العنوان قصة عفلق مع ابنة جولدا مائير
الكاتب الشيخ محمد الغزالى
تاريخ النشر الأحد 17-مايو-1992
مشاهدات 4117
نشر في العدد 1001
نشر في الصفحة 37

الأحد 17-مايو-1992
تكشفت
لي أبعاد المؤامرة كلها عندما قرأت أن «ميشيل عفلق» متزوج من ابنة «جولدا
مائير» رئيسة حكومة إسرائيل السابقة.. إن هذا اللقاء ليس بين رجل نصراني وامرأة
يهودية! إنه لقاء بين الصهيونية والصليبية على تمويت دين وإضاعة أمة!
وكنت
قديمًا أرتاب في عروبة «ميشيل» هذا، حتى عرفت بعد بحث أن أباه كان يونانيًّا
يهوديًّا، وكان نجارًا في بلده، ثم ارتأى أن يعلن إيمانه بالمسيح، وترددت الكنيسة
أولًا في قبوله، ثم قبلته على إغماض، ثم هاجروا إلى سوريا، وكأن الأسرة مسيحية
أصيلة! ولكن «جولدا مائير» كانت تعرف بواطن الأمور فارتضت «ميشيل» زوجًا
لابنتها، ثم اختفت وراءه وهو يقود العروبة بفلسفته الجديدة، فلسفته التي تنشد قول
الشاعر:
لا تسل
عن ملتي أو مذهبي
أنا بعثي اشتراكي عربي!
وزوجة
قائد العروبة الجديدة، العروبة المنسلخة عن الإسلام والتراث، الجانحة إلى الإلحاد
والعلمانية، كانت تعرف الغاية التي تسير إليها، أو يسير إليها زوجها، ومن تبعه من
جماهير المخدوعين، ففي أسفار العهد القديم سفر يحمل اسم «إستير» وهي امرأة ظهرت
أيام الأسر البابلي، واستغلت جمالها في تحرير قومها من بني إسرائيل، فاشتغلت خليلة
للملك الذي منحها حبه كله، وفني في إرضائها، فلما استوثقت منه حرضته على قتل وزيره
المخاصم لليهود فقتله، وتبع ذلك إطلاق سراح الأسرى، ووضع معذبيهم في السجون! إن
«إستير» الوفية لجنسها قدرت على تغيير أوضاع هائلة وحولت التاريخ الإسرائيلي إلى
انتعاش وازدهار! ترى هل زوجة ميشيل عفلق «إستير» أخرى لبناء إسرائيل الكبرى؟ إن
أمها كانت من أعمدة الدولة في مراحلها الأولى، فلتكن هي أساسًا لبناء إسرائيل
الكبرى عن طريق الزوج الذي استطاع أن يملك العرب وأن ينشر بينهم مذهبه الباطل حتى
تألفت به حكومات!
إن كل
ما تطلبه إسرائيل لقهر العرب، وإزالة ملكهم، واستئصال جذورهم هو فصل العروبة عن
الإسلام، واعتبارها قومية عامة، وعندما يترك العرب دينهم، فلن تبقى لهم دنيا، وسوف
يندحرون في أية معركة، ويعودون بالخزي من كل ميدان.. وقد تولى «ميشيل عفلق» وزوجته
«إستير الجديدة» هذه المهمة، واستغفلا شعوبًا بأسرها، واستمالا حكامًا يملكون
السيف والنار، ويستطيعون إذاقة خصومهم النكال.. فلما دارت الحرب بين عرب عراة من
الإيمان ويهود يقدسون التوراة، كانت الهزيمة التي تكررت مثنى وثلاث!
إن ميشيل
عفلق وحده حملة صليبية ناجحة، وهو مع زوجته الماهرة الماكرة قد قادا العرب
إلى ميادين الخزي والندم! وما كلفهما هذا؟ قال أنصارهما: إنهما أسلما، وسمّيا
الابن الأول محمدًا، والآخر عليًّا!
وما
علمت في التاريخ الطويل للبشرية أمة تُستغفل على هذا النحو الأحمق إلا الأمة
العربية التي بنت في هذه الأيام السود ضريحًا في بغداد لدجال العروبة الأكبر ميشيل
عفلق، لعله يزار وتقرأ له الفواتيح.
واليوم
تنقسم الأمة الإسلامية في القارتين إلى موالين لميشيل عفلق، وإلى جهلة بميشيل
عفلق، ويا فرحة إسرائيل بقادتها من رجال ونساء، إن الحرب المشتعلة اليوم ما تدور
رحاها إلا لمصلحتها.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
