الثلاثاء 12-يناير-1971
كتاب مقرر يتهكَّم فيه على علماء ديننا، ويطعن في عقول جماهيرنا المسلمة، ويتندَّر بالمرأة ومكانتها، وقيمة الزواج.
· اسم الكتاب (Construcive Comprehenion)
· مقرر في مادة اللغة الإنجليزية على طلبة الثانوية العامة.
· طُبع وأُلف بإنجلترا بإشراف مؤسسة (Longman)
· مر على المسؤولين عن المناهج والكتب بالوزارة مرور الكرام، جاء فيه:
الدرس الثامن عشر صفحة (61) عنوانه:
كلمات حكيمة للحاج!
خلاصة ترجمته كالآتي:
· تكلم أستاذ الدين المشهور «الحاج ناصر الدين» مخاطبًا الناس الذين حضروا لاستماعه بالمسجد فقال:
- إخواني أيها الصديقون: إذا ما أردت الحديث إليكم هل تعرفون ماذا أقول؟!
- وجاءه الجواب من المستمعين في صوتٍ واحد: لا نعرف، وإن كان ليس عسيرًا علينا أن نعرف ماذا سيقول لنا الحاج!
- وحينئذٍ قال لهم الحاج: ما فائدة الحديث لأناس لا يعرفون الموضوع؟!
وانصرف تاركًا المسجد!
مخلفًا وراءه الذين حضروا لاستماعه في حيرة التفكير.
· وفي الأسبوع التالي تجمَّع الناس في المسجد مبكرين، وازداد عدد الحاضرين عن ذي قبل، كل واحد في انتظار طلعة الحاج وحديثه، لكنه حضر ووقف أمامهم مكررًا نفس السؤال!
فأجاب المستمعون بسرعة وفي صوت واحد، صائحين: نعم، نحن نعرف ما أنت بصدد الحديث إلينا فيه.
- ورد عليهم الحاج ناصر الدين قائلًا:
ما دام الأمر كذلك فلا حاجة لي ولكم أن نُضيع أوقاتنا! ومرة ثانية وبدون أي كلمة انصرف تاركًا المسجد! بينما الحاضرون بعد انتظارهم للصلاة تركوا المسجد في انتظام واحدًا تلو الآخر، وفي مجموعات، وفي الخارج بدأوا التفكير في كلام الحاج وكثير منهم لم يحضر للصلاة! بل لسماع خطبة الحاج.
· وفي يوم الجمعة التالي وقف ناصر الدين تجاه الجموع التي اكتظ بها المسجد بحيث لم يوجد مكان لفرد واحد وتكلم بنفس الكلام السابق. إخوتي، أيها الصديقون إلخ.
- وكأنما الإجابة مُعدَّة من قبل، إذ نهض نصف الحاضرين ليقولوا: نعم نعرف، بينما النصف الثاني قالوا: ما أجهلنا بما تستعد لقوله لنا!
- ورد عليهم الحاج ناصر الدين: إجابتكم سديدة والآن يجب على من يعرفون أن يكونوا رحماء في شرحهم للجاهلين ولهم مني الشكر!
وطبعًا ليس هناك ضرورة لمثلي أن يقول شيئًا.
وبهذا انصرف تاركًا المسجد!
*****
- إمام مسجد، عالم مشهور.. اخترع الإنجليز له مع القصة اسمًا ذا معنى «الحاج ناصر الدين» يحضر لخطبة الجمعة، فيهزل بنفسه وبفريضة الخطبة وبعقول الناس، والجماهير تحتشد في المسجد لغير الصلاة! وينصرف هو بدون صلاة!
- ماذا تعني هذه الأقصوصة المفتراة، وماذا يُفيد تدريسها لطلبة الثانوية العامة الذين يتهيأون للجامعة كجيل نربيه على احترام دينه، والداعين إليه؟! اللهم إلا إعطاءه صورة شائهة عن فقهائه في الدين، وسخرية بمرتادي المسجد، حتى ينأى بنفسه عن هذا المجتمع الجاهل وقادته الهازلين، إلخ.
· الموضوع الثاني:
- جاء في نفس الكتاب صفحة (7) الدرس الثالث تحت عنوان:
«كيف تختار الزوجة ؟!»
لا تحسبنه أيها القارئ قد تحدَّث عن شروط جادة ولو كانت تخالف نظرتنا وعقيدتنا!
- إنه تحدث عن رجل لا يبغي الوحدة في رحلته البحرية، واشترى خاتمًا بأربعة جنيهات إسترلينية، وكاد أن يلقيه في البحر ثم هداه تفكيره إلى الزواج والحرص على الخاتم أيضًا، فبحث عن فتاة غير طيبة No Good)) وشائهة أي مقطوعة الإصبع حتى إذا ما تزوجها لا يجد إصبعًا يلبسها خاتم الزواج فيه
- أية أفكار هذه التي تصب في أدمغة أولادنا؟
- أي إنسان هذا يريد رجال التربية أن يعطوا صورته لشباب المستقبل؟
- أي احتيال وكذب هذا الذي يُدس من أساتذة إنجلترا لامتهان قداسة الزواج وكرامة المرأة؟
- بأية حجة مقبولة وافقت إدارة الكتب والمناهج بوزارة التربية على تقرير هذا الكتاب وتدريسه؟! أليس فيكم رجلٌ رشيد؟
قليل من حساب الضمير وخشية الله.
نرجو من المسؤولين في وزارة التربية:
أولًا: تمزيق هذه الصفحات من الكتاب وإلغاء تدريسها فورًا.
ثانيًا: تأليف وطبع الكتب عندنا، ولدينا من الأساتذة الأكفاء ما يقدرون على وضع كتب من وحي بيئتنا.. وإمكانياتنا والحمد لله وفيرة كما حدث لمقررات اللغة العربية.
ثالثًا: إن استدعى الأمر الاستعانة بأجانب تُوضع كتاباتهم تحت إشرافنا ومراجعتنا.
رابعًا: اتقاء الله أولًا وأخيرًا في شباب أمتنا، وإلا فنار هذا الفكر الدخيل ستأتي علينا جميعًا
﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ (غافر:44)
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل