العنوان ماذا جرى؟
الكاتب عبد الله العبادي
تاريخ النشر الثلاثاء 29-أغسطس-1972
مشاهدات 19
نشر في العدد 115
نشر في الصفحة 30
الثلاثاء 29-أغسطس-1972
قال تعالى: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡه﴾ (آل عمران: 85)، ويقول تعالى: ﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ﴾ (آل عمران: 19)، ويقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»، في مثل هذا الوقت الذي نرى فيه كثيرًا من غير المسلمين يدخلون في الدين الإسلامي طائعين راغبين دون تأثير خارجي، وقد دخلوا في هذا الدين الحنيف بعد التمعن الجاد بعقيدة قوية راسخة لما رأوا فيه من صفاء للنفوس ورياضة روحية وعدالة اجتماعية، وعدم تفرقة بين أفراده؛ فالمسلم الغربي أخ للمسلم الشرقي والأبيض أخ للملون والأعجمي أخ للعربي «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى» «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم» «المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا» «كلكم لآدم وآدم من تراب»، وكلها من أقوال الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه.
فقد دخلوا في الإسلام وهم منشرحو الصدر رغم المضايقات العديدة والمتاعب والصعاب.
فقد ثبتوا على عقيدتهم، وساروا في طريقهم وجاهدوا في الله حق جهاده، أقول في مثل هذا الوقت بدأ الشباب المسلم -وخاصة العرب منهم- يتخلصون شيئًا فشيئًا من تعاليم الإسلام وقيمه الروحية والمعنوية والأخلاقية وبدأوا يخلعون ثياب الحشمة والوقار والسلامة ليلبسوا ثياب الندامة والانحطاط في الأخلاق التي فصلها أعداء الإسلام وزخرفوها من الخارج بالألوان الجذابة، والتي تبهر المنخدع لأول نظرة، ونسيجها في الحقيقة أو هي من نسج العنكبوت.
مثل هؤلاء الشباب كثيرون في وطننا وبين ظهرانينا ممن نقموا على الدين الإسلامي الحنيف فخرجوا عليه ليحاربوه وليحطوا من قدره وذهبوا إلى الأعداء ليطلبوا عندهم الحرية والديمقراطية... فإذا بهم يقعون في الشراك التي نصبت إليهم، وهم - للأسف - لا يدركون الخطر المدلهم الذي يهددهم كالأسماك التي وقعت في مصيدة صياد فهي تسبح وتمرح فيما وُضع لها من حشائش ملونة وطعام مزخرف، ولكنها لا تدري ماذا يكون مصيرها بعد برهة من الزمن. هكذا حال شبابنا المخدوع المتهور اليوم قد انخدع بمظاهر الحياة المادية وبحضارات زائفة، وبما جلبته لهذه الأمة من تعاسة وشقاء ودمار .
ترى الشباب اليوم ليس لديهم إيمان قوي يردعهم عن مواقف التيه أو خلق كريم يمنعه عن السفاسف.
هكذا ابتلي شباب الإسلام وانخدعوا في هذا الوقت الذي نحن فيه في أشد الحاجة إليهم لينقذوا فلسطين والقدس وسيناء والمرتفعات السورية من أيدي الغاصبين، وفي هذا الوقت الذي يكيد الشرق والغرب على السواء للإسلام والمسلمين، وفي هذا الوقت الذي تخطط فيه إسرائيل لتبتلع مساحة من النيل إلى الفرات، وفي هذا الوقت الحرج بالذات يتطلع شبابنا إلى الحضارات الزائفة، وما يصل إليهم من سموم ليطبقها تطبيقًا عمليًّا.
في كل شيء حذوا حذوهم حتى وصل بهم الأمر إلى أن يتشبهوا بالفتيات فأطالوا من شعورهم ووضعوا السلاسل الذهبية في أيديهم ورقابهم، بل لبسوا البنطلونات الضيقة من أجل تفصيل أجسامهم ووضعوا الحمرة والبودرة، فيا حسرة على الشباب ويا حسرة على ضياع أعمارهم!!
هذا حال شبابنا اليوم هتفوا مع الهاتفين، وصفقوا مع المصفقين دون أن يعلموا الخبر، وعاشوا في أوهام عجيبة، وتركوا الحقيقة، فلا يدرون إلى أين تسير بهم القافلة وإلى أين يؤدي بهم الطريق.
إنها مشكلة تريد حلاًّ جذريًّا فما هو الحل؟ وعلى من تقع المسؤولية؟
الجواب عند أولياء الأمور ورجال التعليم.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلليبيا: حكومة «الإنقاذ» تعود للمشهد السياسي من جديد مركز دراسات الجنوب الليبي للبحوث والتنمية - طرابلس
نشر في العدد 2101
789
الثلاثاء 01-نوفمبر-2016