العنوان لمسة قلم •••
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 09-أبريل-1974
مشاهدات 17
نشر في العدد 195
نشر في الصفحة 43
الثلاثاء 09-أبريل-1974
ستفقد أشياء كثيرة كنت تعملها، وتجدها قبل هذه الفترة، فستقل رؤيتك للمصلين في المسجد، وستقل فرص العبادة بالنسبة لك، وستفقد الأجواء الروحانية، وسيحل بدلًا منها أجواء أخرى من العلم والمعرفة، فقد تضعف النفس فتمل من الدراسة، ويقل رصيدك الروحي، وهذا خطر عليك، وعلى دراستك، فمن الآن حاول أن تقي نفسك هذه الشرور حتى تحفظها من ورود المهالك.
ففي مثل هذه الفترة عيِّن لك وقتًا من أوقات راحتك لزيارة أخ لك في الله تجلس معه، وتأنس به بعيدًا عن أجواء الدراسة، يُذكِّر كل منكما الآخر بالله عز وجل، ويفيد كل منكما الآخر، وحاول أن تزيد من قراءة القرآن هذه الفترة، وليكن قلبك موصولًا بالله، ولا يفتر لسانك عن ذكره، إن الله عز وجل معك، وأشعر أن عملك هذا ما هو إلا لوجهه تبارك وتعالى، وأسأل الله دائمًا بالتوفيق، وأكثر من الدعاء فهو مخ العبادة.
وهناك الكثير من فضائل الأعمال التي من الممكن أن تقوم بها دون أن تؤثر على وقت دراستك، أو تعطل برنامجك الدراسي، احرص عليها، ولا تجعل وقتك يذهب سدى دون أن تستفيد منه في طاعة الله عز وجل، أعلم أن هذه الفترة عصية تجف بها الأرواح، وتتوتر فيها الأعصاب إن لم يكن لك عاصم من الإلتجاء إلى الله عز وجل، والتمسك بكتاب الله ضعفت نفسك عن مواصلة الطريق.
وكلمة إلى اللذين يشعرون ببعض التخلف في بعض المواد اتكلوا على الله عز وجل، واجتهدوا، وقدموا العمل طاقتكم، واعلموا أن الله عز وجل ربكم، فاستعينوا به، ولا تفكروا بالرسوب، ويأخذكم اليأس؛ فما زال في الوقت متسع، ورحمة الله موجودة مع الجهد المبذول، واخلصوا نياتكم لله عز وجل تفلحوا في دنياكم وأخراكم.
تبعًا للتغييرات التي حدثت في كلية التجارة والاقتصاد، والنظام الجديد المطبق فيها، اتبعت طريقة جديدة في تدريس اللغة الإنجليزية تختلف عن السنوات السابقة؛ ففي هذه السنة استقدم أساتذة أمريكان لتدريس هذه المادة، واتبعت كما يقولون أساليب جديدة في تدريس اللغة الإنجليزية.
ولكني لا أجد فرقًا يذكر بين ما يدرسه الطالب الجامعي والطالب المتوسط، أو الثانوي فالطالب في القسم الدراسي الأول يدرس ما يدرسه الطالب في المتوسط، والأسلوب المتبع نفس الأسلوب القديم، ولم نر فيه حداثة، والطلبة غير مستفيدين من هذه المادة، ويجدون صعوبة في الاستمرار فيها، ولا يجيدون أي تطبيق عملي مع باقي المواد، فهم يدرسون قواعد عادية لا يلبثون أن ينسوها إذا انتهوا من دراسة هذه المادة لعدم ارتباطها مع المواد الأخرى حتى لو أراد الطالب أن يقرأ كتابًا أجنبيًا في الاقتصاد، أو التجارة، فلن يستطسع أن يقرأ اعتمادًا على دراسته هذه فإنها لا تعينه في ذلك
بل إن النظام القديم في تدريس اللغة أفضل بكثير من هذا النظام؛ لأنهم في السابق كانوا يدرسون المصطلحات التجارية والاقتصادية، وأشياء تمس دراستهم فلذلك يستفيدون منها في قرائتهم للكتب الخارجية.
أما حسب النظام الجديد فلا يمكن لهم ذلك، فلو نظرت إدارة الكلية في هذا الأمر واستفتت الطلاب في ذلك وعرفت أراءهم، ثم تعمل على التغيير حسب الرأي الأرجح لأن المقصود الأول هو فائدة الطالب، نرجو ذلك!
••• الثقافة الإسلامية في الجامعة
تجتاح حضارة الغرب موجة من الخواء الروحي، وآخرها موجة العري التي اكتسحت أمريكا، وأوروبا، وقام بها الطلبة، وهي إن دلت على شيئ فإنما تدل على الخواء الروحي الذي تشعر به هذه المجتمعات، فلا تجد متنفسًا تتنفس فيه إلا هذه المظاهر وهذه الأعمال.
ونحن نلاحظ أيضًا ما يسير إليه شبابنا من خواء في أرواحهم، وفراغ فكري في عقولهم، فتجدهم يقلدون الغرب التقليد الأعمى الذي يؤديهم إلى الهاوية بل هم باتوا يفوقون الغرب في صرعاته الجنونية، وآخرها مسابقة أقيمت في الكويت بما يسمى «عرش الجياكر»، فالشخص القبيح جدًا يحصل على كأس الفوز.
هذه المظاهر كما قلنا تحتاج إلى تقويم، وتقويمها لا يكون إلا بملء نفوس الشباب؛ ملؤها بالإيمان بالله عز وجل، وملؤها بالإسلام، لذا فنحن نرى في الكثير من الدول العربية اتجاه نحو تدريس الثقافة الإسلامية في الجامعات، والاهتمام بتدريس الدين في المدارس.
ولكننا في الكويت نرى عدم الاهتمام من الوزارة بتدريس مادة التربية الإسلامية، ونرى في الجامعة عدم الإهتمام بها، فمادة الثقافة الإسلامية غير أساسية في الجامعة، وبحاجة لإعادة نظر في منهجها، وطريقة تدريسها، فأنى نجد الإستجابة لدى الطلبة وهم يريدون هذه المادة تقدم لهم بصورة ثقيلة على نفوسهم؟
إنَّ مجلس الجامعة عليه أن يدرك مدى أهمية تربية النشء على الإسلام، وهؤلاء طلاب جامعة سيكونون هم القادة في المستقبل فتربيتهم على الإسلام لازمة لحفظهم، ولضمان نتاجهم الجيد، فالمطلوب تعديل مناهج الثقافة الإسلامية بحيث تصبح حيوية، وإن مادة الثقافة الإسلامية مادة أساسية مطلوبة من الطلبة، وأن يهتم مجلس الجامعة بهذه المادة، وبالإسلام ككل لأنه لا حافظ لهذا الشباب إلا الإسلام.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلقراءة في كتاب «مقدمة ابن خلدون» (12) الكلمـة أمانـة ومسؤوليــة
نشر في العدد 2176
49
الأربعاء 01-فبراير-2023