العنوان عبر الفلبين يزوَّد الأسطول الأمريكي السابع.. بالبترول العربي!!
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 15-يناير-1974
مشاهدات 21
نشر في العدد 183
نشر في الصفحة 15
الثلاثاء 15-يناير-1974
صوت حكومة الفلبين هو الذي أضاع فلسطين عام ١٩٤٨
- ماركو يقتل المسلمين باليمين.. ويتناول بترول المسلمين بالشمال!!
● نشرت صحيفة «ذي إجبشيان جازيت» القاهرية يوم ۱۲- ۱۱- ۱۹۷۳، نقلًا عن برقية الأسوشيتدبرس، عن مانيلا عاصمة الفلبين، بتاريخ ۱۱- ۱۱- ۱۹۷۳، أن الفلبين تحصل على حق امتياز شراء البترول من حكومة بلد عربي، شريطة ألا ينفذ منها البترول إلى أمريكا. وإذا كان الخبر صحيحًا فعلى البلاد العربية مراجعة حساباتها بدقة، مع جميع البلاد التي تتآمر دائمًا على الأمة العربية والإسلامية، وتمثل أطرافًا وذيولًا لجسم أمريكا، في الأعمال الخفية والعلنية ضد العرب والمسلمين، وخاصة في المساندة الصهيونية العالمية، حتى لا تقع عواقب «مقاطعة البترول» ويلًا علينا، بدلًا من أن نجعلها سلاحًا رادعًا يدفع عنا الأذى، وسوطًا فتاكًا نذيق به هذه البلاد المتآمرة علينا وبال أمرها..
ولعل من أهداف مقاطعة البترول العربي عن البلاد المؤيدة لإسرائيل، إشعار هذه البلاد -حكومات وشعوب- أن مصالح العالم في الشرق الأوسط ليست في إسرائيل، بل إنها في البلاد العربية.
ومن المعروف في الصعيد المحلي والدولي، أن أول البلاد تضررًا من جراء مقاطعة البترول، هي الولايات المتحدة الأمريكية، ولو أن المقاطعة تكون أشد وقعًا وأكثر تنكيلًا، على البلاد التي تمثل أطرافًا وذيولًا لجسم أمريكا ومن أمثالها الفلبين.
ولكن ما ذنب العرب والمسلمين لو وقع عذاب أليم، على بلاد ركبت رأسها وظلمت نفسها، بمساندتها مساندة عمياء وحمقاء لإسرائيل، وهل جعل الله السماوات والأرض سدًا من بين أيديهم ومن خلفهم، حتى لا يروا أن إسرائيل دولة أقامتها القوى الاستعمارية والصهيونية لليهود، على أرض فلسطين ظلمًا وعدوانا.
ثم إن إسرائيل لم تكتف بمحاولة محو فلسطين عن الوجود، بل تعدتها إلى محاولة إقامة إمبراطورية إسرائيلية، تحتضن النيل والفرات، واحتلت ذلك بقوات أمريكا، وبتأييد من عملاء وحلفاء أمريكا، مرتفعات الجولان بسوريا والضفة الغربية من الأردن، وسيناء في مصر عام ١٩٦٧م.
لقد كان من المأساة الإنسانية حقًا، أن وقعت ذيول أمريكا من أمثال الفلبين في المحافل الدولية، لمساندة إسرائيل منذ حدوث النكسة عام ١٩٦٧.. ومن أعجب العجب حقًا -لو صح الخبر- عندما يقول الشعب الأمريكي وداعًا للرخاء ومرحبًا للتقشف، أن يقول العرب للفلبين أهلًا بك في آبار بترولنا.
يا أرضًا للقاعدة الأمريكية.. يا منطلقًا للدعاية الصهيونية.. يا أسواقًا سوداء للمفسدين في الأرض، يا سفاكًا لدماء المسلمين، مع العلم أن الفلبين تحتضن في أرضها قاعدة عسكرية أمريكية، وقاعدة حلف جنوب شرقي آسیا، وإن الفلبين إذا وافق لها أن تشتري البترول، فإنها تشتري بفلوس أمريكا لا بفلوس تملكها يدها، وإن الخبراء الصهاينة، شركاء ماركوس في إرساء قواعد الأحكام الدكتاتورية في البلاد، وإنها تتداول في أسواقها السوداء، وبواسطة الرشاوي، جميع الأشياء تبدأ من الماء والملح والكلأ، إلى السلاح والبترول وأصوات الانتخابات والعملات، والحصول على الوظائف حتى حق الفرد في الحياة والبقاء.
والرئيس ماركوس بإيعاز وتوجيهات من أمريكا، سوف يقبل جميع الشروط التي يفرضها عليه العرب، لأجل الحصول على صفقة البترول من البلاد العربية، ثم إذا عرف العرب أن بترولهم قد ذهب إلى أمريكا، أو على الأقل إلى القاعدة العسكرية الأمريكية في الفلبين، يقول ماركوس لهم لا علم لي بذلك.. إنه تصرف فردي.. تصرف الناس في الأسواق السوداء.. ولا يهمك أمرهم، فإنني سأحكم عليهم بالإعدام.. وطبعًا إن العالم قاطبة، لم يعلم أن المتداولين في الأسواق السوداء، عندنا في الأسواق هم بالترتيب رئيس الجمهورية، ومن يلتف حوله من ضباط القوات المسلحة، والوزراء حتى ماسحي الأحذية.
الخلاصة
إن أمریكا بعد مقاطعة البترول، أصبحت غير قادرة على تمويل البلاد، التي تمثل ذيولًا لها بالبترول، وفي هذه الحالة يتهدد نفوذ أمريكا في العالم بالانهيار، ولكن يجب ألا يغيب عن أذهاننا أن أمريكا لا تزال تملك وسائل القوى للاحتفاظ بنفوذها، أهمها المال والمرونة السياسية.. تمد أمريكا ذيولها بالمال على أي شكل يكون -وربما على شكل قرض طويل الأجل مثلًا- وتستخدم مرونتها السياسية بإيعاز هذه البلاد، بالسعي وراء صفقة البترول من البلاد العربية، بالمال المذكور وبضمانات على شكل قبول شروط ما، وتصريحات سياسية لصالح العرب.. وحينئذ نكون قد ردمنا آبار بترولنا على أجسادنا، لو سارعنا إلى إعطاء هذه البلاد الصفقة، لأننا حسب الظاهر، خدمنا البلاد التي منحتنا تصريحاتها السياسية، غير إن الحقيقة أننا لم نخدم بلادنا، بل ساعدنا أمريكا على الاحتفاظ بنفوذها في العالم.. ثم أفلا نتعظ ونعتبر -نحن المسلمين- في وقت المحنة والشدة؟! أولم نسمع نبأ موسى عليه السلام، وفرعون إذ قال فرعون لرب العالمين حين أدركه الغرق:
﴿وَأَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ﴾، فرد عليه الله سبحانه وتعالى: ﴿ءَآلۡـَٰٔنَ وَقَدۡ عَصَيۡتَ قَبۡلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ﴾.
مؤامرات ذيول أمريكا على البلاد العربية والإسلامية
ولكي نوضح ما سبق لإخواننا العرب والمسلمين، نذكر في النقط التالية أمثالًا من الأعمال التآمرية، التي قامت بها -بل ولا نزال تقوم بها- حكومة الفلبين ضد العرب والمسلمين، وعلى الأخص فيما يتعلق بالقضية العربية «الإسرائيلية»:
١- كانت الفلبين من أوائل دول العالم التي اعترفت بإسرائيل، وذلك لأن فلسطين ضاعت بصوت واحد في الأمم المتحدة عام ١٩٤٨، وهو صوت الفلبين.
٢- حاولت الفلبين منذ أن قامت العصابة الصهيونية، على أرض فلسطين المغتصبة، أن تقيم سفارة لها في إسرائيل، ولكن محاولاتها لم تنجح إلا عام ١٩٦٢، وذلك لأن مسلمي الفلبين وقفوا ضد هذه المحاولات بشدة، لدرجة أن جماعة مسلحة من المسلمين في سولو بقيادة كاملون، خرجت على الحكم، فقامت حرب بينها وبين الحكومة، ست سنوات متوالية من عام ١٩٥٠ إلى عام ١٩٥٦.
٣- تستخدم الفلبين جميع وسائل إعلامها، لخدمة الدعاية الصهيونية ضد العرب والمسلمين.
٤- أشرك الرئيس ماركوس بيرين، خبيرين إسرائيليين في تنظيم حكومته العسكرية، حيث أسند إليهما الإشراف على برامج التوسع الزراعي، وإدارة المراكز المهنية، وتنمية المهارات البشرية وشؤون الشباب في البلاد، ويدعى الخبيران الصهيونيان مستر أونجر ومستر میناتشیم سوهام.
٥- وفي عام ١٩٦٧، وقفت الفلبين في الأمم المتحدة ضد العرب، أثناء التصويت لإدانة إسرائيل، باعتدائها عسكريًا على البلاد العربية.
٦- عندما حاولت إسرائيل في الستينيات تحويل نهر الأردن، زودت الفلبين إسرائيل بمهندسين فلبينيين، لتنفيذ مشروع تحويل ماء نهر الأردن.
٧- وفي عام ١٩٦٧، قبيل الهجوم الإسرائيلي على البلاد العربية عسكريًا، دعت حكومة الفلبين أبا إيبان «وزير خارجية إسرائيل»، لزيارة الفلبين، لشرح وجهة النظر الإسرائيلية حول نزاعها مع العرب، أمام البرلمان الفلبيني. ولكن الزيارة فشلت لأن أبناء مسلمي الفلبين طردوا الوزير الصهيوني من البلاد شر طردة.
٨- ومنذ عام ١٩٦٩ للآن، أقامت حكومة الفلبين حملات الإبادة ضد المسلمين فيها، متواطئة مع القوى الإمبريالية والصهيونية، منتهزة فرصة النكسة، التي أصابت كواهل الأمة العربية والإسلامية، في يونيو ١٩٦٧م.
٩- وفي فبراير من عام «۱۹۷۳»، دعت حكومة الفلبين بعثة إسرائيلية، تضم عددًا من رجال الأعمال والمستثمرين، ورجال المال، لزيارة الفلبين.. لتدعيم العلاقات التجارية والصناعية بين إسرائيل والفلبين.. ويلاحظ أن حكومة الفلبين وجهت الدعوة إلى إسرائيل، بعد أن ألقت حصارًا عسكريًا على المسلمين في جنوب الفلبين.
۱۰- وفي شهور أبريل، ومايو، ويونية ويوليو من عام «۱۹۷۳»، قامت قوات الطيران الفلبينية، بالقصف الجوي على المناطق الإسلامية في جنوب الفلبين، وعلى وجه التحديد في جزيرة باسيلان، وجزيرة سولو، وزمبوانغا سور، وجزيرة سياسي بارخبيل سولو. وألقى الطيران على جزيرة سولو وحدها ٤۰ قنبلة، وزن كل قنبلة ٥٠٠ رطل، وشاءت الأقدار أن قنبلة واحدة، لم تنفجر في بلدة باسيل وفي سولو، إذ إنها كانت قنبلة إسرائيلية تحمل ماركة إسرائيلية.
۱۱- وفي أبريل ۱۹۷۲ للآن، بلغ مجموع مبلغ الدعم العسكري من أمريكا إلى الفلبين105,360,000 دولار أمريكي، لغرض إخماد الحركة «الشيوعية» في البلاد، ويقصدون بالشيوعية المسلمين، ومقاومة «التمرد»، ويقصدون بالتمرد المسلمين أيضًا، عدا الشحنات من الأسلحة من أمريكا. وذكرت جريدة الأخبار القاهرية يوم ٦ مايو ۱۹۷۳ نقلًا عن برقية الأسوشيتدبرس من مانيلا تحت عنوان «أمريكا تتدخل ضد المسلمين».. أن الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت في إرسال شحنات جديدة من الأسلحة إلى الفلبين، لمعاونة الحكومة في مواجهة ثورة المسلمين في جزيرة مندانا وسولوي.. وقد رفضت المصادر الرسمية الأمريكية في مانيلا وواشنطن التعليق عليها.
١٢- ثم ماذا في تصريحي الرئيس ماركوس في ٢١ أكتوبر ۱۹۷۳ ونوفمبر
۱۹۷۳؟
١- أصدر ماركوس يوم ۲۱ أكتوبر ۱۹۷۳، تصريحين بمناسبة نشوب القتال بين العرب وإسرائيل، بمناسبة تسليم أوراق اعتماد السفير المصري عبد المنعم الشناوي له يوم نوفمبر ۱۹۷۳، ويلاحظ أن ماركوس أصدر التصريحين بعد صدور قرار عربي موحد، بمقاطعة البترول عن البلاد المؤيدة لإسرائيل.
۲- يدعو الرئيس ماركوس في التصريحين جميع الأطراف المعنية، إلى الوقوف بجانب الأمم المتحدة، لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، ويناشد بضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم ٢٤٢.
٣- تجاهل الرئيس ماركوس تمامًا المحور، الأساسي للقضية العربية الإسرائيلية، لأنه لم يذكر شيئًا في التصريحين، عن ضمان حقوق شعب فلسطين وحق تقرير مصيره، ومن الطبيعي جدًا أن ينسى رئيس الفلبين حقوق شعب فلسطين، لأنه يريد من وراء التصريحين شراء البترول من العرب.. لا غير!!
الختام
لا نريد أن نعلق على الحقائق، التي نبهنا بها إخوتنا المسلمين في البلاد العربية، وعلى الأخص البلاد المنتجة للبترول، ذلك لأننا على ثقة تامة بأن هذه البلاد أدرى منا في معالجة الموقف، غير أننا نقول لإخواننا العرب، إذا كانوا يعقدون صفقة البترول مع الفلبين ليكسبوا صوتها غير المضمون في الأمم المتحدة، أو ليكسبوا مادة دعائية سياسية من تصريحات رئيس الفلبين، مفضلينها على دماء آلاف من المسلمين في الفلبين، أريقت لأجل الدفاع عن عزة الإسلام وكرامة الإنسان، والوقوف بجانب الحق العربي، فمعنى ذلك أن إخواننا العرب يريدون مزيدًا من التضحية بدماء إخوانهم مسلمي الفلبين، ونحن لا نزال نؤكد لهم، بأننا نقبل التضحية أكثر وأكثر بقلب رحب.. وسيجدوننا إن شاء الله من الصابرين..
وأما إذا فضلوا صوت الفلبين المعترف به -دوليًا- على دماء المسلمين وصوتهم النابع من الإيمان الصادق، فنحن نقول لهم أن مسلمي الفلبين يمكنهم أن يحصلوا على صوت معترف به دوليًا، إذا كانت المساعدات العربية قد وجهت إلى مسلمي الفلبين، بدلًا من توجيهها إلى حكومة الفلبين.. ولیست هناك مساعدة للمسلمين أكثر فاعلية من شل حركات عدوهم..
﴿رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾.
لجنة شؤون العلاقات الخارجية للمقاومة الإسلامية بالفلبين
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
مطلوب.. جرعة كرامة اليابانيون.. الأمريكيون بترولنا.. وقود مصانعهم بلادنا.. سوق بضائعهم وقلوبهم.. وسيوفهم مع عدونا!
نشر في العدد 104
15
الثلاثاء 13-يونيو-1972