العنوان المجتمع الإسلامي (509)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 30-ديسمبر-1980
مشاهدات 26
نشر في العدد 509
نشر في الصفحة 12
الثلاثاء 30-ديسمبر-1980
تشاد
رغم توقف العمليات العسكرية -في تشاد بانتصار رئيس الحكومة- غوكوني عويدي، إلا أن تحت الرماد جمرًا، حيث سيقف أمام عويدي مشكلتان هما : قضية الوجود الليبي العسكري في تشاد، وقضية قوات الجنوب بقيادة عبد القادر كاموغي الضابط الجنوبي الكاثوليكي، وقد بدأت منذ الآن المطالبة بخروج الليبيين من تشاد، وجاء ذلك على لسان النميري الذي طلب من القذافي سحب قواته من أجل السلام!! وقد ورد ذلك في رسالة جوابية له. ويقدر الأمريكيون القوات الليبية بستة آلاف جندي يدعمهم خمسون دبابة مع مدفعية ثقيلة.
اعتذار:
تحاول إسرائيل جاهدة أن تثبت أنها لم تقصد إلى قتل الجنود السوريين الثلاثة في 20/12 أثناء غارة على الجنوب اللبناني!! وقال مردخاي تسيبوري نائب وزير الدفاع الإسرائيلي فيما يشبه الاعتذار «إنه آسف لمقتل الجنود السوريين!! وإنه يأمل بأن يكون القصف السوري في جنوب لبنان مجرد حادث منعزل!! وإن إسرائيل تريد تجنب وقوع نزاع مع جيرانها.. إن هجماتنا ضد المخربين الفلسطينيين
حصار:
اشتبكت الكتائب مع الوطنيين الأحرار في زحلة الأسبوع الماضي ووقع عدد من القتلى فتدخلت قوات الردع لوقف الاشتباكات، ثم إنها حاصرت المدينة، ومنعت وصول المساعدات الطبية إلى المصابين وخاصة بعد أن احتلت المستشفى الرئيسي فيها!! وقد ذكرت الأنباء أن مدفعية الردع قصفت بعض أحياء المدينة!!
فضيحة؟
زعم شمعون بيريز زعيم حزب العمل الإسرائيلي أنه اجتمع مع زعماء عرب؟! وقد كشف عن ذلك في حديث له مع التلفزيون المكسيكي، ولكنه أصر على عدم ذكر أسمائهم فهل هذا الزعم صحيح؟ وإذا كان صحيحًا، وكشفت أسماء هؤلاء، فأي فضيحة ستقوم يومها؟!
أفغانستان
تطور جديد يدخل على حركة الجهاد الأفغانية، فقد قرر الحزب الإسلامي نقل المعركة إلى داخل المدن، وأنذر المولى يونس خالص زعيم الحزب الدول بسحب دبلوماسييها من كابول!! حتى لا يتعرضوا للخطر؟! وطالب كافة الموظفين الأفغان بالاستقالة من أعمالهم، كما حذر السائقين من السير في الطرق الرئيسية.
أما كارمل فقد طالب الشعب بالمقابل «أن يتحد الآن يؤمن لبلاده السلام والهدوء» نصر الله المجاهدين.
تنديد!
نددت أمريكا بالقصف السوري لزحلة اللبنانية، وطالبت بوقف العمليات العسكرية ضد المدنيين الأبرياء: وادعى الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن لديه معلومات تفيد بأن السوريين هم البادئين بالقتال في المدينة... والله أعلم!!.
هيكل:
يبدو أن هناك مشروعًا جديدًا للكسب لدى حسنين هيكل فبعد أن أفلست دكانه القومية العربية والمصرية، ينوي افتتاح دكان إسلامية، بالكتابة لجريدة الصنداي تايمز عن العالم الإسلامي!! كما ينوي إصدار كتاب «عن الحركة الإسلامية وتأثيرها على منطقة الخليج» ونقول بصراحة: عجائب؟!
علماء المسلمين وراء القضبان
﴿َلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ (البقرة: 217)
لعل أحدكم يتساءل ماذا تتوقعون من الذين قتلوا اثنين وأربعين نبيًّا مع سبعين عالمًا في يوم واحد؟
نعم إنهم اليهود القردة والخنازير، وهاهم اليوم ما زالوا متمسكين بأفعال أجدادهم.
ولكن اليوم ماذا فعلوا؟ نعم هم الذين كانوا وراء استشهاد علماء المسلمين في أنحاء العالم.
﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ (البقرة: 120)
قول فصل يحذرنا الله من اليهود والنصارى، أي أن عداوتهم لنا ستبقى ما لم نتبع ملتهم ونترك دين الله.
﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلَامُ﴾ (آل عمران: 19)
﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (آل عمران: 85).
ونعود لنعيش مع علماء المسلمين وراء القضبان، وهو الشيخ توفيق حسن الكرد الذي التف حوله مئات من شباب الإسلام بعدما عاش معهم وراء القضبان في سجون إسرائيل ليصلي بهم الصلوات الخمس والجمعة والعيدين.
إنها خمس سنوات قضاها بين الزنزانة رقم 2 وبين حلقات العلم، وخرج الشيخ ليكمل تعليمه في الجامعات المصرية، ولينشر دعوة الله بالقلم والكلمة، وكان من أول مؤلفاته كتاب «ألا كل شيء ما خلا الله باطل» يحث فيه الناس للعودة إلى دين الله بتحكيم كتاب الله الكريم.
وكان مؤلفه سببًا في طرده من الجامعة ليعود مرة ثانية إلى قطاع غزة المحتل حيث الأهل والعشيرة لينشر دعوة الله بادئًا بتأسيس مسجد على التوحيد الخالص، ومن ثم انطلق من بيت الله إلى تأسيس جمعية الصلاح الإسلامية ليقيم المستشفى الإسلامي والمكتبة الإسلامية.
هنا تذكر اليهود ما وقف عليه أجدادهم فقاموا بتجنيد بعض الشيوخ ليهاجموا هذا الشيخ فيقذفوه بشتى التهم، وكان مصير الخطة هو الفشل، وازداد الشباب المسلم ليقف الوقفة الإسلامية ليساند هذا الشيخ في دعوته إلى الله ورد كيد الكافرين، وأراد الله أن تنتشر هذه الدعوة في أنحاء فلسطين المحتلة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ (محمد: 7)
﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ (الطلاق: 2)
ونعود مرة ثانية لنعيش مع الآية الكريمة: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ (البقرة: 217)
وعلم اليهود أن من وراء هذا الشيخ الخطر كل الخطر فقامت باعتقاله، وكان هذا بتاريخ 11/11/80 ليعود مرة ثانية إلى إخوانه وراء القضبان ليثبت عقيدتهم، وليضع إليهم المنهج الإسلامي الصالح، وها هو اليوم وراء القضبان يردد بلا إله إلا الله تحت سياط الجلادين.
كلمة الجالية الأفغانية بمناسبة مرور عام على الاحتلال الروسي الغاشم
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ (محمد: 7)
في هجمة شرسة لم تعرف الإنسانية لها نظيرًا في التاريخ المعاصر، خارقة جميع الأعراف والمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية، ضاربة بكل حقوق الجيرة عرض الحائط احتلت القوات الروسية الحمراء في حيلة ماكرة وحجج واهية، أراضي أفغانستان الإسلامية التي أنجبت في تاريخها الطويل عباقرة الحضارة الإسلامية الذين رفعوا لواء تلك الحضارة خفاقة راياتها عالية سواريها، وذلك بأكثر من 100.000 من جنوده المدججة بخمسة آلاف من الدبابات وأنواع الطائرات، وأحدث الأسلحة.. وأكثرها فتكًا بالبشر.
وقد ظنت تلك القوات في بداية الأمر أنها وضعت بهذا الغزو الغاشم حدًّا للجهاد الأفغاني العظيم، وأدرجت بذلك أفغانستان المسلمة في قائمة الجمهوريات الإسلامية التي ترسخ منذ فترة طويلة من الزمن تحت الاستعمار الروسي.
وقد قام الروس لتحقيق هذا الهدف بكل أنواع الظلم على الشعب الأفغاني المسلم ابتداء من ضرب القرى والمدن الأهلة بالسكان وقتل وشنق ألوف الرجال وهدم المساجد ودور العبادة حتى قتل النساء والأطفال والشيوخ واستعمال الغازات السامة وتعذيب العلماء والمفكرين الكبار بأقسى وأحدث أنواع التعذيب ودفن البشر أحياء وقتلهم تحت عجلة الدبابات، وهتك عرض النساء، وذلك كله لتحقيق أهدافهم والاقتراب منها نحو منطقة الخليج.
ولكن قام الشعب الأفغاني المسلم أيضًا بجميع فئاته رجالًا ونساء، أطفالًا وشيوخًا دفاعًا عن عقيدتهم وأراضيهم الطاهرة بثورة عارمة، وأبى إلا أن يجاهد إلى آخر قطرة دم من دماء أبنائه، وازداد شجاعة وبسالة وبطولة. وها هو الشعب الأفغاني المسلم إذ تمر عليه سنة على هذا الاحتلال الغاشم واقفًا في الميدان صامدًا متكئًا على تأييد من الله سبحانه وتعالى محررًا ومسيطرًا على كثير من المناطق في البلاد، ضاربًا بأعظم الأمثلة في التضحية والفداء وجاعلًا الروس يحمل جثث قتلاه كل يوم بالعشرات بل بالمئات.
إننا في هذا اليوم الأغبر نعلن للعالم كله أننا لن نلقي السلاح أبدًا حتى آخر رجل فينا أو آخر رجل فيهم، وذلك حتى نحرر أرضنا الإسلامية الطاهرة من دنس الشيوعية والاستعمار، وحتى نقيم شرع الله في بلادنا. ونحذر القوات السوفيتية وعملاءها في أفغانستان بأن الشعب الأفغاني المسلم لن يسكت على احتلال أرضه الإسلامية، وأنه مصمم على مواصلة القتال والسير على درب الجهاد المقدس حتى طرد أو قتل آخر جندي روسي من بلاده، وأن كل أسلحة الدمار لن تقدر على إخماد ثورة شعب يجاهد لنصرة دينه وتحرير بلاده.
كما نطلب من إخواننا المسلمين في جميع البلاد الإسلامية التي تملك مساحات شاسعة في خريطة العالم، وتملك أكبر الثروات المادية والبشرية أن يهبوا لمساعدة إخوانهم المجاهدين الذين يجاهدون أكثر القوات وحشية وهمجية وألدها عداوة للإسلام والإنسانية، وإننا على ثقة بأن النصر سوف يكون من نصيب المجاهدين، ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج: 40) عاشت الثورة الإسلامية في أفغانستان، الموت للروس وعملائهم.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل