; علامات استفهام؟ حول «ندوة أزمة التطور الحضاري» | مجلة المجتمع

العنوان علامات استفهام؟ حول «ندوة أزمة التطور الحضاري»

الكاتب المحرر المحلي

تاريخ النشر الثلاثاء 09-أبريل-1974

مشاهدات 96

نشر في العدد 195

نشر في الصفحة 6

الثلاثاء 09-أبريل-1974

التعليق الأسبوعي

موضوع الغلاف

علامات استفهام؟ حول «ندوة أزمة التطور الحضاري»

●     مساء الأحد الماضي- في جامعة الكويت- افتتحت ندوة «أزمة التطور

الحضاري في الوطن العربي».

●     ولهذه الندوة أهميتها الموضوعية، ولها خطورتها من حيث التمثيل والاتجاه.

●     من هنا كانت الندوة محور التعليق الأسبوعي «للمجتمع» ونرجو أنْ نوفَّق في متابعة هذه الندوة وتعريف القراء بما يدور فيها.

نعترض على التمثيل غير العادل، وفقدان «الأصالة»

حشد عقائدي يتناقض مع عقيدة الأمة، وصبغتها

التغيير مطلوب، ولكن من يتصدى له، وكيف؟؟

المنفصلون عن الأمة عاجزون عن علاج مشكلاتها.

أزمة التطور الحضاري!

الموضوع- من حيث المبدأ- في غاية الأهمية.

- فلقد تراكمت على أُمَّتنا خلال قرون طويلة، ومتتالية طبقات سميكة من التخلف والفشل.

- وجاء الاستعمار بغزوه وأطماعه فحوَّل أوطاننا إلى مستعمرات ينهب خيراتها، ويعمل على إبقائها في دائرة التخلف حتى لا تطالب بإلغاء امتيازاته، وتتمتع بحقوقها.

- ولن يُخْرِجَ الأمَّة من دائرة التخلف إلا تغيير شامل ينتظم التصورات، والتقاليد والعادات، والمفاهيم، وطريقة التفكير، وأساليب الصلة بالطبيعة، والإنسان، والحياة.

نعم .. مستحيل أن تنزع الأمَّة أقدامها، وأيديها، وعقلها من سجن التخلف إلا بحركة تغيير شاملة ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ﴾ (الرعد:11).

الموضوع هام- إذن- من حيث المبدأ.

و لكن المشكل الحقيقي يتبدى في قضيتين، أو سؤالين جوهريين.

- كيف يكون التغيير؟

- ومن هم الذين يرسمون خريطة التغيير؟

إنَّ طريقة التغيير هامة أيضًا حتى لا يكون التغيير نكسة تاريخية إلى الوراء، والذين يحاولون رسم خريطة التغيير ينبغي أن يكونوا في مستوى من الأصالة، والمعرفة،  والأمانة، والانتماء الحقيقي للأمة، وفي مستوى من الاعتزاز الفكري يؤهلهم للإقدام على المساهمة في هذا الموضوع الكبير العظيم ذي الأثر القوي حاضرًا، ومستقبلًا، فهل توفر لندوة أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي هذه الشروط الموضوعية؟

سنتحدث بأكبر قدر متاح من الصراحة، والوضوح.

إنَّ المجاملة في مثل هذه القضايا الخطيرة يجب أن تأخذ إجازة إلى أجل غير مسمى.

●     فلا مجاملة على حساب الفكر.

●     ولا مجاملة على حساب الحقيقة. 

●     ولا مجاملة في معايير التغيير.

●     ولا مجاملة في أمر يتعلق بكيان الأمَّة، ومصيرها.

- لقد طالعنا جدول أعمال الندوة، فوجدناه حافلًا بموضوعات ذات وزن، وقضايا ذات أثر مثل:

- الحضارة وقضية التقدم.

- الأبعاد التاريخية لأزمة التطور الحضاري.

- التخلف الفكري، وأبعاده الحضارية.

- التخلف السياسي، وأبعاده الحضارية.

- القيم، والعادات، والتقاليد العربية، وأزمة التطور الحضاري.

- الدين، والتطور الحضاري.

- دور العائلة في التطور الحضاري.

- نظام التعليم، وأزمة التطور الحضاري.

- التخلف الاقتصادي، وأبعاده الحضارية.

- الرؤيا المستقبلية من خلال واقع عربي متخلف.

●     هذه الموضوعات توشك أن تنتظم جميع مظاهر أزمة التخلف الحضاري في

الوطن العربي.

والندوة بهذا الحشد من الموضوعات تتصدى لعملية التغير الشامل، والتقويم الموسع.

وطبيعي أنَّ هذه الموضوعات لا تطرح نفسها، ولا تتحرك من تلقائها.

 إنَّ الأشخاص المشتركين في الندوة هم الذين يفعلون ذلك، يطرحون الموضوعات، ويتحاورون حولها، فهل المشتركون في الندوة مؤهلون للتصدي لهذا العمل الجذري الشامل؟

- لقد طالعنا قائمة أسماء المشتركين في الندوة؛ فوجدناهم - في الغالب الأعم - لا يمثلون الأمَّة، ولا يصدرون عن رأيها، وأصالتها، وتميزها، واستقلالها، ولا نظن ظنًا، ولا نرجم بالغيب، هذه هي الأسماء أمامنا معلنة واضحة، ويمكن تقسيم المشتركين في الندوة إلى مجموعات ذات اتجاهات، وخلفيات فكرية وعقائدية:

- مجموعة النصارى.

- مجموعة العلمانيين الطاعنين في الدين.

- مجموعة اليساريين.

- أقليات أخرى يغلب عليها طابع الاستقلال.

ولندخل في التفاصيل.

- أولا: النصارى

1 - نقولا زيادة.

2 - قسطنطين زريق.

3 - إدوارد سعيد.

4 – آدونیس.

5 - بطرس بطرس غالي.

6 - مجید خدوری.

ومن هؤلاء أناس خطرون مثل: قسطنطين زريق، نقولا زيادة، مجيد خدوری، بطرس غالى.

- ثانيًا: العلمانيون «الذين يرفضون الدين».

۱ - نديم البيطار، وهو الذي طالب بتصفية الدين، والتخلص من رواسبه عقب هزيمة حزيران عام ١٩٦٧.

وإلحاده مكتوب معروف.

٢ - جلال العظم، وهو الذي اعتبر الدين خرافة، والإيمان به غباء وسذاجة.

ولقد طالب المسلمون في لبنان بمصادرة كتبه.

3 - محمد ربيع، وهو صاحب المقالة المشهورة «الإيمان بالغيب يضعف الإنتاج»!!

ولقد تعرضت «المجتمع» لأفكاره غير مرة.

●     وهناك من يخضع الدين للنظريات الفلسفية، والدراسات الوضعية مثل: زكي نجيب محمود.

●     وهناك الذين يحملون فكرًا ماركسيًّا مثل محمود أمين العالم.

●     وهناك الذين كانت لهم انتماءات حزبية مثل: عبد الله عبد الدايم، وشاكر مصطفى.

- البقية الباقية من المشتركين لا يمثلون تكتلًا ما، وتزيد درجة أصالتهم، أو تقل وفق موقفهم من التيارات التي ذكرناها آنفًا.

●     اعتراض عادل، وأي مفكر منصف، أو مثقف يتمتع بالعدالة الفكرية من حقه أن يعترض على هذا التشكيل الغريب للندوة.

اعتراض على التمثيل.

فعلى الرغم من أنًّ تاريخ هذه الأمة، وحاضرها مرتبطان بالإسلام، وعلى الرغم من أنَّ الدراسات الميدانية تقتضي إعطاء هذه العوامل وزنها الكامل.

على الرغم من ذلك كله لـم يُدْعَ مفكرون إسلاميون إلى هذه الندوة.

قد يقال: إنَّ دعوات وُجِّهت، ولكن هؤلاء المفكرين لم يحضروا، ومن ثَمَّ ظهر التشكيل على هذا النحو.

وهذه حجة غير مقبولة لسببين:

1 – إنَّ من الملاحظ أنَّ الدعوات التي وجهت للنصارى، والعلمانيين، واليساريين كثيرة وفيرة، ومن ثَمَّ كان حاصل الطرح- بعد حذف الغياب، وحسبان الاعتذار- في جانب التيارات المناوئة لأصالة الأمة.

٢- أنَّ الاتجاه إلى حشد مثل هذا النوع من الناس كان مقصودًا.

فإذا افترضنا أنَّ المفكرين الإسلاميين لم يستجيبوا للدعوة فهل كان غيابهم يقتضي- بالضرورة - حضور نديم البيطار، وجلال العظم؟

قلنا: أنه في الوقت الذي يقتضي وجود مفکرین إسلاميين في هذه الندوة يعرفون مشكلات الأمة، ويحسون بنبضها، ويعبرون عن أصالتها، وتميزها، واستقلالها.

رغم هذه الضرورة خلت الندوة من وجود إسلامي حقيقي على مستوى عالٍ هناك مثلًا:

●     الدكتور محمد البهي.

●     الأستاذ محمد قطب.

●     الأستاذ ضياء الدين الريس.

●     الدكتور محمد محمد حسين، وعشرات غيرهم.

إنَّ في التمثيل جورًا واضحًا سيخل بالتوازن الفكري، وبالتالي يضعف فعَّالية حصيلة الندوة.

والاعتراض الثاني هـو اعتراض الأصالة.

فلا شك أنَّ المشتركين في الندوة يحملون خلفيات فكرية، وعقائدية، وبما أنَّ الندوة ليست مختبرًا علميًّا محايدًا؛ فإنَّ هذه العقائد، والأفكار تؤثر في آراء، وموضوعات المشتركين.

وبعامل هذه التأثيرات يعجزون عن التعبير عن أصالة الأمة، واتجاهاتها الحقيقية.

كيف يستطيع النصراني أن يُعبِّر، أو يفهم تمامًا مشكلات الموحدين؟

كيف يستطيع أناس أعلنوا إلحادهم – مثل: نديم البيطار، وجلال العظم - أن يعالجوا مشكلات أمة تؤمن بالله العظيم سبحانه؟

كيف يستطيع من يتبنى الفكر الماركسي أن يعالج أزمة أمَّة يقوم تصورها على نقيض التصور الماركسي؟

إن هناك فواصل نفسية، وفكرية، وعقائدية تجعل محاولات هؤلاء معزولة عن الأمَّة، ومرفوضة بوعيٍ وجِدّ.

إنَّ اليهود ما أتوا، ولن يأتوا بمسلمين لعلاج مشكلاتهم.

وإنَّ الشيوعيين ما أتوا، ولن يأتوا برجال الحركة الإسلامية لعلاج مشكلاتهم.

وإنَّ الفاتيكان، إن مجلس الكنائس العالمي ما أتى، ولن يأتي بمسلمين لعلاج مشكلاته.

فلماذا يفرض على أمتنا، وحدها أن يتولى علاج أزماتها أناس تطوعوا بالانفصال عنها؟

◘ ولن نتعجل الخطى، ونحكم على نتائج الندوة - وإن كان من الناحية المنطقية يمكن ترتيب النتائج على المقدمات – سنمارس الموضوعية بمعناها المثالي وننتظر نتائج الندوة لنناقشها ونقومها.

إلى ذلك الحين هناك جملة قضايا لا يسع أي إنسان يتصدى لعلاج أزمة التطور أن يتجاهلها.

◘ وضع المعيار ضرورة منهجية في علاج أزمة التطور الحضاري، فما هو معيار الأزمة؟ وما هو معيار البديل؟

◘ هناك كُتَّاب، ومثقفون يقاومون الاستعمار سياسيًا بينما يخضعون له فكريًا، فما سبب هذه الظاهرة؟

◘ التسول الحضاري أم التبادل الحضاري؟  بمعنى أن نأخذ من الحضارات الأخرى العلم، والتكنولوجيا، والنظم الإدارية، ونعطيهم القيم والأفكار.

◘ السلطة السياسية عطلت حرية الأمة، فما هو واجب المثقفين في وجه السلطة؟

◘ الاختيار هل يتم على أساس الموجود - بمعنى أن يكون الاختيار انحيازًا لروسيا، أو انحيازًا لأمريكا، كما هي الذهنية الغالبة على المثقفين- أم أن هناك أفقًا آخر يعزز الاستقلال الوطني باتجاه فكري عالمي جديد؟

◘ الرؤية الهادئة البصيرة للحضارات الأخرى، أم الانهيار الذي يفقد العربي توازنه، وشخصيته؟

◘ المثقفون العرب هل يمثلون جزءًا أساسيًّا من أزمة التطور الحضاري في الأمة؟

●     ذكرى المولد النبوي الشريف

عطلت الوزارات، والمصالح الحكومية أعمالها يوم السبت الماضي ۱۳ ربیع الأول بمناسبة المولد النبوي الشريف، وأقامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية احتفالًا بهذه المناسبة ليلة الجمعة في ١١-٣-١٣٩٤ وذلك بمسجد السوق الكبير بعد صلاة العشاء مباشرة.

●     زيارة وزير المواصلات السعودي

زار الكويت الشيخ محمد عمر توفيق - وزير المواصلات في المملكـة العربية السعودية، تلبية لدعوة من وزير البريد والبرق والهاتف الكويتي السيد عبد العزيز عبد الله الصرعاوي، الذي كان في استقباله لدى وصوله إلى المطار، وكان في استقباله أيضًا سفير المملكة العربية السعودية لدى دولة الكويت، وزار خلال إقامته ولي العهد الشيخ جابر الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء بالنيابة وزير الداخلية والدفاع الشـيخ سعد العبد الله السالم .

 

الرابط المختصر :