; فخ الترجمة | مجلة المجتمع

العنوان فخ الترجمة

الكاتب يحيى أبو زكريا

تاريخ النشر السبت 20-ديسمبر-2003

مشاهدات 20

نشر في العدد 1581

نشر في الصفحة 37

السبت 20-ديسمبر-2003

عندما يفد بعض العرب والمسلمين إلى الدول الغربية لطلب اللجوء السياسي فإنهم يحتاجون إلى تقديم كافة الأسباب التي دفعتهم لطلب اللجوء لدوائر الهجرة، والأجهزة الأمنية أحيانًا، وقد يضطرون لتقديم معلومات دقيقة عن وضعهم الخاص ووضع بلادهمويقوم بترجمة أقوال طالب اللجوء إلى السلطات المعنية مترجمون محلفون وغير محلفين.

وفي السويد اشتغل في مهنة الترجمة من اللغة العربية إلى السويدية والعكس عشرات المترجمين العرب من العراق وفلسطين ولبنان والجزائر وتونس وغيرها، كما أن لكل جالية مترجمين خاصين بها.

وحسب جريدة أفتون بلادت السويدية فإن أجهزة مخابرات نظام صدام حسين نجحت في تسخير بعض المترجمين العراقيين الذين كانوا ينقلون أقوال طالبي اللجوء العراقيين إلى السلطات السويدية، وبهذه الطريقة كانت السفارةالعراقية في ستوكهولم تعرف بالتفصيل ملفات طالبي اللجوء العراقيين وبالتالي كان ذووهم في العراق يتعرضون للخطر.

وقد اعترفت مترجمة عراقية للإذاعة السويديةأن السفارة العراقية اتصلت بها في وقت سابق وهددتها بتعريض حياة أقاربها في العراق إلى الخطر إذا لم تتعاون مع الجهاز الأمني في السفارة وتنقل له التفاصيل المتعلقة بطالبي اللجوء والمعلومات التي يقدمونها للسلطات السويدية من أجل الحصول على الإقامة.

واعترفت المترجمة أنها أضطرت للتعامل مع النظام العراقي لحماية أهلها في العراق

ويحاول العديد من السفارات العربية في السويد وغيرها معرفة التفاصيل عن اللاجئين

الذين ينتمون إليها، وأسهل طريقة إلى ذلك إقامة علاقات بمن يعملون في حقل الترجمة الذين تتوافر لهم المعلومات التي يدلي بها طالبو اللجو.

وفي أحيان كثيرة تقوم الأجهزة الأمنية الغربية باستمالة المترجمين واتخاذ المترجم مطية للإيقاع بطالب اللجوء كأن يقول المترجم الطالب اللجوء وهو في حالته النفسية المضطربة إذا كان لديك سر معين أعطني إياه وأنا أترجمه بطريقتي الخاصة، وهكذا يتصور طالب اللجوء أن المترجم إلى جانبه فيدلي بالأسرار، والنتيجة أن هذا المترجم يقدم ملفًا كاملًا عن هذا الشخص أو ذاك هويته السياسية وانتماءه الديني والحركي أحيانًا ويحصل المترجم على راتب خاص من الأجهزة الأمنية، وراتبًا آخر كونه يعمل مترجمًا 

الرابط المختصر :