العنوان لماذا يشرب عرفات كل هذه الدماء ولا تحركه الأشلاء؟
الكاتب د. توفيق الواعي
تاريخ النشر الثلاثاء 13-يونيو-2000
مشاهدات 12
نشر في العدد 1404
نشر في الصفحة 47
الثلاثاء 13-يونيو-2000
حجم الدماء التي أريقت في فلسطين شيء لا يصدق، وكمية المذابح التي نفذت على التراب الفلسطيني أمر فريد في هذا العصر، ومساحة الأرض التي أخليت من سكانها العرب ليحتلها اليهود عمل مهول بكل المقاييس، ومقدار القرى التي فر منها أهلها تحت الإرهاب والقتل والدمار ليستولي عليها الصهاينة فعل مروع تقشعر منه الأبدان واستمرار ذلك قرابة سبعين عامًا يذيب الحديد، ويقطع الأكباد، فمن الثلاثينيات في القرن العشرين وعصابات اليهود تطلق النيران العشوائية لتصفية البلاد من الفلسطينيين في فترات مبكرة، ففي ١٦ أبريل عام ١٩٣٦م أصدرت المنظمة الإرهابية «الهاجاناه»، سبع قرارات بإطلاق النار على العرب أينما كانوا كما شهد عام ١٩٣٧م سلسلة من عمليات إلقاء القنابل اليدوية على التجمعات الفلسطينية العزل في المقاهي ووسائل النقل والأسواق فمثلًا ألقيت قنبلة على سوق الخضار في مدينة فلسطينية ووقع الكثيرون بين قتيل وجريح وكذلك على حافلة عربية فقتل ركابها، وألقيت قنابل على سوق حيفا، فوقع ۳۸ بين قتيل وجريح. كما انفجرت سيارة بعد أيام في السوق نفسه فأودت بحياة ٣٥٠ عربيًا فلسطينيًا، وجرح المئات، كما حصل ذلك في سوق القدس، وأمام أحد المساجد، وفي سوق تل أبيب، وسينما ركس بالقدس، هذا في عام واحد قبل اشتعال فلسطين، وقبل اتباع سياسة المذابح الجماعية جهارًا نهارًا ووقع في هذا العام وحده أكثر من 800 قتيل بفعل الغدر والإرهاب.
وتزايد معدل القتل في كل عام إلى أن جاءت فترة المذابح في وضح النهار تنفذها عصابات اليهود العسكرية الكثيرة منها:
۱- منظمة بارجبورا: أسست عام ١٩٠٧م.
٢- منظمة الحارس: أسست عام ١٩٠٩م.
3- منظمة البستار: أسست عام ۱۹۲۳م.
٤- منظمة الفيلق اليهودي: أسست عام ١٩١٥م.
5- فرقة البغالة الصهيونية: أسست عام ١٩١٥م.
٦- منظمة النوطويم: أسست عام ١٩٣٦م.
7- الهاجاناه: أسست عام ۱۹۲۰م.
8- منظمة البالماخ: أسست عام ١٩٤١م.
٩- منظمة اتسل: عام ١٩٣١م.
۱۰- الأرجون: نفس العام.
۱۱- منظمة المحاربون من أجل إسرائيل: عام ١٩٤٠م.
۱۲- منظمة شيترن: عام ١٩٤٠م.
۱۳- منظمة المستعربون: عام ١٩٤٠م.
1٤- منظمة اللواء اليهودي: عام ١٩٤٤م.
هذا عدا المنظمات الأخرى الأصغر التي تبلغ العشرين، وكان بعض المنظمات يبلغ تعداده ٤٠ ألف مقاتل متعطش للدماء مثل منظمة «الهاجاناه» ولهذا كان حجم المذابح اليهودية للشعب الفلسطيني الأعزل تفوق التصور، وتتجاوز الخيال ولأجل ذلك سنذكر بعضًا من هذه المذابح لبيان حجم الرعب والفزع الذي حل بهذا الشعب الأعزل المسكين، فمن تلك المذابح:
۱- مذبحة سوق خضار نابلس.
۲- مذبحة سوق خضار القدس.
3- مذبحة سوق حيفا.
وقد أجريت هذه المذابح وغيرها الذي يبلغ المئات، ولم يكن طابعها قد تطور بعد إلى طابع إبادي عام ولكن منذ سنة ١٩٤٧م تطورت المذابح إلى الطابع الإبادي العام، من هذه المذابح:
1- مذبحة دير ياسين ٩ أبريل ١٩٤٨م.
2- مذبحة قرية الشيخ وحواس ٣١ ديسمبر ١٩٤٧م.
٣- مذبحة قرية سعسع ١٤ فبراير ١٩٤٨م.
٤- مذبحة قرية وفرت ٢٧ فبراير ١٩٤٨م.
5- مذبحة كفر حسينية ١٣ مارس ١٩٤٨م.
٦- مذبحة بنيا ميناه ٢٧ مارس ١٩٤٨م.
7- مذبحة ناصر الدين ١٤ أبريل ١٩٤٨م.
8- مذبحة تل لتفنسكي ١٦ أبريل ١٩٤٨م.
٩- مذبحة حيفا ٢٢ أبريل ١٩٤٨م.
۱۰- مذبحة بيت داراس ۲۱ مايو ١٩٤٨م.
۱۱- مذبحة اللد عام ١٩٤٨م.
۱۲- مذبحة كفر قاسم عام ١٩٥٦م.
۱۳- مذبحة قبية عام ١٩٥٢م.
١٤- مذبحة الدوايمة 29/١٠/19٤8م.
١٥- مذبحة يازور ديسمبر ١٩٤٨م.
١٦- مذبحة شرفات ۷ فبراير ١٩٥١م.
۱۷- مذبحة بيت لحم ٢٦ يناير ١٩٥٢م.
۱۸- مذبحة قرية قلمة 29\1\1953م.
۱۹- مذبحة مخيم أبريج ١٩٥٣ م .
۲۰- مذبحة مخالين 29\3\195٤م.
۲۱- مذبحة دير أيوب ٢ نوفمبر ١٩٥٤م.
۲۲- مذبحة غزة الأولى 2\2\1955م.
٢٣- مذبحة غزة الثانية 4\4\1956م.
٢٤- مذبحة خان يونس ٣٠ مايو ١٩٥٥م الأولى والثانية 3\11\1971م.
هذا بعض من كل في داخل فلسطين، وذلك لتمهيد الطريق أمام الاستيطان الاحتلالي في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولهذا اختار المخطط الإسرائيلي بعناية نمط القتل الجماعي والمذابح بوصفه أكثر أنواع الإرهاب دموية، وأوضحها فجاجة، وبعد أن دخلت القوات الإسرائيلية تلك القرى واحتلتها شهد من تبقى من أهلها سلسلة من عمليات القتل الجماعي والتصفيات للمدنيين العزل دون تمييز بين طفل وامرأة وشيخ، كما لا بد أن يذكر مئات الأسرى والجرحى المصريين الذين تم قتلهم ودفنهم في مقابر جماعية، وقد سجل مراقبو الأمم المتحدة وهيئة الإغاثة للاجئين التابعة للأمم المتحدة ذلك في تقارير عديدة وقد اكتشف العديد من القبور الجماعية، هذا وبعد اندلاع الانتفاضة وتنفيذ إسرائيل لمخطط تكسير عظام الفلسطينيين قدرت حصيلة الإرهاب اليهودي الصهيوني من ۸۷ - ۱۹۹۱م بحوالي ۱۰۰۰ شهید ۹۰ ألف جريح ومصاب، ١٥ الف معتقل، فضلًا عن تدمير ونسف ۱۲۲۸ منزلًا. هذا عدا مذابح صبرا وشاتيلا في بيروت ومذبحة الحرم الإبراهيمي ... إلخ.
حجم هذه الدماء كفيل بإحراق شغاف أي قلب ولو كان خائنًا.. وكمية هذه الأشلاء كفيلة بإحياء همة أي إنسان ولو كان ميتًا، وضياع قطر بأكمله وتشريد أهله ومحو رسمه وهويته قادر على تحريك أي قلب وبعث أي همة ولو كانت جمادًا أو حديدًا .
فما هي إذن تلك الأسباب التي جعلت عرفات يشرب هذه الدماء ويلوك تلك الأشلاء ويسير على جماجم الشهداء، ليسلم أمته لأعدائها، ويمنع فصائل الجهاد من مزاولة عملها وتحرير بلادها؟ وما الذي ينسيه تاريخ القهر الإسرائيلي والذل الصهيوني لبلاده وشعبه إن كان ينتمي إليه حقيقة، وينتسب إليه فعلًا، ويشترك معه شعورًا؟!. ما كنت أظن أن أي إنسان يدمر مثل هذا التدمير ويضيع كل هذا الضياع وينحدر كل هذا الانحدار في أي ملة أو نحلة، فضلًا عن أن يكون مسلمًا وينتمي إلى تاريخ مليء بالعز والفخار والرجال فهل عرفات حقيقة منا ونحن منه، أم أنه أنفصل عنا ونفض يده منا؟ وهل هو نسيج وحده في أمتنا أم له اضراب وأمثال؟ يشربون الدماء ويلوكون الأشلاء، ويسلمون أمتهم للأعداء، نسأل الله الهداية والتوفيق والرشاد!!
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل