; فلسطين المحتلة -شاهد عيان على المذبحة- دير ياسين لم تعاهد الوكالة اليهودية | مجلة المجتمع

العنوان فلسطين المحتلة -شاهد عيان على المذبحة- دير ياسين لم تعاهد الوكالة اليهودية

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 20-أبريل-1999

مشاهدات 62

نشر في العدد 1346

نشر في الصفحة 30

الثلاثاء 20-أبريل-1999

تعقيبًا على ما نشر في مجلة المجتمع العدد (١٣٤٤) ۲۰ ذو الحجة ١٤١٩هـ 6/4/1999م تحت عنوان «سلوك الغدر الإسرائيلي كما تمثله مذبحة دير ياسين» وبما أن مجلة المجلة تنقل الأخبار بمعلومات دقيقة وبواقعية صحيحة كسبت ثقة قرائها في كل مكان وبخاصة انها مجلة المسلمين في أنحاء العالم.

وبصفتي أحد أبناء دير ياسين حضرت المعركة من أولها حتى نهايتها، فالحق وكل الحقيقة أن قرية دير ياسين لم تعقد عهد أمان مع الوكالة اليهودية مطلقًا، وأتحدى أي إنسان عربي أو أجنبي حول هذه الحقيقة، ولو كان الأمر كذلك لمنعت الوكالة اليهودية رجال العصابات من مهاجمة دير ياسين لأنها كانت الأمر والناهي في ذلك الوقت، ولو كان الأمر صحيحًا لما جمعت القرية الأموال وما أرسلت وفدًا من الثلاثة أشخاص إلى القاهرة لشراء الأسلحة والقنابل اليدوية، وما أجهدت نفسها في حفر الخنادق وبنت الاستحكامات وحراسة القرية ليلًا ونهارًا.

 والقصة الحقيقية أن أهالي دير ياسين شعروا بوضعهم الحرج في بداية شهر يناير ١٩٤٨م عندما هاجمت عصابات الصهاينة الَّتي كانت محمولة على ثلاث حافلات قادمة من مستعمرة «جفعات شاؤول» هاجمت بعض سكان قرية «لفتا» في مقهى قريتهم في رميما «الشيخ بدر» على طريق القدس - يافا في وضح النهار، وقَدْ أستشهد من لفتا عدد من سكانها بينهم مختار القرية صقر شنك يرحمهم الله.

 في أثناء هذا الهجوم اتجه فريق من العصابات الصهاينة إلى مستعمرة جفعات شاؤول المجاورة القرية دير ياسين في سيارة «بيك آب» نحو كسارة أحمد أسعد رضوان الَّتي تبعد عن حدود المستعمرة بضع مئات من الأمتار بغية نسفها، فتصدى لهم حارس الكسارة صالح رضوان يرحمه الله، وتبادل معهم إطلاق النار فقتل أحدهم وجرح اثنان وعلى إثر ذلك هرع بعض سكان القرية لنجدة الحارس وتبادلوا إطلاق النار مع رجال العصابات واستمر ذلك نحو ساعة ونصف الساعة، حتى فك الاشتباك عدد من الجنود البريطانيين الَّذين حضروا للمكان بسيارتهم المصفحة.

على إثر هذا الحادث عقد أهالي القرية الاجتماعات المتكررة، وبعد صلاة الجمعة في أواخر شهر يناير ١٩٤٨م عاهدوا الله في مسجد القرية «مسجد الشيخ ياسين» الا يرحل أو يغادر أحد القرية، واتفقوا على وضع خطة عمل للدفاع عن قريتهم مهما كلفهم ذلك من ثمن.

 أوَّلُ عملٍ قام به أهالي القرية حفر خندق عميق واسع في الطريق الرئيسة الَّتي تربط القرية مع المستعمرات اليهودية والقدس الشريف موهوه بالأخشاب والتراب وعلى طرفيه محاجر عميقة يصعب العبور منها إلى القرية، وقسموا محيط القرية إلى خمسة عشر مركزًا للمراقبة ركبوا على بعضها كشافات ضوئية تدار ببطاريات سيارات الشحن ووزعوا على هذه المراكز اثنين وسبعين مدافعًا مسلحين بالبنادق والقنابل اليدوية.

يوم الأربعاء السابع من أبريل ١٩٤٨م نشبت معركة القسطل الشرسة بين عصابات الهاجاناه والجهاد المقدس والمناضلين العرب بقيادة المرحوم عبد القادر الحسيني اشترك في هذا الهجوم مجموعة من مقاتلي دير ياسين جرح منهم أربعة وهم عبد العزيز صلاح وعارف صلاح اللذان نقلا إلى مستشفى الرملة، وموسى عبد رشيده الملقب بالسرهد، وحسين على حامد ونقلا إلى مستشفى القدس، وقَدْ أحتل المناضلون القسطل وطردوا رجال الهاجاناه ثم أستمرت المعركة في اليوم الثاني وفي مسائه أستشهد القائد عبد القادر الحسيني يرحمه الله فنقلوه إلى القدس الشريف حتى يدفن فيها بعد صلاة الجمعة 9/4/1948م.

حزن أهالي دير ياسين وغيرهم من أبناء فلسطين لنبأ استشهاد بطلهم عبد القادر الحسيني وقضوا ليلة الجمعة وهم متألمون ولم يدروا ما خبأ لهم القدر وما أخفى عنهم القضاء، وما دروا أنهم سيكونون الفريسة الأولى لهجمات العصابات الصهيونية الانتقامية، وأوى الأطفال والنساء والشيوخ إلى مضاجعهم، بينما أخذ المدافعون أماكنهم في الخنادق والمتاريس استعداداً لأي عدوان، وعند منتصف ليلة الجمعة شاهدوا أضواء سيارات كثيرة تلمع في وضع غير طبيعي في المستعمرات القريبة والمواجهة لقريتهم، فحذر المدافعون بعضهم البعض ليكونوا على حذر واستعداد.

أزفت الساعة الثالثة من فجر يوم الجمعة 9 من أبريل ١٩٤٨م؛ حيث هاجمت دير ياسين اربع عصابات هي الأرغون وتسافي النومي واشتيرن والهاجاناه وجناحها الكوماندز البالماخ بعدد يزيد على الألفين، وتم الاتفاق بين هذه العصابات على تطويق القرية، وبعد إطلاق الإشارات الحمراء تبدأ كل عصابة في دخول البيوت وذبح من فيها، ولكن لم يتحقق لهم ذلك لأن خندق المراقبة المتقدم شعر بحركة غريبة تتقدم نحوه فنهرهم بصوت عال ثم أطلق النار باتجاههم، فأطلقوا النار واستشهد هو وزوجته وولده، وبدأ إطلاق النار بغزارة بين الطرفين وارتفعت زغاريد النساء والتهليل والتكبير من المدافعين. 

فشلت خطة التطويق ووقعت الدبابة الأولى الَّتي عليها مكبر الصوت في الخندق ولم تتمكن الدبابات الأخرى من دخول القرية، وكانت الساعات الأولى في صالح حماة القرية؛ حيث أوقعوا في رجال العصابات أكثر من مائتي قتيل بينهم قائد كبير ومئات الجرحى ووقع الفزع في صفوف العصابات حتى أن بعضها أراد الانسحاب من المعركة، وقَدْ أكَّدَ ضراوتها الإرهابي المجرم مناحيم بيجن في صفحة ٣٢ من كتابه الثورة «the revolution» قال: «لقد فوجئ رجالنا بمقاومة شديدة من أهالي القرية؛ حيث كان القتال يدور من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع»، ولولا تدفق النجدات للعصابات الصهيونية من المستعمرات اليهودية القريبة لما استطاعت احتلال القرية. 

ظل أهالي دير ياسين وحدهم في المعركة دون أن ينجدهم أحد من ا الجهاد المقدس والعرب المناضلين الَّذين انسحبوا من القسطل إلى عين كارم بعد استشهاد القائد عبد القادر الحسيني؛ لأنهم فضلوا الاشتراك في تشييع جنازة عبد القادر الحسيني على نجدة قرية تحترق وأهلها يذبحون، أما البقية الباقية من المدافعين عن القرى، فقد انسحبت إلى قرية عين كارم الَّتي تبعد عن قريتهم 5 كيلومترات بعد نفاد ذخيرتهم والحزن يعصر قلوبهم تاركين وراهم جثثًا طاهرة خضبت دماؤها تراب قريتهم المباركة. 

عندما لقيت العصابات الصهيونية مقاومة شديدة من المدافعين عن القرية عمدت إلى أساليب وحشية في التنكيل بالمدنيين العزل وقتل الشيوخ والنساء والأطفال الأبرياء، ويقرب بيت رحيلة عند مدخل مستعمرة جفعات شاؤول سلب رجال العصابات من النساء الأسيرات الحلي والنقود، وعند عصر يوم الجمعة نفسها أركبوا الأسرى من الشيوخ والنساء والأطفال ثلاث سيارات شحن مكشوفة وطافوا بهم شوارع الأحياء اليهودية من القدس الغربية ولاقوا من اليهود أنواع الإهانات والسباب والشتائم، وقذفهم بالحجارة حتى المساء ثم سلموهم إلى حكومة الانتداب البريطاني عن طريق بوابة «مندلبوم» في القدس ومنها سلموهم إلى الهيئة العربية العليا.

 كانت حصيلة وحشية العصابات الصهيونية البربرية ٩٦ شهيدًا فقط من أهالي القرية وليس ٢٤٥ كما جاء في المقال، ومعلمة من القدس، وقرآن وابنه من الخليل، بلغت وحشية العصابات أن القوهما في الفرن وهما حَيَّانِ.

والجدول المرفق يوضح نوعية الشهداء وعدد كل نوع يرحمهم الله:

 

مع الأسف الشديد كانت الهيئة العربية العليا ورئيسها المرحوم الدكتور حسين فخري الخالدي مشلولة الحركة عاجزة عن العمل والمساعدة، وقَدْ استغلت مذبحة دير ياسين، فأذاعت نبأها بتفاصيل مهولة كان الغرض منها إثارة نخوة الدول العربية المساعدة عرب فلسطين، ومما زاد الطين بلة ترداد الإذاعات العربية نبأ المذبحة عدة مرات بشكل آثار في نفوس الفلسطينيين الخوف والهلع وركزت الصحف العربية على مذبحة دير ياسين فقط وتركت ما هو أشد منها وحشية وبربرية في قرى ناصر الدين والقبيبة وبيت راس وعين زيتون والحولة والدويمة، مما تسبب في ترك أكثر من مليون فلسطيني لمدنهم وقراهم.

محفوظ عبد العزيز سمور 

الإسرائيليون سرقوا «أسنان الذهب »من أفواه المصريين في الحرب

القدس المحتلة- قدس برس: أكَّدَ كاتب إسرائيلي أن جنود الاحتلال على الجبهة المصرية سرقوا ما استطاعوا من جثث الشهداء المصريين الَّذين سقطوا خلال حرب رمضان أكتوبر عام ۱۹۷۳م.

وأوضح أزهر سميلنسكي في كتاب عبري جديد نشر في المكتبات الإسرائيلية أنه شهد بعض هذه الوقائع بنفسه في الحرب على الجبهة المصرية؛ لذا أوردها بواقعية كما رأها.

ويتوقع أن يثير الكتاب الإسرائيلي الجديد غضبًا شديدًا في مصر الَّتي فتحت صحافتها في الآونة الأخيرة مسألة آلاف الأسرى المصريين الَّذين قتلتهم إسرائيل، إبان الحروب العربية معها.

وفيما يجتهد الإعلاميون الإسرائيليون والمسؤولون للرد على الاتهامات المصرية يقول الكاتب اليهودي إنه رأى بأم عينه في حينها جنوداً إسرائيليين يحركون وجوه جثث الشهداء المصريين وينظرون داخل أفواههم، ويدكونها بشدة، ليخلعوا أسنان الذهب منها..

ورأى الكاتب جنديًا إسرائيليًا يضرب فم شهيد مصري بكعب بندقيته، ثم يخرج من فم الشهيد شيئًا ويضعه في جيب قميصه. 

وأستغل الكاتب فرصة مقابلة جندي إسرائيلي كان يبول قرب جدار في مكان الحادث فسأله عما يجري، فأكد له الجندي الإسرائيلي أن زملاء يخلعون أسنان الذهب من أفواه الشهداء المصريين. وكان الجيش الإسرائيلي قد أستدعى الكاتب أزهر سميلنسكي وعددًا من الأدباء والفنانين خلال حرب رمضان المرافقة الجنود على الجبهة ورفع معنوياتهم.

ويقول سميلنسكي: إنه حاول نسيان هذه القصة ولم يذكرها لأحد، ولكنه لم يتمكن من تجاهلها، وها هو ذا يوردها مدونة في كتابه الجديد لأوَّلِ مرةٍ. 

 

 

بعد انكشافهم: عملاء فلسطينيون يحتجون لتخلي الإسرائيليين عن عمالتهم!

الناصرة – المجتمع: ذكرت الإذاعة العبرية مؤخرًا أن تسعة فلسطينيين عملوا مخبرين الأجهزة الأمن الإسرائيلية قدموا التماسًا إلى المحكمة العليا ضد الحكومة بدعوى الإهمال والتخلي عن خدماتهم. 

ويعيش عشرات الفلسطينيين - الَّذين عملوا مخبرين وعملاء للأجهزة الأمن الإسرائيلية يقومون بتزويدها بمعلومات عن المقاومة الفلسطينية وأنشطة أهاليهم - في ظروف صعبة بعد أن تخلت الحكومة الإسرائيلية عن خدماتهم إثر اضطرارهم لمغادرة منازلهم بعد انكشاف أمرهم.

ورفع العملاء التسعة - في التماسهم - شكوى ضد رئيس الحكومة ووزير الدفاع المسؤول الأعلى عن أجهزة الأمن بدعوى أن الدولة اليهودية أهملتهم، ولم تعد تهتم بهم أو بتقدير خدماتهم إذ لا يجد غالبيتهم متطلبات الحياة الضرورية.

وقال مقدمو الالتماس: إنهم عرضوا حياتهم للخطر خلال سنوات في تقديم معلومات أمنية تساعد الجيش الإسرائيلي في ضبط سيطرته على الأراضي الفلسطينية، وفي الكشف عن مطلوبين، ومنع وقوع عمليات مقاومة وهجمات ضد الجنود أو المستوطنين اليهود، وقَدْ اضطروا إلى الهرب من منازلهم في المناطق بسبب الخطر على حياتهم وهم يسكنون حاليًا في مخيمات بشمال إسرائيل!

 ويطالب العملاء في دعواهم الحكومة الإسرائيلية بأن تمنح كلًا منهم مبلغ ٤٠٠ ألف دولار بالإضافة إلى توفير مصدر رزق لهم. 

رسالة «مغلقة» إلى الطيب عبد الرحيم

يا طَيِّب.. هذا أبوك فمن أنت؟!!

أراك في الجبهة الخاسرة - المستسلمة تنثر- تصريحاتك المعطوبة الزائفة ضد المجاهدين!

جدك كان عالمًا جليلًا وشاعرًا قويًا... وأبوك الشاعر الشهيد الَّذي أشعل حماسة الثورة ضد الصهاينة وسطر أروع أبيات الشعر وقدم روحه فداء لفلسطين

بقلم الدكتور جابر قميحة (*)

سعادة الأستاذ الطيب عبد الرحيم «أمين سر رئاسة سلطة الحكم الإداري الذاتي المحدود وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح بفلسطين المنهوبة».

السلام على من اتبع الهدى؛ أما بعد: فإنني أكتب إليك هذه الرسالة داعيًا الله أن ينير بصرك وبصيرتك، وان يريك الحق حقًا، ويرزقك أتباعه، ويريك الباطل باطلًا، ويرزقك اجتنابه وهما أمران لا يكفي لتحقيقهما معرفة الحق والباطل، إذ لا بُدَّ من توفيق الله وهدايته، فهو جل وعلا القائل ﴿مَن یَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِیۖ وَمَن یُضۡلِلۡ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ﴾ (الأعراف ١٧٨) وهو سبحانه القائل ﴿مَن یَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِۖ وَمَن یُضۡلِلۡ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ وَلِیࣰّا مُّرۡشِدࣰا﴾ (الكهف ١٧).

يا طيب.. يا أمين السر. إن عاقلًا واحدًا لا يستطيع أن ينكر أن الصراع بيننا - نحن العرب والمسلمين والفلسطينيين. من جانب، وبين الصهاينة من جانب آخر إنما هو صراع بين الحق والباطل. فالأرض هي أرضنا، واليهود بغاة لصوص سرقوها من تحت أقدامنا.

نعم.. الأرض أرض أجدادك يا طيب - أرض الشعب الفلسطيني الذبيح، وهي الحقيقة الَّتي أصر عليها وتمسك بها. في شموخ - وإباء وشمم خليفة «تركي»، مسلم، هل تعرفه يا طيب؟

 أنا أعرفك به اسمه عبد الحميد الثاني (١٨٤٢-۱۹۱۸م) أستغل الصهاينة الأزمة المالية الحادة الَّتي حلت بدولته.. وحاولوا مقابلته، وداخ زعيمهم «هرتزل» حتى حظي بلقائه، وعرض عليه خمسين مليونًا من الجنيهات الذهب لخزينة الدولة العلية مقابل السماح بالهجرة اليهودية إلى فلسطين. والسماح لليهود بإقامة دولة لهم على «قطعة» من أرض فلسطين، أتدري ماذا قال السلطان - غير العربي – الهرتزل؟

 تعال – يا طيب - لنقرأ ما كتبه هرتزل في يومياته بالحرف الواحد و«قال لي السلطان إني لست مستعدًا ان أتخلى عن شبر واحد من هذه البلاد لتذهب إلى غير أهلها فالبلاد ليست ملكي، بل هي ملك شعبي الَّذي روى أرضها بدمائه، وليحتفظ اليهود بملايينهم الذهبية...».

 وبعدها أخذ التآمر على الخلافة أبعادًا قذرة من الغدر والخيانة، وتكثيف القوى لضرب الأمة الإسلامية وعزلها عن دينها، وأنتهاك حرماتها، ونهب فلسطين كلها، لا قطعة منها، وإنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعونَ.

يا طيب عبد الرحيم. يا أمين السر - كنت أتمنى أن أوجه إليك هذه الرسالة، وأنت في «القدس» عاصمة فلسطين الحرة أو المحررة، لا وأنت متربع على أريكتك العرفاتية في الأمتار الأرضية الَّتي «أنجبتها»، لكم «أوسلو» بعد مخاض متقيح موكوس وأنا – يا للعار - أراك في الجبهة الخاسرة المستسلمة الَّتي تعدو على الحق، وتخنق الحقيقة، وأنت - يا أمين السر - تنثر تصريحاتك المعطوبة الزائفة ضد المجاهدين الأباة الأشراف من رجال حماس، ومن أشهر زيوفك ما صرحت به من أن رجالًا من حماس هم الَّذين قتلوا بطلهم المجاهد محيي الدين الشريف يعني الموساد الإسرائيلي، ورجال السلطة العرفاتية أبرياء. العرفاتي من دم البطل الشهيد، أما القتلة فهم الحماسيون أبناء عز الدين القسام، وأحمد ياسين لكن لماذا يقتلون بطلهم وعقلهم المفكر المخطط يقول الطيب والصفوة العرفانية بسبب الصراع على السلطة ومركز القيادة.

دائرة الإسقاط

ولم تدر – يا طيب - أنك قد سقطت في دائرة الإسقاطة، فالَّذين يتصارعون على السلطة وما ندره من «غنائم» يعرفهم - ويعاني منهم - كل الشعب الفلسطيني، ثم إني لسائلك يا طيب أي صراع، وايَّة سلطة للقساميين الَّذين نذروا أنفسهم لله، وتغيوا بجهادهم الأخذ بثأره تحقيقًا لقول الشاعر:

سَيُدْرِكُ ثأرَ الله أنصارُ دينه *** ولله أوْسٌ آخرون وخزْرجُ

وأي صراع على السلطة – يا طيب - بين قوم غايتهم الله لا يركنون إلى دنيا، ولا يطمحون إلى منصب، ولا يهابون موتاً؟!

 يا طيب يا أمين السر - معذرة لهذا الاستطراد الَّذي أبعدني - إلى حد ما. عن ذكر الباعث الحقيقي لتوجيه هذه الرسالة إليك.. وهو حرصي على تذكيرك، وتذكير إخواننا القراء وطلابنا الشباب «بقطعة» عزيزة من تاريخ فلسطين القريب.. حتى لا يدفنها النسيان، والذكرى تنفع المؤمنين.

 وهذه القطعة – يا طيب - تقول بحق أنك رجل أصيل.. أي ابن أصل أو كما يقول المصريون ابن ناس طيبين... وأنا والله يا طيب - لا أجاملك فلا مطمع لي في قطعة أو حتى «قطيعة»، من السلطة العرفاتية.

جدك لأبيك – يا طيب - هو الشيخ محمود الَّذي توفي سنة ١٩١٩م.. كان عالمًا جليلًا، وشاعرًا قويًا أبيًا نبيلًا، كم دافع ببيانه وشعره - في قوة وشدة عن الصالحين من الحنابلة، وكم كر بشعره على قضاة وإداريين وساسة ظالمين نعم كان جدك – يا طيب. شخصية فاعلة، ذات حاسة قوية ناقدة لا ترضى بالظلم والخنا، ولا تغض الطرف عن عيب أو نقيصة.

وأبوك – يا طيب - هو الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود (۱۹۱۳- ١٩٤٨م) الَّذي أشعل فينا الحماسة وروح الثورة، ونحن في سن الطفولة نردد من نصف قرن - وأكثر – كلماته:

سَأَحمِلُ روحي عَلى راحَتي

وَأَلقي بِها في مَهاوي الرَّدى

فَإِمّا حَياةٌ تَسُرُّ الصَديقَ

وَإِمّا مَماتٌ يَغيظُ العِدى

وَنَفسُ الشَريفِ لَها غايَتانِ

وُرودُ المَنايا وَنَيلُ المُنى

 ورأيتني في شعري – يا طيب - اتتلمذ من صغري. وأنا المصري - على شعر أبيك على قلة ما كان يصل إلينا منه.

ورأيتني في عقيدتي أعانق روح أبيك.. روحه الأبية المتوثبة، فأجعل من «فلسطين» نقطة مضيئة متوهجة في روحي وضميري وشعري. 

كنت – يا طيب - في الخامسة من عمرك عندما تركك أبوك المرارة اليتم وصعدت روحه إلى السماء سنة ١٩٤٨م، ليكون واحدًا في موكب الأحياء الَّذين هم عند ربهم يرزقون.

 وأذكرك – يا طيب - وأذكر شباب هذا الجيل بأن أباك بعد تخرجه في مدرسة النجاح عمل بها معلمًا من سنة ١٩٣٣م إلى سنة ١٩٣٧م، وكان. كأستاذه إبراهيم طوقان - يغرس في طلابه قيم الوطنية والجهاد وروح الثورة. 

وكان عز الدين القسام (۱۸۸۲) - ۱۹۳۵م) الَّذي أنشأ جماعة سرية باسم: «اليد السوداء» سنة ۱۹۳۰م، يسلك طريق الجهاد الدامي، وتمكن هو ورجاله في ٢٢ من ديسمبر سنة ١٩٣٢ م من قتل عدد من اليهود، وفي ۲۰ من نوفمبر سنة ١٩٣٥م حاصرته القوات البريطانية، ومعه ثمانية من رجاله وظلوا يقاتلون لمدة أربع ساعات في معركة غير متكافئة، لا في العدد، ولا في العدة، حتى استشهد عز الدين القسام، وثلاثة من المجاهدين معه.

ثورة ٣٦

وبعدها تفجرت الثورة سنة ١٩٣٦م في كل مكان من فلسطين، واندلعت نيرانها في المدن والقرى، وكان أبوك – يا طيب - في ذلك الحين جنديًا ناشطًا من جنود الثورة تحت إمرة القائد عبد الرحيم الحاج محمد، وكان مؤمنًا إيمانًا يقينيًا حاسمًا بمنهج القسام في الجهاد والكفاح الدامي كسبيل وحيدة للخلاص والحرية، ورفع أبوك – يا طيب - صوته الصاخ القارع بالشعر الملتهب يدعو الفلسطينيين والعرب إلى هذا النهج القويم، ومما قاله مخاطبًا العربي بعامة والفلسطيني بخاصة قل:

قَل لا وَأَتَّبِعها الفِعالَ وَلا تَخَف

وَاِنظُر هُنالِكَ كَيفَ تُحنى الهامُ

إِصهَر بِنارِكَ غُلَّ عُنقِكَ يَنصَهِر

فَعَلى الجَماجِمِ تُركَزُ الأَعلامُ

وَأَقِم عَلى الأَشلاءِ صَرحَكَ إِنَّما

مِن فَوقِهِ تُبنى العُلا وَتُقامُ

وَاِغصب حُقوقَكَ قَطُّ لا تستَجدِها

إِنَّ الأَلى سَلَبوا الحُقوقَ لِئامُ

هذي طَريقُكَ لِلحَياةِ فَلا تَحِد

قَد سارَها مِن قَبلِكَ القَسّامُ

في تلك الأيَّام – يا طيب - كانت حكومة الانتداب الإنجليزي تصف أباك، وإخوانه من المجاهدين «بالأشقياء» تمامًا – يا طيب - كما تصف أنت وإخوانك العرفاتيون أبطال حماس والجهاد بالخونة والإرهابيين.. يااااه! ما أشبه الليلة بالبارحة يا طيب.. يا أمين السر!! 

وفي مارس / آذار سنة ١٩٣٩م يستشهد القائد المجاهد عبد الرحيم الحاج محمد، ويضيق الخناق على الثورة، وتطارد حكومة الانتداب الثوار في كل مكان، ويتسلل أبوك - يا طيب - إلى العراق، ويلتحق بالكلية الحربية في بغداد، ويتخرج فيها ضابطًا.

وما أن رأى أبوك ثورة رشيد عالي الكيلاني على الإنجليز سنة ١٩٤١ م حتى كان واحدًا من رجالها، فهو لا ينسى أن الإنجليز هم السبب الأول في نكبة شعبه، وأن دماء الأحرار سالت على أيديهم، وبأيديهم ثبت اليهود أقدامهم، وأنشئوا دولتهم الداعرة في فلسطين.

وأخفقت ثورة الكيلاني، وعاد أبوك إلى وطنه سنة ١٩٤١م، والإنجليز مشغولون بحربهم الضروس ضد دول المحور، وتزوج أبوك بنت خاله، وكنت أنت الثمرة الأولى لهذا الزواج، فرأيت نور الحياة – يا طيب - سنة ١٩٤٣م، وانتظرنا أن تكون الامتداد الطبيعي الحميد لأصلك الطيب.. سالكًا نهج جدك العالم الشاعر الأبي الجليل محمود ونهج أبيك الشاعر المجاهد الشهيد عبد الرحيم.. ولكن.. ولكن.. وأه... ما أمر لكن هذا يا طيب.. يا أمين سر السلطة!!

كان أبوك - يا طيب - كريمًا مع وطنه، فقدم له روحه فداء، وكنت وبقية العرفاتيين.. للحق - كراماً أيضاً - لا للوطن - ولكن «بالوطن»، فشهد لكم العالم بالبطولة الفذة في التنازل.. نعم التنازل عن الأرض.. والتاريخ.. وها هو ذا الشعب الفلسطيني به «بطولتكم في التنازل» يعيش عصر الضياع والكريات، وكأن أباك كان يرى أيامك هذه. يا طيب وهو يقول في قصيدة له استقبل بها الأمير سعود بن عبد العزيز في زيارته للقدس سنة ١٩٣٥م:

يا ذا الأَميرِ أَمامَ عَينِكَ شاعِرٌ

ضُمَّت عَلى الشَكوى المَريرَةِ أَضلُعُهْ

المَسجِدُ الأَقصى أجئتَ تَزورُهُ

أَم جِئتَ مِن قَبلِ الضَياعِ تُوَدِّعُهْ

حَرمٌ تُباحُ لِكُلِّ أَوكعَ آبِقٍ

وَلِكُلِّ أَفّاقٍ شَريدٍ أربُعُهْ

وَغَداً وَما أَدناهُ لا يَبقى سِوى

دَمعٍ لَنا يَهمي وَسِنٌّ نَقرَعُهْ

وكأن أباك من خمسة وستين عامًا كان يرى رأي العين كيف سيضيع الغدر والسذاجة والتنازل كل مقدس وغال من أرض فلسطين، ولا يبقى لنا إلا الدموع والندم. رحم الله أباك يا طيب، فإنه لم يتنازل في حياته إلا عن شيء واحد.. هو روحه... جاد بها في سبيل الله ثم الوطن... وعاش أبوك – يا طيب - يتحرق شوقًا - لا إلى ثروة وجاه. وسلطان - ولكن للموت في سبيل الله والوطن.. ففي كثير من قصائده كان يتغزل في الشهادة، وهي غاية أمثاله من الشرفاء، فيقول في إحدى قصائده:

روحِيَ عِبء مُثقِلٌ عاتِقي

إِيّاكِ اِلقي العِبءَ عَن عاتِقي

مَتى أَراني بِتُّ طَيَّ الثَرى

يَسحَقُني بِالكَلكَلِ الساحِقِ

ويقول في ثانية:

سَأَحمِلُ روحي عَلى راحَتي

وَأَلقي بِها في مَهاوي الرَّدى

ويقول في ثالثة: 

حَمَلتُ عَلى يَدي روحي وَقَلبي

ويقول في رابعة:

غايَتي أَلقى المَنايا عاجِلاً

وكانت أروع القصائد الَّتي نظمها أبوك في حياته - يا طيب - هي آخر قصائده، لم تكتب على ورق، ولكن على ساحة القتال، ولم تكتب بحير، ولكن كتبت بدم، ولم يستخدم أبوك فيها قلمًا، ولكن أستخدم فيها السلاح، ولم تعبر بحروف وكلمات ولكن صيغت بإصرار وثبات وعزيمة متسعرة، إنها القصيدة العملية غير المنطوقة الَّتي تتمثل في موقف البطولة، ثم الشهادة في معركة الشجرة في ١٣ يوليو/ تموز سنة ١٩٤٨م... فتعال يا طيب تستمع - أنا وانت - إلى شهادة الملازم عبد الرازق المالكي أحد ضباط جيش الإنقاذ، وقَدْ حضر المعركة مع أبيك.. إنه يقول.. وتقدم أبو الطيب - عبد الرحيم محمود. بأفراد سريته وأدار المعركة، وكسر الطوق عن العرب المحاصرين، وقَدْ أصيب بقنبلة خلال الزحف وفارق الحياة بعد أقل من ربع ساعة، وسحبناه على الأرض وسط رصاص المعركة الكثيف إلى قرية «طوعان» القريبة، ومنها نقلناه في سيارة عسكرية إلى الناصرة.. وشيع جثمانه من المستشفى إلى المقبرة الإسلامية فيها». 

أرايت كيف تكون الرجولة والبطولة يا طيب؟؟

 أرأيت كيف تكون التضحية والفداء يا طيب؟؟

أعرفت بعد هذه المسيرة الطويلة معك أن أباك كان تجسيدًا حيًا للرجولة والبطولة للتضحية والفداء للطهارة والنقاء اليس من الواجب عليك -ولو من باب الوفاء- أن تتخذ منه القدوة والأسوة؟

 وأنا أقسم لك أنه لو كان حيًا لكان واحدًا من رجال أحمد ياسين، ولرفض أن يكون مسؤولًا في العهد العرفاتي، أو أمينًا لسره، وإن لم تفق يا طيب من غيبوية السلطة وخدرها متخذًا من أبيك الأسوة والقدوة فإني - عودًا على بدء. أسألك منتظرًا منك الجواب: يا طيب

هذا أبوك.. فمن أنت؟؟.. وما أنت؟؟ 

فلسطين المحتلة

هدفها ضرب شعبية حماس المتزايدة

«السلطة» تطلق حملة أكاذيب عن مفاوضات بيـن حماس والصهاينة!

مرة أخرى عادت السلطة الفلسطينية إلى محاولة تشويه جهاد معتقلي حركة المقاومة الإسلامية حماس في السجون الإسرائيلية عبر اكاذيب ومزاعم بوجود اتصالات بينهم وبين مسؤولي أجهزة الأمن الصهيونية لوقف العمل العسكري الَّذي تقوم به حركة حماس مقابل وعود بالإفراج عنهم. وكانت حركة حماس عبر تصريحات الشيخ أحمد ياسين ورئيس المكتب السياسي خالد مشعل والبيانات الصحفية قد فندت اتهامات السلطة الَّتي روجتها الشهر الماضي، واعتبرتها أضاليل وافتراءات للتأثير على شعبية حماس في الشارع الفلسطيني. 

وكان المدعو الطيب عبد الرحيم أمين عام سلطة - الحكم الذاتي قد زعم في مؤتمر «السلطة والمعارضة إلى أين؟» الَّذي عقد في رام الله يوم السبت 4/10/1999م بأن سلطته قد اكتشفت مخططًا لحركة حماس يهدف إلى إسقاط السلطة الفلسطينية. وأتهم هذا المسؤول الفلسطيني - الَّذي ليس له من اسمه نصيب حركة حماس بالتحاور مع الدولة اليهودية داخل السجون الصهيونية في الوقت الَّذي ترفض فيه الحوار مع السلطة الفلسطينية. وكان الطيب هو نفسه الَّذي وجه نفس الاتهامات لمعتقلي حماس وقيادتها بتاريخ 20/20/1999م.

ومعروف عن الطيب عبد الرحيم تزعمه الحملات الهجوم على حركة حماس ومجاهديها وتشويه سجلها البطولي في مقاومة الاحتلال الصهيوني عبر استمراء الكذب وتلفيق الاتهامات وقَدْ نفى في والمؤتمر المذكور وجود أي معتقل سياسي في سجون السلطة الفلسطينية (!) على الرغم من أن منظمات حقوق الإنسان الدَوْلِية والفلسطينية تؤكد وجود حوالي ٤٠٠ معتقل فلسطيني إسلامي في سجون السلطة دون محاكمة أو تهمة وبعضهم مضى على اعتقاله أكثر من سنتين، وعلى الرغم من. أن تقارير الأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في: فلسطين المحتلة وضعت السلطة في موقع متخلف عن «إسرائيل»، في هذا المجال ويسبب الاعتقالات التعسفية الَّتي تمارسها!!

وليس من الصعب تفنيد اكاذيب «الطيب» خصوصًا حول ما أسماه بالحوار بين مسؤولي أمن صهاينة وممثلي معتقلي حماس في السجون الإسرائيلية لوقف العمل العسكري وكان تقرير صحيفة القدس المقدسية الَّذي نشر يوم ۲۰ مارس الماضي قد زعم أن تلك الحوارات قد دارت بين المجاهد حسن سلامة الَّذي حكمت عليه محكمة عسكرية إسرائيلية عام ۱۹۹۷م بالسجن ٤٦ سنة مؤيدًا وعشرين سنة إضافية (!) عن مسؤوليته عن التخطيط للعمليات الاستشهادية الَّتي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس انتقامًا لاغتيال المهندس يحيى عياش في أوائل عام ١٩٩٦م والحكم الَّذي ناله سلامة والَّذي يصل إلى أكثر من ألف ومائة عام هو أطول حكم حبس تحكم به محكمة صهيونية على معتقل فلسطيني. وزعم التقرير أيضًا أن المجاهد المعتقل عبد الناصر صبري كان طرفاً هو الآخر في تلك الاتصالات على الرغم من أنه ما زال يخضع للتحقيق والتعذيب من قبل الشين بيت الإسرائيلي لانتزاع معلومات منه عن الجهاز العسكري لحركة حماس. 

وليس الطيب عبد الرحيم أو سلطته من يزايد على حركة حماس ومجاهديها في الوطنية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة. وكما أعلنت حماس على لسان رئيس مكتبها السياسي فإن الاتصالات مع العدو اليهودي ليست شرفاً حتى تنافس السلطة عليه. وإذا كان الطيب قد أعتبر الاتصال مع العدو اليهودي نقيصة وتهمة وهو كذلك - فإنها تهمة لا تصيب إلا ملفقها وسلطته الَّتي مسخت وأصبحت جهازًا أمنيًا صهيونيًا ليس لها مهمة سوى اعتقال مجاهدي الشعب الفلسطيني وحماية أمن اليهود.

رسالة من حسن سلامة

وقَدْ استفزت اتهامات السلطة وأعوانها المجاهد حسن سلامة الَّذي بعث برسالة بخط يده من حبسه الانفرادي في سجن إيلون الصهيوني ينفي فيها اتهامات السلطة. وقال: «يعلم الله أن عزلي طوال هذه المدة ومعاناتي «كوم» وهذا الخبر الَّذي لا أرى فيه إلا وصفًا بالخيانة لنا «كوم آخر». بل كان صاعقة نزلت على راسي.. إن الموت أهون علي من أن أبيع ديني ووطني وإخواني ودماءهم. بل إنني عاينت الموت ألف مرة على أن يقرأ الناس مثل هذا الخبر». وقَدْ طالب سلامة مستلم الرسالة بالدفاع عنه وعن أخيه عبد الناصر صبري وتوضيح موقفهما في الصحف الَّتي نشرت اتهامات الطيب عبد الرحيم وسلطته.

ومن أكاذيب «الطيب» الَّتي لا تنتهي اتهامه في مؤتمر رام الله للمتحدث باسم حماس في نابلس الشيخ جمال منصور المعتقل منذ عشرين شهراً في سجن جنيد التابع للسلطة في نابلس حين زعم أن الشيخ منصور معتقل لأنه كان يعلم بمكان تخزين أكثر من طن ونصف الطن من المتفجرات في أحد الأماكن السرية في نابلس. وقال الشيخ منصور في رسالة بعث بها إلى صحيفة الأيَّام الفلسطينية ونشرتها في 12/4/1999م: «لقد صدمت من هذا التصريح الَّذي: لا يحتوي على ذرة واحدة من الصدق»، وأكد على أن الشرطة الفلسطينية لم تذكر له شيئًا عن متفجرات. واتهم القائد الحماسي المدعو «الطيب» بمحاولة تبرير الإجراءات القمعية غير القانونية الَّتي تقوم بها السلطة ضد معارضيها. ودعا منصور مسؤولي السلطة إلى مسك السنتهم ومراقبتها قبل إصدار تصريحات تتعلق بحماس.

وتأتي اتهامات السلطة المتكررة لحركة المقاومة الإسلامية في محاولة لوقف انحياز الجماهير الفلسطينية إلى حماس وإلى خيار المقاومة الَّذي ثبت أنه الخيار الوحيد للتصدي للاحتلال الصهيوني. كما أنه كفيل بفضح مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية على أيدي الباحثين عن إشباع شهوة الرئاسة والسلطة الَّذين أقل نجمهم في سماء غزة.

وقَدْ دلت انتخابات مجالس الطلبة الَّتي جرت في جامعات الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الفترة الماضية على إفلاس مؤيدي أوسلو وعزلتهم شعبياً على الرغم من حملات الترهيب والترغيب الَّتي قامت بها أجهزة أمن السلطة داخل الجامعات وخارجها لمنع الطلاب من انتخاب المرشحين الإسلاميين المؤيدين لحركتي حماس والجهاد الإسلامي. وأشارت مصادر فلسطينية إلى محاولة أجهزة أمن السلطة شراء أصوات الطلاب في جامعة الخليل لانتخاب قائمة فتح وتحقيق انتصار بأي ثمن على مرشحي الكتلة الإسلامية المؤيدين الحركة حماس في الجامعة. وقَدْ أثار حنق السلطة ورموزها فوز حركتي حماس والجهاد بأغلبية نسبية في جامعتي النجاح وبير زيت اللتين تعتبران معقل فتح الفصيل الرئيس في السلطة واليسار الفلسطيني. وأشار بعض التقارير الفلسطينية إلى عزم السلطة إلغاء مجالس الطلبة في الجامعات اعتبارًا من العام القادم بعد أن تأكد لديها أن شعبيتها في انحسار دائم في الجامعات الَّتي تعتبر مؤشرًا ومقياسًا لرأي الشارع الفلسطيني.

الرابط المختصر :