العنوان لقاءات المجتمع.. مع الدكتور عبد الكريم دوغرو وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 20-أبريل-1976
مشاهدات 12
نشر في العدد 296
نشر في الصفحة 10
الثلاثاء 20-أبريل-1976
في حوار حول:
● علاقة تركيا بالعالم الإسلامي
● حزب السلامة. منهجه وتكوينه
● الصناعة والتصنيع في تركيا
زار الكويت. وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي- على رأس وفد صناعي- من أجل تعزيز الروابط ودعم التعاون بين تركيا والكويت.
في ثلاثة موضوعات أساسية:
● علاقة تركيا بالعالم الإسلامي.
● حزب السلامة (منهجه وسياسته وتكوينه)
● التصنيع والصناعة في تركيا
*هل تستطيع أن نعتبر زيارتكم للكويت.. جزءًا من استراتيجية عامة تهدف إلى (تجديد) علاقة تركيا بالعالم الإسلامي.. أم أن الزيارة (اقتصادية) بحتة تنحصر في التعاون الصناعي بين البلدين؟
● التعاون الاقتصادي أو الصناعي خطوة لاحقة أو نتيجة لعلاقات وثقى وحميمة ينبغي أن تتعزز وتترسخ.
إن تحقيق قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات: 10) في واقع علاقاتنا يوفر أفضل المناخات لتعاون عريق ومستمر بين المسلمين ومن هنا فإن (تجديد) علاقة تركيا بالعالم الإسلامي.. على رأس أهداف زيارتنا للكويت الأخ قد تفهم لغة الأرقام والماديات وحدها بين دول أو شعوب لا تؤلف بينها عقيدة ولا إيمان مشترك.. ولكن الحال بين تركيا والعالم الإسلامي ليس على هذا النحو.. لأن هناك عقيدة جامعة وإخاء إيمانيًا.
ولئن حدث في فترات معينة جفوة وعزلة، فإنما حدث ذلك في غيبة الوعي بـ:
1- مخطط الأعداء في الدس والتفريق.
2- وفي غيبة الوعي بخطئنا الذاتي.
وهو الخطأ الذي يحجب عنا رؤية الطريق من جهة، ويشكل ثغرة كبرى تمكن من لا يريد لأمتنا خيرًا من الدخول إلى صفوفنا من جهة أخرى.
وأحس بحمد الله تعالى أن الوعي بهذه المشكلات قد نما أو هو في طريقه إلى النضج.
لقد كانت زيارتنا تلبية لدعوة كريمة من السيد وزير التجارة والصناعة الكويتي ولقد سررنا بالدعوة.. كما سررنا بحسن الاستقبال وكريم الضيافة.
ونحن نعتبر ذلك نجاحًا. يضاف إلى ذلك أن المباحثات قد أحاطها التوفيق بحمد الله.
● بصفتك عضوًا أو أحد قادة حزب السلامة.. هذه فرصة لطرح أسئلة تتردد كثيرًا حول قفزة الحزب البرلمانية وقفزته إلى الحكم.
فبالقياس إلى عمر الحزب تعتبر المقاعد التي حصل عليها في البرلمان التركي ٤٩ مقعدًا، تقدمًا غير عادي في الأعراف الانتخابية. فكيف تفسرون ذلك؟
واشتراككم في الحكم. هل عاد على الحزب بمكاسب جديدة. أم أن سلبيات السلطة قد أثرت في موقفه الشعبي؟
ما هو منهج الحزب. وما هي سياسته ولماذا غلب على تكوينه الطابع التقني؟
● الفضل في أي نجاح أو تقدم يرجع إلى الله سبحانه.
أما بالنسبة للأسباب العادية في النجاح- ومباشرتها توفيق من الله كذلك- فقد طرح الحزب برنامجًا لقي تجاوبًا شعبيًا كبيرًا.
ومن أهم معالم هذا البرنامج:
● وضع الخطة لرفع المظالم عن الناس وتوفير حياة شريفة لهم ولأولادهم في الجانب الاقتصادي.
● تعديل القوانين. ابتغاء توفير الأمن الشخصي والعدالة القضائية والحريات الأساسية للشعب.
● اتخاذ تدابير قوية وصارمة ضد الربا. فلقد أنزل الربا ضررًا رهيبًا بالناس وسحقهم سحقًا ونعني بالناس هنا متوسطي الحال والكادحين والفقراء.
● كفالة حرية العبادة وما يتبعها من واجبات وضمانات للمواطنين
● تغيير مناهج التعليم. ودفعها في اتجاه يضمن بناء الأجيال بناءً أخلاقيًا متماسكًا. ويجعلها تعيش حياة معنوية طاهرة.
● فتح مدارس في عموم تركيا للأئمة والخطباء والدعاة.
● وفي السياسة الخارجية انتهاج سياسة مستقلة تحفظ لتركيا شخصيتها وتحركها الحر. وتعيد الجسور بينها وبين العالم الإسلامي.
وأستطيع القول: إن اشتراك الحزب في الحكومة إعانة على تنفيذ الكثير من برنامجه..
في المجال الاقتصادي رفع الظلم عن كثير من طبقات الشعب من الأمثلة على ذلك وفي مجال كبح غول الضرائب ولجمه، وفي مجال العدالة القانونية ظفر الناس بأنصبة محترمة من الأمن والحرية والاطمئنان.
وفتحت مئات المدارس للأئمة والخطباء والدعاة. ودروس الأخلاق في مناهج التعليم انبثقت من القرآن الكريم.
وفي السياسة الخارجية.. تحسن الحال سواء في علاقة تركيا بالعالم الإسلامي أو في الموقف بالنسبة لقضية قبرص. أو في تحسين الشروط في التعامل الدولي بشكل عام.
ومما تقدم تستطيع أن تتبين الخط العام لمنهج الحزب وسياسته.
أما لماذا غلب على تكوينه الطابع التقني. فهذه ملاحظة صحيحة.
إننا في عصر أصبحت التكنولوجيا من أهم أسلحته. وتخلف المسلمون عن هذا المجال سيجعل السيطرة في الحياة لغيرهم ويمكن تلخيص نهج حزب السلامة في نقطتين:
● التوكل
● والتقنية
التوكل على الله تعالى. والأخذ بالأسباب التي شرع، إن الحكمة ضالة المؤمن. والتقنية اليوم حكمة ينبغي أن نحرص عليها.
● تمشيا أو انسجاما مع النقطتين الآنفتين، برنامج الحزب وتكوينه التقني، يكون من الطبيعي الحديث عن التصنيع والصناعة في تركيا.
لقد علمنا أن لدى حزب السلامة خطة صناعية طموحة تستطيع إذا نفذت أن تجعل تركيا دولة صناعية من الدرجة الأولى خلال عقد من الزمان.
فما هي هذه الخطة؟
● قمنا بدراسة شاملة في هذا المجال. ذلك أنه إذا قسم العالم إلى دولة صناعية کبری. ووسطى وصغرى فإن تركيا بوضعها الحالي من المجموعة الصناعية الصغيرة.
والإسلام جعل اليد العليا خيرا من اليد السفلى.
من هنا صمم حزب السلامة خطة تدفع تركيا خطوات كبيرة إلى الأمام في مجال التصنيع.
أعددنا ٢٦ مشروعا صناعيًا متكاملًا في مختلف المجالات. ونحن الآن بصدد تصميم الصيغ التنفيذية أو تجهيز العناصر اللازمة لتحقيق هذه المشاريع التي لن تكلف سوى بليون دينار كويتي تقريبًا.
● عفوًا.. للتدخل في سياق الحديث بيد أن الصناعة تحتاج إلى مقومات ضرورية هي:
-الأيدي العاملة والمهارات الفنية.
-المواد الخام
-الطاقة
-رأس المال
فهل توفرت كل هذه المقومات؟
● هذه المقومات متوفرة بحمد الله.
وإذا كان هناك نقص فهو لن يؤثر على تنفيذ هذه المشروعات.
والعشر سنوات المقدرة لإنجاز هذه الخطة. تمثل الحد الأقصى زمنيًا.
أعني أننا نطمح- بتوفيق الله- إلى تطبيق المشروعات في أقل من عشر سنوات.
إن تركيا تنتج الآن. الغزل والنسيج والأحذية والأغذية والحديد والصلب. والأسلحة والسكر. وغير ذلك.
وعائدات الصناعة تشكل ۲۳٪ من الدخل القومي.
وبناء على فكر الحزب نريد أن ترتفع هذه النسبة كثيرًا بحيث تصبح تركيا «مصدرًا صناعيًا عالميًا» كبير الحجم. ممتاز النوع.
وسوف نستفيد في مخططنا الصناعي من المهارات التركية في الخارج عن طريق تشجيعها إلى العودة إلى الوطن. وهو تشجيع يتمثل في تسهيلات صناعية. وفرص اقتصادية ومعيشية طيبة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل