العنوان عالم الأطفال .. واختبارات الذكاء
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 14-سبتمبر-1971
مشاهدات 13
نشر في العدد 77
نشر في الصفحة 27
الثلاثاء 14-سبتمبر-1971
عالم الأطفال
.. واختبارات الذكاء
تحدثنا فيما سبق عن الاختبارات التي تقيس الذكاء، وتقيس هذه الاختبارات قدرة الطفل العقلية، وقدرته على اكتساب الحقائق وتنظيمها واستخدامها، هذا وكمقياس لتحديد قدرة الطفل العقلية، لا يخلو هذا النوع من الاختبار من العيوب والنقائص، وتعتمد درجة ثباته على طريقة تطبيقه وتفسیر نتائجه؛ فقد يحدث مثلًا أن يكون قد مرت بالطفل تجربة مؤلمة في موقف مماثل لموقف الاختبار، أو أن يكون لديه شعور عدائي نحو المختبر، وفي مثل هذه الحالات قد يخفق الاختبار في الكشف عن قدرة الطفل الحقيقية. هذا إلى أن نسبة ذكاء الطفل الواحد قد تختلف باختلاف أوقات اختباره، وبالإضافة إلى هذا.. فإن اختبارات الذكاء لا تكتشف الأطفال الذين لا تعتمد مواهبهم الخاصة اعتمادًا كليًا على القدرة العقلية، ومن أمثال هؤلاء: الموهوبون في النواحي الفنية، وحيث أن اختبارات الذكاء التقليدية تعتمد على القدرة اللفظية وتؤكدها، فهي لذلك تخفق في الكشف عن الأطفال الموهوبين الذين لا يتمتعون بهذه القدرة، ولكنهم يتمتعون بقدر كبير من المواهب والقدرات الأخرى.
واختبارات الذكاء قد تغمط أيضًا حق الأطفال الذين ينشأون في أوساط اجتماعية فقيرة وفي بيئات محرومة؛ لهذه الأسباب كلها تلجأ المدارس الحديثة إلى استخدام مجموعة متنوعة من الاختبارات، وإلى استخدام أسالیب الملاحظة الموجهة الدقيقة.
وبالرغم من كل هذه النقائص والثغرات في اختبارات الذكاء؛ فهي أداة عظيمة الفائدة، ولعلها أحسن ما لدينا حتى الآن من وسائل قياس وانتقاء الأطفال ذوي الذكاء العام المرتفع، فهي تساعدنا على اكتشاف الطفل الذي يتمتع بقدر وافر من المقدرة على سير المشكلات، والذي يقدر على التفكير المجرد وعلى التعليل المنطقي والتعميم.
النجاح المدرسي مقابل اختبارات التحصيل
وثمة وسيلة أخرى يمكن أن يستعين بها المدرس في بحثه عن الطفل الموهوب من الناحية العقلية؛ وهي اختبار التحصيل.
لقد اعتدنا من سنين عديدة أن نحكم حكمًا قاطعًا على الطفل الممتاز في درجاته الدراسية بأنه ذكي لامع، وعلى زميله الذي يحصل على درجات منخفضة بأنه غبي. ولكن المربين وجدوا بأن اختبار التحصيل الجيد «أي الاختبار الذي يقيس المدى الحقيقي لمعرفة الطفل في ميادين معينة من ميادين التعلم» أكثر دقة من الدرجات المدرسية في قياس مدى فهم الطفل واستيعابه لمواد الدراسة.
وغالبًا ما توجد علاقة إيجابية بين نتائج التحصيل والدرجات المدرسية، ومن ثم كان من الممكن استخدام اختبار التحصيل في التنبؤ باحتمال نجاح الطفل في المدرسة. فيمكن لتلميذ المدرسة الثانوية الذي يرغب في متابعة دراسته العالية أن يستدل من درجاته المرتفعة في اختبار التحصيل على أنه سوف يحصل على درجات جيدة في دراسته المقبلة.
ولكننا نقدر، كمدرسين أن الدرجات المدرسية تتأثر بعوامل كثيرة غير القدرة العقلية. فقد يحدث أحيانًا أن يحصل تلميذ في الفرقة الأولى الثانوية على درجة «متوسط» أو «أقل من متوسط» في اللغة الإنجليزية مثلًا أو التاريخ، في حين تدل نتائج اختبار التحصيل على أن مستواه في هذه المواد الدراسية لا يقل عن مستوى التلميذ المتوسط في الفرقة الثالثة الثانوية. فما سبب هذا التباين؟
أولًا- أن الطفل الموهوب قد يبكر عن زملائه ويسبقهم في هضم المادة الدراسية المقررة، ثم ينتابه بعد ذلك الملل والسأم منها؛ فلا يعود يكترث بها ولا يبذل أي مجهود في الفصل يستدل منه على مدى استيعابه لهذه المادة.
ولكنه عندما يواجه باختيار كاختيار التحصيل يتحداه ويحفزه على إظهار مدى تمكنه من هذه المادة، فقد يتحمس ويبذل مجهودًا يترتب عليه حصوله على درجة عالية في الاختبار.
ثانيًا- لما كانت عملية التقدير «إعطاء الدرجات» عملية ذاتية، فقد لا تعطي الدرجات المدرسية صورة حقيقية عن قدرات الطفل، فقد يؤثر التعب والإجهاد في تقدير المدرس لتلاميذه، وقد لا يوفق المدرس في الوقوف حقًا على مدى فهم الطفل للمادة. وقد تتدخل العوامل الشخصية في عملية التقدير. ولا شك، أن كلًا منا يعرف أشخاصًا ينالون إعجاب وتقدير الآخرين ولكننا لسبب ما لا نستلطفهم، ولا نستعذب معاشرتهم، وقد يحدث شيء من هذا القبيل مع بعض المدرسين بالنسبة لبعض التلاميذ؛ ولذلك يؤثر موقف المدرس من التلميذ في تقريره له وهو لا يدري. ولكنه على كل حال أمر لا يحدث في اختبار التحصيل؛ حيث لا تتدخل الآراء أو الأحكام الشخصية في تحديد درجة الطفل في الاختبار، وعلى ذلك يمكننا أن نثق في اختبار التحصيل؛ حيث إنه مقياس أكثر ثباتًا ودقة من التقدير الشخصي.
شؤون المرأة
المحترم سعادة محرر جريدة المجتمع حفظه الله تعالى آمین
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، يسرني أن أبعث برسالتي هذه لسعادتكم مقرونة بخالص الود والتقدير، أشكر فيها جهودكم الجبارة وكفاحكم المتواصل حول مجلتكم المجتمع؛ حتى غدت شيقة وجذابة، ومحببة لدى القراء، كما أوليتموها من عناية فائقة؛ حتى أصبحت في تناول جميع الناس.
ثم يسعدني أن أقدم هذا السؤال إلى مجلتكم..
فهل يمكن أن تخصص صفحة من هذه المجلة تعني بشئون المرأة ومشاكلها المعقدة، فيسرني إذا ما خصصت تلك الصفحة تعني بشئون المرأة دينًا وخلقًا والله يحفظكم.
أ. م. غ
معهد المعلمات في جيزان
يسعدنا أن نتلقى هذه الرسالة من الأخت الطالبة، ونحن فخورون بتعبيرها للجريدة، كما نود أن نعلمها أن في الصحيفة صفحتان خاصتان بالأسرة وشئون المرأة، ونحن على استعداد لنشر ما ترسله الأخوات حول شئون المرأة.
«المجتمع»
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل