; صفحة الأدب الإسلامي - العدد 278 | مجلة المجتمع

العنوان صفحة الأدب الإسلامي - العدد 278

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 09-ديسمبر-1975

مشاهدات 50

نشر في العدد 278

نشر في الصفحة 36

الثلاثاء 09-ديسمبر-1975

  • وداع الدنيا والتأهب للآخرة

حدث المزني وهو أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى قال: دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت من الدنيا راحلاً وللإخوان مفارقًا، ولكأس المنية شاربًا، وعلى الله جل ذكره واردًا، ولا والله ما أدري روحي تصير إلى الجنة أم إلى النار؟ فأعزيها ثم بكى وأنشأ يقول:

ولما قسا قلبي، وضاقت مذاهبي

جعلـت الرجـا مني لعفوك سلمـا 

تعاظمنـي ذنبي فلمــا قرنتــه

بعفــوك ربي كـان عفوك أعظمــا

فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تــزل

تجـود وتعفو منـة وتكرمــــا

فلولاك لــم يصمــد لإبليس عــابد

فكيف وقـد أغوى صفيك آدمــا 

فلله در العـارف النــدب إنه

تفيض لفــرط الوجد أجفانه دمـا

يقيـم إذا ما الليـل مد ظلامـــه

على نفســه من شدة الخوف مأتما

فصيحـا اذا ما كان في ذكر ربــه

وفيما سواه في الورى كان أعجما

ويذكر أيامــا مضـــت من شبـابه

وما كـان فيهــا بالجهالة أجرما

فصــار ، قرين الهـم طـول نهـاره

أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما

يقول حبيبي أنـت سؤلي وبغيتــي

كفى بك للراجين سؤلا ومغنمـا

ألسـت الـذى غذيتني وهــديتني

ولا زلـت منـانا عليّ ومنعمــا

عسى من له الإحسان يغفر زلتي

ويستر أوزاري وما قـد تقدمــا

  • سجين في العيـد

كان «المعتمد بن عباد» من أكبر ملوك الطوائف في الأندلس وقد وقع أسيرًا في يد «يوسف بن تاشفين» ملك الملثمين في مراکش، وقد جاءت بناته تزوره في السجن -وكان اليوم يوم عيد- وكُنّ يغزلن للناس بالأجرة، بعد العز الذي كُنّ فيه، فلما رآهن في ملابس بالية وحالة رثة كاد قلبه يتصدع حزنا وأنشد:

فيما مضى كنــت بالأعياد مسرورا

فساءك العيـد في أغمات مأسورا

ترى بناتك في الأطمار جائعـــة

يغــزلن للنـاس لا يملكن قطمــيرا 

برزن نحــوك للتسليــم خاشعــة

أبصارهن حسيرات مكاســيرا 

يطأن في الطـين والأقدام حافـية

كأنها لـم تطـأ مسكا وكافـورا 

مـن بات بعدك في ملك يسر بــه

فإنما بـات في الأحلام مغـرورا 

  • روِّح عن نفسك

طرائف

يروي الميداني صاحب الأمثال نوادر عن جحا، منها أن رجلا مر على جحا وهو يحفر في الأرض فقال له:

مالك؟ قال جحا: إنني دفنت في هذه الصحراء دراهم ولست أهتدي إلى مكانها. فقال له الرجل: كان يجب أن تجعل عليها علامة قال جحا: قد جعلت. قال الرجل: ما هي؟ قال جحا: سحابة في السماء كانت تظلها!

  • رسالة العيد

بقلم الأستاذ: محمد عبد الحميد أحمد

إلى أشبال العروبة والإسلام في كافة الأقطار والأمصار، إلى جميع الشباب المرابط على ثغور العروبة والإسلام وقلاعها الخالدة المقدسة.

تحية الروح والقلب والفكر، إلى إخوة الروح والقلب والفكر، إلى دعاة الحق والقوة والحرية..

تحية الإخاء والوفاء وآيات الحب والفداء.. وهدية العهد والفناء، تحية مزاجها (الحب في الله) فهي مناجاة وصلوات.. وظلالها وأنفاسها (العيد) الأغر المبارك فهي عطور وجنات، وقوامها (الأخوة) في الله فهي نفحات وبركات..

أيها الإخوة المجاهدون: إن رسالتكم في الأرض (الإسلام)، ودعوتكم في العالم (القرآن) فلا تهنوا.. وإن جندكم في السماء (جبريل والملائكة) فلا تحزنوا، وإن دليلكم في السماء والأرض (الله) فأنتم الأعلون فوق العالمين. 

إن الأيام تجد بكم فجدوا.. وإن الفلك المحرك يدور بكم فلا تقفوا.. وإن الأعين في العالم ترنو إليكم فلا ترجعوا ولا ترتدوا.. وإن الدعوة تهيب بكم فلبوا.. وإن هاتف الحق من أعماق القرآن يهتف بكم (وأعدوا).

أيها المجاهدون: العالم معسكرات شتى، أنتم فيها المعسكر الإسلامي الأغر المحجل، معسكرات تعيش في الضلالات وبالضلالات وللضلالات.. وتعيشون أنتم في الهدايات وبالهدايات وللهدايات.. معسكركم هو المعسكر المهلل المكبر المرتل للقرآن ترتيل الملائكة الداوي بآياته دوي النحل بين المعسكرات الناعقات (بالماركسية) الحاويات (بالرأسمالية) نعيق الغربان وعواء الذئاب..

العالم كل العالم خصم لكم وعدو؛ لأنكم وحدكم دعاة الحق أمة واحدة، وهم جميعا دعاة الباطل طرائق وعصابات متفرقة، ليس معكم في الميدان غير الله ثم عصبتكم المؤمنة.. فلا تركنوا إلى غير الله ولا تعولوا على غير الإيمان..

حذار.. حذار من أقاويل تلمع لمع السراب.. وتسطع كطلاء الأحذية.. الحق سلاحكم ولن يفل.. والصبر درعكم ولن يحطم، والإيمان عدتكم ولن يخيب.. والأخوة شعاركم ولن تقهر أبدا..

في هذا المعترك الصاخب المائج بالمتناقضات والمتشابهات اذكروا دائما كذكركم أنفسكم أو أشد ذكرا حقيقة دعوتكم وجوهر فكرتكم وعقيدتكم.. غايتكم (الله) فلا تنسوا الغاية.. وقائدكم الأعلى (محمد رسول الله) فلا تضلوا القائد.. ودستوركم (القرآن) فلا تغفلوا الدستور.. وسبيلكم (الجهاد) فلا تدعوا الجهاد.. وأمنيتكم (الشهادة) فلا تشغلوا عن الشهادة..

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران: 200).

محمد عبد الحميد أحمد

  • أناشيد إسلامية

يا إلهي

يا إلهي يا إلهي

يا إله العالمين

أعطنا القوة دينا

أعطنا القوة دين

رب عيسى رب موسى

رب أزكى المرسلين

رب بالتوراة بالإنجيل

بالذكر المبين

رب بالقدس وسيناء

وبالبيت الأمين

ثبت الإيمان فينا

وانتصر للمؤمنين

واطرد الأعداء طردا

عن بلاد المسلمين

يا إلهي يا إلهي

يا إله العالمين

 

  • أيها الشباب

شعر محمد حسن هيتو

ادأب على نيل المرا                 د وخض بعزمك كل واد

ادأب عليه ولا تدع                     لليأس يوما من تماد

فلكم تسنم ذروة الـ                   مجد أناس باجتهاد

ولكم تردى للردى                         أنجال عز بالرقاد

من جد للمأمول صد                 قا خف في بذل التلاد

لم يثنه عن دركه                        أن دونه خرط القتاد

أو كان في نفق ثوي                 أو لاذ بالسبع الشداد

 

***

يا أيها الماضون قُــــــد                ما في ثبات واعتداد

يا من حملتم مشعل الـــ            حق ورايات الجهاد

يا من أقمتم منهج اللــ             ــه على حسن اعتقاد

يا من تعاهدتم على                  نصح البرية والعباد

يا أيها الشبان أر                      باب العقيدة والسداد

هبوا إلى إدراك غا                   يات المنى قبل النفاد

لا ترهبوا بأس العدو             وإن تمادى في العناد

لا ترهبوا إلحاده                     مهما تطاول في الفساد

فالغي مهما روجوا               لن يستحيل إلى رشاد

والحق مهما زيفوا                كالشمس في الأفلاك باد

لا يسطع الليل وإن              خالوه نورًا باعتقاد 

          لا تظلم الشمس          وإن نسبوا سناها للسواد

هبوا إلى درك المنى             وترقبوا يوم التناد

وتدرعوا ثوب الثبا                     ت وبادروا سرج الجياد

إني أرى للشر نــــا                  را جمرها تحت الرماد

ولسوف تضرم إن رأت           جزلا يليها باطراد

فتأهبوا كي لا تكو                نوا جزلها عند الرقاد

إن الأعادي وحدوا                   للقائنا رغم التعادي

ليتمموا الحرب الضرو                س ويفسدوا طهر البلاد

وليطفئوا نور الكتا                  ب ويظهروا زيف المبادي

يا أيها الشبان أحــــــ                    فاد البطولة والجهاد

 

***

يا من تزودتم بديــ                      ــن الله دوما خير زاد

يا من أقمتم حكمه                  رغم السلاسل والعماد

يا من بذلتم في الربى                بذر التناصح والوداد

هبوا إلى أمجادكم                    هبوا إليها باتحاد

هبوا إلى آمالكم                       وأكفكم فوق الزناد

كي ترفعوا راياتكم                    فوق الأباطح والنجاد

 

ولتثبتوا للعالميـــــ                  ن بأنكم قيد الأعادي

وبأنه للدين جنــ                      ـد كل يوم بازدياد

ولتملاؤا بالعدل أر                  كان الحياة وبالرشاد

 

***

يا أيها الشبان أنـــــ               تم في الدجى أنوار هادي

تستوجبون الحمد والــــ      شكر الجزيل من الفؤاد

لله ما أنتم عليـ                   ــــــه وفزتم يوم المعاد

الرابط المختصر :