العنوان كلمات للحوار مع الدعاة الشباب (186)
الكاتب عبد الحليم محمد أحمد
تاريخ النشر الثلاثاء 05-فبراير-1974
مشاهدات 14
نشر في العدد 186
نشر في الصفحة 11
الثلاثاء 05-فبراير-1974
التكامل والتوازن في تربيتنا «3»
● حتى تستقيم تربيتنا على نهج صحيح ينبغي أن نراعي مبدأ التكامل والتوازن.
فلا نُعنى بجانب -مهما عظم في نظرنا- على حساب جانب آخر فإن ذلك لا بد أن يؤدي إلى انحراف في شخصيتنا.
● فمن واجبنا أن نعنى بتنمية الروح العلمية، تلك الروح التي يحض عليها القرآن الكريم حيث يأمر بتحري الحق وحبه بل وإيثاره والخضوع لمقتضياته. وحيث يندد بتقديس الأشخاص من آباء وأجداد وعلماء وزعماء وإضفاء العصمة أو الإلهام على آرائهم.
● ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ﴾ (سبأ:46)
● ﴿وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾ (النجم: 28)
● ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا﴾ (لقمان: 21)
● فإذا تحرينا الحق وتحررنا من تقديس الأشخاص – تصبح عقليتنا منهجية،
أي تعتمد البحث العلمي والاستقصاء في مجال الفكر كما تعتمد الدراسة الاجتماعية الرصينة والتجريب في مجال التطبيق، وهكذا نقدر على النقد والتمحيص فنختار أفضل وجوه الرأي كما نمتلك سماحة فكرية تسع اختلاف الرأي.
● ومن واجبنا أيضا أن ندعم في أنفسنا الروح العملية، تلك الروح التي تحسن
تحويل الأفكار النيرة والنوايا الطيبة إلى أعمال صالحة ومشروعات نافعة. كما تحسن ربط العمل بأهداف فلا ينحرف عنها، وتجيد استخراج أقصى فائدة من الوسيلة المتاحة ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ﴾ (التوبة: 105).
● وهكذا بتكامل الروح العلمية مع الروح العملية، يعيش الفرد منا في عالم
الواقع ويتعامل مع الواقع بفكر صحيح ونظر ثاقب مع قدرة ممتازة على الإصلاح والتغير، ولا يعيش في برج عاجي أو يتعامل مع أحلام اليقظة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالوَهْن الـمُفضي إلى التلاشي الحضاري.. رَاهنُ البحث العلمي نموذجاً
نشر في العدد 2113
23
الأربعاء 01-نوفمبر-2017