; صقور اليهود وحمائمهم متفقون على هدم الأقصى وإقامة الهيكل | مجلة المجتمع

العنوان صقور اليهود وحمائمهم متفقون على هدم الأقصى وإقامة الهيكل

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 30-ديسمبر-1997

مشاهدات 12

نشر في العدد 1282

نشر في الصفحة 36

الثلاثاء 30-ديسمبر-1997

حوار

كمال الخطيب- نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين- لـ: «المجتمع»:

القاهرة: المجتمع

الشيخ كمال الخطيب - نائب رئيس الحركة الإسلامية بفلسطين، ونائب رئيس جمعية المحافظة على الأقصى، ورئيس كلية الدعوة بأم الفحم- هو أحد قيادات الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام «٤٨». التقته «المجتمع» وحاورته حول نتائج الحصار الإسرائيلي على القدس وتصوره لعملية التسوية الجارية وكذا الأخطار التي يواجهها المسجد الأقصى حاليًا.

  • كيف تعيشون حاليًا في ظل الحصار الإسرائيلي المحكم للقدس؟ وكيف تواجهون المشكلات اليومية التي يسببها لكم الكيان الصهيوني الغاصب؟ 

نعيش واقعًا مأساويًا مريرًا، فالحصار الإسرائيلي مفروض علينا بإحكام شديد، والمواطنون الفلسطينيون يتم طردهم بحجج واهية، وإسرائيل تكثف سياستها الاستيطانية في القدس بشكل مخيف حتى تكون عاصمة أبدية لليهود، ومن جانبنا فنحن نواصل عملنا وجهادنا على قدر استطاعتنا وندعو المقدسيين إلى الذود عن ممتلكاتهم في القدس وعدم التفريط في أي منها إطلاقًا؛ ولذا ندعو وبكل طاقتنا إلى تطبيق الفتاوى التي صدرت بتحريم بيع أراضي القدس لليهود، ولا شكّ أن الالتزام بتلك الفتاوى هو عمل إيجابي بالنسبة لقضيتنا في القدس. ونحن نؤيد فكرة إنشاء الصناديق الإسلامية العربية التي سمعنا عنها مؤخرًا، سواء في مصر أو الأردن، أو الإمارات، أو المغرب، ونرى أنها فكرة طيبة للغاية، ولكننا نطالب بأن تتوحد كل الصناديق وتضع لنفسها برنامج عمل واضحًا يتضمن تنفيذ مشاريع بنائية ومعمارية في القدس. وكل اليهود سواء كانوا صقورًا أم حمائم متفقون على أن القدس مدينة يهودية ولا يحق لغيرهم البقاء فيها، ومصرون على هدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم على أنقاضه، وكذا تحقيق حلمهم التوسعي. 

  • من الواضح أن إسرائيل تحارب المد الإسلامي في القدس بقوة شديدة.. ترى ما استراتيجية تلك الحرب وكيف تنفذها الحكومة الإسرائيلية الحالية؟ 

إسرائيل تعتمد سياسة تجفيف المنابع الإسلامية، وهذه السياسية لم تبتكرها إسرائيل بقدر ما قلدت فيها بعض النظم الحاكمة العربية والإسلامية، حيث سعت بها إلى تجفيف روافد الفكر والمنهج الإسلامي سواء كان على صعيد التعليم ومناهجه أو صعيد المساجد، أو وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.

المنبع الأول لسياسة التجفيف الإسرائيلية هو مناهج التعليم: التي وضعت في الداخل من أجل صياغة عقلية الإنسان الفلسطيني صياغة تتلاءم مع النهج والفكر اليهودي المتمثل في إبقاء المواطن الفلسطيني كمواطن من الدرجة السفلى وسلخه عن تاريخه وحضارته وعقيدته من خلال الاعتماد في مناهج تعليمه على مصادر معادية للفكر الإسلامي. 

أما المنبع الثاني لسياسة التجفيف الإسرائيلية فهو تأميم المساجد: فالحكومة الإسرائيلية تسعى إلى التحكم في مصادر رزق الخطباء فتعين الأئمة والخطباء وتتكفل بإعطائهم الرواتب ويتم التضييق على الخطباء الذين ينتقدون السياسة الإسرائيلية، وأي خطيب يصدع بكلمة الحق يتم فصله وحرمانه من راتب وزارة الأديان الإسرائيلية، ونحن من جانبنا قمنا برفع دعاوى قضائية ضد وزارة الأديان لإصدارها قرارات بفصل عدد كبير من الخطباء والأئمة المنتمين للحركة الإسلامية أو المؤيدين لها بسبب تعبيرهم عن الفكرة الإسلامية بوضوح وشمولية، واللافت للنظر أن هناك يهوديًا عراقيًا يسمى موسى بن حاييم هو الذي يتحكم في تعيين خطباء المساجد، وقبل أن يتم تعيين أي خطيب جديد يذهب إلى موسى في مكتبه ويتحدث معه بالعربية التي يتقنها جيدًا ويؤكد له موسى أنه سيصدر له قرارًا بالفصل في حالة انتقاد إسرائيل أو تبني مواقف ومقولات الحركة الإسلامية.

أما المنبع الثالث فهو وسائل الإعلام: وإسرائيل تحرمنا من امتلاك أي وسائل إعلامية سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية ما عدا صحيفة «صوت الحق» التي يتم مصادرتها بصفة دورية، ومنع خروجها إلى خارج مدينة القدس. كما تضطهد المطابع التي تطبع لنا الصحيفة.

  • مر مائة عام على مؤتمر تأسيس الصهيونية «بازل» وحققت إسرائيل كثيرًا من أهدافها واحتفلت بمرور 3 آلاف عام على اتخاذ الملك داود القدس عاصمة له، وتحاول اليوم هدم الأقصى.. من وجهة نظركم كيف يمكن قراءة ما تحقق من أهداف إسرائيل؟

قادة إسرائيل يقرؤون حاضرهم ومستقبلهم من خلال رؤيتين أو قراءتين، الأولى: سياسية من خلال الواقع، والثانية: قراءة دينية من خلال ما لديهم من كتب محرفة. والقراءة السياسية في غالبها لا تخرج عن دائرة القراءة الدينية للأحداث لذلك فإن قادة إسرائيل يعتزون دائمًا بانتمائهم اليهودي وينظرون للأمور كلها نظرة دينية، وعلى سبيل المثال فإن القراءة السياسية الصهيونية تتحدث عن ضرورة مرحلة ثانية بعد مرحلة الخمسين سنة الأولى لمؤتمر بازل التي يتم فيها إنشاء الدولة، والمرحلة الثانية هي مرحلة إقامة إسرائيل الكبرى، ولذلك نحن متأكدون أن إسرائيل ستقبل على حرب جديدة في المنطقة العربية لتنفيذ مرحلتها الثانية، والقراءة الدينية لمستقبل إسرائيل لا تتعارض مع القراءة السياسية فعلماء إسرائيل وأحبارها يتحدثون عن بناء الهيكل المزعوم حتى عام ٢٠٠٠م وإن لم يتموا بناء الهيكل فسيكونون مقصرين حسب زعمهم في تنفيذ أوامر الرب، وواضح أنهم يريدون بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى ويعتقدون بذلك اعتقادًا جازمًا رغم أن الواقع والتاريخ والمنطق يحول دون ذلك.

  • وما حكاية البقرة التي قالوا إنهم عثروا عليها وسيذبحونها تمهيدًا لبناء هيكلهم؟

 لقد أعلنوا عبر شاشات التلفزيون الإسرائيلي أنهم عثروا على البقرة التي طالبتهم أساطيرهم الدينية بذبحها وتطهير الشعب اليهودي بدمها تمهيدًا لبناء الهيكل الثالث، وقالوا إنهم وجدوا البقرة في قرية كفر حسديم، وعمرها الآن سنة واحدة، وطبقًا لأساطيرهم فعليهم أن يرعوا تلك البقرة لتبلغ من العمر سنتين، والآن تعيش البقرة في حراسة أمنية وطنية صارمة، ورغم أن بعض المسلمين يسخرون من تلك البقرة وقصتها إلا أن اليهود جادون في ذبحها حتى يتم خلط دمها ولحمها وشحمها بماء، ثم ينثر على جنبات المسجد الأقصى ليتم الإعلان عن تطهير الشعب اليهودي والإذن ببناء الهيكل.

  • ما المخاطر التي تواجه المسجد الأقصى حالياً؟ وكيف تواجهونها؟

لقد بدأ المتطرفون اليهود في استخدام الحائط الجنوبي للمسجد الأقصى والذي يشكل الواجهة الخارجية للمصلى المرداني كمصلي يقيمون عنده صلواتهم ويضعون أوراق ترانيمهم الدينية في شقوقه، كذلك أعلنت وزارة الأديان الإسرائيلية عن مشروع لتحويل رباط الكرد- وهو عبارة عن مقطع من الحائط الغربي للمسجد الأقصى ويقع بالضبط قرب باب الحديد للمسجد- إلى مبكى باسم المبكى الصغير؛ بهدف إيجاد مكان للمتدينات اليهوديات للعبادة فيه، هذا بالإضافة إلى قيام إسرائيل بحفر نفق جديد يمتد من الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد، ويسير باتجاهين الأول باتجاه جنوب الأقصى، والثاني باتجاه الحائط الغربي ويصل ارتفاع النفق ما بين 2 إلى ٦ أمتار، ويتعدى طوله الكيلو مترًا، وهذه كلها مخاطر لا بد أن ينتبه إليها المسلمون حكومات وشعوبًا، ويعملوا للحيلولة دون تنفيذها.

  • ما أبرز محاولات جمعية الحفاظ على الأقصى التي تتولون مسؤوليتها مع الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية؟ 

مجالات عمل الجمعية كثيرة ما بين اجتماعية وثقافية ودينية، لكن أبرز أعمالها يتمثل في تحرير المساجد المعتدى عليها من اليهود وترميمها، فمساجد القدس تعيش في حالة سيئة جداً تحت الاحتلال اليهودي وعلى سبيل المثال فإن مسجدي «كسارية»، و«حطين» اللذين كانا من أبرز المساجد في القدس تحولا إلى خمارة ومطعم سياحي، ولقد نجحنا بجهود إعلامية وسياسية وجماهيرية في تحرير المسجدين وترميمهما كما حررنا مسجدًا ثالثًا بحطين بعد أن تحول إلى زريبة للبقر، والحمد الله نجحنا في تحرير مساجد كثيرة وعاد المصلون لتعميرها بكتاب الله، وتتصدى الجمعية للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المقابر والوقفيات والآثار الإسلامية، وتلك الاعتداءات هدفها طمس المعالم الإسلامية لمدينة القدس، والتأكيد على أن تلك المنطقة لم يسكنها العرب والمسلمون في يوم من الأيام، وقامت إسرائيل مؤخرًا بجرف مقابر إسلامية تاريخية بارزة مثل مقبرة المالحة بالقدس، ومقابر الفابسية، واللجون، وصرفته، وطبرية والأخيرة كان يتواجد فيها مقام السيدة سكينة، وتم تحويل تلك المقابر إلى ملاهٍ ومزارات سياحية وصهيونية، وأماكن للدعارة وشرب الخمور وهذا أبشع انتهاك لمقدسات دينية عرفها التاريخ. 

  • ما تقييمكم لقضية الاستيطان الصهيوني في القدس؟

 إننا نعتقد أن قضية الاستيطان في القدس تشكل إجماعًا قويًا عند جميع الأحزاب الإسرائيلية على اختلافاتها السياسية والدينية، ونحن كحركة إسلامية لا نعترف بأي اتفاقيات سلام مع اليهود، ونعتقد أن اتفاقيات أوسلو، ومدريد ماتت وأصبحت محطات تاريخية، والواقع المر التعيس الذي نعيشه يؤكد سراب السلام ومباحثاته، وكل اتفاقات السلام للأسف أعطت شرعية للاحتلال الإسرائيلي ولم تعطِ شرعية للسلطة الفلسطينية، ولذا فنحن نرفضها جملة وتفصيلًا. 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل