; ليتهم يعلمون الحقيقة! | مجلة المجتمع

العنوان ليتهم يعلمون الحقيقة!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 08-أغسطس-1972

مشاهدات 15

نشر في العدد 112

نشر في الصفحة 29

الثلاثاء 08-أغسطس-1972

«لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها»

                                                                «قانون حضاري»

الإجابات كانت واحدة... والأطراف المتكلمة مختلفة تمامًا... فإجابة واحدة حول قضية واحدة من ممثلين للصين وروسيا وأمريكا لا تعنى إلا شيئًا واحدًا.. تعني أن الأمر أصبح فوق مهاترات السياسة وسيولة الكلمات... أي كلمات!

وربما لأول مرة تتفق أمريكا والصين وروسيا حول قضية بهذا الوضوح وبهذه الطريقة.

أما أطراف الكلام... فقد عرفناهم.. إنهم الممثلون الحقيقيون لقضية الصراع في العالم اليوم.. وأما القضية الواحدة التي اجتمع رأيهم.. -الذي لم يجتمع أبدًا- حولها.. فهي قضيتنا نحن.. نحن العرب.

لقد اتفقوا جميعًا على أننا أمة لا تستحق الحياة... أمة غير جديرة بالبقاء.. ولقد ألمعوا جميعًا إلى أننا أمة (....) أمة تفتقد أبسط ألوان الشجاعة.... لقد وجه المندوب الصيني في الأمم المتحدة حديثه إلى خمسة سفراء عرب -دون سابق حديث-، في غيظ قائلًا لهم:

«أنا لا أفهم كيف لا يستطيع مائة مليون عربي التغلب على أقل من ثلاثة ملايين إسرائيلي.. إني أعتقد أن السبب الوحيد هو الروح الانهزامية المتفشية بينكم والتي ما زالت مسيطرة حتى الآن.. أنتم لا تريدون أن تحاربوا وهذه خلاصة مشاكلكم.. لا تبحثوا عن حل لمشكلتكم في عواصم العالم... ابحثوا عنها في داخلكم وفي نفوسكم».

هذا هو رأي ثمانمائة مليون نسمة.

وعندما كان الرئيس السوري في موسكو.. قال الروس له: ماذا تريدوننا أن نفعل؟ نعطيكم طائرات الميغ، فيهرب طيار عربي بطائرته إلى إسرائيل أو تأسر إسرائيل طائراتكم أو تتركون الأسلحة كلها في الأرض وتمشون!! فلماذا تطلبون المزيد من الأسلحة، وكيف تريدوننا أن نأمن عليه؟!!

وهذا هو رأي القوة الثانية في العالم ... صديقة التقدميين العرب... هذا هو رأيها فيهم... وفي حصاد سلوكهم!!

ونفس المعنى ردده مسؤول أمريكي... حين قال مسؤول عربي: إننا لا نستطيع أن نهضم هزيمة مائة مليون شخص أمام مليوني يهودي... إن مشكلتكم ليست معنا ولا مع الاتحاد السوفياتي... إنها مع أنفسكم.

لقد اتفق العالم كله ـبالرغم من ميوله المتنازعة- على أننا أقل من مستوى الحياة... أقل من أن نستحقها... هذه كلمه للمستقبل... مستقبل الجيل المجاهد الجديد!!

 

الحب

مجتمع الكراهية لا يلد إلا الكراهية، والذين يتعاملون مع الناس بالحب، يغرسون الحب ويجنون على المدى القريب أو البعيد الحب كذلك، أما الكراهية، فلا تلد إلا الكراهية، والناس لا يقتنعون بالكراهية ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ (آل عمران: ١٥٩).

هل يفهم هذا أولئك الذين يحاورون باسم الإسلام ويجادلون عنه؟

 

هكذا علمنا تاريخنا

عندما استقر مقام الرسول عليه الصلاة والسلام بالمدينة المنورة.. كان من أبرز الأعمال السياسية التي قام بها.. معاهدته مع اليهود.. يهود بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة.

ولكن: هل احترم اليهود هذه المعاهدة التي وقعها معهم أشرف الخلق -عليه السلام؟ إن التاريخ يقول: لا وألف لا.. فمن أول يوم استقر فيه الإسلام بالمدينة واليهود يكيدون له ولرسوله وللمسلمين.. حاولوا قتل الرسول خيانةً وغدرًا.. وحاولوا هتـك أعراض المسلمات الصالحات.. وحاولوا أخيرًا خيانة الرسول خيانة عظمى للقضاء عليه حين انضموا إلى أعدائه من قريش والمشركين في حصار الخندق، حين كان المسلمون معرضين لخطر الإبادة... وحين زلزلوا حتى قال الرسول والذين معه.. متى نصر الله؟! هكذا علمنا تاريخنا..

فهل يفهم الذين يمنون أنفسهم بمعاهدة يحيون سعداء في ظلها.. مع اليهود.. وهل يتعلمون؟

 

مطلوب.. مؤلف لهذا الكتاب

المرأة التي ركع أمامها أشباه الرجال

كلهم يتسلقون الجدران إليها.. كلهم يتمنى نظرة عطف.. شمولًا برضا... وكلهم يقول لها ما قاله شاعر مسكين:

بالباب سيدتي أخذت مكاني
 

 

أما الدخول فليس في إمكاني
 

.....................

والمرأة جادة حازمة.. لا تبالي بهم.. بل -على العكس- تتركهم يثرثرون.. يستوردون لها نظريات الجدل.. يتقربون إليها بما قالته لهم في بروتوكولاتها.. نعم، فهذه المرأة تمشي وفق بروتكولات.. وهم يقبلون منها كل شيء.. ويبحثون فقط عن نظرة العطف!

ثلاث مرات خالدات في التاريخ جثا -الرجال- أمام بابها! واكتشف التاريخ حقيقة مهمة.. حقيقة الصنف الثالث الذي جادت به علينا حضارة العصر.. الصنف القوي جدًّا والعظيم جدًّا في الكلام.. والضعيف جدًّا والهزيل جدًّا.. في الفعل.

هذه المرأة.. تحتاج إلى مؤلف يكتب عنها.. وهي على استعداد لأن تعترف للمؤلف بالحقيقة.. لأن تقول له: إنها امرأة.. وإنها ليست أقوى من أقل رجل.. وكل قوتها أنها لم تجد أمامها هذا «الأقل رجل»، أنها وجدت: «أسد عليَّ وفي الحروب نعامة».

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل