العنوان فـي الهدف
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 22-مارس-1977
مشاهدات 25
نشر في العدد 342
نشر في الصفحة 13
الثلاثاء 22-مارس-1977
نصارى لبنان يدعون إلى علمنة لبنان.
المثقفون من المارونيين يتقدمون بدراسة يقولون فيها: لا حل لمشاكل لبنان إلا بالعلمانية.
البطريرك خريش يدعو صراحة في عدد الصياد الأخير إلى علمنة الدولة.
والعلمانية معناها اللادينية، ولا معنى لها سوى هذا المعنى.
ما الهدف من هذه الضجة المثارة من النصارى؟ الهدف الواضح للعيان هو انسلاخ المسلمين من دينهم بصهرهم في بوتقة واحدة مع الملل والنحل الأخرى التي لا حصر لها في لبنان بحجة قانون مدني واحد للجميع.
إذن الداعون للعلمانية -ومنهم علماء النصرانية- يهدفون من وراء دعوتهم هدم الإسلام من أساسه بطرق ملتوية بعد فشلهم في هدمه بالمجابهة المسلحة.
النصارى يعلمون -ونحن نعلم معهم- أنهم لن يخسروا شيئًا يملكونه بدعوتهم للعلمانية.
الخاسرون الحقيقيون هم المسلمون الذين ينظم لهم دينهم شئون دنياهم وآخرتهم.
إن الذي بقي لمسلمي اليوم من إسلامهم هو التشريعات التي تنظم الحياة الزوجية القائمة على أساس السكن النفساني والمودة والرحمة؛ أي القوانين التي نسميها بالأحوال الشخصية، وهذه التشريعات بالذات هي المقصودة من هذه الدعوة المسمومة.
النصارى يريدون إباحة تزوج النصراني من المسلمة ومنع تعدد الزوجات؛ حيث إن دينهم -بعد أن حرفوا الكلم عن مواضعه- يحرم التعدد. وهم يريدون أيضًا هدم التشريعات الواردة في القرآن والسنة بالنسبة للطلاق والميراث.
ليت شعري، هل الحرب الأهلية التي يستعر أوراها الآن في لبنان اشتعلت لأن أهلها متمسكون بأهداب دينهم وتعاليم أنبيائهم؟ العكس هو الصحيح، فالكل يعلم أن لبنان ماخورة الشرق ومنتجع كل فاسق، وكان يسب الله جل في علاه في الشوارع علنًا حتى أذاقها الله لباس الجوع والخوف بما عصوا وكانوا يفسقون.
ألا فليعلم المسلمون في لبنان وغير لبنان أن النصارى لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم ونتخذ سبيلهم: ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ (البقرة: 120) وأنهم سيقاتلوننا حتى يردونا عن ديننا إن استطاعوا، وما هم بقادرين.
ابن بطوطة