; كلمات حاسمة في الإصلاح | مجلة المجتمع

العنوان كلمات حاسمة في الإصلاح

الكاتب سالم الفلاحات

تاريخ النشر السبت 05-يناير-2013

مشاهدات 16

نشر في العدد 2034

نشر في الصفحة 66

السبت 05-يناير-2013

رحم الله الأستاذ حسن البنا وكل المصلحين الذين وضعوا النقاط على الحروف من أول يوم، وكأنما كشفت لهم الحجب، ورأوا بنور الله وإن كان الله لا يظهر على غيبه أحد. وإن كان الإصلاح والتغيير حديث العرب اليوم، فقد كان الأستاذ البنا يرحمه الله مدرسة متميزة كبيرة متصلة، ولم يكن فيلسوفًا، قال كلماته ومضى، بل ترك من أكمل المشوار وحقق ما يعجز جيل واحد عن تحقيقه في حياة الشعوب من الأهداف الكبيرة. 

لقد وجدت في كلامه وضوحًا حول مشروع الإصلاح الذي لم ير النور، ولم تتكشف خيوط فجره إلا قبل شهور قليلة.

استمع إليه يشخص لك الداء والدواء بكلمات موجزة، فيقول الداء:

١ـ ضعف الأخلاق.

٢ـ فقدان المثل العليا.

٣ـ إيثار المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.

٤ـ الجبن عن مواجهة الحقائق.

٥ـ الهروب من تبعات العلاج.

٦ـ الفرقة قاتلها الله.

ويحدد للسائرين شروط النجاح، فيقول: إنما تنجح الفكرة إذا:

١ـ قوي الإيمان بها.

٢ـ توافر الإخلاص في سبيلها.

٣ـ ازدادت الحماسة لها.

٤ـ وجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية.

٥ـ العمل على تحقيقها.

وقد خاطب جيل الشباب بهذه الكلمات، فهو يعلم أنها مشروع المستقبل، ودونها جهد وجهاد، وزمن لا بد منه حتى تنضج الثمرة.

وقد بين مشروع الإصلاح المنشود والذي قدر الله تعالى أن يرى بعض تجلياته بقية ممن عاصر الأستاذ حسن البنا يرحمه الله، وعاش معه ولله الفضل والمنة، ولا يزال من الشهود اليوم الذين نسأل الله لهم حسن الخاتمة.. الدكتور فريد عبد الخالق وغيره ممن أعرف ولا أعرف، فقال:

أما الإصلاح الذي يريده الإخوان المسلمون، ويهينون له أنفسهم، فهو:

إصلاح شامل.

تتعاون عليه قوى الأمة. 

يتناول كل الأوضاع القائمة بالتغيير والتبديل، فهو شامل لا يقتصر على فرعية أو فرعيات، وهو بحاجة لجهد الأمة وليس الإخوان فقط، ثم هو يستهدف التغيير والتبديل إلى الأنفع وليس المداعبة والتجميل.

ثم يجيب عن أسئلة كانت حائرة يتردد فيها بعض الإسلاميين اليوم، فيقول بلسان الفقيه الدستوري والعالم الضليع في فهم الإسلام بلا منازع:

يعتقد الإخوان المسلمون أن نظام الحكم الدستوري، هو أقرب نظم الحكم القائمة في العالم كله إلى الإسلام، ولا يعدلون به نظاماً آخر.

إن مبادئ الحكم الدستوري التي تتلخص في:

المحافظة على الحرية الشخصية بكل أنواعها.

الشورى.

واستمداد السلطة من الأمة.

وعلى مسؤولية الحكام أمام الشعب ومحاسبتهم على ما يعملون من أعمال.

وبيان حدود كل سلطة من السلطات.

هذه الأصول كلها تنطبق على تعاليم الإسلام ونظمه وقواعده في شكل الحكم.

لم يكن هذا مجرد تنظير إنما كان عملاً حقيقياً شرع به لكن القدر لم يمهله ولا راد لقضائه، فقد قدم إلى الملك فاروق مبادرة إصلاحية في عام ١٩٣٦ م اشتملت على:

محور سياسي وقضائي وإداري.

محور اجتماعي اشتمل على ثلاثين نقطة.

محور اقتصادي اشتمل على عشر نقاط.

وهكذا لم يتوقف عن تقديم المبادرات الإصلاحية طيلة حياته يرحمه الله.

كان يعول على الإنسان المصطبغ بهذه الدعوة المباركة في النجاح بعد توفيق الله تعالى فيقول: «إذا وجد المسلم الصحيح وجدت معه أسباب النجاح».

رحم الله الإمام حسن البنا قائد المصلحين على بصيرة في القرنين العشرين والحادي والعشرين.

الهوامش 

(*) المراقب العام السابق الجماعة الإخوان المسلمين بالأردن

الرابط المختصر :