العنوان شريط الأخبار (العدد 388)
الكاتب مراسلو المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 28-فبراير-1978
مشاهدات 14
نشر في العدد 388
نشر في الصفحة 7
الثلاثاء 28-فبراير-1978
لماذا تتخوف إسرائيل من بيع أمريكا مقاتلات إف-15 للسعودية؟
الجزء الوحيد من صفقة الطائرات التي اقترحت إدارة كارتر بيعها للشرق الأوسط الذي يمكن أن يغير ميزان القوى هو بيع ٦٠ طائرة إف- ١٥ «النسر» إلى السعودية، وتأمل الإدارة الأميركية أن تحقق مكاسب سياسية مباشرة تفوق الأخطار العسكرية بعيدة الأجل.
وتتخوف إسرائيل من أن تستخدم السعودية هذه المقاتلات ضدها في حرب قادمة. وترد الإدارة بأن الصفقة تجعل احتمال نشوب حرب جديدة أضعف من قبل.
وهذه المقاتلات ستعطي السعودية- ولأول مرة- قدرة على تدمير الطائرات خارج حدود المملكة وهذه القوة ضرورية لحماية المدن ومنشآت النفط المنتشرة هنا وهناك. ولكن ما يشغل بال إسرائيل هو أن السعودية قد تهاجم الطائرات الإسرائيلية في أي مكان، أو أن تضع- في لحظة من لحظات التوتر- هذه المقاتلات بتصرف بلدان عربية أخرى متجاهلة القيود الأميركية التي ترتبط بالصفقة.
ولكن هذا القلق ليس له ما يبرره؛ لأن هذا النوع من المقاتلات يحتاج إلى معدات أرضية رهيبة، كما أن قيادتها ليست بالأمر السهل. ثم إنه من المستحيل تقريبًا أن يتم تدريب طيارين من بلدان أخرى على الطائرات السعودية الجديدة بدون معرفة الأميركيين والإسرائيليين.
ولن تصل الدفعة الأولى من هذه المقاتلات إلى السعودية قبل عام ۱۹۸۱، ولن تدخل حيز الطيران قبل عام على الأقل. وحتى ذلك الحين يمكن إلغاء الصفقة، إذا طرأ تغير كبير على موقف السعودية.
ولكن التوجه الحالي للقيادة السعودية له أهميته بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة؛ فواشنطن تخطط سياسة الطاقة للمدى البعيد على أساس الاحتياطي النفطي الضخم في السعودية. والسعودية رغم شكوكها حول مبادرة السادات، ما زالت تدعم الاقتصاد المصري دعمًا قويًّا؛ ولهذا ترى الإدارة الأميركية أن من الضروري أن تظل على علاقة وطيدة مع السعودية؛ وتشعر هذه الإدارة أن من واجبها أن تتجاوب مع السعودية لغايات إقليمية، وتعتقد أنها إذا رفضت بيع هذه الطائرة للسعودية فإنها قد تدفع المملكة إلى السير في سياسات لا تطمئن لها في الإدارة الأميركية.
وإذا كانت إسرائيل تتخوف من بيع هذه المقاتلات للسعودية، فإنها في نفس الوقت لا يمكن أن تأمل في أن تظل متفوقة على أعدائها في جميع المجالات العسكرية إلى ما شاء الله. إن الطريق الأسلم للأمن هو في عملية السلام التي بدأت برحلة السادات إلى القدس. وتبدو الإدارة الأميركية على حق في اعتقادها بأن بيع مقاتلات إف- ١٥ للرياض يساهم في تلك العملية، عن طريق تعزيز النظام السعودي المعتدل.
إن إقدام الحكومة الأميركية على إدراج الصفقات في صفقة واحدة ترفض جملة أو يوافق عليها بالجملة هو تكتيف بارع للتغلب على معارضة الكونغرس. وفي هذا العمل مكاسب دبلوماسية وسياسية لا تنكر.
نقلاً عن: نيويورك تايمز
الأحكام في قضية تنظيم «الجهاد» في مصر
القاهرة: أصدرت المحكمة العسكرية بالإسكندرية برئاسة العميد ممدوح الشربيني أحكامها في قضية تنظيم «الجهاد»، المتهم فيها ٣٧ متهمًا بتهمة الاشتراك في اتفاق جنائي يستهدف قلب نظام الحكم في مصر، وتغيير دستورها ونظامها الجمهوري وشكل الحكومة بالقوة.
وقد تراوحت الأحكام ما بين الأشغال الشاقة لمدة خمسة عشر عامًا والحبس لمدة ثلاثة شهور، كما تضمنت براءة ستة متهمين.
وكانت المحكمة قد بدأت في نظر هذه القضية يوم ١٢ نوفمبر (تشرين ثاني) الماضي، وكانت آخر جلساتها يوم ٢٨ يناير (كانون ثاني) الماضي.
حوادث شغب بغرب إيران
طهران-ي. ب- صرحت أمس المصادر الرسمية في طهران أن عددًا من المتظاهرين أثاروا الشغب في مدينة تبریز بجنوب إيران، وأشعلوا النيران في السيارات والمحالِّ التجارية. وقد تفرق المتظاهرون عند وصول قوات الشرطة، وألقي القبض على عدد غير محدد من المسؤولين عن أعمال الشغب، ولم تصدر أية تقارير رسمية عن الخسائر التي أسفرت عنها هذه الاضطرابات، التي تعد أعنف اضطرابات في إيران منذ أحداث يناير الماضي.
قراءة عربية دولية لنرد طاولة أوغادين.. من يؤيد من؟ ولماذا؟
- إذا كان النرد أو زهر الطاولة «العادي» له ستة أوجه فإن النرد المعترف به بالطاولات الدولية لانهائي الوجه، وإذا كان النرد العادي لا بد وأن يستقر على وجه واحد فإن النرد الدولي يستطيع أن يقف على عدة حوافّ وبأشكال مختلفة؛ ليفوز أكثر من لاعب بمجموعة مصالح تنكمش وتنتفخ حسب ظروف اللعبة وأداء اللعيبة.
ما هي الوجوه التي ستقرأ على نرد أوغادين عندما تنحسر موجة العنف الحاضرة؟ وبكلمات أخرى: كيف ترى البلدان المشاركة في لعبة أوغادين مصالحها؟ الإجابة تحتاج لتشخيص حذر يمكن أن يأتي بالشكل التالي:
- إثيوبيا:
مُصرة على استعادة أوغادين بمعرفة وترحيب أمريكا السري، ومساندة السوفييت وإصبعهم الكوبي بشكل مباشر، فمنغستو يعتقد أن مجرد
تفرغه من مسألة أوغادين سيعطيه القوة والتركيز اللازمين، لفك طوق الحصار عن إريتريا وترتيب أوراق الهجوم على معاقل الثوار.
- الصومال:
تبحث عن مخرج اقتصادي بأي شكل كان وبأي ثمن ممكن. تجربتها مع السوفييت كانت تجربة- بحكم المنطق- عادية، ولكن شكل المعونة التي يقدمها الكرملين للحلفاء والأصدقاء لم يلقَ القبول من الإدارة الصومالية، الباحثة عن الجرارات والأموال وليس الأسلحة فقط.
الطموح الصومالي التاريخي في أوغادين لا تحده حدود، فضلًا على أن الترحيب النسبي الذي استقبلت به بعض الأوساط العربية الغنية محاولات الصومال للانعتاق من قبضة الدب الروسي، شجع سياد بري لنفض الغبار عن مخطط «الصومال الكبرى»، الذي كان يعتقد بأن جبهة تحرير الصومال الغربي قادرة على تنفيذه في ظل تداعي إمبراطورية منغستو أمام ضربات الإريتريين.
- السعودية
دورها السياسي ينطلق من ركائز اعتقاداتها الدينية المضادة للإلحاد والشيوعية، وبالذات عندما يفتح الباب من عند حوائطها الخلفية بالبحر الأحمر، وهذا سر معاداتها للنظام الأثيوبي المتطرف، وبالنتيجة كان دعمها الاقتصادي والمالي والأدبي لكل من الصومال وإرتريا يتسق مع رؤيتها السياسية والأيديولوجية .
- السودان
له موقف خاص؛ ففي الوقت الذي يستضيف بأراضيه حوالي ۲۰۰ ألف لاجئ إرتيري يشكلون ضغطًا كبيرًا على موارده المحدودة- وبالذات في قطاع الخدمات- إلا أن السودان يطمع كثيرًا في حل المشكل الإرتيري الأثيوبي، عن طريق الحوار الهادئ البعيد عن العنف؛ لئلا تختل موازينه السياسية الداخلية، وقد أعاد السودان مؤخرًا بناء جسوره مع إثيوبيا وليبيا، ويتراءى اتجاهه السياسي الحاضر كمن يختار المشي على حد خيط رفيع، تمثل بلدان النفوذ السوفييتي أحد طرفيه وتقف مصر على الطرف الآخر رمزًا للتصالح أو المصالح الأمريكية بالمنطقة.
- مصر:
مضادة واضحة ومباشرة للتواجد السوفييتي بمنطقة القرن الإفريقي، وقد تورطت فعلًا في أخذ موقف جدي ومتورط في الأزمة، بإرسالها لمعونة عسكرية للصومال بالرغم من تكشف كافة فصول اللعبة الأمريكية السوفييتية في أوغادين.
- اليمن الجنوبية
متورطة جديًّا في النزاع لكونها إحدى البؤر السوفييتية بمنطقة التوتر، وعن طريقها يقال إن الاتصالات يتم تأمينها، وفي هذا الصدد وصفها منغستو مرة بأنها «صديق إثيوبيا الوحيد بالإقليم».
- اليمن الشمالية
تفضل وجود علاقات طيبة مع إثيوبيا حيث يعيش الآلاف من أبناء الجالية اليمنية المشتغلين بالتجارة، وبرغم ذلك فإن ارتباطها بالسعودية من جهة فضلًا عن تعاطفها مع الإرتريين يعطيانها ميولًا خاصة باتجاه الصومال.
- العراق
تاريخيًّا عُرِف كمؤيد وحليف راسخ للإرتيريين ومنح السوفييت تسهيلات كثيرة لإمداد جبهة الالتهاب بالمزيد من الوقود، بالرغم من استمراره في دعم إحدى فصائل الجبهة الثلاث.
- الأردن
كشفت عن هويتها كمؤيد للصومال، حيث إنها تخشى حدوث سيطرة سوفييتية عند فم البحر الأحمر.
- عُمان
ذات موقف جدي مضاد للهياكل السوفييتية المتواجدة بكل من اليمن الجنوبي وإثيوبيا، حيث إنها لا تزال تستنكر حرب ظفار الطويلة، التي أجبرتها على الاستعانة بطهران لسحقها، ولا تزال السلطنة تنزعج بتكرار العبور الجوي السوفييتي لمضيق هرمز لإمداد منغستو بالعتاد، ويعتقد المراقبون أن عمان مؤهلة لأن تصبح قاعدة ميدانية للقوات الإيرانية، في حالة حدوث تدخل إيراني بالقرن الأفريقي.
- إيران
بذلت جهدًا واضحًا وغير معتاد بقاموس ديبلوماسيتها في سبيل انتزاع التأييد والدعم للصومال، وقد تورطت بشكل جدي في دعم الصومال بالسلاح ضد السوفييت، الذين سيؤثر تواجدهم بالمحيط الهندي على توازنات القوى فيه، وبالتالي على قنوات شحن بترولها.
- ليبيا
متورطة جديًّا في التصادم العسكري بأوغادين ضد المحاولات الجارية من أمريكا ورموزها بالمنطقة لأمركة القضية واتجاهاتها. لا تزال ليبيا تعتقد في جدوى تجربة الماركسية بالعالم الثالث، لا عن اقتناع أيديولوجي بقدر ما كون الأمر وليد ظرف طارئ هو معاداتها لمصر.
- بلدان الخليج
الكويت وقطر والإمارات تؤيد وتدعم الإرتيريين والصومال بذات النمط والمنظور السعودي للأزمة.
- إسرائيل
متورطة جديًا وتدعم إثيوبيا لا عن اقتناع وإنما في سبيل قتل نغمة تعريب البحر الأحمر.
«عن جريدة السياسة الكويتية»
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلماذا يتم في المطبخ الدولي؟ الخيوط التي تربط بين تمزيق السودان إلى شمالي وجنوبي.. والباكستان إلى شرقية وغربية!
نشر في العدد 39
934
الثلاثاء 15-ديسمبر-1970