; كيف تصنع من طفلك نجمًا؟«20» عبارات تصنع النجوم | مجلة المجتمع

العنوان كيف تصنع من طفلك نجمًا؟«20» عبارات تصنع النجوم

الكاتب د.عبدالحميد البلالي

تاريخ النشر السبت 22-نوفمبر-2008

مشاهدات 18

نشر في العدد 1828

نشر في الصفحة 59

السبت 22-نوفمبر-2008


هؤلاء النجوم الذين يملؤون هذه الحياة إنما صنعتهم كلمات وعبارات وأفعال وبيئة تضافرت فصنعت منهم نجومًا متلألئة في حياتنا، ما زالت مؤهلة أن تصنع النجوم في كل جيل، وفي كل مكان من هذا الكوكب، وما نجم يسطع نوره إلا ووراء نجوميته «كلمات وعبارات وأفعال وبيئة».. وفي هذا الفصل نقتبس من التاريخ بعض النجوم الذين ساهمت تلك المنظومة في صناعتهم.

1 - ويل لك من الناس:

أول مولود للمهاجرين في المدينة.. أما بيئته التي تربى فيها، فهي مكونة من الأب والأم والأجداد: فأما الأب فهو حواري النبي ﷺ الفارس المغوار، وأحد المبشرين بالجنة «الزبير بن العوام» ابن عمة الرسول ﷺ، وأما أمه فهي أسماء بنت الصديق أبي بكر رضي الله عنهم جميعًا - إنه النجم الساطع عبد الله بن الزبير - عندما بلغت سنه سبع سنين أمره أبوه أن يذهب ليبايع النبي ﷺ، فلما أقبل على الرسول ﷺ تبسم حين رآه مقبلًا، ثم بايعه.

روى الواقدي أنه لما قدم المهاجرون أقاموا لا يولد لهم، فقالوا: سحرتنا يهود، حتى كثرت القالة في ذلك، فكان أول مولود ابن الزبير، فكبر المسلمون تكبيرة واحدة حتى ارتجت المدينة، وأمر النبي ﷺ أبا بكر فأذن في أذنيه بالصلاة.

لقد أراد أبوه أن يصنع منه نجمًا وهو غلام صغير، فقد روى البخاري عن عروة أن الزبير أركب ولده عبد الله يوم اليرموك فرسًا، وهو ابن عشر سنين، ووكل به رجلًا.

هذه هي البيئة التي نشأ بها، وتلك هي الأفعال التي صنعه أبوه منها، أما الكلمات التي ساهمت في صناعة النجم، فهي تلك التي سمعها من صانع النجوم النبي ﷺ عندما كان غلامًا، فقد روى ابنه عامر عنه، يقول: «سمعت أبي يقول إنه أتى رسول الله ﷺ وهو يحتجم، فلما فرغ قال: يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراك أحد، فلما برز عن رسول الله ﷺ، عمد إلى الدم فشربه، فلما رجع قال: ما صنعت بالدم؟ قال: عمدت إلى أخفى موضع علمت، فجعلته فيه، قال: لعلك شربته؟ قال: نعم، قال: ولم شربت الدم؟ ويل للناس منك، وويل لك من الناس».

وكان إذا ذكر ابن الزبير عند ابن عباس يقول: «قارئ لكتاب الله، عفيف في الإسلام، أبوه الزبير، وأمه أسماء، وجده أبو بكر، وعمته خديجة، وخالته عائشة، وجدته صفية.. كل ذلك صنع منه نجمًا من ألمع النجوم، فقد كان فارس الخلفاء، وبطلًا مغوارًا من الأبطال، وبويع بالخلافة عند موت يزيد، وأحد أعلام الزهد في التاريخ الإسلامي (1).


 

2 - إن ابني هذا سيد:

هذه عبارة قالها صانع النجوم ﷺ لحفيده «الحسن»، فصنعت منه نجمًا عظيمًا.. فقد أخرج الإمام البخاري عن أبي بكرة قال: رأيت رسول الله ﷺ على المنبر والحسن إلى جنبه، وهو يقول: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين» (2).

وجاء في الترمذي أن رسول الله ﷺ كان يقول عن الحسن والحسين رضي الله عنهما: «هذان ابناي وابنا بنتي، اللهم إني أحبهما فأحبهما، وأحب من يحبهما»(3).

وفي الترمذي أيضًا أنه كان يقول: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»(4).

هذه العبارات النبوية لم تفارق أذهان هذين الإمامين، وتحقق ما تنبأ به الرسول ﷺ، فقد حدث نزاع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، واستمر هذا النزاع بعد موت علي، وقد بويع الحسن رضي الله عنه بالخلافة، فلما طالت الفتنة أراد الحسن أن يحقن دماء المسلمين فأرسل إلى معاوية بالصلح، وتنازل عن الخلافة له، فتحقق ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم به، فقد أصلح به بين فئتين من المسلمين، وغدا نجمًا عظيمًا يضرب به المثل في التاريخ الإسلامي.


 

المراجع

(1) سير أعلام النبلاء 3/363 – 380، تاريخ الطبري 5/563 – 582، حلية الأولياء 1/405 – 413 ط / دار الكتب العلمية.

(2) رواه البخاري 7/74 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

(3) رواه الترمذي «3769» وحسنه الألباني «ص ج 7004».

(4) رواه الترمذي «3768» وحسنه الألباني «ص ج ص 3180».

الرابط المختصر :