; صفحات من دفتر الذكريات: طريق الجزائر رقم 101: زيارة رابعة وخامسة للشيخين | مجلة المجتمع

العنوان صفحات من دفتر الذكريات: طريق الجزائر رقم 101: زيارة رابعة وخامسة للشيخين

الكاتب الدكتور توفيق الشاوي

تاريخ النشر الثلاثاء 19-نوفمبر-1996

مشاهدات 781

نشر في العدد 1226

نشر في الصفحة 52

الثلاثاء 19-نوفمبر-1996

صباح الجمعة (9/١٢/١٩٩٤)، توجهت لزيارة الشيخين للمرة الرابعة لأتم حديثي معهما عن مقابلتي مع الرئيس زروال ولأودعهما – مرة ثانية – لكي أسافر للمغرب.

أوضحت لهما اعتقادي بأن الرئيس زروال يبدو لي حسن النية، لكنه في مأزق بسبب ضغوط يواجهها من العسكريين الذين لا هدف لهم إلا البقاء في السلطة، والقضاء على الاتجاه الإسلامي الذي يتمتع بشعبية تؤهله للحكم بمقتضى مبادئ الديمقراطية والدستور...

كان حديثنا في الحديقة وكنت مضطرًا للصراحة والوضوح لكي أدرك صلاة الجمعة في موعدها.

انتهزت الفرصة لأعرض لهما رأيي في ضرورة الاهتمام بالناحية المالية والاقتصادية كأساس للتحرر الحقيقي في العصر الحاضر، وأن مستقبل شعوبنا جميعًا يتوقف على بناء اقتصادها الذاتي، لأن بعض الحكومات أصبح أسير القروض والمساعدات الأجنبية، ولأن القوى الأجنبية تفرض على الحكومات الموالية لها سياسة بعيدة المدى تفرض عليهم قبول مبدأ التبعية الاقتصادية للدول والتكتلات الأجنبية على شعوبها حتى لا تستطيع الشعوب أن تسير في طريق المقاومة للهيمنة والاستغلال الأجنبي، طالما أن سيف الحصار الاقتصادي مسلط عليها، فتصبح هي بدورها أسيرة مثل حكوماتها وحكامها....

إن الحصار الاقتصادي هو سجن تعده القوى الأجنبية لإخضاع الشعوب الصغيرة ولسلب إرادة المقاومة من هذه الشعوب الناهضة، حتى ينشغل أفرادها بالبحث عن لقمة العيش ويستسلموا للحكام الذين يستطيعون أن يحصلوا على المساعدات الأجنبية مقابل التخلي عن حرية شعوبهم وسيادتها واستقلالها.

إن شعوبنا ما زالت تقاوم السيطرة الأجنبية وتكرهها، لكن أعداءنا نجحوا في استقطاب من يعملون لحسابهم ودفعوهم للوقوف في وجه المقاومة حتى أنهم وضعوا أنفسهم في صفوف القوى الأجنبية، وحراسًا لمصالح الدول التي ترسم الخطط للسيطرة على شعوبنا، وذلك بأن تنشغل الشعوب بمعركتها ضد الحكومات، وتنسى معركتها الحقيقية ضد العدو الأجنبي، لقد انسحبت الجيوش الأجنبية.

لكنهم دفعوا بعض الحكومات لكي تسخر القوى العسكرية الوطنية لتقوم مقام جيوش الاحتلال الأجنبي في إخضاع الشعوب، ودفعوها لكي تستغل صفتها الوطنية لكي تمارس إجراءات ضد أفراد شعوبها لم تكن القوات الاستعمارية تجرؤ على ممارستها....

لخصت لهم كل ما قلته لإخوانهم الثلاثة في هذا الصدد على النحو الذي شرحته عند الكلام عن مقابلتي الثانية معهم في اليوم السابق....

وأضفت إلى ذلك أنني أرجو أن يراعي زعماء الجبهة والمسؤولون عنها أن مقاومة الحكام الوطنيين لا تكفي، ولابد من البحث عن طريق للمواجهة الاقتصادية المباشرة مع القوى الأجنبية الطامعة ولا يوجد طريق يمكننا من ذلك إلا بالتأثير على مصالحهم الاقتصادية، بإجراءات شعبية سلمية بواسطة مقاطعة المستوردات التي تنتجها مصانع الشركات والمصانع الأجنبية المعادية لنا، فتدفع حكوماتها لتغيير سياستها، لأن رؤوس الأموال هي التي تسير الحكومات الآن وتؤثر عليها... فكل إجراء ضدها يدفعها لتوجيه حكوماتها لكي تغير سياستها.

وقلت: إن دعوة المقاطعة لكي يتجاوب معها الشعب يجب أن يشعر بأنها لصالح منتجاتنا الوطنية واقتصادنا الذاتي وليس فقط لأهداف سياسية، وعند ذلك ستسارع طوائف العمال وأصحاب رؤوس الأموال والشركات الوطنية التي تقتنع بأن المقاطعة الشعبية ستحمي منتجاتها من مزاحمة منتجات أجنبية منافسة لها، وأنها ضرورية للنهضة الاقتصادية الوطنية.

إن بناء اقتصادنا وتنميته هو الذي يوحد الجماهير والأفراد وراء دعاة الكفاح الوطني ويمكنها من الصمود من أجل التحرر في هذا العصر الذي أصبحت الضرورات والحاجات الاقتصادية فيه لها الأولوية في ذهن الأفراد والجماهير، ويجب من الآن أن يشعروا بأننا لا لا نتجاهل مصالحهم الاقتصادية وهذا يستوجب تحذير رجال المقاومة من عمليات التخريب التي تؤثر على البنية الأساسية للأمة، لأن تعويضها أو إصلاحها يستغرق وقتًا طويلًا، كما أن تخريبها يؤثر على معيشة الأفراد ومصالح الطبقة العاملة بل والشركات الوطنية والإنتاج الوطني......

إن إخوانكم قالوا: إنهم بصدد إعداد مشروع متكامل يقدمونه لممثلي السلطة للتقريب بين وجهات نظر الحكومة والإنقاذ... وقد اقترحت عليهم أن يتكون المشروع من عدة خطوات كل خطوة من جانب الحكومة يقابلها خطوة من جانبكم، وطلبت منهم أن تكون أولى الخطوات التي تعرض الجبهة القيام بها هي دعوة الشعب للمحافظة على المؤسسات الاقتصادية ومنع أي عمل لتخريبها... وهذه الدعوة الموجهة للشعب من جانبكم يفهم منها أن من يؤيدونكم أو يعملون لصالح الإنقاذ لا يجوز لهم أن يسمحوا بتخريب مصادر الإنتاج والبناء الاقتصادي والاجتماعي؛ مثل المدارس والمصانع والسكك الحديدية والطرق ومحطات الكهرباء ومصادر الطاقة ، وخاصة البترول والغاز الطبيعي.

كان كلامي جديدًا عليهم، بل غريبًا إلى حد أن الشيخ علي بلحاج قال لي: إنه في ثورة التحرير الوطني كانت أعمال المقاومة تشمل عمليات لتخريب هذه المؤسسات ، فقلت له كان ذلك لأن العدو أجنبي كان يحتل بلادنا وكان اقتصادنا جزءًا من الاقتصاد الفرنسي فالإضرار به كان يضر بفرنسا، أما اليوم فإننا نريد اقتصادنا مستقلًا قويًّا نقاوم به المستوردات الأجنبية ويحمينا من الحاجة المتزايدة للمساعدات الأجنبية سواء كانت مالية أو فنية، فكل ضرر بالمنشآت المنتجة أو البنية الأساسية سيضعف موقفنا في هذه المعركة ويزيد من حجة أولئك الذين يرون أننا لا نستطيع أن نعيش بدون المساعدات الأجنبية التي هي في الحقيقة قيود على استقلالنا وسبيل إلى التبعية للاقتصاد الأجنبي... إنني أدعوكم لكي تفكروا جيدًا في هذه الناحية.

وعندما حان وقت صلاة الجمعة، اعتذرت عن إطالة الحديث وقلت لهم: إن هذه مجرد اقتراحات أرجو أن تدرسوها جيدًا وأن توجهوا أصدقاءكم في الخارج لكي يأخذوها جديًّا ويدخلوها في اعتبارهم... وودعتهم على أساس أنني عازم على مغادرة الجزائر.

بإذن الله إذا لم يوجد ما يمنع سفري- لقد سررت عندما حزمت حقيبتي وأوصلتني السيارة إلى المطار دون أن أشعر بأن هناك أي مانع مما كنت أخشاه أو أحسب حسابه... وجلست في قاعة الانتظار حتى جاء موعد إقلاع الطائرة وأنا أحمد الله أن يسر لي سبيل العودة سالمًا بعد هذه المغامرة، لكني فوجئت بما لم يدر في خاطري وهو أن مرافقي جاء إلى معتذرًا ليخبرني بأنه لا سفر اليوم، لأن الطائرة المغربية التي حجزت عليها لم تصل ولن تصل لأن رحلتها قد ألغيت.

معنى ذلك أن الرحلة قد امتدت رغم أنفي بصورة غير متوقعة... فاكتفيت بأن طلبت أن يحجز لي على رحلة اليوم التالي (الأحد 11/١٢/١٩٩٤) وركبنا السيارة عائدين إلى الفندق، وأول ما عملته هو الاتصال بالشيخين وقلت لهما: إن الله قدر لي أن أعود لزيارتهما للمرة الخامسة، وفعلًا قمت بهذه الزيارة لأنه لم يعد لدى أي هدف غيرهما في ذلك اليوم...

وفي هذه الزيارة الأخيرة كنت مستمعًا وكل ما سمعته يؤكد لي عزمهما الثابت على الصبر والصمود وقبول كل ما يترتب على ذلك مهما تكن النتائج، ولما سألتهما إن كان معنى ذلك أن كل ما اقترحته لا قيمة له؛ قال الشيخ عباس إن آراءك لها كل اعتبار وسوف نفكر فيها وندرسها ولكن لكل شيء وقته وأوانه .... وعندما يحين الوقت المناسب سنستفيد منها إن شاء الله تعالى.

بعد أن استمعت لكل ما عندهما قلت: إن عندي نقطة أخيرة أعتقد أن الله كتب لي ألا أسافر اليوم لكي أحدثكم عنها بكل اطمئنان...

لقد قلت للرئيس زروال: إنني أعتقد أن هناك قوى أجنبية لها مصلحة كبيرة في استمرار الفتنة الداخلية واستنزاف قوى الحكومة والجبهة واستئصال أكبر عدد ممكن من الأفراد وتخريب أكبر عدد من المؤسسات حتى تصبح الجزائر عاجزة عن القيام بدورها الرائد في العالم العربي والإسلامي والعالم الإفريقي بالذات.

وقلت له: إنني أعتقد أن هذه القوى الأجنبية استطاعت زرع عناصر عميلة لها لكي ترتكب أفعالًا إرهابية ضد الحكومة من ناحية، وضد الإسلاميين من ناحية أخرى... لكن الإعلام يعتبر كل عمل ضد الحكومة صادرًا عن المقاومة الإسلامية، ويردد ذلك دون التأكد من أن هناك طرقا ثالثا أجنبيا هو الذي ديرها.

كما أن الإسلاميين يعتبرون كل عمل ضدهم صادر عن السلطة أو عملائها وأجهزتها العميلة والسرية... دون بحث عما إذا كانت هناك جهة أجنبية هي التي دبرتها ونفذتها..... وبذلك تزداد أسباب الخصومة بين الجانبين بفعل هذا الطرف الثالث والآن أدعوكم إلى أن تراعوا ذلك ولا تنساقوا وراء الإعلام.... ولا وراء الاعتبارات السطحية أو العاطفية دون بحث جدي ودون التنبه إلى القوى الأجنبية التي أصبحت في نظري طرفًا ثالثًا له دور كبير في استمرار المعارك بين الحكومة والمعارضين لها.

أكثر من ذلك أنني أعتقد أن الأساليب التي تلجأ إليها هذه العناصر العميلة هو تدبير فتن بين الفئات الإسلامية المختلفة، وخاصة بين الإنقاذ وحماس، بل بين الإنفاق والجماعات الإسلامية للمقاومة التي تسلك سبيل المزايدة عليها، وتدفع بعض من يتحدثون باسم هذه الجماعات لاتهام الإنقاذ وقادتها بالخيانة أو الجبن أو التراجع كلما بدا منكم أي مبادرة للتفاهم مع السلطة أو مع غيرها من الأحزاب مثل جبهة التحرير.

إنني أرجو أن تأخذوا في اعتباركم أن بعض القوى الأجنبية مصممة على إفشال أي مصالحة في الجزائر وأن لها عملاء يتسللون داخل بعض جماعات المقاومة، أو ينشئون تنظيمات مشبوهة تستعمل أسلوب المزايدة على الإنقاذ لمنعها من الوصول إلى أي حل سياسي... يخرج البلاد من مستنقع الفتن الداخلية.

إن هذه الجماعات المشبوهة لا تعرفونها ولا يعرفها أحد إلا من البيانات التي تنشرها الصحف وأجهزة الإعلام الأجنبية ... وهذه الأجهزة في عمومها تحركها القوى الأجنبية المعادية للجزائر وللعربية والإسلام.... ويسهل عليها نشر بيانات مزعومة تدَّعي أنها صادرة من جماعات مسلحة تتهم جبهة الإنقاذ بالخيانة كلما بدا منها أي اتجاه للحل السياسي.

إنني أحذركم وأحذر الجميع من هذه البيانات المشبوهة، ومن هذه الجماعات المزعومة... وأعتقد أن كثيرًا منها لا وجود له إلا في خطط المخابرات الأجنبية وخاصة الصهيونية والماسونية... حتى ولو كانت هذه الجماعات موجودة أو تعرفونها فإن هناك وسائل كثيرة لعلماء القوى الأجنبية يستعملونها لاختراقها وتوجيهها نحو معاداة جبهة الإنقاذ ومعاداة الحل السلمي بصفة خاصة.... ومن هذه الوسائل تزويد تلك الجماعات بالسلاح أو بالمال أو بالدعاية في الخارج في وسائل الإعلام التي تسيطر عليها وكالات الأنباء الأجنبية... وتضخيم صورتها لكي تكون وسيلة لصرفكم عن طريق أي حل سلمي أو سياسي... بل تعدها لكي هذا تكون بديلًا عن الإنقاذ في حالة وصولكم إلى الحل السياسي.

لقد التقيت بأحد المسؤولين الإسلاميين الذي اختطف وأفلت من القتل قضاء وقدرًا، وعرفت منه أن الذين اختطفوه لم يكونوا إسلاميين، ولا يعرفون شيئًا عن الإسلام، وأنه يعتقد أن هؤلاء هم الذين قتلوا الشيخ السليماني نائب الشيخ محفوظ نحناح... ومع ذلك سارع الشيخ محفوظ وإخوانه باتهام الإسلاميين وأنصار الإنقاذ بقتل السليماني، ويضيف الشيخ محفوظ أنهم يهددونه شخصيًّا بالقتل... ومازال يروج لهذه الدعاية رغم أنني أشك في صحتها، وإذا كانت هناك جهة تقدم على ذلك فهي في نظري تابعة لأحد المخابرات الأجنبية، المؤسف أن كثيرًا من الجهات تذكر ذلك أو تستنكره... وبعض المسؤولين عن الحكومة أو الجماعات المعارضة لها يسرهم أن ينسب لهم أعمال لم يرتكبوها ولا يعرفون عنها شيئًا... معتقدين أن نسبة أي حادث لهم إنما يزيد في رصيدهم وهيبتهم ويذكر الرأي العام بوجودهم وقوتهم وقدرتهم على تنفيذ مثل هذه الحوادث.

إنني أعلم أن بعض الحكومات العربية تقع فيها حوادث اغتيال أو نسف وتكشف أجهزتها للحكومة أنها من تدبير الموساد الصهيونية، ومع ذلك تستمر أجهزة الإعلام الرسمية في اتهام الجماعات الإسلامية في بلادها بهذه الحوادث وتصِر على ذلك التبرر به عمليات القمع والتعذيب ومطاردة الجماعات والتشهير بالحركات الإسلامية.

أكثر من ذلك فإن بعض الأجهزة الحكومية تتباهى يوميًّا بالإعلان عن مقتل من يصفونهم بأنهم إرهابيون أو معارضون على يد رجال الأمن، ولو كان في ذلك مبالغة، كأنهم يعتقدون أنه كلما زاد عدد القتلى ممن يسمونهم إسلاميين أو إرهابيين يزيد احترام القوى الأجنبية لهم وتقديرهم لسياستهم فيما يسمونه مقاومة الإرهاب....

كذلك نرى بعض عناصر المقاومة الوطنية أو الإسلامية، لا تتنصل من الحوادث التي تنسب لها ظلمًا رغم أنها تشك في أن هناك طرفًا ثالثًا ارتكبها.... لأن زيادة عدد الحوادث التي تنسب لها تشجع في نظرهم حركة المقاومة وتدعمها.

هكذا فإنني أخشى أن طريق المزايدة من الطرفين يفتح للقوى الأجنبية والأطراف أخرى بابًا لكي يؤخروا أي حل سياسي أو يفشلوا أي مسعى في هذا الاتجاه.

إن هذه مجرد أفكار أذكرها لكم حتى تأخذوها في اعتباركم إن شاء الله.

وعلى هذا ودعت الشيخين لأغادر الجزائر في صباح الأحد (11/١٢/١٩٩٤)، لقد استمعت لهما كثيرً بعدما سمعوه مني، وسعدت لأنني فهمت أن عنادهما لا يرجع لعدم ثقتهما في حسن نية الرئيس زروال، وإنما لاعتقادهما أن الأمر ليس بيده، بل إن مجموعة أخرى هي التي تقرر، وأن أي مبادرة منهما لإرضائه لن تزيد هذه المجموعة المتحكمة إلا إصرارًا في السير في سياسة الاستئصال التي ترضي القوى الأجنبية ومحاولات شق صفوف الجبهة والمقاومة، ولن يترددوا في الإطاحة بزروال كما أطاحوا من قبل بسلفه بوضياف وأن الذي يدعم موقف زروال ليس هو البيانات التي يراد استغلالها لشق جبهة الإنقاذ أو تمزيقها... وإنما هو نمو المقاومة الشعبية التي تقنع هذه المجموعة العسكرية بأنها فشلت في مشروعها الانقلابي.

بِت ليلة ثالثة وأنا غير واثق لما سأجده في الصباح.... وفهمت بعد عودتي للمغرب لحضور مؤتمر القمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن الرئيس مبارك وهو في طريقه إلى الدار البيضاء لحضور المؤتمر قرر التوقف في الجزائر للقاء الرئيس زروال... ومن حسن الحظ أن ذلك كان بعد سفري فعلًا ووصولي للدار البيضاء…

الرابط المختصر :