; المجتمع الأسري.. عدد 1833 | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الأسري.. عدد 1833

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 03-يناير-2009

مشاهدات 15

نشر في العدد 1833

نشر في الصفحة 54

السبت 03-يناير-2009

لأطفال أكثر تعاونًا.. ٣ مشاريع عائلية

تدريب الأطفال على طاعة الوالدين يجب أن يتم في إطار المتعة والسرور وإلا أصبحت الأسرة معسكرًا 

تحلي الصغار بالسلوكيات الإيجابية وتخليهم عن السلبية يتحقق بأسلوب الثواب والعقاب 

توجيه الأبناء عند شعورهم بالضيق والغضب يتطلب أسلوبًا حنونًا تملؤه الثقة والمحبة 

تيسير ازايد

مع الصغار - غالبًا - لا تفيد لغة الكلام أو الصراخ؛ ولهذا علينا أن نلجأ إلى طرق أخرى للتفاهم ومن هذه الطرق: التحدث بلغتهم، لغة اللعب والمرح والرسم والألوان.. فمثلًا عندما نريد أن نعلمهم الطاعة والانصياع للأوامر يجب أن نضع هذا التدريب في إطار من المتعة والسعادة؛ وإلا تحول الجو في الأسرة إلى جو معسكر، ونفر الأبناء من البيت.. ما سنقدمه اليوم هو مجرد مقترحات يمكن أن تطبق كما هي، أو يضاف إليها، أو تطور بالشكل الذي يراه ولي الأمر مناسبًا لأسرته.

مشروع نادي الأوائل

الهدف من هذا المشروع هو تدريب الطفل على تنفيذ ما يطلب منه على الفور، أي يقوم بالعمل من أول مرة يطلب منه، وهذا ليس ما نصادفه مع الكثير من الأبناء؛ فمنهم من لا يقوم بالعمل إلا بعد أن تصل حرارة الوالدين الي درجة الانفجار، ومنهم من لا يقوم به بتاتًا بسبب العناد.

الطريقة:

١- يتم عمل لوحة بها ٣٠ خانة.

2- يكون معلوما لدى الطفل أنه إذا ما قام بالعمل من أول مرة، فسوف يرسم له وجه ضاحك في المربع أو توضع له نجمة.

 ٣- إذا تم تعبئة الثلاثين مربعا فسوف يحصل على مكافأة.

٤- يمكن الاتفاق مع الطفل على نوعية المكافأة، حيث تعلق صورة المكافأة أعلى اللوحة، أو يكتب اسم المكافأة.

5- يتم تدريب الطفل على حسن الاستماع لك أثناء طلبك منه عمل شيء.. كأن ينظر لك أولًا، ويستمع جيدًا، ويرد بأدب وطاعة على طلبك، ثم يقوم بالتنفيذ، وإذا كان لديه استفسار فليناقشه بهدوء.

 ٦- من الأفضل توجيه المدح للطفل عند قيامه بالعمل.

7- بعد تعبئة اللوحة سيكون الطفل قد تدرب على مهارة الاستماع الجيد وطاعة والديه.

8- لا تتأخر في تقديم المكافأة له؛ حتى لا تفقد مصداقيتك.

۹ - سلم اللوحة لابنك لتكون من ضمن المكافأة.

 ۱۰- استمر بالتشجيع والمدح حتى تضمن الاستمرارية في تبني الطبع الجديد.

مشروع صندوق المكافآت العائلي

هذا الصندوق ما هو إلا دورة تدريبية للأطفال لتعليمهم طاعة الوالدين، والتعاون داخل الأسرة. والذين جربوا هذا البرنامج يخبرون بأن أطفالهم تغيروا من أطفال شديدي العنف والرفض إلى أطفال متعاونين في أسابيع قليلة، وهذا البرنامج يختلف عن سابقه بكون المكافأة آنية «أي يتسلمها الطفل فور القيام بعمل جيد» وأيضًا الخسارة آنية؛ لكون الطفل يدفع غرامة فور قيامه بعمل غير لائق.

وهذا المشروع يمكن الاستفادة منه بالنسبة للأسر الكبيرة التي يعيش الأعمام فيها في بيت الأسرة الكبير، حيث يمكن أن يتم دمج الأطفال لعدد من الأسر في نفس المشروع. 

الطريقة:

١- اشتر كمية من الأزرار الكبيرة الحجم بعدد يتناسب مع عدد الأطفال.

۲- اعقد اجتماعًا للأسرة، واشرح للأبناء أهمية هذا المشروع؛ لأنه سيدربهم على تحمل المسؤولية، وبالنسبة للأطفال الـكـبـار ســيــدربـهـم عـلـى التعامل مع أمور الحياة خارج المنزل.

٣- وضح لهم الفكرة من التدريب فالإنسان يكسب بعض المال نظير العمل، ويدفع غرامة عندما يكسر القانون وينفق ماله لشراء احتياجاته أو بعض ما يريده.

٤- ضع قائمة للأعمال التي سيحصل الأبناء مقابل القيام بها على الأزرار، ابدأ من وقت الصباح إلى نهاية اليوم، ولتتضمن القائمة عددًا من التصرفات الجيدة، مثل: «الاستيقاظ المبكر، والصلاة - الاستعداد للمدرسة في الوقت المحدد - اللعب بهدوء مع الأشقاء - عمل الواجبات وتنفيذ الأوامر - التحدث بهدوء وأدب - الأعمال المنزلية - التطوير الذاتي، كتعلم شيء جديد، أو حضور محاضرة، أو دورة، أو قراءة كتاب جديد».

٥- ضع قائمة بالتصرفات التي تقتضي خسارة بعض الأزرار مثل: «الصراخ - القفز على الأثاث - تناول الأطعمة غير الصحية - التأخر في الاستيقاظ والذهاب للنوم - وغيرها من الأعمال التي تستحق دفع

غرامة».

٦- ضع قائمة بالأشياء التي يمكن أن يشتريها الابن بالأزرار؛ كشراء وقت إضافي للعب، أو مشاهدة التلفاز، أو الذهاب للعب خارج المنزل وغيرها من الأعمال المشروعة لدى الأسرة والتي يفضلها الطفل.

7- ضع ثمنًا لكل عمل على شكل قائمة وواضحة للجميع، فمثلا الاستيقاظ المبكر عدد (۲) من الأزرار تنفيذ الأوامر بسرعة(۱) وهكذا..

كما يجب توضيح قيمة الغرامات: فالصراخ سوف يجعل الطفل يخسر ٣ أزرار كما أن مشاهدة التلفاز لمدة نصف ساعة سيكلفه عدد ٤ أزرار، وهكذا يتم تعيين ثمن لكل شيء.

 - عندما تسلم الأبناء الأزرار كن بجانب ابنك وحاول أن تلامسه وتحتضنه.. انظر إليه مباشرة، وتحدث معه بود، وامتدحه إذا كان العمل جيدًا، ووضح له العمل الذي على أساسه تمت مكافأته، ثم اطلب منه أن يشكرك.

٩- في حاله أخذ الأزرار منه كن هادئا وتسلم منه الأزرار.. حاول أن تشرح له سبب دفعه للغرامة؛ كأن تقول له: إنه ليس من المسموح الركض والقفز على الأثاث لأن هذا خطر عليك، ويتلف الأشياء.. تناول منه الغرامة المتفق عليها، مع قولك له: إني أعلم أن هذا أمر صعب، ولكن هذا هو الاتفاق منذ البداية كما يمكن أن تسلمه بعض الأزرار الإضافية في حالة فقده جميع الأزرار، مع مناقشته في كيفية خسارته لها؛ فالأمر لا يعدو كونه مجرد تدريب له وفي حالة إذا ما رفض الطفل تسليم الأزرار فأمهله بعض الوقت ليهدأ، ثم حاول أن تأخذ منه الغرامة.

١٠- دع الأبناء يقومون بتزيين الأوعية الخاصة بالأزرار، سواء الخاصة بهم أو الخاصة بالبنك الأسري.

11- ابدأ البرنامج، وفي حالة الرغبة في تعديل أي أمر قم بعمل اجتماع للأسرة سواء لإضافة عمل أو تغيير ثمن، ومدة البرنامج ٦ أسابيع، وعليك بعدها تقييم التجربة، فإذا نجحت وتدرب الأبناء على القيام بأعمال جيدة فعليك الاحتفال بهذا الإنجاز، أو أن تجدد العمل بهذا المشروع لمدة أخرى.

12- يمكن استبدال الأزرار بعدد من الدوائر الكرتونية الملونة، أو أي شيء يراه رب الأسرة مناسبًا. 

مشروع مدرب الأسرة

في هذا المشروع سوف تتقمص شخصية المدرب الرياضي في أثناء تعاملك مع الأبناء، فمثلًا ستشرح بالتفصيل الأوامر والأهداف، وتدرب الجميع عليها، وتقوم بالتشجيع المناسب والنقد الهادف ولهذا حاول ترتيب جدولك وأعمالك لتناسب التالي:

١- حدد وقتا للقيام بعمل ترفيهي مع الأبناء.

۲- حاول أن تعلم الأبناء الأشياء التي عليهم القيام بها، بدلا من التركيز على تعليمهم الأشياء التي يجب ألا يقوموا بها.

3- كن دقيقًا في مدح ما قاموا به، حيث يجب أن تذكر العمل الذي صدر منهم وأعجبك.

٤- علم أبناءك كيف يصفون مشاعرهم، وهذا عن طريق الكلام معهم عنها، كأن تقول: «أعرف أنك غضبان من صديقك ولكن...»، أو «اليوم تبدو عليك مشاعر الفرح بعد حصولك على تلك الدرجات».. وهكذا.

٥- حاول أن ترى الأمور من وجهة نظر أبنائك، ولهذا عليك الاستماع الجيد لهم، وحاول وضع صورة ذهنية لما قد يبدو الأمر من وجهة نظرهم.

٦- استخدم أسلوبًا حنونًا يملؤه الثقة عندما تحاول توجيههم في حالة شعورهم بالضيق من شيء ما.

7- كن مستمعًا جيدًا.. انظر إلى أعينهم مباشرة.. وجه أسئلة تحتاج إلى أن يقوموا بالرد عليها بالتفصيل وليس أسئلة يستطيعون الإجابة عليها بـ«نعم»، و«لا».. أعد على مسامعهم ما سمعته منهم.

8- تأكد أنهم فهموا ما يجب منهم القيام به واطلب منهم أن يعيدوه على مسامعك.

 ٩- لا تطلب المثالية منهم بل كن شاكراً لهم إذا ما حققوا أهدافا قريبة مما خططتم له معًا.

10- اتفق مع أبنائك على إشارات معينة تعني رضاك أو عدم رضاك عن تصرفاتهم فهذا يمكنك من التحكم من بعد دون الاحتكاك الدائم معهم.

بقليل من العزيمة والإبداع والحب نستطيع أن نحول حياتنا الأسرية إلى متعة ونحول تربية أبنائنا إلى مشروع جميل.. فلتبدأ من الآن قبل أن يكبر الأبناء وتصبح المهمة أصعب. 

المخيمات الربيعية وتربية الأبناء 

من المواسم الجميلة التي تعيشها الأسرة الخليجية سنويًا موسم التخييم والبَر؛ لما فيها من لم شمل الأسرة، وصلة الأرحام والتواصل الأسري، وتعارف الأبناء مع بعضهم بعضًا، وتقوية أواصل الأسرة الواحدة.

 ففيها يلتقي الجد بالأبناء والأحفاد، ويجلس الأبناء معهم فيتسامرون ويتعلمون القيم والسلوكيات الإيجابية منهم، وهي فرصة لصرف طاقات الأبناء والمراهقين بالأعمال النافعة والرياضات المفيدة.

وموسم التخييم يتمتع به الإنسان إذا كان يحدوه الجو المحافظ والترفيه المباح، بعيدًا عن المعاصي وما يغضب الله تعالى من أمور منافية للشرع.

وموسم التخييم والبر فرصة كبيرة لتنمية المعاني الرجولية لدي الأبناء، وتأصيلها لديهم من خلال التربية العملية والقدوة المباشرة من قبل الوالدين والأرحام، وهذه بعض النقاط العملية التي تساعد في تنمية هذه المعاني الرجولية لدى الأبناء:

  • موسم الشتاء فرصة لتعويد الأبناء على الأجواء الباردة والصبر على الماء البارد والخشونة والرجولة وقوة التحمل، فالخشونة من أخلاق وصفات الرجال.
  •  تكليف الأبناء ببعض المسؤوليات والمهمات في تجهيز وإعداد المخيم، كالمشاركة في بناء الخيام، وتثبيت الأخشاب والحفر، وتجهيز الملاعب، وغيرها من التكاليف.
  • فرصة عظيمة لتنمية مواهب الأبناء في المخيم من خلال القيام بتوصيل الكهرباء، ومعرفة الطريقة السليمة في ذلك أو القيام بالأعمال الصحية كذلك، وكيفية الصيانة المستمرة لأعمال الكهرباء، والأدوات الصحية. 
  •  أخذ الأبناء في جولة برية في الخلاء وتعريفهم بالنباتات البرية المختلفة، وكيفية المحافظة على البيئة البرية، وأنواع النباتات التي تؤكل، والتي لا تؤكل وأهميتها في العلاج الشعبي.
  • تعويد الأبناء المحافظة على البيئة البرية، ونظافة المخيم من خلال توفير أماكن مخصصة للمخلفات، يتم بها وضع مخلفات المخيم؛ حتى لا تشوّه روعة منظر البر ونظافته.
  • إعطاء الأبناء فكرة مبسطة عن النجوم وأسمائها، وكيفية معرفة الاتجاهات في البر والتفكير في عظم هذا الكون الفسيح.
  •  تعليم الأبناء كيفية إعداد الشاي والقهوة، مع مراعاة جوانب الأمن والسلامة في ذلك، وإكرام الضيوف وتوجيههم من خلال الالتفاف حول نار المدفأة.
  •  أخذ الأبناء في رحلة قنص لصيد الطيور البرية، سواء بالشباك أو المصائد وتعليمهم أنواعها، وما يؤكل منها، وكيفية تذكيتها التذكية الشرعية.
  • ممارسة الــريــاضـات والألعاب المختلفة التي فيها من الحركة والحيوية ما يجعل الأبناء يتنافسون عليها؛ كالجري والهرولة وألعاب كرة القدم، والبيسبول وغيرها، فتجعل الجسم نشيطًا وحركيًا. 
  •  تعريف الأبناء ببعض الحيوانات البرية المختلفة كالجربوع، والضب والورل، والحية والعقرب، وغيرها، وكيفية اصطياد النافع منها، وقتل الضار منها، وتعلم بعض فنون الإسعافات الأولية للطوارئ.

خالد حسن مال الله

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

أطفالنا من هم وإلى أين؟

نشر في العدد 2

122

الثلاثاء 24-مارس-1970