العنوان فتاوى المجتمع (1549)
الكاتب أ.د. عجيل جاسم النشمي
تاريخ النشر السبت 03-مايو-2003
مشاهدات 14
نشر في العدد 1549
نشر في الصفحة 58
السبت 03-مايو-2003
سنة الجمعة البعدية
كثير من الناس لا يصلون ركعتين بعد صلاة الجمعة، فما حكم هاتين الركعتين؟
من السنة صلاة ركعتين أو أربع بعد صلاة الجمعة، وهذه السنة البعدية تصلى في المسجد أو في المنزل، وصلاتها في المنزل أفضل وقد روي عن ابن عمر قال: كان رسول الله ﷺ يصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته «الفتح الرباني ١١٤/٦، ومسلم (۳۰۲/۱)، وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «من كان منكم مصليًا بعد الجمعة فليصل أربعًا (أخرجه مسلم)١٦٩/٦
وعلى هذا فإذا صلى المرء سنة الجمعة البعدية في المسجد فليصل أربعًا، وإذا صلاها في البيت - وهو الأفضل - فليكتف بركعتين اتباعًا لسنة النبي .
زكاة الجمعيات
ما حكم إخراج الزكاة بالنسبة للجمعيات وما كيفية إخراجها والأموال التي تخرج عنها؟
أموال الجمعية لا تخرج عن الأصول الثابتة وهي عبارة عن المباني والأثاث والآلات المستخدمة في الحسابات أو غيرها، ويدخل في ذلك كل ما هو معد للاستعمال، وهو ما لم يعد للتجارة، فهذه الأموال أو هذه الأصول لا زكاة عليها.
النقود المسجلة في حسابات الجمعية . والتي تستطيع التصرف فيها، ويدخل في ذلك الديون التي للجمعية على غيرها من التجار وغيرهم، وكانت هذه الديون ثابتة، ولا ينكرها من هي عليه، فهي مرجوة السداد - تضم إلى النقود السائلة ويزكي الجميع.
وأما إن كانت الديون على معاطلين أو منكرين لها، وليس لدى الجمعية إثبات بها فهذه لا تزكى إلا حين تسلم فتزكى عن سنة ماضية فقط
أما البضائع الموجودة داخل الجمعية أو في مخازنها أو المودعة عند الغير بقصد التجارة بها، ويضاف لذلك ما تملكه الجمعية من أسهم أو سندات، فتزكي أصول السندات لا أرباحها، وإن كانت عقارات أو غير ذلك فهذه كلها تزكى بعد تقدير قيمتها يوم وجوب الزكاة.
والزكاة - حين تجب - مقدارها ٢,٥ %بعد حولان الحول، وهو سنة قمرية، ولا مانع أن يعتبر الحول بالسنة الشمسية وتكون النسبة حينئذ ٢.٧٧٥.
وهذه النسبة إنما هي المقدار الصافي أي بعد أن تحسم الجمعية المصاريف التي تحملتها، مثل صيانة الجمعية وأجور الموظفين والأرباح التي لم توزع على المساهمين بعد أن تقررت لهم، وكذلك ما قد تكون الجمعية قد خصصته من مبالغ الصفقات تم التعاقد عليها ولم تسلم أثمانها .
والجمعية إنما تخرج الزكاة إذا فوضها أو وكلها المساهمون بإخراج الزكاة عنهم عن طريق الجمعية العمومية، أو كان نظام الجمعية ينص على أن الجمعية تخرج الزكاة عن المساهمين، وإلا فإن كل مساهم مسؤول عن إخراج الزكاة إذا توافرت شروط إخراجها بالنسبة له ..
إغماض العينين في الصلاة
. هل يجوز أن يغمض المصلي عينيه في الصلاة، من أجل الخشوع؟
لم يكن من هدي النبي الله ﷺ أن يغمض عينيه في الصلاة، وقد اختلف الفقهاء في صلاة من أغمض عينيه، فبعضهم كره تغميض العينين وبعضهم أجازه، ونقول بما قاله ابن قيم الجوزية «إن كان تفتيح العين لا يخل بالخشوع لما في قبلته من الزخرفة والتزويق أو غيره مما يشوش عليه قلبه، فهنالك لا يكره التغميض قطعاً، والقول باستحبابه في هذا الحال أقرب إلى أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة» زاد المعاد (٢٩٤/١)، وإذا كان الاستحباب من أجل عدم تشويش القلب، فليكن مستحبًا لمن يتشوش ويشرد ذهنه ولو لم تكن زخرفة أو تزويق، فإذا شعر باستحضار القلب بالتغميض فمستحب له ذلك، فإن استحضر القلب مع تفتيح العينين فهو الأفضل بلا ريب موافقة لما عهد عن النبي ﷺ.
عقد صحيح .. ولكنه ليس لازمًا
امرأة باع زوجها بعض ما تملكه من ذهب وأتاها بالمبلغ وهي تقول إنها لا تريد أن تبيع الذهب، فما الحكم الشرعي في تصرف زوجها؟
هذا التصرف بالبيع من قبل الزوج يسمى بيع الفضولي، وهو أن يبيع الشخص ملك غيره دون إذنه، أو يبيع ملكه وهو غائب.
وهذا العقد يعتبر عقدًا صحيحًا، لكن لا يصبح لازمًا للمالك الأصلي إلا إذا أجازه فإذا لم يجزه يعتبر باطلًا، ودليل صحة هذا البيع وعدم نفاذه إلا برضا المالك الأصلي، ما رواه البخاري عن عروة البارقي أنه قال: «بعثني رسول الله ﷺبدينار لأشتري له به شاة، فاشتريت له به شاتين بعت إحداهما بدينار وجئته بدينار وشاة، فقال لي: «بارك الله في صفقة يمينك». فأنت بالخيار إما أن تجيزي ما فعل زوجك من البيع أو تبطليه.
لباس المرأة في الحداد
هل يجوز للمرأة في الحداد أو العزاء على الميت أن تلبس الثياب السود أم أن هذا بدعة؟
يجوز للمرأة أن تلبس الثياب السود وليس هذا واجبًا عليها، ولكن إذا كان لبس السواد زينة نساء بلادهم بحيث اذا رأوها اعتبروا لبسها زينة فلا يجوز لبسه في هذه الحال، وتلبس ما لا يدل على الفرح، وما ليس زينة في نفسه.
الإجابة للشيخ يوسف القرضاوي من موقع: islam.online.net
غربة الإسلام
الحديث لا يعني الاستسلام أو اليأس.. بل يدعو للتغيير وإصلاح ما أفسد الناس
من الأحاديث المشتهرة على الألسنة الأقلام حديث «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء».
ما مدى صحة هذا الحديث؟ وما المراد به وهل كلمة «غريب من الغربة أم الغرابة.. فقد سمعت البعض يؤكد أنها من «الغرابة والدهشة»، وينفي أن يكون من الغربة. أما إذا كانت من الغربة كما هو الشائع والمتبادر فهل يعني هذا ضعف الإسلام وأفول نجمه؟
الحديث صحيح الإسناد بلا نزاع بين هل هذا الشأن، وهو مروي عن عدد من صحابة رضي الله عنهم.
فقد رواه مسلم وابن ماجه عن أبي هريرة والترمذي وابن ماجة عن ابن مسعود، وابن ماجه عن أنس، والطبراني عن سلمان وسهل بن سعد وابن عباس - رضي الله عنهم جميعًا. كما في الجامع الصغير وقد رواه مسلم عن بن عمر دون جملة «فطوبى للغرباء».
بهذا نعلم أن صحة الحديث لا كلام فيها وبقي الكلام في معناه:
من المؤسف أن كثيرًا من الأحاديث المتعلقة «آخر الزمان» أو ما يسمى «أحاديث الفتن» «أشراط الساعة»، يفهمها بعض الناس فهمًا يوحي باليأس من كل عمل للإصلاح والتغيير.
ولا يتصور أن يدعو الرسول الكريم ﷺ الأمة إلى اليأس والقنوط، وترك الفساد يستشري في الناس والمنكرات تنخر في عظام المجتمع، دون أن يصنع الناس شيئًا، يقوم ما اعوج، أو يصلح ما فسد، وكيف يتصور ذلك وهو ﷺ يأمر بالعمل لعمارة الأرض، إلى أن تلفظ الحياة آخر أنفاسها، كما يتضح من الحديث الشريف: «إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم أي الساعة - حتى يغرسها، فليغرسها» (رواه أحمد في مسنده، والبخاري في الأدب المفرد عن أنس وكذا الطيالسي والبزار، وقال الهيثمي رواته ثقات إثبات؟
ومعنى هذا أنه لن يأكل من ثمر هذا الغرس ولا أحد من بعده ما دامت الساعة قد قامت أو توشك أن تقوم
فإذا كان هذا مطلوبًا في أمر الدنيا، فأمر الدين أعظم وأجل، ولا بد من العمل من أجله إلى آخر رمق في هذه الحياة.
المقصود بالغربة
أما معنى كلمة غريبًا، فالمتبادر أنها من الغربة، لا من الغرابة بدليل آخر الحديث «فطوبى للغرباء»، فالغرباء هنا جمع «غريب» والمراد به المتصف بالغربة لا الغرابة.
وإنما كانت غربتهم من غربة الإسلام الذي يؤمنون به ويدعون إليه، وهذا هو المعنى المفهوم من كلمة «غريب» في أكثر من حديث مثل: «كن في الدنيا كأنك غريب» رواه البخاري.
كما جاءت جملة أحاديث وروايات فيها زيادات في هذا الحديث في وصف الغرباء مما يؤكد أن المقصود هو الغربة لا الغرابة.
هذا إلى أن الواقع اليوم وفي عصور خلت يدل على غربة الإسلام في دياره ذاتها، وبين أهله أنفسهم، حتى إن من يدعو إلى الإسلام الحق يعاني الاضطهاد والتنكيل، أو الشنق أو الاغتيال.
ولكن هل هذه الغربة عامة وشاملة ودائمة أو غربة جزئية ومؤقتة؟ قد تكون في بلد دون آخر، وفي زمن دون آخر، وبين قوم دون غيرهم، كما ذكر ذلك المحقق ابن القيم رضي الله عنه.
والذي أراه أن الحديث يتحدث عن دورات أو موجات تأتي وتذهب وأن الإسلام يعرض له ما يعرض لكل الدعوات والرسالات من القوة والضعف والامتداد والانكماش والازدهار والذبول، وفق سنن الله التي لا تتبدل فهو كغيره خاضع لهذا السنن الإلهية التي لا تعامل الناس بوجهين، ولا تكيل لهم بكيلين، فما يجري على
الأديان والمذاهب يجري على الإسلام، وما جرى على سائر الأمم يجري على أمة الإسلام فالحديث ينبئ عن ضعف الإسلام في فترة من الفترات ودورة من الدورات ولكنه سرعان ما ينهض من عثرته، ويقوم من كبوته، ويخرج من غربته، كما فعل حين بدأ.
فقد بدأ غريبًا، ولكنه لم يستمر غريبًا، لقد كان ضعيفًا ثم قوي، مستخفيًا ثم ظهر، محدودًا ثم انتشر مضطهدًا ثم انتصر.
وسيعود غريبًا كما بدأ، ضعيفًا ليقوى ثم يقوى، مطاردًا ليظهر ثم يظهر على الدين كله ملاحقًا مضطهدًا لينتشر وينتشر ثم ينتصر وينتصر.
فلا دلالة في الحديث على اليأس من المستقبل إن أحسنا فهمه.
ومما يدل على أن الحديث لا يعني الاستسلام أو اليأس، ولا يدعو إليه بحال، ما جاء في بعض الروايات من وصف لهؤلاء «الغرباء» من أنهم الذين يصلحون ما أفسد الناس من السنة، ويحيون ما أماته الناس منها .
فهم قوم إيجابيون بناؤون مصلحون وليسوا من السلبيين أو الانعزاليين أو الاتكاليين الذين يدعون الأقدار تجري في أعنتها، ولا يحركون ساكنًا، أو ينبهون غافلًا .
الإجابة من موقع : elaf.com
الزوج الفاجر .. تركه أولى
امرأة متزوجة من رجل لم يترك كبيرة أو منكرًا إلا فعله والعياذ بالله وقد شاركته في كل ذلك برضاها وتكرر ذلك مرات لا حصر لها. والآن تريد أن تتوب توبة نصوحًا وبدأت ترفض طاعة زوجها في المحرمات برغم استمرار إلحاحه عليها وتسأل ماذا تفعل حتى تقبل توبتها؟ وهل عليها إثم في استمرارها مع هذا الزوج الفاسد؟
الحمد لله أن ردك إلى الحق والندم توبة والتوبة الصادقة طهارة من كل ذنب. قال تعالى ﴿وَٱلَّذِینَ لَا یَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ وَلَا یَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا یَزۡنُونَۚ وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ یَلۡقَ أَثَامࣰا یُضَـٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ وَیَخۡلُدۡ فِیهِۦ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلࣰا صَـٰلِحࣰا فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ یُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَیِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَـٰتࣲۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا ﴾ (الفرقان:68-70). أما الزوج الفاجر فالأولى تركه لأنه يحض على الفجور وفعل الكبائر .
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل