العنوان قضايا إسلامية.. العدد 662
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 13-مارس-1984
مشاهدات 31
نشر في العدد 662
نشر في الصفحة 36
الثلاثاء 13-مارس-1984
- آخر أخبار الجهاد في جنوب الفلبين
قام المجاهدون بعمليات فدائية داخل حدود العدو وفي المحافظات التي يسيطر عليها، ففي الساعة الرابعة والنصف من مساء يوم الأحد 1984/2/12م وقعت دورية للعدو بقيادة الملازم لاينو انجليس في كمين نصبه المجاهدون في بلدة تاجيينار- محافظة سوزيجاو الشمالي، قُتل على إثره اثنا عشر جنديًّا بمن فيهم قائد الدورية.
وفي الساعة الحادية عشرة ليلًا من يوم الثلاثاء 84/2/7 م تمكن الفدائيون المجاهدون من قتل طيارين عسكريين للعدو وهما فالينتين ملابارا وهيكتور يابنس، حيث كان الطياران يحضران حفلة رقص بضاحية مدينة دافاو، وتسلل بعض أعضاء الفرقة الفدائية للمجاهدين إلى الحفلة وأطلقوا النار عليهما وعادوا إلى قاعدتهم سالمين.
وفي يوم السبت 24/2/84م وفي منطقة دافاو وقعت وحدة من وحدات المليشيات التابعة لجنود العدو الصليبي في كمين نصبته فرقة فدائية من المجاهدين، لقي على إثره أربعة من رجال الوحدة مصرعهم.
وجدير بالذكر أن هذه المنطقة كانت إسلامية ومعظم سكانها من المسلمين، ولكن تدفقت إليها الهجرات النصرانية وأقاموا فيها مستوطنات تمامًا كما فعلت العصابات الصهيونية في غزة والضفة الغربية، إلى أن أصبح النصرانيون تسعين في المائة من السكان، واضطر المسلمون أن يهاجروا إلى الأرياف الجبلية بسبب الاضطهاد وعمليات الإفناء المنظم الواقعة عليهم من قبل السلطات الحكومية الصليبية المتعاونة مع المستوطنين النصرانيين.
وفي يوم الخميس 26 من شهر يناير الماضي حاول جيش العدو الصليبي اقتحام إحدى المناطق التي تقع تحت نفوذ المجاهدين في محافظة راناو الشمالية، وفاجأهم المجاهدون بنيران كثيفة، حيث دارت معركة عنيفة بينهم وبين جنود العدو استمرت عدة ساعات وأسفرت عن مقتل ستة وعشرين من الجنود الصليبيين وإصابة عدد منهم بجروح، وانسحب جنود العدو تاركين وراءهم جثث قتلاهم كما غنم المجاهدون أسلحة وذخيرة وآلات اتصال لا سلكية وغيرها.
وفي يوم الثلاثاء 17 يناير الماضي قام الفدائيون المجاهدون بنسف إحدى منشآت العدو المائية في محافظة كوتباتو وهي مخزن للمياه، مما أدى إلى إفساد محصولات العدو في المنطقة التي أصبحت بحيرة صغيرة، ونتج عنها أيضًا خسائر مادية فادحة للعدو ومؤيديه من النصرانيين.
وفي الساعة التاسعة من صباح يوم الأحد 15 يناير 1984م وقعت سيارة جيب يركبها أربعة من جنود العدو في كمين نصبه الفدائيون المجاهدون في بلدة لابويان- محافظة زامبوانجا الجنوبي، ولقي الجنود الأربعة مصرعهم وغنم المجاهدون أسلحتهم وذخائرهم وبعض أمتعتهم.
وفي اليوم التالي جاءت تعزيزات للعدو للانتقام من أي مسلم يجدونه في المنطقة كعادتهم، ولكن المجاهدين كانوا في انتظارهم وحدث قتال عنيف بين الجنود الصليبيين وبين المجاهدين استمر أكثر من ساعة، وانسحب بعدها جنود العدو الصليبي تاركين وراءهم خمسة قتلى. وفي اليوم نفسه قتل الجنود الصليبيون الهاربون مسلمين مدنيين التقوا بهما في الطريق العام، وهذه عادة العدو الصليبي كلما أصابته هزيمة صب جام غضبه على المدنيين العزل.
وفي يوم الأربعاء 11 يناير 1984م وقعت دورية للعدو بإحدى ضواحي مدينة باجاديان- محافظة زامبوانجا الجنوبية في كمين نصبه المجاهدون، ولقي اثنان من رجال الدورية مصرعهما وأصيب الآخرون بجروح وتمكنوا من الهرب تاركين وراءهم القتيلين مع سلاحيهما.
وفي يوم الأحد 8 يناير 1984م هجم المجاهدون على مركز بلدية سان ميجيل- محافظة زامبوانجا الجنوبي «سكان البلدة نصرانيون مستوطنون وكذلك الإداريون فيها» وأسفر الهجوم عن خسائر فادحة لحقت بممتلكات العدو، كما لقي عدد من رجال الشرطة العسكرية مصرعهم إضافة إلى شقيق رئيس البلدية.
وفي اليوم نفسه هاجمت وحدة أخرى من وحدات المجاهدين مركز الميليشيا التابعة للعدو في بلدية «دوماليناو» بالمحافظة نفسها، وهرب رجال الميليشيا تاركين وراءهم ثلاثة قتلى مع أسلحتهم.
وفي يوم الأربعاء 4 يناير 1984م نصب المجاهدون كمينًا لسيارة للعدو في الطريق العام بمحافظة زامبوانجا الجنوبية، حيث قُتل جميع الجنود فيها وهم ستة، وغنم المجاهدون جميع ما في السيارة ولم يصابوا بمكروه سوى إصابة ثلاثة من المجاهدين بجروح طفيفة.
وفي الساعة الواحدة من صباح يوم الأحد 1/1/1984م وفي وقت كان العدو مشغولًا باحتفالات رأس السنة الميلادية، قام المجاهدون بخطف ابن أحد كبار المسؤولين الحكوميين الأغنياء في الجنوب المحتل وطلبوا دفع فدية مقابل إطلاق سراحه، وأطلق المجاهدون سراح الولد المخطوف دون أن يصاب بأي أذى بعد أن دفع والده فدية قدرها مليون بيسو «العملة الفلبينية» أي ما يساوي سبعين ألف دولار تقريبًا.
وجدير بالذكر أن والد الولد المخطوف من النصرانيين الذين استوطنوا في بلاد المسلمين واغتصب أراضٍ واسعة كان يملكها المسلمون وأصبح غنيًّا.
هذا ويستمر المجاهدون في جنوب الفلبين في عملياتهم الفدائية الناجحة في ظروف صعبة جدًّا، حيث تنقصهم الذخائر والأمور اللازمة في الحرب. بينما العدو الصليبي يتلقى دعمًا عسكريًّا مستمرًّا من أكبر دولة استعمارية في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية.
والأمر المؤسف جدًّا أن الدول الإسلامية النفطية تمد الفلبين بالنفط الذي تستخدمه طائراتها وسفنها الحربية ودباباتها لضرب المسلمين.
وعلى أي حال وتحت أي ظروف فسيستمر مجاهدو المورو في جهادهم في سبيل الله حتى تكون كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا.
لجنة الإعلام لجبهة تحرير مورو
المكتب الخارجي
- إريتريا بين الأطماع الإثيوبية والتآمر الدولي
أكثر من عشرين عامًا مضى على ثورة الشعب الإريتري المسلم ضد الوجود الإثيوبي على أراضيه، ذلك الوجود الذي جاء نتيجة للعبة دولية، تواطأت فيها الأمم المتحدة بضغط من أمريكا وحلفائها، لضم إريتريا إلى إثيوبيا في اتحاد فيدرالي بشكل مبدئي، ثم السيطرة الكاملة، والاستعمار التام، وخلال سنين الصراع الطويلة الدامية مع الإثيوبيين لم يتبلور موقف عربي عملي بشكل واضح يؤكد حق الشعب الإريتري، ويدعم جهاده، ويتبنى قضيته العادلة.
ففي عهد هيلاسيلاسي إمبراطور إثيوبيا المقبور، شهد شعب إريتريا ومسلمو الحبشة ألوانًا من المآسي، بينما كان الثوريون آنذاك من العرب يستقبلونه في عواصمهم، ويكيلون له المدائح، ويبرزونه في حركة عدم الانحياز تارة، وفي منظمة الوحدة الإفريقية تارة أخرى.
ولم يكن هؤلاء ليفطنوا إلى طرح القضية الإريترية مع الإمبراطور الهرم لأنه في زعمهم يقف إلى جانب القضايا التحررية، ويبدي مواقف إيجابية من القضايا الإفريقية، متناسين أن الشعب الإريتري والأرض الإريترية أفريقيان، كشعب وأرض الكونغو، وموزمبيق، وكينيا، وساحل العاج، في الوقت الذي كان فيه هيلاسلاسي يتباهى أنه من نسل أسد يهوذا وفتح أبواب إثيوبيا للخبراء والعسكريين والاقتصاديين اليهود، ولا سيما بعد عام 1956م، وحصول إسرائيل على حقوق جديدة في الملاحة بالبحر الأحمر.
وما إن تولى العسكريون الحكم في إثيوبيا، وتحولت سياستهم باتجاه المعسكر الشرقي، حتى بدأ هؤلاء في تدبير مجازر جديدة للشعب الإريتري، معتمدين على المساعدات السوفيتية والكوبية والخبرة العسكرية لكل منهما، إضافة إلى الخبرة الإسرائيلية في مجالي المخابرات والجيش. وعلى الرغم من صداقة بعض الأنظمة العربية للحكام الجدد، فلم تفكر هذه الأنظمة في وضع حد للمجازر بحق الشعب الإريتري، وأغفل إعلامهم القضية الإريترية، بينما راح يتباكى على ما يجري في السلفادور وغيرها، متناسيًا أن الأقربين أولى بالمعروف.
وتنقل الأخبار بأن حملة جديدة قوامها (120) ألف عسكري إثيوبي تستعد لمهاجمة الريف الإريتري، وقد تعهد الروس بتسليحها وإمدادها، وبالفعل فإن ميناء مصوع وجزر هلك الإريترية، وقاعدة جانيو العسكرية قد شهدت طلائع هذه الإمدادات من طائرات حربية «ميغ 23» و«ميغ 21» ودبابات «تي 53» و«تي 54» لفرض حل عسكري وتصفية المقاومة الإريترية وقضيتها، في غياب دولي وإسلامي وعربي وإفريقي عما يجري.
وتتأرجح القضية بين الغرب الذي مهد لضم إريتريا، وبين الشرق الذي يدعم بالأسلحة لتصفيتها.
وبين صمت عدد من الدول العربية وانشغالها منذ أمد طويل، ووقوف بعض حكوماتها مع الإثيوبيين يمدونهم بالسلاح والجنود، ويقيمون معهم التحالفات والمواثيق.
وبين بعض آخر يفطن للقضية من فترة إلى أخرى، فيمد ثوار إريتريا ببعض الأسلحة. ويبقى الموقف من القضية يحتاج إلى نصرة حقيقية، وتأييد جاد، وإمداد مناسب.
والمطلوب أن ننصر أخانا وقد ظُلم، لا أن ننساه وقد عز النصير وقل الصديق.
«أبو بشر»