العنوان عودة إلى الشباب المتهم
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 28-أبريل-1970
مشاهدات 66
نشر في العدد 7
نشر في الصفحة 5
الثلاثاء 28-أبريل-1970
قلنا إن الآباء والأمهات والمدرسين والوعاظ والحكومات يحملون شبابنا كل أوزار هذا المجتمع.. ولكن نسي هؤلاء جميعا أن الشباب ليس إلا نبتا من أرض نحن ألقينا فيها البذور وأمددناها بروافد الماء.. فإذا خرجت الثمار مرة كريهة فلن يقبل منا القول بأن العيب في قمم الأشجار التي تحمل الثمار.. إن العيب في البذور وفي الماء النتن والأرض العصية.
سيقال إنكم تكتبون هذا الكلام الذي لا يصلح إلا فوق المنابر والمآذن.. وإنكم تهربون من المعركة الضارية في المنطقة.. ونقول إننا نعيش بكل أعصابنا وأنفسنا وأقلامنا في المعركة، ولولا أن هذا الحديث هو أول درس في الطريق إلى الميدان لما همسنا به في أذن شبابنا الذين نعدهم للقاء الكبير..
إن أكبر جريمة نقترفها في حق شبابنا هي أن ندفع بهم إلى معركة دون أن نعطيهم سلاحا.. إن تجربة سنة 48، وسنة 56، وسنة 67 كفيلة بأن تعطينا درسا عمليا في قيمة السلاح الذي نطالب بإمداد شبابنا به.. إن هزائمنا المتلاحقة لم تكن عن قلة عن عدد أو أسلحة أو خطب وكلها كانت لها قلة في ديننا ورجولتنا وخلقنا.. إننا كنا موديلات رجال صبت في قوالب صماء..
نعود إلى الشباب فنقول إن من حقه أن يشير إلينا بأصبع الاتهام.. من حق الشاب أن يقول لأبيه وأمه وأستاذه وحكومته: إنكم هربتم من مسئولية التوجيه.. إنكم فررتم من المعركة.. وتركتموني أصم أبكم أعمى.. فقادني أعدائي إلى هلاكي، فصرت لا أرى ولا أسمع إلا بأعينهم وآذانهم.. إنني حركة هؤلاء الأعداء في بيوتكم وحياتكم.. إنني ابن أوروبا وأمريكا وروسيا أعيش في بيت العرب.. إنني غريب عنكم وعن حياتكم.. إن علاقتي بكم لا تحكمها إلا شهادة الميلاد فهو ملك لغيركم قلبي وعقلي ومشاعري لا أملك منها شيئا إنها ملك أعدائكم... ولذلك لن تجدوني معكم في البيت أو العمل أو الميدان.. أنا ضدكم بل حرب عليكم رضيت أنا أم كرهت رضيتم أنتم أم كرهتم..
هذا هو تطور شبابنا الذي إن سكت عنه لسانهم فلن يسكت عنه مسلكهم...
إن تصحيح شباب أمتنا لن يكون إلا إذا أدخلناه من الباب الإسلامي الكبير وهيأنا له كل فرص الحياة داخل هذا البيت.. وحينئذ فقط سنشعر بشرعية أبنائنا.. شرعية القلب والفكر والمشاعر وليس شرعية الدم فحسب.. وليس شرعية شهادة وسيشعر أبناؤنا نحونا بانتمائهم لنا.. إنهم سيشعرون بتدفق الروح والعاطفة الحانية في حياتهم وأنفسهم، وسيجدون فينا الواعظ والمعلم والقائد والموجه.. ونحن وهم سنكون طلائع المعركة الإسلامية في طريق النصر.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل