العنوان ماذا فعل بنا كوهين الكويت؟
الكاتب د. إسماعيل الشطي
تاريخ النشر الثلاثاء 12-أكتوبر-1982
مشاهدات 15
نشر في العدد 590
نشر في الصفحة 16
الثلاثاء 12-أكتوبر-1982
إيللي كوهين جاسوس يهودي أرسلته إسرائيل لتدمير سوريا من الداخل.. فدخل سورية باسم محمد ثابت وبصفته سوري الأصل من مهاجريها إلى البرازيل.. وعائد لخدمة بلده.. واستطاع هذا الجاسوس أن يصل إلى مائدة إفطار الرئيس السوري ويتغلغل بالحزب الحاكم حتى يصبح مرشحًا قويًّا لأهم الوزارات.. ثم تكتشفه الدولة فيعدم...
وقد ذكرنا الإخوة النواب في جلستهم الأخيرة بكوهين سوريا.. وذلك عند مطالبتهم بمعاقبة سيئ الذكر مدمر الاقتصاد الكويتي لشعورهم بأنه لا يختلف عن كوهين بشيء.
واتهام النواب لسيئ الذكر بأنه كوهين يعني أنه مدسوس على المجتمع الكويتي.. وجاء لأداء مهمة مرسومة ومخططة.. فهل هناك دلائل وشواهد على ذلك؟ ومن له المصلحة في ذلك؟ هذا ما سنجيب عليه.
- رفعت أسد سفاح الشام المشهور صاحب مصلحة كبرى في تدمير الاقتصاد الكويتي.. فهذا السفاح أقسم مرات عديدة بالانتقام من الشعب الكويتي عندما وقف نواب المجلس مع الشعب السوري ضد جرائمه.. وكوهين الكويت تربطه علاقات خاصة جدًّا برفعت الأسد.. وغالبًا ما يكون هذا السفاح في استقبال كوهين الكويت عند سفره إلى دمشق.. فهل كان دور كوهين الكويت الانتقام للسفاح المشهور من الشعب الكويتي؟
- الخلاف الأنجلو أمريكي في المنطقة.. وهذا الخلاف قد يدفع بعض الأنظمة لتفشيل السياسة الاقتصادية الكويتية ضمن ملاكمة التنافس الأنجلو أمريكي.. والمعروف أن كوهين الكويت تربطه علاقات حميمة وشديدة مع قيادات بعض هذه الأنظمة.. وقد أهدت إليه بعض الأنظمة طائرة خاصة لتنقلاته.. فهل لعب كوهين الكويت دورًا مزدوجًا في حلبة الملاكمة الأنجلو أمريكية ليقوم بتفشيل الاقتصاد الكويتي؟
- الديمقراطية الكويتية تعتبر نقطة الضعف في اللعبة الدولية في المنطقة.. فهذه الديمقراطية تتيح للشعب الكويتي أن يتخذ مواقف جادة وقوية ضد المؤامرات الدولية قد تؤثر على بقية شعوب المنطقة. وبما أن المنطقة مقبلة على تحولات جذرية وأبرزها تصفية المقاومة الفلسطينية.. فكان لا بد من إغراق الديمقراطية الكويتية بمشكلة حادة تتلهى بها عن مؤامرة تصفية المقاومة الفلسطينية.. فهل كان دور كوهين الكويت -وهو صاحب ارتباطات سياسية عالية- هو إلهاء الشعب الكويتي بمشاكله الاقتصادية وتوقيت تلك المشكلة في موعد تنفيذ المؤامرة على المقاومة الفلسطينية؟
كل هذه احتمالات ممكنة التصديق.. فهو في النهاية حقق الكثير.
- فقد جلب معه أساليب المكر اليهودية في جمع المال وكل طرق التلاعب على القوانين حتى فرخ سوقًا معقدًا ومتشابكًا في الكويت اسمه سوق المناخ.
- كما أشاع في الكويتيين العادات المبتذلة والتي كانوا ينكرونها على غيرهم.. حتى صار في الكويت من يصرف على عرس ابنته ملايين الدنانير، ومن يلقي ملايين الدنانير تحت أقدام المومسات.. ومن يصب في الليلة الواحدة مليون جنيه إسترليني على طاولة «الروليت» في نوادي القمار.. بل إن أحدهم أقام حفلًا وأحضر فيه «تورتة» قطرها عشرة أمتار.. فتنفرج هذه «التورتة» وتتطاير ليخرج من داخلها امرأة عارية يتسلى بها المدعوون.. إلى هذه الدرجة وصل الكويتيون.. وقد كانوا لا يفعلون ذلك.. إنه دمر سمعتهم قبل أن يدمر اقتصادهم..
- كما أفسد معاني الرجولة التي كان يتعامل بها تجار الكويت في السوق.. لم تعد كلمة الكويتي محترمة.. لا داخليًّا.. ولا عالميًّا.. لقد تبدلت معايير البيع والشراء.
- وأخيرًا حطم معان اجتماعية كثيرة.. وأصبح المجتمع الكويتي مجتمعًا وجلًا لا يثق بنفسه.. إن ما فشل فيه كوهين سوريا نجح به كوهين الكويت.. فهل يستيقظ الكويتيون؟ وهل يستيقظ العقلاء؟
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلإلى أبناء الأمة.. وإلى أعضاء مجلس الأمة – لا تلقوا سلاح المقاطعة يا أبناء الأمة
نشر في العدد 1057
103
الثلاثاء 13-يوليو-1993
الفلسطينيـــون يشيــدون بدعـــم «أردوغـــان» و«العدالــــة والتنميــــة» التركــــي لقضيتهــــم
نشر في العدد 2179
31
الاثنين 01-مايو-2023