العنوان المجتمع الأسري العدد 1807
الكاتب تيسير الزايد
تاريخ النشر السبت 21-يونيو-2008
مشاهدات 11
نشر في العدد 1807
نشر في الصفحة 54
السبت 21-يونيو-2008
الصداقة لا تعتبر
رفاهية، بل هي ضرورة للكبار والصغار، فالصديق يلعب دوراً مهماً في حياة الإنسان
وتطوره ومسيرته، تصور أنك تبني ابنك مرحلة بعد مرحلة، ثم يأتي من يعيده للبداية
بحركة واحدة أو كلمة بسيطة تصور نفسك تضحك بمفردك، وتمارس الرياضة بمفردك، وتحزن
وحدك، وتفرح وحدك لا يشاركك الآخرون مشاعرك وأحداث يومك!!
نعم، الأسرة
ضرورة، ولكن الأصدقاء أكثر تأثيراً، وهذا شيء ملاحظ جداً، فنحن كأولياء أمور نمضي
وقتاً طويلاً في إقناع الطفل بفكرة معينة، وهو يقاوم، ثم يأتي صديقه ليقنعه بها
بكل سهولة.
صديقي
الحميم أين أنت
مساعدة الأبناء
على تكوين صداقات أمر مهم، ومراقبة تلك الصداقات أمر مهم أيضاً.
أهمية
الصداقة للطفل
1- الصداقة مهمة
للنمو الصحي الطبيعي للطفل الذي هو في عمر المدرسة.
٢- الصداقة لا تمد
الطفل بصغار يلعبون معه فقط، بل تساعده على أن يتطور عاطفيا وأخلاقيا، بل وجد
الباحثون أن الأطفال فاقدي الصداقة يعانون من اضطرابات عاطفية وعقلية في فترة ما
من حياتهم.
3- عن طريق
التعامل مع الأصدقاء يتعلم الأطفال الكثير من مهارات الحياة كالاتصال مع الآخرين
والتعاون وحل المشكلات المختلفة، وطرق التفاوض المختلفة للتوصل لما يريدون لأوضاع اجتماعية
مختلفة.
4- عن طريق
الصداقة يتدرب الصغار على التحكم في عواطفهم، وكيف يتجاوبون مع عواطف الآخرين.
5- الصداقة تؤثر
على التحصيل العلمي للصغار، فالطفل الذي يتمتع بصداقات حقيقية جيدة يقبل على
مدرسته وبالتالي يقبل على مواده الدراسية، ويتعاون مع أصدقائه من أجل التفوق
الدراسي.
كيف
تساعد الأبناء على بناء الصداقات؟
۱- تشجيع الأبناء على
الانخراط في أنشطة مختلفة خارج نطاق المدرسة كالأندية أو المعاهد المختلفة، فتلك
الأماكن تجمع بين أشخاص لهم الاهتمامات نفسها، وبالتالي تتعمق الصداقة بينهم.
٢- الوالدان هما
أول الأصدقاء لأبنائهما، فمنهما يتعلم الأبناء مهارات الحياة المختلفة وخاصة
المتعلقة بالصداقة، ومن الأفضل أن تعامل الصغار- أحياناً- كأصدقاء، فنحن من
سيعلمهم أصول الصداقة ومعانيها الجميلة ولهذا استقبلهم باحترام.. تحدث معهم عن
يومهم.. شاركهم القصص المشجعة والضحكات، واجعلهم يشعرون بأنهم أشخاص مهمون لمن
حولهم تحدث عن أصدقائك باحترام، ولا تخسر أحداً من أجل مواضيع بسيطة، واعلم أن
أبناءك يراقبون كل شيء تقريبا.
3- في سن السادسة
والسابعة يبدأ الأطفال في استيعاب مشاعر الآخرين ووجهات نظرهم وهذا العمر هو العمر
المناسب لتدريب الصغار على الشفقة والعطف عن طريق التحدث معهم عن أحداث مختلفة تمر
في حياتهم وقصص حدثت لصغار مثلهم.. تعرف على رأيهم في مثل تلك الأمور، فالأطفال الآن
أصبح لهم رأيهم الخاص.
٤- يستطيع
الوالدان أن يساعدا على عملية تكوين الصداقات ببعض المجهود عن طريق دعوة أصدقاء
الطفل إلى المنزل والتعرف على والديهم، بل وتقديم الألعاب المختلفة لهم، وخاصة إذا
كانت هناك مساحة خارج المنزل تسمح بذلك.. الألعاب الجماعية داخل المنزل تناسب
الأطفال الكبار، وتحويل المنزل إلى مكان لتجمع الصغار يشعر الطفل بمكانته، ويدفعه
للاعتزاز بمنزله، ويشعره بالراحة فيه، بل هي التطبيق العملي لكل ما تحدثت به سابقا
مع ابنك عن الصداقة.
5- مشاركة الصغار
متعتهم مع أصدقائهم يجب أن تكون مسلية للجميع، ولهذا على الأم أن تتبع البساطة
فيما تقدمه للصغار والكبار ولا تتكلف فيه، وعليها أيضاً أن تضع بعض القواعد
البسيطة للزيارة، منها أن الألعاب- يجب أن تعاد لمكانها بعد اللعب وعدم الجري في
كل مكان في المنزل، وما الأشياء التي يجب أن يتبعوها أثناء اللعب في الخارج وغيرها
من الأمور البسيطة التي تنظم العملية وتجعلها متعة بدلا من أن تتحول إلى كابوس.
6- إذا حدث خلاف
أثناء اللعب بين الصغار فيما بينهم فمارس مهمة المستشار فقط، ودع الصغار يحلون
مشكلاتهم مع بعضهم بعضا، أما أنت فحمل المسؤولية للطرفين، كأن تقول مثلاً : أرى
أنكم تحدثتم في المشكلة كثيرا ما الذي تستطيعون عمله لحل المشكلة بينكم ولا تنصر
طرفا على حساب طرف آخر.
7- أصدقاء
الوالدين من الممكن أن يتحولوا إلى أصدقاء لأبنائهم، وهذا الأمر مفيد جدا للصغار
وخاصة إذا ما استفادوا من هذه الصداقة في تعزيز هوايات معينة أو التدريب على أنشطة
رياضية مختلفة، بل ستساعدهم مثل تلك العلاقات على ممارسة الصداقة وهم أكبر سناً،
وستجعل علاقاتهم بالآخرين أكثر ثراء اجتماعيا.. أعط فرصة لمثل هذه الصداقة، وراقب
أبناءك وهم يتصرفون كالكبار.
8- لا تنتظر حتى يتقدم
ابنك في العمر حتى تبدأ في تعريفه بالآخرين منذ السنة الثانية من عمره... ابدأ في
عملية اختلاطه مع أفراد العائلة. بل قد يخطئ بعض الناس في ترك الطفل وحده في
المنزل مع الخادمة عندما يذهبون للزيارات المختلفة، سيفضل الطفل في هذا العمر
اللعب بمفرده، ولكن بقليل من التشجيع تستطيع دمجه مع الصغار الآخرين.
9- علم طفلك
أساسيات اللقاء كالابتسامة في وجه الطفل الآخر الجلوس معه بهدوء، السؤال عن اسمه،
وفي أي مرحلة دراسية هو؟ ما الأشياء التي يحبها؟ اشرح له أن مثل تلك الأسئلة هي
بداية حوار وهي أيضا بداية صداقة، وعندما تعرفه بمهارات الحياة كن واضحا معه، فلا
تقل له: كن شخصاً لطيفاً، بل علمه كيف يكون لطيفا، كأن يقول: «بعد إذنك»، «شكرا»،
«لو سمحت»، بل عليه المشاركة مع الجميع.
10- عرف الصغار
بأن الجميع يتميزون بصفات جميلة وطيبة، وأن عليه أن يعرف تلك الصفات، وبالتالي
ستجد طفلك يتقبل الآخر بصدر رحب ويعرف ما يميزه، وهذا سيساعده جدا إذا ما حاول
عندما يكبر أن يبدأ في تغيير من حوله للأفضل.
۱۱- علمه الوفاء
للآخرين، فإذا ما ساعد إنسان في لحظات حاجة سيكون هذا الشخص صديق العمر.. ولكن لكل
قاعدة استثناء.
١٢- الصغار من
الأقرباء ربما تكون صداقتهم أسهل، وذلك لسهولة حضورهم للمنزل أو زيارتهم باستمرار،
ولهذا يجب استغلال هذا الجانب بتنظيم زيارات خاصة لهم، مع وضع برنامج واضح للصغار.
١٣ - المكافأة
ضرورية في الكثير من الأمور، ومن تلك الأمور: ممارسة مهارات الحياة بشكل طبيعي،
فإذا ما وجدت ابنك يشكر الآخرين أو يتحدث بطريقة مؤدبة ولبقة كافئه، فأنت لا تحتاج
أكثر من قبلة على جبينه أو حضن دافئ وعندما تنتقد تصرفاً معيناً كن غير مباشر في
نقدك، كأن تقول: ما الذي كان يمكنك فعله غير هذا؟ أو ما الأفضل فعله في تلك
الحالة؟
14- قد يكون السبب
في عدم الحصول على أصدقاء هو الطفل نفسه كأن يتصرف بعدوانية أو أن يتفوه بألفاظ
غير مناسبة وهذا لن يكتشفه الوالدان إلا بالمراقبة للطفل، وهو يلعب مع الآخرين.
15- نوعية
الأصدقاء مسألة مهمة، وهذا دائما سيحتاج إلى قنوات اتصال مفتوحة مع الأبناء
وأصدقائهم لنتعرف عليهم عن قرب.
أمور
مهمة
هناك عدة أمور
مهمة في صداقة الأطفال يجب مراعاتها، ومنها:
1- من المهم في الصداقة أن يشعر الطفل بالراحة
والسعادة، وهذا أحيانا قد لا يتطلب أكثر من صديق أو اثنين، فإذا ما اكتفى طفلك
بهذا العدد فلا بأس، ولا تقلق بشأن عدد الأصدقاء.
2- تضافر جهود
المدرسة والبيت والنادي أحيانا يكون ضروريا لبعض الصغار غير القادرين على تكوين
صداقات حتى سن متقدمة.
3- من الأسباب
التي قد تمنع الطفل من تكوين صداقات الخجل، وقد تكون الأسباب مرضية، وهذا يحتاج
إلى اختصاصي نفسي لتشخيصها.
كيفية
التعامل مع الطفل غير الواثق من نفسه
أحياناً كثيرة
يعود الطفل من المدرسة أو النادي متذمرا من عدم رغبة الآخرين في اللعب معه، بل قد
يعلل هذا بأن لا أحد يحبه، فماذا تفعل في هذه الحالة؟
1- لا تنكر عليه
مشاعره، كأن تقول: «إن ما تشعر به غير صحيح، بل الجميع يحبك.. ولا تستهزئ أيضا
بهذه المشاعر بل حاول أن تصل معه لحل لمشكلته عن طريق وضع بعض الإجراءات التي
تمكنه من الحصول على أصدقاء، كأن تشرح له أن الجميع يختلفون في شخصياتهم، وكل منا
له صفات خاصة، وأن نحصل على أصدقاء فهذا لا يعني أننا سنجد أشخاصاً مثلنا تماماً،
أو أننا سنحصل على أصدقاء يحبوننا طيلة الوقت ويرضون عنا تماما.
2- إذا ما شعرت
بأن المسألة لم تحل تحدث مع المدرس في الصف وخاصة مدرس المواد العملية كالرياضة
والمواد الفنية، وحاول أن تجعله يدمج طفلك في مجاميع خاصة تساعده على تكوين
صداقات.
3- أغلب الأحيان
تكون مشكلة الطفل هي عدم ثقته بنفسه، وهذا يحتاج إلى عدد من التمارين الخاصة
بالثقة بالنفس، والتي يمكن أن تمارسها مع طفلك، وسنتطرق لها في أعداد قادمة بإذن الله..
أجمل
ما قيل في الصداقة
من أجمل ما قيل في
الصداقة هذه الأبيات الشعرية، والمأثورات من الأقوال:
سلام عَلَى
الدُّنْيَا إِذَا لَمْ يَكُنْ بِهَا
صديق صدوق
صادق الوعد منصفا
***
لا شَيْءٌ
فِي الدُّنْيَا أَحَبُّ لِلنَّاظِرِي
من منظرِ
الخِلَانِ وَالْأَصْحَابِ
وألذ موسيقى
تَسُرُّ مسامعي
صوت
البَشِيرِ بعودة الأَحْبَابِ
***
عاشر أناساً
بِالذَّكَاءِ تَمَيَّزُوا
وَاخْتَرْ
صَدِيقَكَ مِنْ ذوي الأخلاق
***
أخلاء
الرِّجَالِ هُمْ كَثِيرٌ
ولكن في
البَلاءِ هُمْ قَلِيلُ
فلا
تَغْرَرْكَ خَلَهُ مَنْ تُؤَاخِي
فَمَا لَكَ
عِنْدَ نائبة خليل
وَكُلُّ أَخ
يَقُولُ أَنَا وفي
وَلَكُنْ لَيْسَ
يَفْعَلُ مَا يَقُولُ
سوى خل له
حسب ودين
فَذَاكَ
لَمَا يَقُولُ هُوَ الفعول
***
أَصَادِقُ
نَفْسَ المرء قَبْلَ جِسْمِهِ
وأعرفها في فعله فعله وَالتَّكَلُّمِ
وَاحْلُمُ
عَنْ خَلِي وَأَعْلَمُ أَنَّهُ
مَتَى
أَجْرِهِ حِلْماً عَلَى الجَهْلِ يَنْدَمِ
***
فَمَا
أَكْثَرَ الْأَصْحَابَ حِينَ تَعُدُّهُمْ
وَلَكِنَّهُمْ
فِي النَّائِبَاتِ قَلِيلُ
***
تَكَثَرُ
مِنَ الْإِخْوَانِ مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّهُمْ
عماد إذا استنجدتهم
وظهير
ومَا
بِكَثِيرِ أَلْفُ حَل وَصَاحِب
وَإِن عَدُوا
وَاحِداً لَكَثِيرُ
***
إذا كُنتُ في
كُلِّ الأُمورِ مُعَاتِباً
صديقك، لَمْ
تَلقَ الذي لا تُعَاتِبه
فعش واحداً
أو صل أخاك فإنَّه
مقَارِفُ
ذنباً مَرَّةً ومُجَانِبه
***
عن المرء لا
تسألُ وَسَلَّ عَنْ قَرِينِهِ
فَكُلُّ
قَرِينٍ بِالْمُقَارَنَ يَقتَدِي
***
ما عاتب
الحُرُّ الكَرِيمُ كَنَفْسِهِ
والمَرْءُ
يُصْلِحُهُ الجَلِيسُ الصَّالِحُ
***
·
لا يَكُونُ الصَّديق صديقاً حتى يحفظ أخاه في
ثلاث: في نكبته، وغيبته، ووفاته.
·
صديقك من صَدَقَكَ لا مَن صَدقك.
·
الصاحب للصاحب كالرقعة للثوب إن لم تكن مِثْلَهُ
شَانَتْهُ.
·
متى أصبح صديقك مثلك بمنزلة نفسك فقل عرفت
الصداقة.
·
من يبحث عن صديق بلا عيب يبقى بلا صديق.
·
إذا كنت تملك أصدقاء، إذا أنت غني.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل