; الانتخابات تعمق الخلاف بين صرب البوسنة | مجلة المجتمع

العنوان الانتخابات تعمق الخلاف بين صرب البوسنة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 02-ديسمبر-1997

مشاهدات 15

نشر في العدد 1278

نشر في الصفحة 31

الثلاثاء 02-ديسمبر-1997

لن تعلن نتائج الانتخابات النيابية الطارئة في إقليم صرب البوسنة قبل العاشر من ديسمبر الجاري، هذا ما أعلنته منظمة الأمن والتعاون الأوروبي المشرفة على الانتخابات في البوسنة بعد إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات التي أجريت يومي ۲۲ و۲۳ نوفمبر الماضي لاختيار ۸۳ عضوًا في مجلس الشعب الصربي من بين ۲۸ حزبًا وثلاثة تحالفات سياسية و۱۸ مرشحًا مستقلًا.

وفيما عدا انفجار دوى بالقرب من أحد مراكز الانتخاب في الجزء الصربي من جوراجدة ومحاولة الحزب الديمقراطي والحزب الراديكالي تزوير حوالي ألف صوت في مدينة تسيليتش فإن الانتخابات انتهت بهدوء، وبدأ الجميع يتطلع إلى إعلان نتائج الانتخابات الطارئة التي جاءت بناء على اتفاق بلجراد في ٢٤ سبتمبر الماضي بين الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشوفيتش وعضو مجلس الرئاسة البوسني عن الصرب موميتشيلو كرايشينك، ورئيسة صرب البوسنة بليانا بلافشيتش كمخرج من الأزمة السياسية التي نشبت في الصيف الماضي بين أتباع رادوفان كاراذيتش وبليانا بلافشيتش بسبب إقالتها وزير الداخلية، ثم حل البرلمان وانقسام الشرطة والجيش ووسائل الإعلام بين قطبي الصراع الصربيين.

وقد تباينت توقعات ومواقف السياسيين الصرب من الانتخابات فيقول لازار فيتش رئيس حزب صرب كرايينا المنطقة المحيطة ببانيالوكا: نأمل أن تسفر الانتخابات عن مجلس نيابي يكون فيه الأعضاء أكثر ولاء لمن انتخبوهم وليس لقيادة حزبهم، وأن يتم تفصيل دور بانيالوكا والمؤسسات السياسية الصربية كدولة حقيقية، أما راديتش، رئيس الحزب الديمقراطي القومي فيشير إلى أن تعدد الأحزاب المشاركة سيساهم في أن لا يحصل أحد على الأغلبية المطلقة وذلك سيمنح فرصة ذهبية لجميع الأحزاب في التعبير عن نفسها في البرلمان وأعرب راديتش عن أمله في أن يبدأ مجلس الشعب الجديد جلساته قبل ٣١ ديسمبر الجاري، بما يساعد على سرعة تشكيل حكومة جديدة.

وأكد أوستيا كينجفيتش نائب رئيس الاتحاد الوطني الصربي الذي ترأسه بليانا بلافشيتش أن الشعب الصربي سيعطي دليلًا واضحًا على وعيه السياسي يساعد الجمهورية الصربية على الخروج من عزلتها بسبب سيطرة القوميين والراديكاليين والمجرمين على الحكم. 

لكن نيكولا بوبلاشين رئيس الحزب الراديكالي المتطرف توقع فوز حزبه والأحزاب القومية بالأغلبية لوقف مخططات من يدعون الديمقراطية، والحرص على تطبيق اتفاق دايتون للسلام من أجل تدمير الجمهورية الصربية.

وقد تعالت أصوات تطالب بإلغاء الانتخابات لأن رئيسة صرب البوسنة اخترقت فترة الصمت الانتخابي، وأعلنت أنها حصلت على مزيد من المساعدات المالية من المجتمع الدولي وهي محاولة لإغراء الناخبين.

صافت بيتشو العضو المسلم السابق في مجلس الشعب الصربي وحامل قائمة تحالف من أجل بوسنة حرة وديمقراطية الذي يخوض الانتخابات بخمسين مرشحًا من أربعة أحزاب أبرزها حزب العمل، حزب الرئيس علي عزت بيجوفيتش، توقع أن تحصل قائمته على حوالي ۱۸ مقعدًا من ۸۳، وأعرب عن أمله في أن يسمح الصرب للأعضاء المسلمين والكروات بالمشاركة في فعاليات المجلس، وعدم استفزازهم وتجاهلهم كما حدث في المجلس السابق، وقال إن نتائج هذه الانتخابات ستسفر عن توازن سياسي بين الأحزاب الصربية في البرلمان كما تمنى أن يساهم وجود برلمانيين مسلمين في مجلس الشعب الصربي في دفع خطوات عودة المسلمين الذين كانوا يعيشون في إقليم صرب البوسنة إلى ديارهم بعد أن طردوا منها بسبب الحرب.

ورغم الإقبال الضعيف للناخبين على مراكز الاقتراع إلا أن استطلاعات الرأي أشارت إلى إمكانية تقدم الاتحاد الوطني الذي أسسته بليانا بلافشيتش إثر عزلها من الحزب الصربي بنسبة ٢٣% وينتظر أن يحصل الحزب الديمقراطي على ١٩% وهو ما يعني أن الحزب الديمقراطي الحاكم قد ينتقل إلى صفوف المعارضة، لكن محللين أشاروا إلى صعوبة حصول أي حزب على الأغلبية، مما قد يعرقل تشكيل حكومة جديدة أو يؤدي لاستمرار الصراع داخل المؤسسات السياسية التي ستفرزها الانتخابات.

ويقلل خبراء سياسيون من فرصة أن تكون الانتخابات نقطة للتحول داخل أوساط صرب البوسنة بقدر ما قد تكون بداية لتقسيم مناطق الصرب التي تحتل شمال وشرق الخريطة البوسنية، إذا ما فاز الحزب الديمقراطي كرانيتش في المناطق الشرقية وحزب الاتحاد الوطني بلافشيتش في المناطق الشمالية.

كما أن الانتخابات قد ترفع الستار عن خلاف القيادة السياسية مع القيادة العسكرية الصربية، كما حدث مؤخرًا عندما دعت بليانا بلافشيتش إلى ضم الجيش الصربي إلى برنامج تدريب وتسليح الجيش الفيدرالي البوسني الذي تشرف عليه الولايات المتحدة، بينما يصر قائد القوات الصربية على أن يكون البرنامج بإشراف من روسيا ويوغوسلافيا.

ويرى البعض أن خسارة الحزب الديمقراطي قد تفجر خلافًا بين قيادته وخاص بين إليكسا بوها نائب رئيس الحزب ومومتشيلو کراشنيك عضو مجلس الرئاسة البوسني خاصة بعد أن رفض الأخير ترشيح بوها لانتخابات الرئاسة في مناطق صرب البوسنة المقررة يوم 7 ديسمبر الجاري.

 كما يتوقع المراقبون أن يبرز خلاف من نوع جديد بين رئيسة صرب البوسنة بلافشيتش والمعارضة التي تتخوف من حزب بلافشيتش، لأنه يضم عددًا كبيرًا من الأعضاء السابقين في الأحزاب المتطرفة وعلى رأسهم نائبها أوسيتيا كينجفيتش الذي كان أحد قادة الحزب الديمقراطي حتى شهر أغسطس الماضي.

 

الرابط المختصر :