; لعقلك وقلبك (40) | مجلة المجتمع

العنوان لعقلك وقلبك (40)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 22-ديسمبر-1970

مشاهدات 14

نشر في العدد 40

نشر في الصفحة 2

الثلاثاء 22-ديسمبر-1970

لعقلك وقلبك

اسألني.. أجبك

كيف نقيم اليوم دولة الإسلام؟

           ب .ش - الكويت

أجاب عن هذا السؤال «حسن الهضيبي» فقال:

أقيموا دولة الإسلام في نفوسكم.. تقم دولته على أرضكم.

وقال الدكتور «علي راشد»:

إن العودة لا تأتي بقانون أو بفرض أحكام التشريع الإسلامي فجأةً، بل لا بد من البحث.

لماذا انحدرت تطبيقات أحكام التشريع الإسلامي حتى وصلت إلى ما وصلت إليه؟! والأسباب لا بد من دراستها.

الإيمان قوة العالم العربي

فالإسلام هو قوة العالم العربي، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- هو روح العالم العربي وإمامه وقائده.

 والإيمان هو قوة العالم العربي التي حارب بها العالم البشري كله فانتصر عليه، وهو قوته وسلاحه اليوم كما كان بالأمس.

إن العالم العربي لا يستطيع أن يحارب الصهيونية أو الشيوعية أو عدوًا آخر بالمالِ الذي تقدمه بريطانيا، أو تتصدق به أمریكا، أو تعطيه مقابل ما تأخذه من أرضه مِن الذهب الأسود، إنما يحارِب عدوه بالإيمان والقوة المعنوية، وبالروح التي حارب بها الدولة الرومية والإمبراطورية الفارسية في ساعة واحدة؛ فانتصر عليها جميعا.

أبو الحسن الندوي

استغاثة

إلهي كن لنا الحصن الحصينا

وأيّدنا بنصرك ما حيينا

ووفّق أمة الهادي لتحيا

حياة المسلمين الأولينا

أولئك من فنوا في الله حبًّا

ومن خاضوا المنايا باسمينا

إن كان فيها عتقك ففيها رِقّي

روى الإمام أبو الحسن يحيى قال: «إن عثمان بن عفان رضي الله عنه أرسل إلى أبي ذر الغفاري رضي الله عنه بصرة فيها نفقة على يد عبد له، وقال للعبد: إن قبلها فأنت حر، فأتاه بها فلم يقبلها، فقال له العبد: اقبلها يرحمك الله فإن فيها عتقي، فقال أبو ذر: إن كان فيها عتقك ففيها رِقّي، وأبى أن يقبلها».

﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَـٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ﴾ (التوبة: 65)

صدق الله العظيم

نذكر بها الصحف التي تتعرض لرسم الرسل والأنبياء عليهم السلام.

حظ النفس

يقول ابن عطاء الله السكندري:

«حظ النفس في المعصية ظاهر جلي، وحظها في الطاعات باطن خفي، ولا يخفى صعب علاجه».

وعلل ذلك بقوله:

«ربما دخل الرياء عليك من حيث لا ينظر الخلق إليك». 

لا تنتخبوه

لا تنتخبوا هذا المرشح.

لا تنتخبوا من يدعو لقومية عمياء؛ فالقومية في كل صورها المختلفة تتنافى مع الإسلام الحنيف، واسمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوصينا: «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية».

هذا القومي لا تنتخبوه.

ولا تنتخبوا من يؤمن بالقبلية وسيادتها، كل من يدعونا لانتخابه لأنه ابن هذا أو ذاك أو أنه ينتمي إلى عائلة متميزة وقبيلة مرموقة. هذا لا تنتخبوه من أجل قبيلته أو أجداده، ووصية الرسول عليه الصلاة والسلام الخالدة: «إن الله قد أذهب عنكم عصبية الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم، وآدم من تراب».

داعية القبلية هذا لا تنتخبوه، إنما انتخبوا من يتقدم لنا باسم الدين والخلق والعلم والفضيلة فهي خير نسب وحسب.

لا تنتخبوا من يدعونا إلى شيوعية حمراء أو صفراء؛ فنحن أصحاب ثروة هائلة من الدين الحنيف، وقد أرسى ديننا قواعد الحق والعدل بين الناس، وعدالة الإسلام تفرض حقوقًا للضعفاء على الأقوياء، وللفقراء على الأغنياء، وتحفظ على الجميع إنسانيتهم، وتقيهم شر تحكّم الإنسان في أخيه الإنسان.

هذا الذي يدعونا لغير الإسلام مذهبًا لا تنتخبوه، لا تنتخبوا من يعِن مُنكرًا، أو ينادي برذيلة؛ فالإسلام يرفض أن يتبوأ هذا الإنسان مكانة القيادة فينا، بل يرفض أن يمنحه البقاء خلية فاسدة في مجتمعنا. إن دعاة الإباحية والخمر يعترضون طريق الإسلام الذي رفض كل صور المجون، ورسم للإنسان إطارًا نظيفًا طاهرًا.

إننا نقول لدعاة الخمر إن الإسلام استطاع أن يحول السكارى من العرب إلى قادة، بأنفسهم كسروا قدور الخمر وألجموا شهواتهم، ولكن أمريكا فشلت طوال اثنتي عشرة سنة عن محاربة الخمر على الرغم من عقوبات الإعدام والسجن التي كانت توقعها، فشلت لأنها عالجت الخمر بالقانون، وعالجت السكارى بأيدي سكاری آخرین، ولكن الإسلام خلق الرادع في قلوب أتباعه، فأقاموا على أنفسهم حراسة ومن ضمائرهم قانونًا.. دعاة الخمر والإباحية لا تنتخبوهم.

وأخيرًا...

لا تنتخبوا من لم يعلن من الآن أن الإسلام هو شريعة هذه الأُمة، هو قانونها، هو دينها الذي لا تحيد عنه، هو سياستها واقتصادها ومنهج الحياة فيها، طالبوا كل مرشح أن يعلن هذا بلسانه وبقلمه ويسجله على نفسه، فإن أبى فارفضوه والفظوه، فليس لنا به حاجة، فهذا لا ينتسب لنا ولا ننتسب إليه، إن نسبنا هو الإسلام، ولا نعرف نسبًا غيره، ولا نرضى بصلة لا يرضاها، لقد فرَّق الإسلام بين زوج وزوجته يوم أن اختلفوا على دينهم.. ورفض الابن أباه.

فنحن نخالف من خالف ديننا، ونرفض أن نعطيه الولاية علينا ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أولئك كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ وَيُدۡخِلُهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ أُوْلَٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱلله أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ (المجادلة: 22)

نحن ننادي بصراحة ووضوح، ونعلن للأُمة كلها أن قاعدة اختيار النائب لا بد وأن تصدر عن ديننا عن إسلامنا به نزن الرجال، وبه نميز بين الخبيث والطيب، وعلى ضوئه نرسم الطريق لمستقبل أمتنا.

ويل للعرب من شر اقترب!

عن زينب بنت جحش (أم المؤمنين): «أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ من نومه وهو يقول: لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب، فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأْجوج مثل هذه -وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها- قلت: يا رسول الله، أَنهلك وفينا الصالحون؟! قال: نعم، إذا كثر الخبث». أي الفسق والفجور (أخرجه مسلم).

إياك ونفسك

قال تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ۝ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ۝ قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا ۝ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (الشمس: من 7 الي 10)

                                                             صدق الله العظيم

تحطيم العدو

إن تحطيم توازن العدو النفسي والمادي في أغلب المعارِك مقدمة ضرورية قبل

محاولة إفنائه.

           استراتيجي

كيف نتلقى القرآن الكريم؟

أجاب عن هذا السؤال «سید قطب» بقوله:

إنه لا يكفي أن نجعل استمدادنا من نبع القرآن الكريم والحديث وهدي رسول الله في سيرته لكي نحاول تكرار النموذج الأول -نموذج الصحابة رضوان الله عليهم- بل لا بد أن نعرف كيف كانوا يستقون من هذا النبع وكيف كانوا يتلقون؟

·       إنهم لم يكونوا يقربون من القرآن بقصد الثقافة والاطلاع! ولا بقصد التذوق والمتاع! لم يكن أحدهم ليتلقى القرآن يستكثر به من زاد الثقافة لمجرد الثقافة، ولا ليضيفه إلى حصيلة القضايا العلمية محصولًا يملأ به عقله.

·       إنما كان يقرب من القرآن ليتلقى أوامر ونواهي وتوجيهات للعمل بها فور سماعها، كما يتلقى الجندي في الميدان الأمر اليومي ليعمل به فور تلقيه بشعورِ الطاعة والتنفيذ.

·       وتحوَّل القرآن في نفوسهم، وفي حياتهم إلى منهج واقعي وإلى ثقافة متحركة لا تبقى داخل الأذهان، ولا في بطون الصحف، إنما تتحول آثارًا وأحداثًا تحول خط سير الحياة.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

فلسطين

نشر في العدد 2

2493

الثلاثاء 24-مارس-1970