العنوان لعقلك وقلبك - العدد 22
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 11-أغسطس-1970
مشاهدات 29
نشر في العدد 22
نشر في الصفحة 2
الثلاثاء 11-أغسطس-1970
أستراليا
المسلمون في أستراليا يدينون إسرائیل
عقَدَ الاتحاد الأستراليّ للجمعيّات الإسلاميّة الطلّابيّة مؤخرًّا مؤتمره السنوي الثالث. وقد أعرب الأمين العام عن أسَفهِ لاستمرار إسرائيل باحتلال المسجد الأقصى، واستمرار بقاء مليون ونصف المليون لاجئٍ فلسطينيٍّ مشرَّد. ودعا إلى تطبيق قرار مجلس الأمن، كما بحث الاتِّحاد قضايا الطلَّاب المسلمين في الأستراليّ والعالم الحديث والقضايا الإسلاميَّة وجعل هذه الأُمَّة أُمَّة إسلام.
اسألني.. أجبك
یا سیدي: حرَّم الإسلام العلاقات الجنسيَّة أو الحبَّ بين فتى وفتاة ليسا بزوجين، فما هو الحلُّ أو العمل في الطاقة الغريزيَّة لديهما؟
ب. ش
أجاب عن مثل هذا السؤال الأستاذ محمَّد قطب، فقال: الحلُّ الذي يراه الإسلام هو مجموعة من المراحل ومجموعة من الإجراءات.
فهو أولًا: يُنظف المجتمع من دواعي الإثارة المجنونة الَّتي تستفزُّ دماء الشباب وتجعل صبرهم على الجنس من أصعب الأمور. فلا عري في الصحافة ولا الإذاعة ولا السينما ولا المسرح ولا القصَّة ولا الطريق.
وهو ثانيًا: يجعل للحياة أهدافًا جادَّةً تستنفد الطاقة النفسيَّة وترفعها عن الدنس المحظور.
وهو ثالثًا: يستنفد الطاقة الحيويَّة الفائضة في مشغلة جسديَّة نفسيَّة دائمة، فيشغل الفتى بالرياضة «كالفروسيَّة والجهاد» ويشغل الفتاة بتدبير المنزل، وكلاهما جهد يرفع المشاعر ويشغلها إلى حين.
وهو رابعًا: يجعل العبادة جزءًا من النشاط الحيِّ للإنسان ويجعل ذلك وسيلة للتسامي، والتصعيد وأخيرًا يقرِّر التبكير في الزواج لتقصير فترة البطالة الجنسيَّة التي تدفع إلى الشرور.
يا ويح الظالمين!!
عن أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّ الله عز وجل يملي للظالم، فإذا أخذه لم يُفلته»، ثمَّ قرأ ﴿وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ (هود:102) وصدق الله العظيم ﴿إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ (يوسف:23)
منهج التأليف لدى علمائنا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدِّمة كتاب الإيمان يوضِّح النهج الَّذي سيمضي عليه في تأليف كتابه: «اعلم أنَّ الإيمان والإسلام يجتمع فيهما الدين كلُّه، وقد كَثُر كلام الناس في حقيقة الإيمان والإسلام ونزاعهم واضطرابهم وقد صنعت في ذلك مجلَّدات، والنزاع في ذلك من حين خرجت الخَوارج بين عامَّة الطوائف ونحن نذكر ما يستفاد من كلام النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مع ما يستفاد من كلام الله تعالى، فيصل المؤمن من نفس كلام الله ورسوله، فإنَّ هذا هو المقصود. فلا نذكر اختلاف الناس ابتداءً، بل نذكر من ذلـك في ضمن بيان ما يُستفَاد من كلام الله ورسوله ما يبين أنَّ ردّ موارد النزاع إلى الله وإلى الرسول خير وأحسن تأويلًا وأحسن عاقبة فـي الدنيا والآخرة».
فقد أوضح -رحمه الله- أنَّ سبيله في بيان ما اختلفت فيه الأُمَّة أن يرد المُتنازَع فيه والمُختلَف فيه إلى كتاب الله تعالى وسُنَّة رسوله ولا يذكر آراء الرجال إلَّا ليرده إلى كتاب الله وسُنَّة رسوله.
ولعلَّ في هذا عِظة وزاجرًا لمن يحشون كتبهم بآراء الرجال ويتركونها مقفرة من الآيات والأحاديث.
يا شبابنا.. فلنلبِّ النداء
هيا نلبِي النداء.
قال: وأي نداء؟
قلت: ألا تسمع حيّ على الصلاة، حي على الفلاح؟
قال: يا أخي.. الإيمان في القلب.
قلت: الإيمان في القلب؟ نعم، الإيمان في القلب.
ولکن، إیمان کهذا كالجسد بلا روح، لا حراك له، إنَّه جثة هامدة، إنَّه معطّل.
قال: ها! معطَّل! وكيف؟
قلت: تعالَ معي يا أخي لنستعرضَ الآيات التي ذكرت الإيمان، نجد أنَّها تقول: إنَّه قول وعمل، إنَّه في القلب يصدقه العمل الصالح.
اقرأ معي وتدبر: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (البقرة: ٢٥).
وكذلك تفحّص: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ (آل عمران: ١٠٢).
وأيضاً تيقّظ واتّعظ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران: ٢٠٠).
ثم قم ولبِّ النداء: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ﴾ (هود: ١١٤).
و﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ (البقرة: ٢٣٨).
هل الإيمان في القلب إذن وكفى؟
أنصت معي إلى قول رسولنا صلى الله عليه وسلم عندما سأله جبريل: ما الإيمان؟ قال صلى الله عليه وسلم: «الإيمان ما وقر في القلب وصدّقه العمل»، كذلك عندما جاءه رجل يسأله عن قول: «لا يُسأل عنه أحد بعده» فقال صلى الله عليه وسلم: «قل آمنت بالله تعالى، ثم استقم».
إذن أين يسكن الإيمان؟
قال صاحبي وقد بدت على وجهه علامات الارتياح:
حقاً إنَّه يسكن القلب ويعمّره، ويعلن عن وجوده العمل الصالح، ويثبت سلامته وصدقه السلوك القويم والنشاط الدائب.
وأستطيع أن أقول: إنَّه المحرِّك القويّ، والدافع المأمون إلى إعمار الأرض في ظلِّ إرضاء الله تعالى.
أبو أسامة
★ لا يستحقُّ الدهشة!!
لم تدهشني والكثيرين الموافقة على المشروع الأمريكي، سواء تحفظوا عليه أم لم يتحفظوا؛ لأن الذين وافقوا على قرار مجلس الأمن في نوفمبر 1967، وصمتت الدول العربية صمت الموافقة إزاء المصارحين بقبوله، هم الذين وافقوا عليه. والعملية عملية مراحل في طريق الاستسلام وإليكم مشروع قرار مجلس الأمن للتذكرة:
1- انسحاب القوَّات الإسرائيليَّة «من أراضٍ» احتلتها في «النزاع» الأخير، وإنهاء كل الدول حالة الحرب واحترام وإقرار الاستقلال والسيادة الإقليميَّة، والاستقلال السياسيَّ لكلِّ دولة في المنطقة، وحقّها في أن تعيش في سلام في نطاق حدود مأمونة، ومعترف بها متحرِّرة من أعمال القوَّة أو التهديد بها.
2- ضمان حريَّة الملاحة في الممرَّات المائيَّة الدوليَّة في المنطقة.
3- تحقيق تسوية عاجلة لمشكلة اللاجئين.
4- ضمان حدود كلِّ دولة في المنطقة واستقلالها السياسيِّ عن طريق إجراءات من بينها إنشاء مناطق منزوعة السلاح.
فما هي الفروق الجوهريَّة بين هذا المشروع والمقترحات الأمريكيَّة؟
ومن ثمَّ لم يكن رفض إسرائيل ثمَّ قبولها إلَّا محاولة منها لأن تأخذ أكبر قسط من الوقت حتَّى يتم التسليم دون عناء.
الماكرون في القرآن:
﴿قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ (النحل: 26 - 27).
يقول الإمام ابن كثير: هذا من المثل لإبطال ما صنعه هؤلاء الذين كفروا بالله، وأشركوا في عبادته غيره، كما قال نوح عليه السلام ﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا﴾ (نوح: 22)، أي احتالوا في إضلال الناس بكلِّ حيلة، وأمالوهم إلى شركهم بكلِّ وسيلة.
﴿قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ﴾ (النحل: 26) أي اجتثه من أصله وأبطل عملهم.
كقوله تعالى:
﴿هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ (الحشر: 2)
ثمَّ قال يظهر فضائحهم، وما كانت تجنّه ضمائرهم فيجعله علانية كقوله تعالى ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ (الطارق: 9).
عن ابن عمر في الصحيحين قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يُنصب لكل غادر لواء يوم القيامة عند أسته بقدر غدرته، فيقال: هذه غدرة فلان ابن فلان». وهكذا هؤلاء يظهر للناس ما كانوا يرونه من المكر، ويخزيهم الله على رؤوس الخلائق، ويقول لهم الرب تبارك وتعالى مقرعًا لهم وموبخًا ﴿أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ﴾ (النحل: 27). تحاربون وتعادون في سبيلهم، أين هم عن نصركم وخلاصكم ههنا؟ فإذا توجَّهت عليهم الحجَّة، وقامت عليهم الدلالة، وحُقّت عليهم الكلمة، وسكتوا عن الاعتذار حين لا فرار ﴿ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ (النحل: 27).
عقدة بلاد برّه وعقدة الخواجة!
عقدة «بلاد برّه» وعقدة «الخواجة» نريد أن نتحرَّر منها، نريد أن نشعر أن مجتمعنا القديم قدّم لنا أروع مثل للفرد وأروع مثل للأسرة وأروع مثل للأمة ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (آل عمران: 110).
نريد أن نقول للعالم: أن عندنا ثروة فكرية وثروة نفسية وثروة روحية هائلة. ونطلب من العالم أن يراها فينا حركة دائبة تمشي على الأرض لا مجرد مثاليات نغذي بها أحلامنا وآمالنا.
نقول هذا الكلام لكلِّ الذين ابتلوا في أنفسهم وفي فكرهم وفي سلوكهم أيضًا بعقدة الخواجات.
الخواجات يقولون إنَّ المرأة تحررت فنجري لاهثين وقد خلعنا عن نسائنا ثيابهن لنثبت إنَّنا أكثر تحرُّراً وتقدُّماً منهم.
الخواجات يعلنون عن نزعة سلوكيَّة جديدة «الخنافس» و«الخفافيش» أو«الهيبيز»، فإذا بشبابنا ينتقل إلى حلبة القرود مقلِّدًا إيَّاها في كلِّ شيء لأنَّ الرجل الأبيض والخواجة فعل هذا.
نقول هذا الكلام لأنَّنا نلاحظ كثرة تواجد المرأة أو الفتاة الكويتية في المجتمعات والمحافل الدولية بمناسبة وغير مناسبة ومن ورائها تعلن أجهزة الإعلام عن انطلاق الفتاة الكويتيَّة وتواجدها في كلِّ مكان، وأنَّها سابقت الدنيا وسبقتها.
نريد من مجتمعنا الكويتيِّ أن يتحرَّر من هذا «التحرُّر»، ويفكر بمنهج سليم له قواعد وأصول.
نريد أن يكون مجال تحرر المرأة الصادق في أن نعلّمها كيف تحرّر نفسها من كابوس «المودَّة» وكابوس التقليد وكابوس الاختلاط المذري وكابوس الممثلين والممثلات.
وتنطلق إلى دنيا العلم والمعرفة والأسرة.
قولوا للمرأة الكويتية إن المجال أمامها متسع والحاجة إليها ماسّة. إن باب العلم والمعرفة يجب أن يكون مفتوحًا أمام المرأة حتَّى تنهل من ضروب المعرفة ما يصلح لها ولنا.
نريد أن نرى المرأة الطبيبة والمرأة المعلِّمة، والمرأة المثقَّفة، والكاتبة، والمؤلِّفة. ولكن نرفض أن تكون «حريَّة» المرأة في تعرّيها واختلاطها واستعراضها أمام أعين العالم.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
د. حسن خاطر: الصهاينــة يواصلــون تغييــر المشهــد الإسلامــــــي والحضــــاري لـ«الأقصــــى»
نشر في العدد 2182
26
الثلاثاء 01-أغسطس-2023