; ماذا وراء تلفيق التهم لشباب مصر...؟ | مجلة المجتمع

العنوان ماذا وراء تلفيق التهم لشباب مصر...؟

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 06-سبتمبر-1977

مشاهدات 32

نشر في العدد 366

نشر في الصفحة 4

الثلاثاء 06-سبتمبر-1977

التعليق الأسبوعي

ماذا وراء تلفيق التهم لشباب مصر...؟

ماذا يجري في مصر؟

في البداية نقول: إذا أفردنا اهتمامًا خاصًّا لمصر وما يجري فيها فمرجع ذلك إلى اعتبارات خيرة، منها:

  • وزن مصر في العالم العربي – الإسلامي 
  • حرصنا على أن تظل بصبغتها الإسلامية 
  • حرصنا على تماسك وسلامة مجتمعها.

ونعود إلى نفس السؤال 

ماذا يجري في مصر؟

منذ قليل هاج الإعلام المصري، وجرّم أناسًا وحكم عليها بالإعدام قبل التحقيق. نعني الشباب الذي اتُهم بقتل الشيخ الذهبي.

وفي ذلك الوقت ارتبنا في القضية -بواعثها والحملة الإعلامية التي اقترنت بها- وقلنا: إن الأمر يبدو وكأنه تشويه متعمد للانتعاشة الإسلامية، وتخويف للشباب من السير في طريق الإسلام، والمطالبة بتطبيق شرائعه.

ومع الأيام تتكشف الحقائق، وتتوالى أدلة اتهام الاتهام.. بعد هياج الإعلام المصري في قضية من أسموهم - بجماعة التكفير والهجرة انكشف الهدف من وراء الحملة.

  • طالبت -روز اليوسف- وغيرها من الصحف المصرية بحل الجمعيات الدينية في الجامعات وقالت: إن هذه الجمعيات إنما هي خميرة التطرف الديني.
  • طالبت -رورز اليوسف- وغيرها من الصحف المصرية بفرض رقابة على المساجد وما يقال فيها. واعتبرت الأئمة والدعاة من المساهمين في تكوين نزعة التطرف.
  • من جهة أخرى تسربت معلومات عن مقتل الشيخ الذهبي، وأن اغتياله مشوب بملابسات قضية خطيرة وكبيرة.

من هذه المعلومات المسربة: أن الشيخ الذهبي كان الشاهد الوحيد في قضية فساد مالي ضخم تناولت بعض الكبراء.

وكان الشيخ الذهبي مُصرًّا على كشف الحقيقة تبرئة لذمته وساحته.

وكان موعد نظر القضية هو اليوم التالي لمقتله، أي أن الاغتيال قبل نظر القضية بساعات.

فهل هذا توقيت عفوي.

  • ثم نسمع اليوم هياجًا جديدًا.

اعتقلت السلطات المصرية عشرات من الشباب بتهمة تكوين تنظيم جهادي يهدف إلى تقويض نظام الحكم.

الحق أن هناك -خطة- لتشويه البعث الإسلامي الجديد.

لكن من المؤكد أن هذه الخطة ستفشل.

  • فأساليب الاتهام والتلفيق أصبحت مكشوفة لا ينخدع بها أحد.

وانكشاف أمر الملفقين دليل على اهتراء أساليبهم وعقم تفكيرهم، ودليل على فشلهم بالتالي.

  • سبقهم في هذا الطريق صلاح نصر، وشمس بدران، وشعراوي جمعة، وبقية الزبانية.

فذهب هؤلاء ملطخين بما صنعوا.. وبقي الإسلام وأولياؤه وأحباؤه والعاملون له.

فهل يريد الذين مردوا على التلفيق مصيرًا مثل مصير الغابرين؟

قوة الردع تردع من..؟

ماذا دهى العالم العربي.. أنظمته وشعوبه؟

العدو الصهيوني يتصرف في لبنان وكأنه جزء من الأراضي التي احتلها من قبل.

يدخل في جنوب لبنان كما يشاء ليعمل ما يريد.

وقوات التحالف الصليبي تساعده وتسانده جهرة وتجري هذه الاحداث والأنظمة ملفوفة في سكون مطبق.

كان ينبغي أن تنتقل جيوش عربية إلى لبنان لإحباط خطط العدو ومنعه من كسب جبهة جديدة تعينه على عدوانه.

لكن لم نر جيشًا تحرك لأداء هذه المهمة.

والجميع اكتفى - بقوات الردع العربية -.

ونحن نسأل: هذه القوات ذهبت إلى لبنان لتردع من؟

على ذهبت لتردع التحالف الكتائبي؟

لا.. طبعا.. لأن الكتائبيين يتحركون ويعتدون بمطلق الحرية.

هل ذهبت لتردع اليهود.

لا. طبعا لأن اليهود فعلوا -في ظل قوات الردع- ما لم يستطيعوا أن يفعلوه قبل مجيئها.

هل ذهبت لردع المسلمين والفلسطينيين؟

إن التخلي عن حقوق هؤلاء المظلومين أقوى جواب عن هذا السؤال.

وحتى لا تصبح هذه المهمة سُبة في وجه كل من اشترك فيها ينبغي أن تتغير مسؤولية قوات الردع العربية فتصبح قوات تردع اليهود وحلفاءهم الكتائبيين.

ولا يجوز الاتفاق -والخطاب موجه إلى الدول العربية الغنية- على هذه القوات ما لم تتغير طبيعة مهمتها. فتصير في خدمة قضايا الإسلام والعروبة.

الرابط المختصر :