العنوان عندما يحاول الإعلام الدولي- الالتفاف وراء المجاهدين الأفغان
الكاتب عباس البدر
تاريخ النشر الثلاثاء 21-يوليو-1981
مشاهدات 14
نشر في العدد 537
نشر في الصفحة 24
الثلاثاء 21-يوليو-1981
نشر في العدد 535 من مجلة المجتمع مقالًا بعنوان «هل يشهد
العالم هذا العام انهيار الجيش الأفغاني» وجاء في آخر المقال فقرة عن الوحدة
الإسلامية في أفغانستان نقلًا عن وكالة «واس» من إسلام آباد ونشرته
صحيفة الجزيرة السعودية وفيما يلي نَص هذه الفقرة:
«قرر اتحاد زعماء الاتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان وهو الاتحاد
الذي أعلن عن تشكيله منذ أيام (الحقيقة أن إعلان هذا الاتحاد قد حدث في 6/ 6/
1981.. نعود ثانية إلى المقال) ويضم الحركات الثورية الرئيسية الثلاث للمجاهدين
الأفغان وأن من أهداف الاتحاد الجديد الإعداد لتشكيل حكومة أفغانية في المنفى في
الوقت المناسب، وأعلن زعماء الحركات الثورية التي يضمها الاتحاد وهم سيد أحمد
جيلاني ومحمد بن محمدي والبروفسور صبغة الله مجددي، أنهم سيشكلون حكومة إسلامية في
أفغانستان بعد تحريرها وأنهم سيجرون انتخابات حرة في بلادهم بعد انسحاب القوات
السوفياتية منها»، انتهى كلام الصحيفة السعودية.
ولتبيان الحق ولكي يعلم مسلمو العالم ما يجري على الساحة
الأفغانية، وحتى لا يلدغ الجهاد في سبيل الله من جحر واحد أكثر من مرة، أقول إنه
على طول التاريخ الحديث كان الجهاد في سبيل الله ضد الاستعمار يحمله المجاهدون
المسلمون وفي سبيل ذلك سجنوهم وعذبوهم وشردوهم لكنهم اصطبروا وجاهدوا حتى أتى
الله بنصره، ودائمًا وفي هذا الوقت بالذات تبرز إلى السطح مجموعات وتنظيمات
تدعي الوطنية ومحاربة الأعداء وهم بعيدون كل البعد عما يجري، ويجد المستعمرون
غايتهم في هؤلاء، وتبدأ الاتصالات بينهم، وفجأة تجدهم يقفزون إلى السلطة وإلى دفة
الحكم ويؤيدهم العالم كله وتصفهم وسائل الإعلام بالأبطال والمحررين وهكذا يضيع
الجهاد، وتقوم الدولة التي حررتها دماء الشهداء على أسس علمانية وتبدأ من جديد
محاربة المسلمين ورميهم بالمعتقلات والسجون.
وهذا ما يحدث الآن في أفغانستان بالضبط، فهؤلاء السادة الذين
ذكرتهم الصحيفة السعودية لا يمثلون الجهاد في أفغانستان، بل إن أحدهم يمثل حزبًا
بدون مجاهدين، وخصوصًا أحمد جيلاني وصبغة الله مجددي، إنهم يمثلون التيار الوطني
والديمقراطي ولهم تصرفات غير إسلامية كثيرة وهم كذلك غير موثوقين ولهم اتصالات
مشبوهة مع بعض الأنظمة العميلة، كما أنهم لا يعنيهم بعد خروج الروس أن يحكم شريعة
الله في أفغانستان، وزيادة على ذلك يصرفون الأموال التي تأتيهم في ما حرم الله،
لذلك لا نعجب عندما نرى ونقرأ تطبيل الإعلام العالمي لهم، لذلك وجب علينا أن نحذر
ونتصدى لهذه المحاولات الرامية إلى تصفية الجهاد، وأن نمنع عنهم التبرعات لأننا
بذلك نعينهم على الفساد، وأن من ينفق عليهم فكأنما قد رمى أمواله في البحر، ولا
أجر له عند الله؛ لأن هذه الأموال لا تذهب إلى المجاهدين.
ولعل القارئ الكريم بعد هذا التوضيح يتساءل عمن يمثل المجاهدين
في أفغانستان؟
أقول وبناء على ما شاهدناه خلال زيارتنا لهم، وليس السامع كمن
رأى، فقد التقينا بالمجاهدين وعلمنا أن الأحزاب الرئيسية والتي لها أغلب
المجاهدين داخل الأراضي الأفغانية والذين يمثلون الإسلام والجهاد في سبيل الله،
وهم يرفعون راية لا إله إلا الله ولا يعترفون بالوطنية أو القومية ولا حتى
بالشعوبية، إنما يعترفون بالله ربًا وحاكمًا، وليس لهم أي اتصال بأي نظام شرقيا
كان أَم غربيا، لكن اتصالهم الوحيد هو بالله وحده؛ لأنهم يؤمنون أن النصر من عند
الله و يرفضون أي شكل من أشكال التعاون مع الغرب لأنهم يعلمون أن الكفر ملة واحدة.
وهذه الأحزاب كالآتي:
1- الحزب الإسلامي – ويمثله المهندس حكمتيار.
2- جمعية أفغانستان الإسلامية - ويمثلها البروفسور برهان
الدین رباني.
3- حزب إسلامي - ويمثله المجاهد محمد يونس خالص.
وفي العام الماضي كونت هذه الأحزاب اتحادًا وحرصًا على الوحدة
أشركوا معهم الآخرين الذين أشارت إليهم الصحيفة السعودية ورأس الاتحاد الأستاذ
المجاهد عبد رب الرسول سياف وهو حاصل على شهادة الماجستير، وهو الذي مَثَّل
المجاهدين الأفغان في المؤتمر الإسلامي الأخير الذي انعقد في الطائف في
المملكة العربية السعودية.
ونهج الاتحاد النهج الإسلامي الصحيح في جميع الأمور، مما ضايق
هذا التصرف كلا من أحمد جيلاني وصبغة الله مجددي، فانشقوا عن الاتحاد وبقي محمد بن
محمدي مع الاتحاد، وقد استمر الاتحاد بعمله ولم يؤثر خروجهم على الجهاد، وبعد مرور
عام على الاتحاد، وهي المدة القانونية له بدأت الأحزاب في الاتحاد تبحث عن صيغة
جديدة للاتحاد، في هذا الوقت أعلن عن الاتحاد الوهمي التي أشارت إليه الصحيفة
السعودية.
وفي نفس الوقت كان هناك مؤتمر للعلماء الأفغان الذين جاءوا
من داخل أفغانستان يبحثون ويدرسون إنشاء دستور إسلامي يحكم وينظم وحدة
الأحزاب على أسس إسلامية بحيث يضعهم تحت راية لا إله إلا الله، ووضع هذا الدستور
نظامًا لمجلس الشورى وصلاحيته والشروط الواجب توافرها في أعضاء المجلس من إيمان
بالله وعدالة العضو ونزاهته وعدم انتمائه إلى الشرق أو الغرب، وينص هذا الدستور
على عدم الاعتراف بالوطنية أو القومية أو الديمقراطية كأساس للحكم.
وبذلك وضع هذا الدستور النظام الأساسي للوحدة الإسلامية، فمن
كان يريد الإسلام والجهاد في سبيل الله طريقًا إلى الشهادة أو النصر والحكم بما
أنزل الله قبل بهذا الدستور ومن رفضه فقد شهد على نفسه بأنه لا يريد الإسلام
والمسلمين.
ونحمد الله أنه خلال وجودنا هناك في الفترة ما بين 3/ 6/ 81 و12/
6/ 1981 قد شهدنا توقيع كل من المهندس حكمتيار والبروفسور برهان الدين
والمجاهد محمد يونس على هذا الدستور، وكذلك وافق عليه الأستاذ عبد رب الرسول سیاف،
أما السيد أحمد جيلاني وصبغة الله مجددي فقد رفضوا هذا الدستور.
وأما حركة انقلاب إسلامي التي يرأسها البروفسور محمد بن محمدي
وهي لها مجاهدين فقد انشقت، وذهب الرئيس مع أحمد جيلاني، والباقي وهم الأغلبية
برئاسة نصر الله منصور قد رجع إلى إخوانه المجاهدين وبذلك يكون هذا الحزب هو الحزب
الرابع الذي يمثل المجاهدين.
ومنذ أيام نشرت وكالات الأنباء خبرًا مفاده أن الحركات الثورية
الستة قد اتحدت وبعد ذلك قامت بالاتصال بمندوب الحزب الإسلامي في الكويت وسألته عن
صحة الخبر فقال: "إن هذا الخبر ليس له أساس من الصحة وأرجو الحذر من وسائل
الإعلام وأخذ الأخبار من مصادرها الصحيحة".
وسألته عن آخر أخبار الوحدة فقال:
"إن الأحزاب الرئيسية الثلاث قد وقعت على منشور العلماء وكذلك
السيد نصر الله المنشق عن حركة انقلاب إسلامي، وإن الوحدة- إن شاء الله- قادمة،
وخصوصًا بعدما رفض كل من أحمد جيلاني وصبغة الله الدستور الإسلامي، وإن شاء الله
يتم الاتحاد بالأربعة أحزاب التي تمثل المجاهدين الأفغان، ولكن الموضوع يحتاج إلى
بعض الوقت حتى نضمن استمرارية الاتحاد".
من هنا يتضح لنا أن الإعلام العالمي يحاول أن يشوه الجهاد في
أفغانستان، لذلك وجب على الإعلام الإسلامي أن يعطي صورة واضحة لهذه القضية بدل
ترديده لمقالات الصحف والوكالات العالمية.
وأن يكون للصحف والمجلات الإسلامية مندوبون لتغطية جميع
الأخبار، علمًا بأن معظم وكالات الأنباء العالمية يوجد لها مندوبون.
أرجو من الله عز وجل أن أكون قد وضحت أمر هذه القضية، والله على ما أقول شهيد.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل