; لبنان محطة المبادرات وبوابة الحل العربي الإسرائيلي | مجلة المجتمع

العنوان لبنان محطة المبادرات وبوابة الحل العربي الإسرائيلي

الكاتب محمد عبد الهادي

تاريخ النشر الثلاثاء 10-أغسطس-1982

مشاهدات 13

نشر في العدد 582

نشر في الصفحة 29

الثلاثاء 10-أغسطس-1982

  • الحلول المطروحة تجمع على اعتبار لبنان حجر الأساس في صنع السلام الإسرائيلي – العربي الشامل في المنطقة.
  • مهمة حبيب أخرجت حرب الفلسطينيين من دائرة الوضع في لبنان وربطتها بالحوار المكوكي مع عواصم المنطقة.
  • اختلاط الأوراق على المسرح اللبناني يجعل المنطقة مقبلة على تطورات قد تكون مجهولة النتائج.
  • المشاريع والأطروحات الإسرائيلية مرتبطة بشكل وثيق ببنود النظرية الأمنية اليهودية.
  • احتمال حصول تفاهم ماروني سوري – إسرائيلي على الرأس الفلسطيني.
  • المقدمة اليهودية للحل قد تؤدي إلى تقسيم لبنان بين سوريا وإسرائيل نيابًة عن المارون.
  • الاتحاد السوفيتي لم يخرج عن الحل المتناسق مع اللعبة الدولية التي لا تهمل النظرية الصهيونية.
  • الروس يؤكدون على وجود القوات الدولية التي تكرس تقسيم لبنان.
  • المصريون يحاولون طرح المبادرات المتنوعة التي تجر الفلسطينيين إلى كامب ديفيد.
  • الخليج ما زال يعتقد أن الحل على أساس مبادرة «الفهد» مازال واردًا.

من الواضح أن القضية «الشرق أوسطية» كما تسميها دوائر السياسة الدولية هي المحطة التي تدفع إليها المأساة «الفلسطينية - اللبنانية» الدائرة في الحرب المشتعلة الآن في لبنان.

فإشعال لبنان لم يكن ليكون لولا المشكلة العربية – الإسرائيلية ذات الموضوع القديم - المتجدد.

وطحن الفلسطينيين والمقاومة المشتركة في لبنان ليس إلا واحدًا من مقدمات وضع القضية «الشرق أوسطية» على بساط المفاوضات السياسية.

وحصار بيروت وقصفها أيضًا فتح باب المفاوضات التي مازال يديرها المبعوث الأمريكي فيليب حبيب مع الأطراف جميعها «اليهودية – السورية – اللبنانية – الفلسطينية» إضافًة إلى محطات في عواصم عربية رئيسية معروفة.

وعلى هذا فإن المراقبين يلاحظون كيف تتدرج الأمور وتتوضح الصورة، فبعد أن كان الاهتمام مركزًا على إنقاذ بيروت من المفاوضات الأخيرة تحولت وبشكل معلن حركة المفاوضات إلى البحث عن جواب للسؤال الآتي:

كيف يخرج الفلسطينيون من بيروت؟!

مدخل إلى الحل: 

وهكذا بدت الصورة تتوضح أمام المراقبين حتى تبين أن ما يجري في لبنان هو المدخل لحل مشاكل المنطقة على الطريقة الأمريكية المعتمدة لدى الحكومة اليهودية.

يقول ديبلوماسي غربي قريب من سياسة البيت الأبيض:

«إن ما يجري على الساحة اللبنانية لا يمكن فصله عما هو حاصل في المنطقة أو عما قد يحصل.

أما وزير الخارجية اللبنانية فيعبر عن مدخل الحل بأسلوب أكثر دبلوماسية فيقول:

«لأن المفاوضات صعبة نظرًا لتشعبها وتداخلها فإن الحل السياسي لا يزال حتى الآن في الخندق حيث يواصل فيه «حبيب» مساعيه وجهوده وإن كان يعتمد في ذلك الدبلوماسية المكوكية الصامتة»

الأطراف اللبنانية جميعًا أعلنت أن طريقة المفاوضات عبرت المسألة اللبنانية - الفلسطينية إلى غيرها من المسائل وهناك تطورات يحتمل حدوثها في العالم العربي تؤثر الآن على قضية لبنان.

المرتكز اللبناني:

وإذا كانت القضية اللبنانية ووجود الفلسطينيين في بيروت اليوم هما المدخل إلى الحل كما يلوح من المناورات المكوكية التي قام بها حبيب طيلة الفترة الماضية فإن لبنان قد يكون هو المرتكز وحجر الأساس لتمرير مشكلة الشرق الأوسط من بوابته بالشكل السلمي الذي تريده كل من إسرائيل والولايات المتحدة وما يؤيد هذا الاتجاه أمور عدة منها:

١- اتجاه إسرائيلي ماروني بتطبيع العلاقات الإسرائيلية اللبنانية دون الإعلان عن ذلك، حيث تتم الآن مساعي التطبيع على قدم وساق وتتم عبر الحدود المفتوحة بقرار من وزير الدفاع اليهودي أرئيل شارون. ويأخذ التعامل في هذا التطبيع شكل جر المواطن اللبناني «عنوة» إليه حيث تسيطر القوات الإسرائيلية اليوم على نصف لبنان تقريبًا.

2- تحول مهمة الوسيط الأمريكي من مشكلة لبنان إلى العواصم العربية والتفاوض معها حول تقريب وجهات النظر العربية مع وجهة النظر اليهودية في حل مشكلة الشرق الأوسط كلها انطلاقًا مما يحدث في لبنان على أن تكون الخطوة الأولى هي إخراج الفلسطينيين منه إلى أماكن عربية أخرى.

أما في الإطار اللبناني فإن فيليب حبيب يقتصر في مفاوضاته مع الأطراف اللبنانية على إيجاد حلول للمشكلة التموينية وتأمين الحاجيات للمنطقة الغربية المحاصرة من بيروت منذ قرابة الشهر.

3- دخول أكثر من جهة خارجية في عملية التفاوض سواء كان ذلك مباشرًة أو بشكل غير مباشر وذلك الأمر يعبر عن نفسه اليوم بكثرة المبادرات وتعددها وتنوع مصادرها وكلها تنظر إلى لبنان من منظور القضية الكاملة. قضية «الشرق الأوسط» ككل.

فالواضح إذًا أن هنالك خلطًا للأوراق في المنطقة وأن الشرق الأوسط مقبل على التطورات يعتقد بعض المراقين أنها قد تكون مجهولة النتائج.. فقد يتسع إطار الحرب في لحظة ما ليسمح الوقت لبعض الأطراف العربية بأخذ دور ما تنخدع به الشعوب. وقد تنطفئ، النار بالتحول إلى مائدة كبيرة للمفاوضات يكون الثمن فيها الرأس الفلسطيني والمقاومة اللبنانية المشتركة.

على أن رئيس الوزارة اللبنانية المستقيل يعبر عن حقيقة خلط الأوراق بالقول: «نحن هنا على رغم أننا من المعنيين مباشرًة بكل ما يجري. نلاحظ أن هناك من الفرقاء من «لا نستطيع» تجاوزهم في حل مشكلتنا في لبنان لأن مثل هذا التجاوز يجعلنا لا نصل إلى حل عملي».

وهذا كلام واضح يشير إلى أن لبنان الذي يعيش تحت وصاية أطراف متعددة لا يمكن أن يتجاوز أزمته منفردًا عن سياسات الآخرين. وإنما سيظل لبنان بكل ما فيه من مشاكل رهينة لإيجاد حل للمشكلة العربية - الإسرائيلية.

مقترحات ومبادرات:

ولكي تكون مقربة من الحالة السياسية المتشابكة حول مداخل الحل. لا بد من استعراض الطروحات الأساسية المطروحة على البساط اللبناني والتي يشمل كل أطراف الصراع الأساسي: «الفلسطينيون - السوريون - الإسرائيليون - الحكم اللبناني».

أولًا: المقدمة اليهودية:

لا يمكن فهم المقدمة اليهودية للحل في لبنان إلا باسترجاع أسباب الغزو الإسرائيلي للأذهان فالعملية الإسرائيلية قامت تحت شعار «السلام للجليل» وهي المنطقة الشمالية العليا من فلسطين المحتلة والتي كانت مستهدفة من الفدائيين الفلسطينيين في الجنوب اللبناني. لكن إسرائيل التي أنهت مشكلة الجنوب امتدت بمطالبها زاعمة أن سلام الجليل لا يمكن إلا أن تتحقق عناصر عديدة أخرى تؤدي إلى السلام. وإلا فإن البقاء في لبنان هو الأصل يقول مناحيم بيغن:

«سيبقى جيش الدفاع الإسرائيلي في لبنان إلى أن تنسحب القوات السورية منه وتتخذ التدابير التي تضمن الأمن لسكان الجليل».

أما سفير إسرائيل في واشنطن فإنه يزيد من التفسير الذي يعتبر مقدمة إسرائيلية للحل تتمسك بلبنان رهينة إلى ما هو أوسع وأشمل.. يقول السفير موش أرنز معددًا المطالب الإسرائيلية:

أولًا: إخراج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت ولبنان كله.

ثانيًا: انسحاب القوات السورية.

ثالثًا: تشكيل قوات متعددة الجنسيات تنتشر في الجنوب اللبناني حتى مسافة «45» كم من الحدود الإسرائيلية لتشكل حزامًا أمنيًا لإسرائيل.

رابعًا: قيام حكومة لبنانية مركزية قوية قادرة على التفاوض مع الحكومة الإسرائيلية.

وإزاء هذه المقدمة الإسرائيلية التي تعتبر مدخلًا لحل القضية الشرق أوسطية في المنظور اليهودي يعلق رئيس وزارة لبناني سابق بقوله:

هناك احتمالان:

الأول: أن يتم تفاهم «لبناني سوري عربي» بضغط من أمريكا وبواسطة الوسيط الأمريكي من ناحية وأطراف عربية مؤمنة بالحل الأمريكي من ناحية أخرى يؤدي إلى إخراج الفلسطينيين من لبنان باتفاق على خارطة توزيع عربية جديدة لهم. أما خروج السوريين فيبقى مرهونًا لإرادة الوسيط الأمريكي بين دمشق والحكومة الإسرائيلية.

الثاني: إعلان سوريا لرفض المقدمة الإسرائيلية كلها ولا سيما ما يخص انسحابها من لبنان الأمر الذي سيؤدي:

1- إلى بقاء القوات الإسرائيلية في لبنان إلى فترة مجهولة النهاية.

2- تكريس واقع تقسيم لبنان بين السوريين واليهود.

3- استمرار الفوضى والمعارك اللبنانية فوق رؤوس الشعب اللبناني واللاجئين الفلسطينيين «حيث من المسلم به باتفاق جميع الأطراف خروج الفدائيين».

والذي يعزز حدوث الاحتمال الثاني بعد إخراج الفدائيين من بيروت طلب الرئيس الأمريكي ريغان من دمشق «عدم سحب قوات الردع السورية من لبنان في الوقت الحاضر» وهذا الطلب يعني بكل وضوح رغبة أمريكا في جعل السوريين طرفًا أساسيًا في موضوع الحل من مقدماته حتى الإعلان عن كامب ديفيد جديدة للمنطقة.

ثانيًا: المبادرة الفرنسية – المصرية:

على الرغم من أن فرنسا عطلت الاستمرار في طرح مشروعها المشترك مع مصر بحجة عدم الرغبة في تعطيل مهمة فيليب حبيب فإن نظرة إلى هذا المشروع المشترك تجعلنا نؤكد أن الطرح الفرنسي المصري ينظر أيضًا الى القضية «اللبنانية - الفلسطينية» على أنها المدخل لحل المشكلة العربية - الإسرائيلية.

وإذا كان هناك من يعتقد أن اشتراك مصر في المبادرة أدى إلى تجميدها مؤقتًا فإن الواقع غير ذلك. فدعوى ابتعاد النظام المصري دعوى ساقطة وغير صحيحة ولا سيما أن دعوات مصرية لقيت قبولًا في عواصم عربية رئيسة كدعوة مبارك لعقد قمة عربية.. ولعل الاستجابة العربية لمصر وعودة هذه الأنظمة إلى بعضها اقتضى بعض المقدمات العملية مثل:

- تمهيد البنوك العربية لإقراض مصر مبلغ (٢٠٠) مليون دولار.

- استئناف خطوط جوية عربية رحلاتها إلى القاهرة بعد أن جمدتها فترة طويلة من الزمن.

- قول عبد العزيز حسين وزير الدولة الكويتي أن دول التعاون الخليجي تدرس إمكانية إعادة الروابط الدبلوماسية في مصر.

- إعلان مسؤول كبير في وزارة الخارجية المصرية أن المشكلة اللبنانية – والحرب العراقية الإيرانية صارت الجسر لإعادة العلاقات مع العرب.

كل هذا ينفي الزعم القائل بأن المبادرة الفرنسية - المصرية تجمدت بسبب موقف بعض الأنظمة العربية من نظام حسني مبارك.

على أننا نريد أن نقف في ظلال المبادرة الفرنسية – المصرية عند نقطتين أساسيتين:

الأولى: تفريغ لبنان من الفلسطينيين. والتفريغ في منظور النظام المصري الذي مازال مشدودًا إلى كامب ديفيد يربط حل المشكلة اللبنانية بالعودة إلى الكامب من زاوية مفاوضات الحكم الذاتي في إطار مشابه وقريب من اتفاقيات مصر وإسرائيل.

الثانية: الدعوة المصرية للفلسطينيين بإقامة حكومة منفى خارج لبنان. وهي دعوة فاصلة بين عمل المقاومة المسلحة ومحاولات جر منظمة التحرير للعمل في الإطار السياسي فقط وقد حددت الدعوة مهمة حكومة المنفى بالاختصار على العمل السياسي بشكل يشابه عمل «حكومة عموم فلسطين» التي كان مقرها القاهرة قبل ما يزيد على ثلاثين سنة. حيث أصدرت في ذلك الوقت حكومة بريطانيا «كتابًا أبيض» تعد فيه بإقامة دولة فلسطينية مستقلة أعقبه بعد الحرب العالمية الثانية إقدام الدول العربية على اتفاقات الهدنة مع إسرائيل عام ١٩٤٩. وفي إطار تلك المرحلة طوعت الأنظمة العربية الفلسطينيين وأخرجتهم من إطار المقاومة الى إطار العمل السياسي الذي لم يستطع تحريك قضيتهم واستقلالهم على جزء من فلسطين بحسب قرار الأمم المتحدة في تقسيم فلسطيني إلى دولتين.

واليوم تريد المبادرات المصرية دفن الفلسطينيين ودولتهم في تحويلهم إلى العمل السياسي وتبني موضوع الحكم الذاتي لفلسطينيي الضفة والقطاع تبنيًا لا يخرج عن إطار الكامب والمساومة الاستسلامية.

بعد هذا نقول:

إن المشروع الفرنسي والدور المصري يصبان في اتجاه الحل الأمريكي.. ذلك الحل الذي مازال في بعض جوانبه مجهولًا وقابلًا لاحتمالات تكتيكية متعددة أثناء التنفيذ.

الرأي الخليجي والمبادرة السعودية:

أعلنت دول الخليج أن موقفها مما يجري في لبنان مرتبط بموقفها من القضية الأولى. وهي موضوع النزاع العربي الإسرائيلي. وفي هذا الإطار أعلن مجلس التعاون الخليجي أن جهوده منصبة باتجاه هدف أساسي هو انسحاب إسرائيلي من لبنان. وفي رأي قادة مجلس التعاون أن الانقسامات العربية التي حصلت في مؤتمر فاس في المغرب هي التي أفرزت هذا الواقع المر. ومن هذا التصور يعتقد بعض المسؤولين في دول الخليج أنه لا يمكن ترك الوضع مفتوحًا أمام الخيار الإسرائيلي، ولا يجوز ترك الساحة للحل اليهودي بل يجب ملء الفراغ بطرح تصور جديد للحل ينطلق من لبنان إلى الموضوع الأشمل وهو «النزاع العربي الإسرائيلي» وهنا يشير هؤلاء إلى إمكانية العودة إلى المبادرة السعودية التي سبق للملك فهد أن طرحها يوم كان وليًا للعهد لكن بعض مسؤولي الخليج اليوم يعتقدون أن ما حدث من تطورات بعد الغزو الإسرائيلي للبنان قد يجعل من الأفضل إعادة تقديم مبادرة «فهد» بطرح وأسلوب جديدين.

تقول الحوادث اللبنانية:

«رغم أن هذا الموضوع غير قابل للنقاش بصورة علنية في الوقت الحاضر، لكن الاتصالات الجارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ومشاركة عدة أطراف عربية أخرى قد تساعد على بلورة الموقف الجديد قريبًا».

أما وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني السيد يوسف العلوي فيقول: «لقيت تأييدًا دوليًا ولو أقدمنا على إثارتها من جديد فسوف نحصل على هذا التأييد الدولي».

روسيا والمشكلة:

يميل كثير من المراقبين المنصفين إلى الاعتقاد بأن الموقف الروسي من أحداث لبنان يرتبط أيضًا بتصور الكرملين حول حل أزمة الشرق الأوسط. ومن هنا يربط المراقبون بين الصمت الروسي والتحرك الديبلوماسي الروسي في بعض العواصم العربية «سورية» والغربية «التنسيق مع واشنطن» ومن وراء الكواليس.

على أن بريجنيف الذي أرسل برقية إلى حاكم مصر «حسني مبارك» يهنئه فيها بالعيد الوطني لبلاده قبل عشرين يومًا أوصى السفير الروسي في القاهرة إبلاغ حكومة مبارك بالموقف الروسي من أحداث لبنان وذلك كما نشرته صحيفة رافدًا يوم «٢٠» من الشهر الماضي «تموز - يوليو». وذلك بمثابة مشروع حل الأزمة ونقاط المشروع هي:

١- تنفيذ قرارات مجلس الأمن حول الموضوع اللبناني. وهذا يعني أن الروس يؤيدون خروج الفلسطينيين الفوري من بيروت مع انسحاب رمزي للقوات الإسرائيلية بضعة كيلومترات.

٢- استخدام قوات تابعة للأمم المتحدة. ويحمل هذا المطلب الروسي لحل المشكلة اللبنانية الخطر الذي أشار إليه السيد ميشيل دو بريه رئيس إحدى الوزارات الفرنسية السابقة والذي قال:

«إن القوات الدولية لن تكون من أجل تحرير لبنان، ولكن على العكس من أجل إقامة نوع من التقسيم والنفوذ للقوات الأجنبية الموجودة على أرض لبنان وهو الأمر الذي تختلط فيه الاتفاقات باتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي».

المبادرات كلها تتجاهل قيام الدولة المارونية في لبنان.

٣- إيجاد حل شامل وكامل لمشكلة الشرق الأوسط عن طريق عقد مؤتمر دولي تشترك فيه جميع الأطراف، وهذا البند يتيح للاتحاد السوفيتي دخولًا عبر المسألة اللبنانية وبواسطة الإدارة السورية في مفاوضات أكبر وأشمل تكون بديلة عن الانفراد الأمريكي وفق سياسة كامب ديفيد.

على أن النقطة الثانية من المشروع والتي حذر «دوبريه» الفرنسي من خطرها تعطي سوريا وفق النظرة الروسية السورية الجزء الشمالي من لبنان ليبقى القسم المحصور بين شرق بيروت وجنوبها حتى حدود فلسطين المحتلة تحت السيطرة الإسرائيلية والإدارة المارونية المشتركة.

وبعد:

فإننا كما نلمح دائمًا أن المؤامرة تصعد من خطر إلى آخر. وأنها تحيط بالعنق العربي كما تحيط الأفاعي الجائعة بفريستها من كل حدب وصوب.

فالمبادرات كلها تجمع على أن يكون الموضوع اللبناني اليوم هو المدخل إلى حل شامل للمشكلة العربية – الإسرائيلية.

والمبادرات جميعها تسير في طريق يدفع بالأمة المسلمة للاعتراف بحق إسرائيل في دولة فلسطين.

والمبادرات كلها تجمع على إنهاء الوجود الفلسطيني في لبنان مع تشتيته وإنهاء مقاومته وتحويله للاستسلام

والمبادرات كلها تتغاضى وتتجاهل قيام الدولة المارونية وسط لبنان وجنوبه بفعل إسرائيلي عسكري.

والمبادرات كلها مستعدة لتقديم الرأي الفلسطيني على مذبح الحلول الاستسلامية ضحية الوفاق مع الدول الكبرى.

أما لعبة الكبار.. لعبة الوفاق بين الروس والأمريكان والأوروبيين وتصوراتهم حول حل المشكلة اللبنانية والشرق أوسطية، فإنها تأخذ في اعتبارها بنود النظرية الأمنية الإسرائيلية التي زعمت إسرائيل أن عملية «الغزو» والسلام للجليل جاءت لتحقيق بنود النظرية. الأمر الذي يدعونا للاعتقاد أن الحل القادم لن يكون مختلفًا عن المقدمات والمقترحات اليهودية للسلام.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 111

115

الثلاثاء 01-أغسطس-1972

نشر في العدد 1300

136

الثلاثاء 19-مايو-1998

نشر في العدد 434

91

الثلاثاء 27-فبراير-1979