; فلسطين - العدد 6 | مجلة المجتمع

العنوان فلسطين - العدد 6

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 21-أبريل-1970

مشاهدات 88

نشر في العدد 6

نشر في الصفحة 26

الثلاثاء 21-أبريل-1970

فلسطين

طردت الحكومة الأردنية السفير الأمريكي في عمان لوقاحته، وقد (أسفت) وزارة الخارجية الأمريكية لهذا، «وأملت» ألا تسوء العلاقات بين الأردن وأمريكا، وقد مضت عليها سنوات وهي حسنة.

 وإن أمريكا لن تستيقظ إلا بضربات ساخنة، وحبذا لو تبع طرد السفير قطع العلاقات، وتصفية مراكز المخابرات، ورفض المعونات المسمومة.

فالأمريكان يحتضنون دولة العدوان ويعطونها السلاح الذي تقتل به أبناءنا يوميا، فما الفائدة من معوناتهم إن كانوا ينسفونها بقنابلهم؟ ويكلفوننا أضعاف ما يعطوننا؟ إن أعداءنا جميعا -والأمريكان واليهود خصوصا- لن يحترمونا ويهابونا إلا إذا احترمنا أنفسنا، ورفضنا كل ألوان الذل والعبودية، فهل نحن فاعلون؟ وهل تقتدي دول عربية أخرى بالأردن فتطرد سفراء (إسرائيل) منها؟! 

قبل أن ينفد صبر الشعوب فتصفى الحامي والمحمي حقا؟

 طمأن «سيسك» سادته اليهود أن السلاح سيظل يتدفق عليهم، وأن أمريكا لن تتخلى عنهم.

●      وهذا أمر معروف ومفروغ منه فليرح السيد (سيسكو) نفسه، فأمريكا كلها مزرعة من العبيد لإطعام وحماية اليهود تماما كما تنبأ (براهام لنكولن) وحذر الأمريكان من هذا المصير الأسود منذ ألفي سنة، فلم يحذروا. فوقعوا في الفخ.

وقد جاءت تأكيدات (سيس – كو) لليهود، مطابقة تمامًا لما توقعناه من قبل، فقد أكدنا أن الأمريكان «سوف يزيدون اليهود سلاحا ليزيدوا من إزهاق الأرواح المسلمة البريئة» فهل عقلتم يا معشر الغافلين؟! وهل أيقنتم أن سفراء الأمريكان ووزراءهم ووكلاءهم وكل مسؤوليهم، يمثلون اليهود أكثر مما يمثلون أمريكا نفسها؟

حين أزمع وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط (سيسكو) زيارة الأردن قامت قيامة الشعب فثارت المظاهرات الصاخبة والإضرابات الشاملة وحُطِّمَت المؤسسات الأمريكية، حتى اضطر سيسكو إلى إلغاء زيارته المشؤومة المشبوهة، وقد سبق أن زار (سيسكو) بلادًا تظهر للناظرين على إنها قلعة العداء «الإعلامي» لأمريكا، والحملة عليها وعلى سياستها، وبعد جريمة نكراء ارتكبها اليهود هناك، ومع ذلك عرضت عليه الحلول الاستسلامية والتنازلات «التقدمية» ولم يلق ما يسوؤه أبدًا، ولا سمع كلمة ولا مظاهرة ولا احتجاجًا إلا تصريحات باهتة بعد زواله، وحين وصل دولة أحبابه اليهود، ليفيض عليهم من كرم أمريكا ووعودها كل ما يرضيهم، و ليؤكد أن أمريكا تحرص على رضاء اليهود ووجودهم أكثر من وجودها ذاته. والجدير بالذكر أن «جوزيف سيسكو» يهودي لحمًا ودمًا و أصلًا وفرعًا، و ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا.

 

 

●       حكمت محاكم العصابات اليهودية على أحد الفدائيين بالسجن لمدة 150 عامًا، وعلى آخر لمدة 175 عامًا! وتعددت الأحكام بهذا الشكل الخرافي الجزافي.

●      جنون وخرق لا يصدر إلا ممن أكل الرعب قلبه، وتضليل وخداع ممن يمتصون دماء الفدائيين، ويقتلون المواطنين بالجملة، وأمل باطل في أن تدوم دولتهم كل تلك السنين أو عُشر تلك السنين.

 وإن ذلك لن يكون بإذن رب العالمين، فقد حملت «دولة الباطل» بذور فنائها في طيات وجودها نفسه منذ وجدت، بل منذ كانت فكرة لدى الحاقدين والمتآمرين. وكلهم يعتقد في قرارة نفسه حتى رئيس مؤتمرهم الصهيوني (ناحوم غولدمان) صرح بهذا في كتابه الأخير الذي عرضته الأوبزرفر البريطانية وقال: «إن من المستحيل أن تدوم دولة اليهود وسط (أوقبانوس) من العداء الصاخب الذي يكره وجودها» فهل سمع اليهود بذلك؟

 إن قلوبهم تحدثهم به ليل نهار، ويحاولون التشبث بباطلهم، وكلهم مقتنع إنه باطل ولكنه متعلق بخيوط أوهى من خيوط العنكبوت، يسمونها «الوعد الإلهي» وهي من خرافات التوراة ولم يتحقق لهم، وإلا -اتهموا- الله تعالى بالكذب -تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا-، ولكن الوعد تحقق من جهة أخرى لأبناء إبراهيم عليه السلام ولكن من جانب إسماعيل، ولقد تحقق للعرب المسلمين خير أمة أخرجت للناس، وسيعود لهم ثانية إذا عادوا لدينهم.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل