العنوان صحافة - العدد 6
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 21-أبريل-1970
مشاهدات 103
نشر في العدد 6
نشر في الصفحة 14

الثلاثاء 21-أبريل-1970
البحرين والأكراد واليمن..
الهيرالدتربيون:
هناك مشكلات ثلاث أقل تعقيدًا من أزمة العرب وإسرائيل، هذه المشكلات على وشك الحل وهي: البحرين، والأكراد، واليمن.
ففي البحرين قام ممثل الأمم المتحدة بجمع المعلومات وسماع رأي الناس خلال أسبوع في البحرين ليتعرف على رغبتهم في تقرير المصير.
ولعل إيران قد قبلت هذا المشروع لتنقذ موقفها، وتسدل الستار على مطالبتها للبحرين التي ترجع إلى 1869، والمطالبة بالبحرين لإيران كان من مطالب الشوفينيين الذين تجاهلوا الإحصائية البريطانية لسكان البحرين وتبين بموجبها أن الإيرانيين يشكلون أقل من 10% من سكان البحرين البالغين الآن (200) ألف نسمة، وبينما يؤكد الملك فيصل عدم استخدام القوة للسيطرة على الجزيرة المصدرة للنفط، يقوم شاه إيران بتحذير الإمارات الأعضاء في اتحاد المستقبل بأنه لن يعترف بها إذا ما انضمت البحرين إلى هذا الاتحاد. وبالنسبة للبحرين فإنها ستعلن استقلالها، وستنسحب من الاتحاد، وبإمكانها أن تصبح عضوًا في الأمم المتحدة.
وفي العراق، فإن الحكومة آخذة بتنفيذ ما جاء في بيان 11 آذار لحل مشكلة الأكراد الذين يبلغ عددهم المليونين. فقد أخذ الجيش العراقي بالانسحاب من المناطق الكردية، وستبقى قوة قليلة مرابطة في كركوك. وفي عدن، أذاع راديو صنعاء على اتفاق بانتهاء النزاع بين اليمن الجمهورية والسعودية، إذ ستتوقف السعودية عن مساعدة الملكيين، وستتخلى عن الإمام السابق.
حَديث خطير للمَودودي:
لا نقبل بحكومة إسلامية انقلابية
كتبت: صحيفة الشعاع
سُئِلَ أبو الأعلى المودودي رئيس الجماعة الإسلامية في باكستان: «هل تعتقد بأنه يمكن قيام دولة إسلامية عن طريق انقلاب عسكري؟» فأجاب الأستاذ المودودي قائلًا: «أعتقد أن هذا ليس الطريق السوي لنتخطاه، ومثل هذا الأسلوب قد يحقق أضرارًا من أن يأتي بأي خير. إن الثورة الإسلامية التي يراد بها الدوام والاستمرار لا يمكن أن تتأتى في أي مجتمع ما لم يكن الشعب في ذلك المجتمع مهيأ فكريًا وخلقيًا لاحتضان الإسلام والحياة من أجله.
وما لم يتم هذا الإعداد فإن الثورة المسلحة لا تستطيع أن تحقق الهدف المقصود.
ليست الفكرة مجرد أن يحدث تغييرًا، وإنما أن يحدث التغيير الذي من أجله أُعِدَّ المجتمع، ولا يمكن اختصار هذا الطريق. ومجرد الانقلاب لا يحقق الغرض، إلا أن ذلك يكون جانبًا في الموضوع، وتوجد أمور أخرى ينشأ عنها التضرر، وأُشير إلى بعضها:
1-إن القوى المعادية للحركة الإسلامية تمتلك السيطرة على قوات مسلحة، وشرطة، ورجال إدارة، ويجب أن يأخذ بنظر الاعتبار المصادر الهائلة لدولة حديثة. فليس بإمكانك أن تمتلك القوة الكافية والأسلحة بكمية ونوعية مكافئتين لما عند هؤلاء، وإذا ما حدث صدام فإنه سيؤول إلى تدمير الحركة، لا إلى تدمير أعدائها.
2- وحتى لو ملكنا السيطرة على مرافق الدولة عن طريق الانقلاب المسلح، فإنه لن يكون بالإمكان تسيير دفة الدولة وتمشية شؤونها بموجب الطريقة الإسلامية، وذلك لسبب بسيط، وهو أن المجتمع وشتى مناحيه لم تكن قد هُيّأت بصورة اعتيادية للتحويل الأخلاقي الذي يريده الإسلام.
وإذا ما استمرت الطرق غير الإسلامية لتلوث المجتمع وجوانبه المتعددة -بينما تمسك الحركة الإسلامية بزمام السلطة- فإن هذا سينفر الناس من الحركة، بل حتى من الإسلام نفسه.
3- الثورة المسلحة كوسيلة للسلطة ستكون مهيأة للآخرين، وربما تكون الفرصة لهم في استعمالها أكثر إتاحة، وهذا يعني إنه بالرغم من الرجوع إليها فإنك لن تكون في وضع ثابت، بل بدلًا من ذلك فإن الخطر كائن في أن الأقطار الإسلامية ستظل تدور في حلقة مفرغة من الانقلابات، والانقلابات المضادة، والمؤامرات.. كما هو واقع اليوم.
فاللجوء إلى هذه الطريقة لا يأتي بنهاية إلى هذه العملية غير المجدية، والفرق في تلك الحالة هو انتقال هذه العملية وتناولها بواسطة عناصر غير إسلامية، وهذا بدوره يؤثر على الناس سواء منهم المشتركون في الحكم أم الخارجون عن نطاق المسؤولية. وفي تلك الحالة ستصبح الحركة الإسلامية حزبًا يمارس هذه اللعبة غير المجدية، فتتحمل الحركة عبئًا من كراهية الناس و نقمتهم.
الثورة المسلحة والحركات السرية
4- إذا أردت القيام بثورة مسلحة، فإنك ستلجأ إلى تنظيم حركتك على غرار الجمعيات السرية. والحركات السرية لها طبيعتها، فهي لا تقبل الخلاف ولا تأذن بالنقد داخل صفوفها.
ويجد الضعف والالتواء طريقهما في الظهور والنماء في مثل هذه الجمعيات، أما المحادثة الحرة والعادلة والصريحة فإنها ممنوعة، وليس هناك تصحيح ذاتي للأخطاء.
والذين يريدون هذه الحركات يصبحون بحكم منطق طريقة العمل، قساة لا يطاقون، وهم يريدون طاعة عمياء من أتباعهم، وإذا ما انتابهم أدني شك فإنهم لا يترددون بأن يطلقوا رصاص الموت في صدور هؤلاء الأتباع الذين يَشُكُّون بهم.
هذا ما تتطلبه طبيعة هذا النوع من العمل.
وبمرور الزمن ينجح مثل هؤلاء الأشخاص في تحقيق انقلابات تحولهم إلى ظالمين، بل أحيانًا يكونون أشد ظلمًا ممن حاولوا إزاحتهم.
5- وهناك مطلب آخر مماثل يقتضيه منطق تكنيك هذا العمل، وهو أن يلجأ الأعضاء إلى الخداع والكذب والتزييف، وسفك الدماء وأمور أخرى يحرمها الإسلام، وهم لا يسمح لهم أن يعملوا هذا وحسب، بل إذا حالفهم النجاح فإنهم يكونوا قد تدربوا لفعل كل هذا.
وهذا يجعلهم يؤمنون بأن «الغاية تبرر الواسطة» _على حد قولهم_ وهل من المعقول أن نتوقع أن أشخاصًا كهؤلاء عندما يصلون إلى السلطة أن يتبعوا مبادئ الإسلام بشرف ونزاهة، وأن يسيّروا المجتمع بموجب وجهة النظر الإسلامية في الأخلاق والسلوك؟
ثورات الرصاص
ومن طبيعة هذه الثورات التي تقوم بالرصاصة، أنها لا يمكن وأن تصان إلا بالرصاصة! إن ذلك يخلق مناخًا يُصبح فيه التحول السلمي نحو نظام إسلامي في حكم المستحيل.
فثمة تعسف يستبدل بتعسف آخر، الأيدي تتغير والنظام قائم، بينما يظل هدف الحركة الإسلامية هو تغيير النظام وليس مجرد تغيير الأيدي.
إنني أود أن أدعو كل أولئك الذين يهمهم تأسيس نظام إسلامي إلى أن يتأملوا بجدية كل ظواهر هذه القضية، وإنني أعتقد أنهم لن يستطيعوا أن يتحاشوا نتيجة مؤداها أن الثورة الإسلامية يمكن لهــا أن تسلك طريقها دون أن تقع فريسة للطفرات التي لن تؤدي إلا إلى ضياع الأمان في المجتمع.
رئيس اتحاد نقابات العُمَّال يقول:
مشكلة خطيرة لابدَّ لهَا مِن حَل
في جو يسوده الإخاء كان السيد/ حسين الصقر -رئيس اتحاد نقابات العمال في الكويت- يتحدث بإسهاب عن مشكلة عمالية عميقة الجذور وصفها بأنها ستؤدي بكافة الأعمال النفطية إلى طريق مسدود، إن لم يكن إلى أسوأ من هذه النهاية. وعندما سألته أن يتحدث عن الموضوع قال: هناك مشكلة خطيرة بدأت مع وصول مدير شركة الزيت الكي أو سي إلى الكويت، فقد ألقى مدير الشركة خطابًا تفصيليًا عن خطة الشركة الجديدة وكان مما قاله:
إن الشركة ستتخذ طريقة أكثر الشركات النفطية انتشارا في العالم، وتتلخص هذه الطريقة بأن تعطي الشركة جُلّ أعمالها إلى مقاولين، وأن تسند إلى المقاولين إدارة هذه الأعمال، شريطة أن لا يكون هذا المقاول من ذوي الصفات التي يستطيع من خلالها توظيف ۲۰۰ عامل على الأكثر، إذ أن من المطلوب مقاولين لعشرات من العمال فقط؛ وبذلك تكون الشركة قد تبرأت تماما من حقوق العمال التي نص عليها الدستور وحفظها قانون النفط، الذي نأمل أن يُنَفَّذَ بعد أن وعدنا صاحب السمو الشيخ: جابر الأحمد الصباح -ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء-.
وأضاف: والجانب الخطير من القضية يبدأ بأن الشركة قد استطاعت أن تقنع الحكومة بهذه الطريقة؛ لأنها تقول إنها ستوفر هذا المبلغ وستدفعه للمجهود الحربي، ولكن الشركة التي تبنت هذه الخطة التي تهدف إلى توفير المبالغ الزائدة للمجهود الحربي، تناست ثمانية آلاف عامل سيتركون أعمالهم، وسيكونون عالة على الحكومة التي ستقوم بتأمين إعاشتهم وتدبير أعمال لهم؛ وبذلك تكون الحكومة هي التي خسرت مبالغ قد تزيد عشر مرات عن المبالغ التي ادعت الشركة أنها ستكون ربحًا للحكومة.
بَقِيَت ملاحظة أود أن أضيفها: إن الشركة ستقوم بتشغيل أي عامل لو لم تتوفر فيه الصفات التي توفرت في العامل السابق، أي: ستفند الشركة خبرة العمال ولكنها لن تهتم بذلك، فهي تريد الربح وستستطيع تأمين التكنولوجيا. هذا هو أخطر ما يواجه الأعمال النفطية الآن وأتمنى ألا تصل إلى هذه النهاية، وإلا فعلى العمال السلام.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

