; الدكتور: أيوب توكر «للمجتمع»: الهند تمنع الكشميريين من السفر للخارج خوفًا من كشفهم لحقيقة جرائمها | مجلة المجتمع

العنوان الدكتور: أيوب توكر «للمجتمع»: الهند تمنع الكشميريين من السفر للخارج خوفًا من كشفهم لحقيقة جرائمها

الكاتب إرشاد محمود

تاريخ النشر الثلاثاء 11-يناير-1994

مشاهدات 11

نشر في العدد 1083

نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 11-يناير-1994

كشمير المحتلة

العقوبات الاقتصادية عامل للتأثير على السـياسة. الهندية تجاه كشمير.

إسلام آباد: 

الدكتور أيوب توكر أستاذ الفيزياء النووية، أحد أبناء كشمير الذين تتشرف بهم دائمًا، عاش حياته يحمل قضية بلاده التي تعاني من احتلال هندوسي بغيض يمارس صنوف التعذيب والتنكيل.

لم يكن واقع الطفولة والنشأة المؤلم الذي شاهده يغيب عن خياله بسهولة..... ولذلك فقد عاش يفكر في طريقة للمقاومة ودعم الحركة الجهادية؛ لذلك كان قريبًا دائما من حركات الجهاد الإسلامي في كشمير، يفكر لها بكل ما أوتى من طاقة، ولم يمنعه تخصصه العلمي الدقيق في مجال الفيزياء النووية من استمراره في هذا الدور، فلم يكن الرجل حريصًا على وظيفة أو عمل يحول بينه وبين هذا الدور، وبحكم احتكاكه وقربة من المجتمع الغربي رأى أن التعريف بالقضية الكشميرية إعلاميًّا أمر مهم وضروري؛ لإزالة الغبار والتعتيم الذي تعمد حكومة الاحتلال الهندي إلى ترويجه لدى وسائل الإعلام الغربية؛ لذلك أسس في لندن جمعية تقوم بهذا الدور تعرف بالحركة العالمية لتحرير كشمير «W.K.F.M» والتي سعت منذ نشأتها على الاضطلاع بدور مهم في هذا المجال، وأنجزت بالفعل عددًا من الدراسات والكتيبات التعريفية حول جوانب القضية المختلفة، كذلك فإن للدكتور أيوب توكر حضور مهم ومعروف في المراكز الإعلامية الغربية والأوساط الأكاديمية؛ حيث يسعى دائمًا لتقديم الحقائق التاريخية والموضوعية والواقع الإنساني على أرض كشمير، ولعل هذه الجهود هي ما جعلت المجاهدين يطلقون عليه لقب وزير خارجية كشمير.

المجتمع: كيف تنظرون إلى واقع المرحلة الحالية التي تمر بها القضية الكشميرية في ضوء المتغيرات المحيطة؛ سواء على الساحة الإقليمية أو الدولية؟

د. أيوب توكر: هناك ثلاثة مراحل مرت بها القضية الكشميرية، وتعد المرحلة الحالية هي المرحلة الثالثة، والتي بدأت عام ١٩٤٧م وحتى الآن، وقد شهدت هذه المرحلة استشهاد الآلاف من أبناء كشمير في جهادهم للمطالبة بحق تقرير المصير.

كذلك زجت قوات الاحتلال الهندية بآلاف الآخرين في غياهب السجون والتي تشهد أقسى أنواع التعذيب التي عرفتها الإنسانية، ومع انتهاء العقد الثامن من هذا القرن بدأت تلوح في الأفق متغيرات جديدة؛ حيث انهار الاتحاد السوفيتي، وانتهى الجهاد الأفغاني بتحرير بلادهم من الاحتلال الروسي، هذه العوامل كانت تعد بارق أمل تدفع بالكشميريين إلى الإصرار على مواصلة جهدهم من أجل نيل حقهم في تقرير مصيرهم، ومن ثم تصاعدت الحركة الجهادية وعمت جميع أرجاء جامو وكشمير، وتصاعدت معها حدة الممارسات العدوانية التي تقوم بها الهند التي صممت أن تنفذ هذه المذابح في صمت وخفاء؛ لدرجة أنها لا تسمح للصحفيين أو مندوبي المنظمات الدولية لحقوق الإنسان بدخول كشمير، وإلى جانب ذلك فهي تمنع الكشميريين من السفر للخارج؛ خوفًا من قيامهم بنشر حقائق هذه الفظائع.

المجتمع: من واقع خبرتكم في مجال التوعية الإسلامية بقضية كشمير لدى العالم الغربي، كيف تقيمون هذا الدور على ضوء جهود الحركة العالمية لتحرير کشمیر؟

د. أيوب توكر: عندما بدأنا العمل في كل من أمريكا وبريطانيا والشرق الأوسط واجهتنا بعض المشكلات الناتجة عن جهود الهند؛ لإقناع الرأي العام الغربي لتأييد مواقفها في كشمير، فلقد كانت الهند حريصةً منذ البداية على تشكيل شبكة خاصة في عام ١٩٥٨ يترأسها أحد الهندوسيين الكشميريين.

هذا الواقع جعلنا ننطلق إلى ضرورة مواجهة هذه المغالطات، وأن الأرض ليست خالية أمامنا فقط، وأن هذا يعلي علينا ضرورة تغيير مضامين هذه الدعاية انطلاقًا من الوقائع والحقائق التاريخية والواقعية، ولقد تمكنا بالفعل من إحداث الوقائع والحقائق التاريخية والواقعية، ولقد تمكنا بالفعل من إحداث تغيير في الرأي العام العالمي، ففي عام ١٩٩٠م نجحنا في إقناع بعض النواب في الكونجرس الأمريكي للتقدم بمشروع بتخفيض المساعدات الأمريكية إلى الهند، وإذا لم يكن المشروع قد حظي على المائدة المطلوبة في الكونجرس في ذلك الوقت، فإنه حصل على هذه المساندة اللازمة، وقطعت هذه المساعدات التي تبلغ ۱۲۰ مليون دولار .

المجتمع: بمناسبة ذكركم للجانب الاقتصادي ما هو تقييمكم لتأثير هذا العامل على الحكومة الهندية وانعكاسه على الوضع في جامو وكشمير؟

د. أيوب توكر: إن هذا الأمر بالغ التأثير ولا شك، وعلى الدول الإسلامية أن تفطن لذلك، وأن تسند هذا السلاح في الضغط على الهند من أجل الانصياع لتنفيذ القرارات الدولية حول كشمير هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يجب على الكشميريين أنفسهم مقاطعة الهند اقتصاديًّا، وأن يستمروا في حركتهم الجهادية، فالتواجد العسكري المكثف الذي تعمد الحكومة الهندية على مضاعفته يومًا بعد يوم في كشمير يلتهم نصيب الأسد من ميزانية الحكومة الهندية، فنفقاتها على استمرار الاحتلال تبلغ ٦٨٠ مليون روبية في اليوم الواحد، وأعتقد أن الاقتصاد الهندي لن يتحمل ذلك طويلًا، وسوف تسعى الهند إلى حل ساسي لقضية كشمير تفاديًا لهذه الصعوبات الاقتصادية، ولقد عملت الهند مؤخرًا على شراء لوبي لها لدى الإدارة الأمريكية لتغيير الموقف الأمريكي بشأن مساعداتها الاقتصادية للهند.

المجتمع: هل هناك ما يدعم رأيكم بشأن ترجيح احتمال سعي الهند لحل سياسي للقضية الكشميرية؟

د. أيوب توكر: إن مظاهر فقدان السيطرة الهندية على كشمير رغم التواجد العسكري المكثف وفقدان قوات الجيش والبوليس معنوياتها، وفشل السياسة الهندية في ضرب الاقتصاد الكشميري؛ لإثناء الكشميريين عن المضي قدمًا في طريق المقاومة، أوجد نوعًا من الإحباط والقنوط داخل الهند، وكذلك مطالبة بعض أصحاب النفوذ في الهند بإعطاء الشعب الكشميري حقه في تقرير مصيره، وقد نددت هذه الأصوات بأعمال التعذيب التي تمارسها قوات الاحتلال في كشمير، وشكلوا منظمات لحقوق الإنسان أرسلت وفودًا إلى كشمير؛ لتفقد أحوال الكشميريين، وقد كشفت هذه المنظمات الهندية المعنية بحقوق الإنسان النقاب عن الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب الكشميري، كذلك طالب الحزب الشيوعي الهندي الحكومة بأن تعطي الشعب الكشميري حقه في تقرير مصيره.

وإذا أضفنا إلى هذه الأصوات ما سبق وذكرناه حول التكلفة الاقتصادية الباهظة التي يتحملها الاقتصاد الهندي للإنفاق على بقاء قوات الاحتلال في ظل وضع معيشي داخلي، يعاني فيه قطاع عريض من الشعب من انعدام الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة، فإن هناك قطاعًا كبيرًا من العقلاء بدأوا يفكرون في هذا التناقض، ويرون أنه ليس من المعقول أن تتحمل الحكومة حربًا غاليةً في كشمير في ضوء هذا الواقع.

علاوة على ذلك فإن الساحة الدولية قد بدأت تعي بخطورة الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب الكشميري، فالكثير من المنظمات الدولية كشفت النقاب في تقاريرها عن الوجه الحقيقي للهند الذي طالما حاولت الدعاية الهندية تحميله.

المجتمع: هل معنى ذلك أنه قد يحدث تغيير في السياسات الرسمية للحكومة الهندية تجاه كشمير؟

د. أيوب توكر: التغيير المعلن في السياسات حول كشمير أمر صعب لأي حكومة هندية، ولا يمكن لأي حزب حاكم في الهند أن يستمر في الحكم إذا ما أعلن ذلك، ولكن يجب على حكومة الهند أن تخبر شعبها عن حقيقة الوجود في كشمير، وتكشف للجميع عن الأعباء الاقتصادية التي تتحملها نتيجة لاستمرار الاحتلال، أما في الوقت الحالي؛ فإن الحكومة لا تستطيع أن تفعل ذلك خوفًا من التيار الهندوسي المتطرف، والذي يتزعمه حزب بهارتيا جناتا…

الرابط المختصر :