العنوان قراؤنا يكتبون (العدد 452)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 03-يوليو-1979
مشاهدات 18
نشر في العدد 452
نشر في الصفحة 48
الثلاثاء 03-يوليو-1979
أخي القارئ:
كل شيء حلال مباح معقول طالما هو ضد المسلمين، سواء أكانوا في المشارق أم في المغارب، تستباح أموالهم ودماؤهم وأعراضهم فلا يتحرك لذلك ساكن ولا يتألم ضمير، ولا يهتز شعور، وتسكت عنه وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها وأشكالها، وإذا ما ذكرته تمر عليه سريعًا، وفي آخر أنبائها، وإذا استطاعت أن تستخدم كلمة غير كلمة «المسلمين» فعلت ذلك عن عزم ولؤم وحقد، ولماذا هذا كله؟!... لأنهم مسلمون فقط هذه جريمتهم النكراء البشعة التي وحدت عليهم الشياطين الأبالسة والطواغيت جميعا.
والويل لهم ثم الويل إذا لم يصبروا على هذا الظلم.
والويل لهم إذا لم ينتظروا حتى يبادوا جميعًا.
والويل لهم إذا حركوا ساكنًا أو رفعوا صوتًا.
إن عليهم حتى يسكت العالم عليهم أن يقدموا الضحايا فقط وأن تملأ بهم السجون وأن يتشفى بهم الهندوس والملحدون وأعداء الله فهل هذا عدل؟!…
محنة سورية
قرأت غلاف مجلة المجتمع، فشاهدت الغلاف أحمر، وفيه حبل «مشنقة» وضمن الشكل الهندسي للحبل عبارة «المحنة قادمة»، هذا العنوان، وإخراج الغلاف لم يعجبني هل محن المسلمين ستبدأ، ستتقدم أم أن المحن متلاحقة، هذا الأمر الأول، أما الأمر الثاني فلا أدري المحنة قادمة للشعب المصري؟، أم أن المحنة للشعب السوري؟ أم لشعب مسلم آخر.. معذرة، فالمسلم يرفض الإقليمية، لأن المسلم لا يملك هوية عنصرية.
سمعت من أناس قد أتوا من سورية للعمرة، أن الاعتقالات نشطة بين أفراد الشعب المسلم في سورية والضحية هم «الإخوان المسلمون» ولا أحد يعرف السبب، وقيل إن المطاردين من سورية الملتجئين إلى الأردن عندما اعتقلتهم المخابرات السورية داخل الأراضي الأردنية، أجبروا على القول بأنهم على علم بالرجال الذين قدموا على عمليات الاغتيالات، واعترفوا بأسماء مصطنعة امتدت هذه الأسماء لتشمل الكثير من المؤمنين الصابرين من شتى المحافظات.
ففي حماة سقط أكثر من شهيد برصاص رجال المخابرات، ومن بينهم دكتور الإسعاف مصطفى خلوف الذي اغتيل في وسط عيادته، بعد أن قاوم رجال المخابرات، ومثل به وشوه، لأنه قتل أكثر من عنصر من رجال المخابرات، وفي وسط جامعة دمشق اغتيل طالب جامعي، ويلجأ رجال المخابرات عندما لا يجدون المسلم الذي يريدون اعتقاله إلى اعتقال ذويه، وفي بلدة رنكوس القريبة من دمشق اعتقلوا امرأة عمرها -80 سنة- حتى يجبروا الشخص الذي يريدون اعتقاله على تسليم نفسه، ويلجأ رجال المخابرات الآن إلى احتلال المنزل بعد القبض على صاحبه، وكل إنسان يقرع ذلك الباب يعتقلونه، وفي كل محافظة من محافظات سورية يوجد آلاف من المعتقلين لا أحد يعرف الذنب، ماذا فعل المعتقلون؟ ما جريمتهم؟ سر من الأسرار، الذي يعتقل لا يعرف السبب وسيجبر نتيجة التعذيب على النطق بما يهوى المحقق.
في مدينة حلب التي تقع في شمال سورية وهي من أكبر المدن السورية وعدد المعتقلين كبير، وفي الصباح يستيقظ الناس على ازدياد في عدد المعتقلين، من المقبوض عليهم
الأستاذ مصطفى ذاكري، نديم فاضل- المهندس عبد الله عنجريني..
وفق الله مجلة المجتمع لخدمة الإسلام والمسلمين
أشكركم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد السيد/ مكة المكرمة
ردود خاصة
الإخوة القراء حفظهم الله جميعًا:
نرجو من حضراتكم أن تتكرموا بكتابة اسم الباب الذي تراسلونه في مجلتكم ونحن نرحب بكم دائمًا ونشكركم.
- الأخ الفاضل هادي سوائي: قطر- الدوحة:
نشاركك الرأي وكنا قد نشرناه على صفحات المجتمع، ثم أثبتت الأيام صدقه وشكرًا لك.
- الأخ الفاضل سالم بن محمد- السعودية الرياض:
شكرًا جزيلًا على رسالتك وجزاك الله خيرًا.
- الأخ الكريم عاصم السمان- السعودية- جدة:
وصلتنا رسالتك الطيبة ونشكرك، ويؤسفنا أننا لا نستطيع نشر الصورة التي أرسلتها في مجلتنا بسبب وجود امرأة فيها وشكرًا ونحن نرحب بك دائمًا.
- الأخ الفاضل م م ف، تونس- بنزرت:
وصلتنا رسالتك الطيبة ونشكرك على عواطفك تجاهنا ونشاركك رجاءك لله تعالى أن يتم البعث الإسلامي ويحفظه وأما بالنسبة إلى مشاكلك الخاصة فإننا ننصح -والله أعلم- بكثرة الصوم والصلاة وقراءة القرآن وصحبة الصالحين والابتعاد عن مواطن الشبهات.
عودة التتار
سيارة الإسعاف التي حملت جرحى النساء والأطفال من مذبحة جمشید بور أوقفتها نقطة المرور في أطراف المدينة، لا لترشدها إلى أقرب مستشفى، ولا لتزودها بما تحتاجه من ماء ووقود حتى تتابع رحلتها، ولكن لتصب عليها البنزين وتشعل النار في العربة بمن فيها، بعد أن تلذذت بقطع الأذرع الصغيرة التي امتدت من النوافذ صارخة «يا الله... أنقذنا...».
وهذا النص مأخوذ عن أكبر مجلة تصدر في ألمانيا الغربية، دير شبيجيل، لست أدري.. أي ذل يمكن أن يلحق بمسلمي هذا الزمان الأسود أكثر من ذلك؟ هل عادت أيام التتار حين كان المسلم ينكفئ على وجهه في انتظار التتري الذي يتركه ساعة من الزمان باحثًا عن سكين يذبحه بها..؟
وأنا أسأل القارئ الكريم....
إذا كنت مثلي ممن يقرأون هذه فتغلي الدماء في عروقهم،، ويطير النوم من أجفانهم.. فدلني على الطريق... وقل لي ما العلاج؟
أخبرني ماذا أفعل وأنا أرى وزير خارجية الهند، وهو عضو بارز في جمعية هندوسية متطرفة- يزور الخليج طلبًا للمساعدات، ويستقبله وزراؤنا على سلم الطائرة؟
لم تطلب دولة خليجية من الهند أن تؤجل رحلة وزير خارجيتها حتى إشعار آخر! لم ترسل دولة إسلامية بعثة تقصي حقائق إلى ساحة المجزرة التي يتمدد فيها خمسمائة مسلم كانوا يشهدون الشهادتين..؟
لم تطالب دولة إسلامية بمحاكمة المسؤولين، وتعويض المنكوبين، وتأمين حياة المسلمين... لأن ذلك يعتبر تدخلًا في شؤون الهند الداخلية.
وإذا أجبتني بأنك غسلت يديك من الحكومات، وأن الشعوب عليها أن تتحرك.. فقل لي بربك.. كيف السبيل؟
إن الشعوب تجلس في صفوف متراصة تستمع إلى خطيب الجمعة وهو يقول لهم إن العلا هو العودة للدين الحنيف، ولكنها لا تعرف كيف السبيل..؟
هل تجمع التبرعات لترسلها إلى المنكوبين لينفقوا منها على دفن موتاهم.؟
أم ترسل لهم سلاحًا يدافعون به عن كيانهم عند حلول موعد المذبحة القادمة؟
أم تعامل الأقليات الهندوسية معاملة المثل؟
وما المقصود بالعودة إلى الدين الحنيف في مثل هذه الحالات، وأكثرها في هذا الزمان؟ هل هو رفع راية الجهاد وهو ذروة سنام الإسلام.. أم رفع الأيدي بالضراعة أن يهلك الله وهي دعوة -إن استجيبت- فسوف تسقط فوق رؤوسنا...
لأننا ظلمنا أنفسنا منذ رضينا بالقعود على ضفاف النفط الوهمية، نحو قل عند سماع النكبات...
محيي الدين عطية
مولد الجريدة الإسلامية
إن الإعلام الإسلامي ضعيف، وهذه حقيقة لا جدال فيها، ومع ظهور الاهتمام في وسائل الإعلام الإسلامية كالمجلات الإسلامية وإذاعة القرآن الكريم ومع ذلك فإن الإعلام الإسلامي ضعيف بالأخبار والمعلومات عن العالم الإسلامي، كما لا تعطى المؤتمرات الإسلامية نصيب من النشر والإذاعة.
ولهذا أتساءل متى تولد جريدة إسلامية يومية تطرح كل يوم قضايا العالم الإسلامي بكل جوانبه، بدلًا من الجرائد اليومية التي نتصفحها، والتي تحتوي على أخبار متضاربة تخدم أفكار أصحابها واتجاههم ومصالحهم.
إننا نحتاج إلى جريدة إسلامية تخدم الفكر والاتجاه الإسلامي، ولا تتبع ملة أفراد هوايتهم الصحافة ونشر اتجاهاتهم وآرائهم الرخبصة.
عبدة الله- الكويت
بسم الله الرحمن الرحيم
غذاء العقول وغذاء البطون
إلى وزارة الإعلام مع الاحترام وزارة التجارة المسؤولة عن الغذاء، غذاء البطون لا تجيز دخول أية مادة غذائية ما لم تكن قد فحصتها فحصًا جيدًا واختبرتها اختبارًا عسيرًا ومخلصًا بمختبراتها من حيث الجودة والمتانة والنوعية والصلاحية، ووزارة الإعلام المسؤولة عن غذاء العقول مختبراتها تظهر الغث والشغث والورم من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات وخاصة المصرية منها والتي لا هم لمؤلفيها وممثليها ومنتجيها إلا جمع المادة وبأية طريقة كانت ، ولا يهمهم ما تحويه مؤلفاتهم وأفلامهم من فسق ودعارة وانحلال وابتذال.
كما لا يهمهم أيضًا ما تلحقه مسلسلاتهم ومسرحياتهم الهابطة من سوء سمعة لبلدهم ، وإساءة لمواطنيهم في مصر ولمواطنيهم الذين يعملون في الدول العربية الإسلامية والدول المسلمة.
الله ولي التوفيق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
عبد العزيز بن محمد العوش
الرياض -ساحة العدل-
المكتبة الوطنية
20-2-1399هـ
رقعة الشطرنج
على هامش ما حدث في حلب:
التعهر الإعلامي في الوطن العربي... إلى أين؟؟
نعم إلى أين؟؟ فالمسالة الإعلامية مسألة شديدة الحساسية في هذا العصر وفي كل عصر، وفي هذا البلد وفي كل بلد، نعم.. إنها مسالة شديدة الحساسية:
فالإعلام- كما يفترض أن يكون- هو وجه الأمة الحقيقي.
الإعلام.. هو الفعالية الناطقة بواقع هذه الأمة.
الإعلام.. هو (عرض حال) في أصله الوظيفي- لمطالب هذه الأمة.. إلخ مما هو كثير وكثير.
لكن:
- إن تكون الإدارة الإعلامية وسيلة تزييف وبلبلة ونفاق.
- إن تكون فعالية أجهزة الإعلام ناطقة بلسان الوكالات اليهودية والاستعمارية المعروفة.
- وأن تكون الأجهزة الصحفية والإذاعية اللاقطة عملة محكورة لبعض الأجهزة الثورية المزيفة في حكومات بعض البلدان العربية.
- وأن تكون أداة للتزييف وتزوير الوقائع ونقض العهد التوظيفي في -عرضحال- هذه الأمة كما يمليه الواجب والدين والضمير.
- أن تكون أجهزة الإعلام كل هذا وذاك.. مما يخرجها من مهمتها الحقيقية.
كل هذا يجعل أجهزة الإعلام في مهمة هي أقرب إلى ما يسميه العالم المتحضر بـ (التعهر الإعلامي) منها إلى أن تكون هي الناطق والمترجم الصادق لواقع هذه الأمة وحقيقة شأنها.
هذا قد يسأل سائل وهو يطلب مثالًا للعهر.. أو للتعهر الإعلامي الحاضر.
وتأتي الإجابة في لفت النظر إلى الطريقة التي حاول الإعلام العربي أن يبرز بها مسألة مدرسة المدفعية في مدينة حلب السورية، حيث إنه برزت للمراقبين عدة أمور مخزية توحي للإنسان بأن مهمة الإعلام -في معظم- قد دخلت في باب التعهر فعلًا، كيف ذلك؟؟
أولًا- الاعتماد المفتعل على وكالة أجنبية:
فالأخبار التي نقلت عما حدث في مدينة حلب -ونسبت إلى الإخوان المسلمين- نقلت جميعها من وكالة -رويتر-.. ورويتر هذه كما هو معلوم وكالة إخبارية غربية تخضع للنفوذ اليهودي من خلال جميع رسائلها ومكاتبها المتواجدة في أمريكا وأوروبا، والذي يراجع ما نشر في الصحف العربية يومي السبت والأحد 23- 24 يونيو يجد أن المصدر الناقل هو تلك الوكالة المشبوهة، فلماذا يا ترى؟
ثانيًا: الاقتصار على الناطق الحكومي الرسمي:
فالذي يراجع جميع ما كتبته الصحف العربية عن حادث حلب، يجد أن كل الأقوال مسنودة إلى ناطقين حكوميين فقط، علمًا بأن الحكومة السورية هي واحد من خصمين كما حاولت الصحف أن تصور، وهي تفترض في الأصل أنها تقدم خدمة قومية للجانب النصيري الكافر في حكومة البعث السورية، ونقل الخبر من مصدر حكومي، مع إمكانية وجود مصادر أخرى تكشف حقيقة ما جرى يخرج لصحافة العربية عن مهمتها الحقيقية ويدخلها في حيز العبودية والنفاق للحكومات المتغطرسة، فضلًا عن أن وحدة المصدر تجعل الشك في الخبر محمولًا فيه.
ثالثًا: التخطيط والتناقض في رسم الصورة:
لقد أرادت وسائل الإعلام العربية والأجنبية أن تخدم الحكومة السورية فيما تريد فأوقعها الحماس الشيطاني في المحظور الصحافي.. وهو التناقض في القول:
فقد نسب الفعل إلى الإخوان المسلمين الموجودين في سوريا.. ثم الموجودين في أوربا ولا سيما ألمانيا الغربية، ثم نسبته وسائل الإعلام نفسها إلى تجمع إسلامي ضم الإخوان المسلمين وحزب التحرير -وتنظيم المجاهدين- وحزب الدعوة والدعاة، وحزب جند الله و... ثم خرجت إحدى الصحف لنسبه إلى فعل عالمي أكبر منسوب لمنظمة تسمى -بلدر بيرغر-، ثم أعادت تلك الصحيفة في اليوم التالي نسبة الفعل إلى شراذم صغيرة -كما عبرت- موجودة في حلب.
وخلال كل هذه النسب المتضاربة تارة والمتناقضة تارة أخرى يجد الإنسان رائحة الفعل العسكري تفوح من الأخبار نفسها فرأس العملية -على حد ما قالت أجهزة الإعلام- ضابط عسكري برتبة نقيب، وصف بأنه عنصر بعثي شريف، كان يدرس العقيدة البعثية، وبعض عناصر العملية عاملون في الجيش السوري النظامي كما نقلت رويتر وغيرها، ترى لماذا إذًا يصر الإعلام على طمس الوجه العسكري لعملية.
ترى.. أليس هذا التناقض والتخبط الإعلامي ناتج عن محاولة الأطراف الرسمية في سوريا إخفاء حقيقة ما حدث، وإن الذي حدث هو واحدة من ردات الفعل العسكرية المتمردة على الحكم النصيري الكافر.
رابعًا: مسألة ضعف الأمانة الإخبارية:
ففي مساء السبت 23- 6-1979م- أي بعد الإعلان السوري عن بيان وزير الداخلية المفتري، -أعرب دبلوماسيون عرب خبراء بالتطورات في سوريا عن الشك حول قول سوريا إن جماعة الإخوان المسلمين المكرسة لمحاربة النفوذ الغربي على الإسلام هي المسؤولة عن الحادث-.
هذا خبر التقطته في بيروت وكالة رويتر بمثابة تعليق دبلوماسي -عربي- على ما حدث في سوريا ، وقد وصل الخبر إلى جميع الصحف العربية والمحلية في الليلة نفسها... ولا ندري لماذا أصرت الصحف العربية والمحلية على حذف هذا المقطع، علمًا أنه مبثوث ضمن المسلسل الإخباري الكاذب الذي نقلته الصحف عن رويتر، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن جريدة الوطن الكويتية تفردت في عدم حذف هذا المقطع، فضلًا عن المقطع الآخر الذي حذفته كل الصحف أيضًا، والذي تتساءل فيه الوكالة قائلة:
«ولم يتوفر تفسير القيام جماعة الإخوان المسلمين المعادية عادة للغرب بالعمل كعميلة للولايات المتحدة أو إسرائيل».
إننا ندعو وسائل الإعلام العربية إلى تحري الصدق في نقل الوقائع وإلا فإن مهمتها سوف تظل مهمة للشيطان والتعهر.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
ناشطون روهنجيا لـ«المجتمع»: يقتلوننا بدوافع عرقية ودينية وسياسية.. ثم يتهموننا بالإرهاب!
نشر في العدد 2112
28
الأحد 01-أكتوبر-2017