العنوان عالم الأطفال .. الاهتمام بالحاجات الأساسية للموهوبين
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 27-يوليو-1971
مشاهدات 15
نشر في العدد 70
نشر في الصفحة 27
الثلاثاء 27-يوليو-1971
عالم الأطفال
الاهتمام بالحاجات الأساسية للموهوبين
كثيرا ما يبهر الآباء بمواهب طفلهم، فينظرون إليه من زاوية واحدة بدلا من أن ينظروا إليه كشخصية لها كليتها وجملتها، فقد لا يرى مثل هؤلاء الآباء في أبنائهم سوى عقول جبارة قادرة على القيام بعمليات رياضية متقدمة، أو أياد قادرة على عزف قطع موسيقية رائعة على الآلات الموسيقية، وإذا كنا حقا نريد أن يكون أطفالنا الموهوبون أسوياء متوافقين متكاملين في شخصياتهم، لا بد أن نتذكر دائما أنهم يشبهون كثيرا بقية الأطفال في حاجاتهم الأساسية، فهم يحتاجون إلى أن يسلكوا كالأطفال لا كرجال بالغين، يحتاجون إلى الرعاية والحب والتقدير، لأنهم أطفال لا لأنهم يستطيعون القيام ببعض الأعمال على وجه ممتاز.
ومن المهم أيضا أن يدرك الآباء أن سرعة نمو طفلهم الموهوب في النواحي الانفعالية والاجتماعية قد لا توازي سرعة نموه العقلي.
وفي ضوء هذه المعرفة يمكنهم أن يوفروا له قدرا أكبر من الأمن والاطمئنان النفسي، ومن المجالات التي يستطيع أن يمر فيها بخبرات اجتماعية متعددة ومتنوعة، وبذلك يصبح هدف الآباء هو تحقيق النمو المتكامل المتناسق لجميع جوانب شخصيته.
ونسوق على ذلك هذا المثال:
لم يكن والد يوسف يقدر أهمية العناية بنمو طفله في جميع جوانب شخصيته، حتى أهداه كتابا عن السباحة في مناسبة عيد ميلاده.
قرأ الطفل الكتاب بشغف شديد ثم شرع يلح على والده أن يأخذه للسباحة، لكي يجرب أسلوبا معينا في الغطس يعرف بغطس البجعة، ومرة بعد أخرى كان يلقي الطفل بنفسه في الماء الضحل من فوق عائم خشبي، وكان في كل مرة يأخذ ضربة لاذعة في بطنه، وأخيرا خرج من الماء واتجه وهو يبكي صوب الشاطئ، ثم ألقى بنفسه على الرمل حيث أخذ يضرب الأرض بيديه، ويركل في حركة عصبية تشنجية.
كان هذا الطفل يعرف مبادئ الغطس، ولكن لم يكن لديه من الصبر ومن القدرة الجسمية ما يسمح له بأن يطبق ما كان يعرفه، كان يتوقع ألا يجد صعوبة في تعلم السباحة، إذ أنه لم يجد صعوبة في إدراك مبادئها من الناحية الفكرية.
وأخيرا أخذ والده يشجعه على البدء بحركات السباحة البسيطة، وعلى المثابرة في محاولاته، كما شجعه على ألا يتوقع نتائج سريعة في اكتساب هذه القدرة والمهارة الجسمية.
وهناك قصة أخرى لطفلة نابهة في الثامنة، كانت في قدرتها على التفكير في مستوى أطفال العاشرة أو الثانية عشرة، وكانت هذه الطفلة تستطيع أن تحدد معاني بعض الكلمات الصعبة مثل «التعاون» «مدى الاعتماد على شخص أو شيء»، ولما كان والداها يعرفان مدى ذكائها المفرط فقد كان الغضب والضيق يملكهما كلما وجدا أنها لا تستطيع أن تحقق سلوكيا، ما تعرفه وتفهمه وتحدده لفظيا، كان يعوز والدي هذه الطفلة أن يقدرا ويفهما أنه على الرغم من أن طفلتهما كانت تستطيع أن تفكر بعقلية طفل في الثانية عشرة إلا أنها لم تكن قد بلغت، بعد هذا المستوى من النضج في الناحيتين الانفعالية والاجتماعية.
إن ترجمة الألفاظ إلى أفعال يصعب على الكبار تحقيقه، ونحن لا يمكننا أن نجني سوى خيبة الأمل وعدم الرضا إذا كنا نتوقع من الأطفال -حتى ولو كانوا موهوبين- سلوكا في مستوى عال من النضج.
الإسعاف الأولي للحروق
تزيد أهمية مساحة الجلد المصاب بالحرق عن عمقه في تحديد درجة الخطورة التي تصاحب الإصابة بالحروق، وقد تطورت مبادئ الإسعافات الأولية للحروق في الفترة الأخيرة، ولم يعد وضع المراهم أو المساحيق أو المطهرات على الجلد المحروق من الأمور المسموح بها، إذ سوف يتطلب العلاج مستقبلا لإزالة هذه المواد، مما يسبب كثيرا من الآلام للمصاب وكثيرا من المتاعب للطبيب المعالج، وينصح كثير من المتخصصين بالإسعافات الأولية للحروق باستخدام وسيلة أخرى، وهي تبريد الجزء المصاب في استخدام الماء البارد، بأن يغمس العضو المصاب في ماء مثلج، أو يصب عليه الماء إذا لم يمكن غمسه مثل حروق الوجه أو الصدر، وأن يستمر ذلك حتى يزول الألم، ويساعد ذلك على سرعة شفاء الحرق والتقليل من الصدمة العصبية التي تصاحب الحروق عادة، على أن يسارع بنقل المصاب إلى إحدى المستشفيات إذا كانت الحالة تستدعي ذلك.
سرعة طلب النجدة من إدارات الإطفاء والإسعاف
يعتبر الاحتفاظ بأرقام التليفونات الخاصة بإدارات الإطفاء والإسعاف في مكان ظاهر في المنزل من الأمور الحيوية، فإن الارتباك والبحث بدون جدوى هنا وهناك سوف يضيع دقائق ثمينة، قد تكون الفارق بين القدرة على إطفاء الحريق والاكتفاء ومحاصرته بعد اليأس من ذلك، حتى لا يمتد إلى مكان آخر.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل