; لا حل مع قتلة الأنبياء إلا الجهاد الشامل | مجلة المجتمع

العنوان لا حل مع قتلة الأنبياء إلا الجهاد الشامل

الكاتب محمد مهدي عاكف

تاريخ النشر السبت 24-يناير-2009

مشاهدات 11

نشر في العدد 1836

نشر في الصفحة 30

السبت 24-يناير-2009

لقد أثبت التاريخ والواقع أنه لن يجدي مع الصهاينة سلام ولا اتفاقات ولا عهود ولا شرعية دولية

إنهم خونة جبناء .. ينقضون العهود ولا يكفون عن إشعال أوار الحروب.. ولنتدبر آيات القرآن الكريم

على المرأة دور مهم في تربية النشء تربية صحيحة على فهم الأبعاد الحقيقية للهجمة الصهيونية الشرسة.

وأنتم أيها الشباب في كل أمة .. لتكن لكم كلمة مدوية تصم آذان الصهاينة وعملائهم.

إن ما جرى على أرض غزة هاشم المباركة من تقتيل وإفساد وتدمير ليس جديداً على بني صهيون؛ فقد أخبرنا القرآن الكريم أنهم:

- يُشعلون أوار الحروب ويُفسدون في الأرض: ﴿كُلَّمَا أَوْقُدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللهُ لا يُحِبُّ المفسدين (14) ﴾ (المائدة).

- ناقضوا العهود .. ﴿الَّذِينَ عَاهَدتْ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ﴾ (الأنفال: 56)

- خونة.. ﴿ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٌ مِّنْهُمْ إِلا قليلاً مِّنْهُمْ ﴾ (المائدة : ١٣ ) .

- جبناء.. ﴿لا يُقاتلونكم جميعًا إلا في قرى مُحَصَّنَة أَوْ مِن وَرَاءِ جُدر) (الحشر: ١٤..)

﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ﴾ (البقرة: (٩٦).

-  يقتلون الأنبياء والدعاة والمصلحين... ﴿وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٌّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بالقسط من الناس ﴾ (آل عمران : ۲۱).

كما أنهم يسيئون الأدب مع الله، وأن قلوبهم قاسية، وأنهم أشد الناس عداوة للمؤمنين، ويروجون الشائعات الكاذبة والدعايات المغرضة، ويحرفون كتب الله.. وفوق كل هذا ملعونون من الله ومن أنبيائه... ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يعتدون (78)﴾ (المائدة).

﴿قل هل أنبئكم بشَرٌ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ الله مَن لَّعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقَرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أَوْلَئِكَ شَرِّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السبيل ﴾ (المائدة: 60).

إن جرائم العدو الصهيوني الغاشم على مدار التاريخ لن تنسى؛ وما مذابحهم الشهيرة في دير ياسين»، و«كفر قاسم»، وقانا ، و «بحر البقر»، و«صابرا وشاتيلا»، و«الحرم الإبراهيمي»، و«جنين»، وغيرها من جرائم منا ببعيد !!

لقد أثبت التاريخ والواقع أنه لن يجدي مع الصهاينة بطبعهم الخبيث ومكرهم ولؤمهم سلام ولا اتفاقات ولا مبادرات ولا اجتماعات ولا عهود، ولا شرعية دولية ولا هيئة أمم.. ولكن أنجع دواء هو ما وصفه القرآن لنا .. ﴿وأعدوا لهم ما اسْتَطَعْتُم من قوة ومن رباط الخيل تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوّ اللَّهِ وَعَدُوَكُمْ وآخرين من دونهم لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لا تُظْلَمُونَ ﴾ (الأنفال).. الوقوف لهم بالمرصاد .. الوقوف حيال غوائلهم بكل حذر.. إنه الجهاد في أوضح معانيه.

ومن هنا لم يعد لنا بد من ضرورة الجهاد المقدس لمواجهة هذه الوحشية البربرية التي تبيد أهلنا في «غزة»؛ وسط سلبية مؤسسات المجتمع الدولي وتواطؤ الأنظمة العربية الرسمية.. ﴿ إنفرُوا خَفَافًا وَثَقَالًا وَجَاهِدُوا بأموالكم وأنفسكم في سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (٤١) ﴾ (التوبة).. فمتى ننادي بأعلى أصواتنا حي على الجهاد ؟ إن لم تناد بها الآن لتهب الدنيا كلها لمواجهة هذه الشرذمة الصهيونية الحاقدة.

فحَيَّ عَلَى الجهاد .. جهاداً شاملاً بكل أنوعه ومعانيه يبدأ من جهاد النفس والشيطان، وينتهي بمشاركة الدول العربية والإسلامية بجهاد الساعد والسلاح فمتى يستخدم السلاح العربي والإسلامي أو يلوح باستخدامه إن لم يستخدم الآن؟ ومتى تغضب الأنظمة الحاكمة لدماء شعوبها إن لم تغضب الآن؟ ومتى تتحرك إن لم تتحرك الآن؟!

إن على الأمة كلها أن تعلن الجهاد وتستنفر طاقاتها وتشحذ هممها ؛ فعلى الساسة أن يفندوا حجج الأعداء الواهية ويد حروهم فكريا وثقافياً، وعلى العلماء والدعاة قيادة الأمة وتوجيهها من على المنابر التي يرتقونها، وأن يتقدموا الصفوف ويدرؤوا عنها تخاذل النفوس المتخاذلة، وليغرسوا في الأمة قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ في سبيل الله فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التوراة والإنجيل والقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ الله فَاسْتَبْشِرُوا بَيْعكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفوز العظيم (111) ﴾ (التوبة)، وليعيدوا أمجاد من سبقوهم، أمثال: «العز بن عبد السلام» و «أحمد ياسين».

وعلى المرأة دور مهم في تربية النشء تربية صحيحة على فهم الأبعاد الحقيقية للهجمة الشرسة على إخواننا، وما يجب عليه أن يقدمه لإخوانه أبطال المقاومة والصمود بـ«غزة».

وأنتم أيها الشباب.. يا حاملي مشعل الجهاد والمقاومة في كل مكان وفي كل أمة... لتكن لكم كلمة مدوية، تصم آذان الصهاينة وعملائهم، والمتواطئين معهم حتى يتحقق نصر الله.

إن على كل شرائح وفئات المجتمع العربي والمسلم أن تعلن جهادها بأقصى ما تملك من وسائل لنصرة «غزة»، ولا تستسلم لقيود أو أعباء قد تثنيها عن أداء جهادها المقدس.

الشعوب العربية والإسلامية أنتم فرس الرهان وأنتم الأمل بعد الله ...

فلتواصلوا إعلان غضبتكم، ولتستمروا عليها ولا تفتر عزائمكم.. ولتستنفروا كل طاقاتكم وإمكاناتكم.. ولتقدموا الدعم الكامل لأهل غزة بكل أنواعه مادياً ومعنوياً ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبيل الله كَمَثَل حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُل سُنبُلَة مَائَةَ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لَمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦١) الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتَّبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنَّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٦٢) ﴾ (البقرة).. وعن زيد بن خالد الجهني ة أن رسول الله ﷺ قال: «من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا »(رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي) وعن خريم بن فاتك قال : قال رسول الله ﷺ: «من أنفق نفقة في سبيل الله تعالى كتبت له بسبعمائة ضعف » (رواه الترمذي وحسنه والنسائي).

ولتقاطعوا العدو وأعوانه، ووسعوا من دائرة المقاطعة لتشمل كل من يتعاون مع الكيان الصهيوني تقرباً إلى الله...

ولتمارسوا الضغط على صانعي القرار ليغيروا من سياستهم ويحققوا لكم ما تريدون للحفاظ على مصالحكم الاستراتيجية.

ولتخاطبوا - أفراداً وهيئات ومؤسسات - جميع مؤسسات المجتمع الدولي، ولتحملوا أمانة تحويل مجرمي الحرب الصهاينة المحكمة دولية عما ارتكبوه - ساسة وعسكريين - في «غزة» وبقية أنحاء فلسطين من إبادة شعب وقتل المدنيين، ومنع العلاج عن الجرحى، ومنع الغذاء عن البشر ومن قتل الأطفال والنساء والشيوخ.

رسالة لغزة المجاهدة

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) ﴾ (آل عمران). أيها المقاومون الأطهار.. يا من تدافعون عن دينكم وأمتكم وشعبكم.. اعلموا أنكم على الحق وأن أشراف الأمة وراءكم؛ يدعمونكم بكل ما يملكون ويرفعون رايات الجهاد في كل الميادين ﴿ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فَإِنَّهُمْ يَالمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ الله مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ (١٠٤ النساء).

واعلموا أن ما أنتم فيه ليس بجديد على أمتنا ؛ فقد حدث مثله من تكالب الباطل على أهل الحق بخيله ورجله في «بدر» و « الأحزاب»، و«عين جالوت»، وغيرها من الحروب الإسلامية الخالدة والتي نصر الله فيها جنده وأعزهم، وأنتم من جنده فلن يخذلكم الله أبداً .. ﴿إِنَّا لَتَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدار (52) ﴾ (غافر).

اعلموا أنكم لستم بمفردكم في هذه الحرب الظالمة، وأن الشعوب قد قالت كلمتها وبدأ المارد يخرج من قمقمه، ولن يعود حتى يعود الحق لأصحابه بإذن الله.. ﴿قاتلوهم يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ ويشف صدور قوم مُؤْمِنِينَ (14) ﴾ (التوبة).

واعلموا أن بشريات النصر بدأت تلوح في الأفق، وأولاها صمودكم الرائع، وهو من مقدمات النصر بإذن الله، ولا يمكن أن ننسى ما تكبده العدو الغاشم من خسائر يحاول أن يخفيها عن مواطنيه ووسائل الإعلام.. ﴿ فلم تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكن اللهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَنًا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17)﴾ (الأنفال).

ومن المبشرات أيضا حركة الشعوب التي لم ولن تهدأ لنصرتكم، والتي كان يراهن بعض المتخاذلين على فتورها وتقاعسها، ولكنها أبت إلا أن تنحاز للحق وأصحابه.

وإننا لنتذكر قول الإمام الشهيد «حسن البنا»: «إن الأمة التي تحسن صناعة الموت وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة يهب لها الله الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد في الآخرة، وما الوهن الذي أذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت، فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم، واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة، واعلموا أن الموت لا بد منه، وأنه لا يكون إلا مرة واحدة؛ فإن جعلتموها في سبيل الله كان ذلك ربح الدنيا وثواب الآخرة، وما يصيبكم إلا ما كتب الله لكم، وتدبروا جيداً قول الله تبارك وتعالى: ﴿ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنْ بَعْدِ الْغَمَ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِّنكُمْ وَطَائِفَة قَدْ أَهَمَتَهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِالله غَيْرَ الْحَقِّ ظَن الجاهلية يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لله يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِمْ مَا لا يَبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ (آل عمران : ١٥٤) فاعملوا للموتة الكريمة تظفروا بالسعادة الكاملة.. رزقنا الله وإياكم كرامة الاستشهاد في سبيله» (رسالة الجهاد ).

كما أنكم أيها المجاهدون الأبطال لتذكرونني بقول صاحب الظلال طيب الله ثراه : «إن هناك لحظات في الحياة لا يصمد لها بشر؛ إلا أن يكون مرتكنا إلى الله مطمئنا إلى حماه، مهما أوتي من القوة والثبات والصلابة والاعتداد ؛ ففي الحياة لحظات تعصف بهذا كله؛ فلا يصمد لها إلا المطمئنون بالله ألا بذكر الله تَطْمَئِنُ القُلُوبُ( ۲۸) ﴾ (الرعد ) هؤلاء المنيبون إلى الله المطمئنون بذكر الله يحسن الله ما بهم عنده، كما أحسنوا الإنابة إليه وكما أحسنوا العمل في الحياة»، وأحسب أنكم من هؤلاء الصنف ولا أزكي على الله أحدا.

أيها المجاهدون: لقد زرعتم بصمودكم البطولي ثقافة المقاومة وروحها في شعوب العالم كله، وضربتم أروع الأمثلة بجهادكم هذا، ولتتمثلوا عملياً قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٤٥)﴾ (الأنفال)، وأبشركم بقول الحق تبارك وتعالى: ﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُونَ الدُّبُرَ (٤٥) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُ (46)﴾ (القمر).

الرابط المختصر :