العنوان كيف نعمل لحسابنا الخاص في إفريقيا..؟
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 05-يوليو-1977
مشاهدات 12
نشر في العدد 357
نشر في الصفحة 4
الثلاثاء 05-يوليو-1977
مؤتمر القمة الإفريقي- الذي انعقد في الجابون- مناسبة للحديث عن إفريقيا، وعن موقفنا من قضاياها ومستقبلها
فهي قارة جديدة، لم تستغل بعد مواردها الزراعية، ولم تكتشف مناجمها- إلا قليلًا ولم تقم فيها صناعات كبرى تزودها بما تريد من السلع الإنتاجية والاستهلاكية.
ويدور- في السنوات الأخيرة- فوق أرض أفريقيا صراع دولي رهيب.
- صراع عسكري.
- وصراع فكري.
- وصراع سیاسي.
- وصراع اقتصادي.
ومؤتمر القمة الأفريقي هذا يحضره رؤساء انخرطوا في دوامة الصراع وجعلوا بلدانهم قواعد للنفوذ الأجنبي فمنهم من يعمل لحساب روسيا، ومنهم من يعمل لحساب أمريكا.
وهذا الصراع لن يؤثر على فعالية وجدية مؤتمرات القمة الإفريقية فحسب، وإنما يؤثر إلى درجة التدمير- في مستقبل تنمية القارة الإفريقية، وفي استقلال وسيادة بلدانها والحديث عن إفريقيا ليس حديثًا عن قارة غريبة عنا، ليس حديثًا عن تشيلي أو عن وادٍ مهجور فوق سطح القمر .
كلا!
إن إفريقيا هي قارة الإسلام، فالدين الرئيسي في إفريقيا هو الإسلام، وأكبر الدول حجمًا- في القارة – تنتسب إلى الإسلام.
نيجيريا- ومصر- والسودان- والجزائر- والمغرب .
من ناحية العدد فإن معظم الدول الإفريقية الـ٤٩- تنتسب إلى الإسلام كذلك.
من هنا فإن الاهتمام بقضايا ومستقبل إفريقيا، إنما هو اهتمام بقضايا ومستقبل الإسلام والمسلمين .
وقارتنا هذه مجال واسع جدًا للعمل.
فكيف يمكن أن نعمل لحسابنا الخاص في إفريقيا؟
وتعبير حسابنا الخاص- سیاسي لا تجاري، بمعنى أن نعمل لحساب مبادئنا وقيمنا وحضارتنا، لا أن نساهم في سحق إفريقيا من أجل الأرباح التجارية، كما تفعل الدول الاستعمارية الحديثة وشركات الاحتكار العالمي التي تخصصتفي امتصاص عافية ودماء الشعوب.
وتعبير- حسابنا الخاص- يعنى أن نعمل من أجل مصالحنا العليا، لا أن نوظف طاقاتنا وجيوشنا وإعلامنا لخدمة أهواء الدول الكبرى، إن الخطة الرشيدة- في تقديرنا- هي :
- أولًا: أن ننفتح- بمرونة وسعة أفق وبعد نظر- على القارة الإفريقية.
نعم.. لنودع سياسة الانكماش والتقوقع ولتكن نظرتنا إلى الأمور عالمية.
- ثانيًا: إن العرب يملكون من المال ما يستطيع أن ينمي القارة في عقدين من الزمن.
بشرط أن يتجه الاستثمار العربي بقوة إلى إفريقيا، وبشرط أن يرتبط المال بخدمة أهداف الإسلام والحضارة الإسلامية.
- ثالثًا: ينبغي أن نهتم بالقيادات الإفريقية المستقبلية، وهذا يقضي بفتح جامعاتنا ومعاهدنا ومدارسنا أمام الشباب الإفريقي المسلم.
إن اليهود استغلوا حاجة الأفارقة إلى العلم والخبرة ففتحوا جامعاتهم لعدد من شباب إفريقيا وأثناء التدريس والإعداد ربط اليهود عددًا من هذا الشباب- بعضهم في موقع السلطة اليوم- بسياستهم وأهدافهم .
- رابعًا: أن نساهم في تهدئة الصراع في إفريقيا بجهد مستقل وغير منحاز إلى الروس أوالأمريكان .
وحين يصدق العزم لن تتعذر الوسائل، ولن يغيب عنا مبدأ خدمة مصالحنا الخاصة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالصادق عبد الماجد يروي لـ "المجتمع" قصة الإخوان في السودان (2من4) مع الانتفاضة.. خرجنا من السجن إلي اجتماعات تشكيل الحكومة
نشر في العدد 1336
11
الثلاثاء 02-فبراير-1999