العنوان عداء اليهود للأمة الإسلامية
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 24-أغسطس-1971
مشاهدات 25
نشر في العدد 74
نشر في الصفحة 13
الثلاثاء 24-أغسطس-1971
عداء اليهود للأمة الإسلامية
فهم اليهود أن القضاء على أمة الإسلام بحروب تُشن من الخارج أمر لا قدرة لهم ولا لغيرهم عليه فبدأوا يُخططون لغزوها من الداخل فأثاروا النعرات العصبية للقضاء على الخلافة الإسلامية التي كانت في حاجة إلى الإصلاح فقط فتخلو بذلك الأراضي الإسلامية من عنصر المقاومة فتستسلم وتصبح مناطق نفوذ للمستعمر اقتصاديًا وسياسيًا، ويستمر الغزو الفكري دونما معارضة فتملأ عقول الناشئة بأفكار إلحادية وتشكك الأمة بتاريخها وهكذا نشأت أجيال لا تعرف شيئًا عن إسلامها إلا الذكر والعبادات. فتبدلت المقاييس وانقلبت الموازين وكان أول شعار بتنفيذ هذا المخطط الجهنمي هو إشغال الخلافة العثمانية بحروب خارجية فتحت الجبهة الداخلية أمام الغزو الفكري لتقوم الجمعيات السرية بتقويض صرح الخلافة وزعزعة سلطانها، فانهار جسد الدولة، وجرؤ اليهود على مناهضة المسلمين علنًا وأرسلت الصهيونية مبعوثيها لمقابلة السلطان عبد الحميد وإقناعه بإعطائهم أرضًا في فلسطین فرفض ذلك بشدة وبدأت بعد ذلك المحاولات الصهيونية بتبني الجمعيات السرية كتركيا الفتاة ومن بعدها الاتحاد والترقي التي مثلت العناصر المعادية للإسلام، وإذا بها تحدث انقلابًا وتطيح بالسلطان عبد الحميد وتسميه بالسلطان الأحمر، ولكنها لم تجرؤ آنذاك على إزالة الخلافة علنًا رغم تمهيدها لذلك. كان هذا أول السبل. إذ لم يكن تشجيع الصهيونية العالمية لجمعية الاتحاد والترقي حبًا لها، ولكنه كان الخطوة الأولى للسيطرة على العالم الإسلامي، فبعد ذهاب عبد الحميد بدأت الحروب الخارجية كحرب البلقان سنة ١٩١٢ ومن ثم المناوشات الحربية في شرق أوروبا. وبعد هذا تربط مصالح الدولة العثمانية بالدولة الألمانية وتدفع إلى الحرب دفعًا فتبدأ الانقسامات الداخلية ويأخذ شيوخ بعض القبائل العربية نصيبهم إما أمل في هذه الظروف، ويستغل ظهور الفساد في البلاد وسياسة التتريك حجة لطعن الخلافة، فيؤخذ الجيش العثماني على حين غرة وتفتح الجبهة الجنوبية ويمزق الجيش العثماني بعدها شر تمزيق بأید عربية تستعمل سلاحًا بريطانيًا وتعطي بلادنا لقمة سائغة بيد الإنكليز والفرنسيين، ولم تكسب هذه الأمة إلا دويلات منتدبة من قبل العدو فيغيروا النظـم ويحرقوا التاريخ بواسطة أقلام ملأت حبرها من مياه لندن وباريس وموسكو وتبنوا وناصروا الدعوات القومية والشيوعية كي يشغلوا العرب عن سبب مأساتهم الكبرى ألا وهي ابتعادهم عن الإسلام وفقدانهم دولة إسلامية تجمعهم، وهكذا استمر حال هذه الأمة إلى أن تمكنت القوى الاستعمارية من ضرب الحركات الإسلامية في كل قطر تظهر فيه دون أن يتحرك الناس لحمايتها وكأنها غريبة عنهم، وكأنهم غرباء عنها.. وبضرب الحركة الإسلامية وشل حركتها يود المستعمر أن يعطل الجهاز العصبي والحسي لهذه الأمة الكريمة فتغدو صامتة هامدة أمام كل إهانة لكرامتها وانتهاك لحرمتها واحتلال لأقدس أراضيها.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل