صاروخ القسام بصورة جيدة خلال العامين الماضيين، سواء من حيث المدى الذي تصله تلك القذائف الصاروخية، أو من حيث دقة الإصابة. وما جرى مؤخرًا في مستعمرة سديروت خير شاهد.

أجهزة الأمن الصهيونية تقول: إن مقاتلي حماس أدخلوا خلال الأشهر الأخيرة تغييرات على صاروخ القسام، واستطاعوا تطويره ليصبح أكثر فتكًا، حيث خفضوا كمية المواد المتفجرة في الصاروخ، وزادوا الرأس الحربي مع مواد متفجرة وشظايا فولاذية مما تسبب في حدوث إصابات قاتلة في سديروت.

المسؤولون في جهاز الأمن قالوا: إنهم يعتقدون أنه عاجلًا أو آجلًا ستتمكن حماس من زيادة مدى صاروخ القسام إلى ما هو أكثر من 10 كيلو مترات، الأمر الذي سيسمح بضرب مدينة عسقلان أيضًا، وتساءل مسؤول أمني: «ماذا سيحدث في اليوم الذي سيتجاوز فيه صاروخ القسام مدى العشرية

أو 12 كيلو مترًا؟.

 

عدونا الأهم:

المحلل العسكري الصهيوني أليكس فیشمان قال: إن على الجهات الأمنية الإسرائيلية أن تشعر بشعور السباق مع الزمن، لأن قواعد اللعبة تتغير بصورة سريعة.

ورأى فيشمان: أن «عدونا الأهم الآن وطوال عدة سنوات قادمة هو صاروخ القسام، وليس صاروخ شهاب «الإيراني»».

ويرى أليكس فيشمان أن تواصل إطلاق الصواريخ على سديروت يشكل حجر الزاوية في تطبيق خطة فك الارتباط مع قطاع غزة التي طرحها آرئيل شارون. وهذا ما أكده اللواء غيورا إيلاند المسؤول عن خطة فك الارتباط في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي.

صاروخ القسام مشكلة حقيقية، فالحديث يدور حول سلاح إرهابي تقليدي، إذ يكفي مجرد إطلاقه، ولا حاجة لأن يقتل أو يجرح حتى يحرز تأثيرًا معينًا. هكذا يرى سياسي صهيوني التأثير النفسي لصواريخ القسام على الصهاينة خاصة في مستوطنات غزة، وهو ما اعتبره أليكس فيشمان بمثابة إرهاب سيكولوجي «نفسي» للإسرائيليين.

فيشمان قال إنه «طالما بقي القسام يتطاير، فإن الوضع سيئًا من الناحية السياسية وسيبقى تأثير الإرهاب السيكولوجي قائمًا».

فوق ذلك رأت أوساط صهيونية أن صواريخ القسام التي سقطت في المستوطنات الإسرائيلية، أسقطت نظرية توفير الحماية من خلال بناء الجدران التي إن استطاعت منع انتقال «الانتحاريين»، فإنها تقف عاجزة أمام تلك الصواريخ التي لا تجد صعوبة في تجاوزها.

سياسي إسرائيلي قال إنه يتبين: «كما هو متوقع – أن الجدار الذي يحبس قطاع غزة داخله لم يعد قادرًا على ضمان أمن دولة إسرائيل».

وفي الوقت الذي يتحدث فيه الصهاينة عن نجاحات صاروخ القسام وتأثيراته النفسية الكبيرة على الجيش وعلى المستوطنين في غزة، وعن فشلهم عسكريًا وأمنيًا في مواجهته، فإن ما يثير الدهشة والاستهجان أن تهرب لجنة التحقيق التي شكلها المجلس التشريعي الفلسطيني في أسباب الفوضى المنتشرة في مناطق السلطة من وضع يدها على الأسباب الحقيقية للفساد والفوضى والصراع المحتدم على المواقع والنفوذ داخل أجهزة فتح والسلطة وأن تلقي باللوم على صواريخ القسام والعمليات الاستشهادية!! باعتبارها – في زعمهم – أدت إلى الخراب والدمار عن طريق ردود فعل إسرائيلية إجرامية والتأثير على الرأي العام العالمي.

الرابط المختصر :