العنوان لا تهيموا على صَدى «أحدَاث الصومَال»
الكاتب الدكتور عز الدين علي السيد
تاريخ النشر الثلاثاء 25-فبراير-1975
مشاهدات 14
نشر في العدد 238
نشر في الصفحة 16
الثلاثاء 25-فبراير-1975
لا تهيموا إذا البلاءُ أصابا!
لا تموتوا بما دَهَانا اكتئابا!
قد هجرْنا كتابنا.! والْتَوَيْنيا
فدعا الدينُ ربَّه فأجابا!
نَقِمَ اللهُ من شعوب أصابوا
أنبياء الهدى وخانوا الكتابا
وغــــــدوْنا شبيهَهُم فسلَلْنــا
في وجوه الهداة منا الحرابا
ونقَضْنا شريعةَ الله جــــــَرْيـــًا
خلف مَنْ صيروا الأنامَ خرابا
بدساتيرَ للورى شَرَعوها
كشفَتْ عن وجْه البَغِيِّ نقابا
جعلَتْهم على الحضارة شَرَّا
مستطيرًا.. لظاه يمحو الشبابا
ويحيل الشيوخَ مرْضَى عقولٍ
وجسوم.. لا يملكون حسابا
ألْقَوُا السلْسلَ الرَّوِى وراحوا
في عماهم يُغَازلَون السَّرَابا
باسْمِكِ الحلوْ يا حضارةُ غَنَّوْا
کي تُنيلي فما كشفْت الحجابا
زعموكِ انحلالَ نفْسٍ مِنَ الدَ
ين فهاموا يمزّقون الثيابا
واسمُك الحلوُ لا يجيبُ أناسًا
طرَحوها وطوّحـــــوا الآدابــا
وتَعَرَّوْا عن الحيـــاء فـســــوقــــًا
وتمادَوْا بما طغَوْا إعجـــــــابا
واسمُك الحلوُ يا حضارةُ رمزٌ
ألمعيٌّ يصاحبُ الأحقابا
قدْ قَسَا الليلُ والعواصفُ تتْرى
والرَّبَابينُ أدركــــــوا الأسبابا
فلْيغيثوا السفينَ أشفى على الضيــــــــ
ـــــــعة ما لم يُجَنبوه الضبابا
ومُذيبُ الظلامِ.. والريحِ.. والموْتِ
.. ومُنْ يدفعُ الهمومَ الصِّلابا
هو مُجْرِى السفين في لجة البحر
قديرًا.. ومَنْ يسوقُ السحابا!
فأعيدُوا له الْوَلاء لننجــــــو
واجعلوا القلبَ للهدى محـــــــرابا
واذكروا المجْدَ يوم رنّ صداهُ
في قباب الحياة يُشْجي القـبــــــابا
وصحابُ النبيّ وقـْــفٌ عليــــــه
منهم الروحُ رغبةً واحتسابا
يا ربا بينَ أمَّة ورثتْهـم
رحم اللهُ من دعَوْتُ فثابا!
وهو فوقَ المنار مِنْ قمة البدر
وإنْ واَكب الشهاب شهابا
عبقريٌ في الحمْق يشهدُ ربى
راح بالكفــــر للسماء وآبــــــا!
ينْكرُ اللهَ هازئًا أنْ دعاهُ
ليراهُ فصـــدّ عنـــه فـخــــــــابا
عَدَّ مَنْ يعْرف الإلهَ على الأر
ضِ غبيًا وواهمًا كذابا!
غرّهُ العلمُ بالظواهر لم يَبدْ
رِ مداها وسَّرها مــــــرتابا!
مَن أجَالوا عُظمى المراكب حِذْقًا
وابتكارًا.. هل يخلقون ذبابا؟
هل إذا تسْلبُ الذبابة شيئا
يقدْر العلم أن يرد سِلابا؟
جل ربی! تلك الحضارةُ فيهم
مزّقَتنْا في دينـــــــا أحـــــــزابا
ورمَتْنا بسحرها فصبـــــأنا
نمنحُ الدينُ حَيْدةً واجتنــــــابا
واشترعْنا من الحضارة دينـًا
لا يرى الجهرَ بالخلاعة عـابا
فغدا الغيدُ والرجالُ ســــــــــــواء
في سباق يسوّد الأحســـــابا
ونداءٍ بما يحلُّ عن الذكـــــــــ
ـــــــــر وينأى عن الحياء جَنـابا
عشقوا العْيشَ في الشرور متاعًا!
وغدا الخيرُ شهوةً وشرابا!
وخداعًا لآمن! ونفاقًا!
وقتالًا متى رأوا وســـــــــبابا!
والعدوُّ الحقودُ يسْخر منهمْ
فرحًا.. نال ما ارتضاهُ غـــلابــا
صَوّبَ السهْمَ بالسداد إلى القلـــــــــــــــ
ــــــــــب فكان الثناءُ منا الجوابا!
لا تلمني إذا اختنقْتُ بدمعـي!
لا تلمني إذا قسوتُ عتابا!
لا تلمني إذا نطقتُ حزينـــــــــا!
ثائرَ اللفظ.. صائحًا.. صخَّابا
الرابط المختصر :
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل