العنوان صرخة مسلمي الهند.. الحكومة الهندوسية تستهدف الشباب بدعوى الإرهاب
الكاتب د. محمد شاه جهان الندوي
تاريخ النشر السبت 05-يناير-2013
مشاهدات 12
نشر في العدد 2034
نشر في الصفحة 30
السبت 05-يناير-2013
يواجه المسلمون اليوم في الهند مشكلات كثيرة؛ الثقافية، والتعليمية، والاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والدعوية، والتعصب والتمييز في المعاملة، والاعتقال التعسفي، وتمزيق المصحف الشريف وإحراقه أو استخدامه في تعبئة السلع والبضائع، ومشكلات انتهاك المساجد وحرمتها، ومشكلات التعرض للظلم والهوان والاضطهاد، ومشكلات تحطيم الشخصية الإسلامية، ومشكلات حماية قانون الأحوال الشخصية الإسلامي، ومشكلات كونهم أكثر الفئات فقرًا وتخلفًا، وعدم الشجاعة والثقة في أنفسهم.
ولكن مشكلة اتهام الشباب بالإرهاب، تفوق هذه المشكلات كلها، فهي من كبرى بل أكبر وأعظم وأشنع مشكلات مسلمي الهند في الآونة الأخيرة، فبعد ما تبنت الحكومة الأمريكية سياسة استغلال قضية الإرهاب، زادت الحكومة الهندية العلمانية في اتباع سياسة القمع والكبح والسحق والحرمان والقهر والإبادة والمحق ضد المسلمين، ووضعت التنفيذ مخططاتها ومؤامراتها لدفع المسلمين إلى الذوبان والانصهار في بوتقة الوثنية وعبادة الأصنام والتماثيل، والاندماج الكلي في المجتمع الهندوسي.
استراتيجية خبيثة: واتبعت في شأن ذلك استراتيجية خبيثة هي زج الطبقة المثقفة بالثقافات العالية، وأصحاب المهن الفنية، والحرف الجيدة كالمهندسين والأطباء والعلماء إلى السجن بدون شبهة قوية بمجرد اتهامهم بالتلوث بالعمليات الإرهابية كتفجير القنابل وما إلى ذلك من التهم التي لا تمت إلى الواقع بصلة ما، مع أن عدد الطلبة المسلمين في كليات الهندسة والطب والحقوق قليل جدًا، ونسبة المتخرجين في التعليم العالي ضئيلة جدًا، حيث لا يزيدون على ٣ - ٤٪.
والهدف من هذه الإجراءات العشوائية هو دحر الشباب المسلمين إلى التخلف، وتحطيمهم عقليًا ونفسيًا، والقضاء على هويتهم الإسلامية، وإبعادهم عن التمسك بالدين الإسلامي. وتنفذ الحكومة سياستها بمساندة المنظمات الهندوسية المتطرفة وبواسطة جهازها البيروقراطي، ومما يزيد هذه الإجراءات شناعة وقبحا أن الشباب المسلمين الأبرياء الذين يتم إلقاء القبض عليهم بدون بينة وبرهان، قد لا يعرف أقرباؤهم وأسرهم الأسباب التي لأجلها سجنوا، ويؤدي الإعلام في هذه الحالة دورا في تضخيم القضية وتكبيرها، وجعل البريء مذنبًا، ونسبته إلى «المجاهدين الهنود» الذي لا وجود لهم إلا في صفحات الجرائد والمجلات، ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة.
ويبقى المتهم بتهمة الإرهاب بدون سند وسلطان سنين طويلة في السجن بدون أن يرفع أمره إلى المحكمة كي يتحطم هو شخصيًا، وتدمر أسرته ويتهدم أهله وعياله، ويتخرب كيانه ويتدهور وجوده فيزج شابًا ويخرج شيخًا كبير السن، والغرض من عدم رفع أمره إلى المحكمة أن الحكومة تعرف أن المتهم بريء، والمحكمة تبرئه لفقدان الشهادات والبيانات.
الهندوس هم الجناة
وقد انكشف مرارًا وتكرارًا أن الهندوس هم الذين تلوثوا بالأعمال الإرهابية كتفجير القنابل، ومع ذلك يركز كل مرة في البحث والتحقيق على المسلمين، ويسكت الإعلام إذا كان المجرم هندوسياً، بل يحول الاتجاه إلى المسلم.
ولأجل نجاح هذه الدسائس تم إبعاد المسلمين من المخابرات (Intelligence agency) وأماكن أسرار الحكومة، فلا تجد في هذه الإدارات والوكالات أي مسلم، وبعد تحرير الهند لم يكن أي مسلم رئيسًا للمخابرات الهندية.
ومما يبعث على الحزن والأسى أن العالم الإسلامي والدول المسلمة بدلا من ضغطها على الحكومة الهندية العلمانية الاشتراكية نظريا والهندوسية فعلًا، الذي يضطرها، إلى تجنبها من التضييق على المسلمين، وتحطيم هويتهم وانتمائهم الديني تساعدها في حياكة الدسائس ضد المسلمين، وتلقي القبض على العاملين الأبرياء في بلدانها بإيعاز من الحكومة الهندية، انخداعا بالسياسة العالمية الوسم الشباب المسلمين بالإرهاب.. فإلى الله تعالى المشتكى.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل