العنوان ماذا يريد اليسار من العمل الفدائي؟ (2)
الكاتب جمال النهري
تاريخ النشر الثلاثاء 24-مارس-1970
مشاهدات 26
نشر في العدد 2
نشر في الصفحة 18

الثلاثاء 24-مارس-1970
● ملخص ما نشر في الحلقة السابقة
● إن الإستراتيجية هي فن بلوغ الهدف
● أضواء على الجسر المقام بين اليسار والصهيونية.
● وحدة التفكير عند قائد الإرجون.
● صور من عام ١٩٤٨:
كان حزب «الأقلية» السعدي هو المسيطر على الوزارة في مصر في ذلك الحين بينما كان حزب الوفد ذو الميول الشعبية خارج السلطة. أما رئيس الديوان الملكي فكان إبراهيم عبد الهادي (سعدي)...! فإذن فقد كانت الوزارة والقصر تعملان بهارمونية واحدة.
فإذا نزلنا «للشعب» في الشوارع والريف والمصانع.. فإننا سنجد الزمام الشعبي في يد تشكيل الإخوان. أما الماركسيون.. بمختلف فرقهم المبعثرة. الجبهة الديمقراطية الحزب الشيوعي المصري.. حركة أنصار السلام..! فلم يكن لهم دور أو حس شعبي يذكر..
الزعامة اليهودية للحزب الشيوعي المصري.
وزاد من تلوث سمعة الماركسيين زعامته اليهودية من أمثال «هنري كوريل» وغيرهم من الصهيونيين المصريين.. والأفكار التي كانوا يدعون لها على استحياء في ذلك الحين لعقد صلح مع إسرائيل.. تنفيذا لسياسة الاتحاد السوفيتي!
● وفي ١٣ مايو١٩٤٨ أجرى مراسل اليونايتد بريس مع الملك فاروق حديثا هاما جاء في
السؤال الثالث:
«هل لي أن أسألكم عن اتجاهكم وأنتم تتربعون على عرش بلد يقطنه عدد كبير من اليهود، نحو «اليهود والصهيونيين»؟ وبغض النظر عن إجابة الملك في ذلك الوقت فإن هذا السؤال لم ينقطع ترديده منذ عام ١٩٤٨.. وإن تغيرت ألسنة الذين يرددونه ومن يعود لأعداد الأهرام في الفترة من ٢ مايو إلى منتصف يونيو١٩٤٨ يسمع ويرى عجبا..!
● المهم.. اجتمع اللواءات العرب وجرت الأحاديث أنهارا في الصحف... واكتظت الفنادق بالشارات الحمراء والأعلام المرفرفة..
أنباء ساخنة ما معنى اغتيال قواد فتح؟
قلت في نهاية الحلقة الماضية ما نصه «وما زال القتلة العموميون يقفون على نواحي السلطة وعلى استعداد لأداء هذه الخدمة (القتل) في مواجهة الفكر الذي يحمي الفعل الصائب»
ومن باب أولى أن يطلقوا نيرانهم على الفعل الصائب نفسه..
والحركة الفدائية بمقتل الملازم رياض عواد المسئول العسكري في منطقة «بنت جبيل» وواصف شرارة.. تؤكد تجاوزها مرحلة الإغراء.. فبدأ الخصوم في استعمال الأسلوب الثاني «الاغتيال». ولا شك أن التنبؤ باحتمالات المستقبل.. هو الذي يدرأ عن الحركة خطر خطة التصفية التي تطل بوجهها القذر !
● وتوالت بدايات معينة..
● حل جيش التحرير العربي لتخليه عن مهامه.
● وصرحت لبنان.. بمساعدتها لعرب فلسطين لأقصى حد.. وفي اليوم التالي قامت بترحيل ٣٥ ألف لاجئ في سن التجنيد! وأنذرتهم بعدم البقاء على حدودها أكثر من ٤٨ ساعة..
وفي ذلك الحين كان «كميل شمعون» وزيرا للداخلية!
وفي مجلس نواب سوريا صرح «الحوراني» (وهذا قبل أن تبدأ المعركة الرسمية) بأن معركة فلسطين توشك أن تنتهي.. وأن تدخل الجيوش العربية بعد ١٥ مايو لن يجدي!
البالماخ تعمل..
وفي الجانب اليهودي..
انطلقت قوات «البالماخ»، للعمل بلا تصريحات..
فسقطت صفد في ۱۰ مايو واستولت على مرتفعات باب الواد التي تفتح الطريق للقدس.
وبرز الضغط الدولي في نفس الوقت وتدخل «مستر بيقن» بإعلان هدنة مقابل عدم إعلان الدولة اليهودية..
إلى أي شيء ستؤدي الضغوط الدولية؟ وكم تستغرق من زمن؟
الرأي العام العالمي الذي يطالبنا -اليسار- اليوم باحترامه.. إنما هو مجرد «مصيدة فكرية».
ذلك أن الرأي العام العالمي انزعج للتقدم النسبي الذي أحرزته الجيوش العربية المتخلفة تكنبا في ذلك الوقت..
فطار جورج مارشال وزير خارجية أميركا واجتمع مع «بارودي» رئيس مجلس الأمن الذي تردد في كواليسه.. أن كلا من «روسيا وأميركا» ستلحان باتخاذ تدابير بالغة العنف ضد الدول العربية..
و«محمود فوزي» صرح نيابة عن مصر بأنها لن تقبل وقف إطلاق النار.
وكان نص الرد المصري «إن وقف القتال لن يفيد منه في الظروف الراهنة إلا تلك «العصابات» الصهيونية، وسيجر على العكس أوخم العواقب على (عرب فلسطين).. ولهذه الأسباب لا تستطيع الحكومة المصرية أن تستجيب إلى الدعوة الموجهة إليها من مجلس الأمن».
هل هناك نص أوضح من هذا.. وبرغم ذلك فبعد ثلاثة أيام..
● لقاء مَع النقراشي
وصل « برنادوت » للقاهرة.. وقصد «قصر عابدين» ثم ذهب ليلتقي مع «النقراشي» باشا (رئيس الوزراء ذلك الحين).. ولم يكد يتولى الكونت حتى صرحت الجهات الرسمية.. « بأن مصر كانت وما زالت نصيرة للسلام ».
وإذا جلست أنا أو أنت.. أو من نشاء من صفوف جماهيرنا العربية أو الإسلامية.. إلى الأحداث يقلب صفحاتها كما كانت تحدث يوما بيوم.. فسيجد مجموعة أفكار تطفو إلى سطح الأحداث لها جذور قد غرست بمهارة. سيجد فكرة التفرقة بين اليهود والصهيونيين قائمة أو مقامة في رؤوس العرب.. سيجد فكرة احترام الرأي العام العالمي واحترام موازينه.. سيجد هذه الأفكار جزءا من استراتيجية الخصوم الفكرية التي اندست في صفوفنا.. وكانت سببا من أسباب هزيمتنا..
واليوم يحمل هذه الأفكار بنصوصها عملاء اليسار المصري ويقدمونها لقوات المقاومة من أجل بث الضعف في صفوفها وإيقاع الهزيمة بها وبصفة أساسية في مراكزها العصبية الفكرية. وبغية إصابة مخ الحركة بالشلل.
أي عاقل يقبل هذه الدعوى ونتائجها؟
«إن بعضا من يهود إسرائيل (الشرفاء) يبشرون مع الفدائيين بالثورة الفلسطينية التي تبشر بدولة عربية»..
هل يكون اليهود كتائب للدفاع عن العرب؟
وهل يمكن تبعا لهذا المنطق مثلا أن يقوم اليهود الشرفاء بتكوين كتائب مسلحة تتضامن مع الحركة الفدائية للقيام بالثورة الفلسطينية المذكورة..
أم هل يجمع اليهود الشرفاء المال اللازم لتسليح حركة الفداء؟
ترى أي صورة يقدمها لنا اليسار المصري للتعاون بين قوى الفداء العربية أو الإسلامية وبين اليهود الشرفاء.. وإذا عجزنا عن الإجابة فهل نترك لمحمود العالم فلعله أقدر- وهو كذلك بالتأكيد على تحديد هؤلاء الشرفاء من اليهود- وتحديد أوضاعهم في إسرائيل.. وتحديد كيفية « التفاهم ».. ومن ثم التعاون معهم. ولكن ما هو مكسب اليسار المصري الذي يتلقاه من الخلفية السياسية التي تجري فيها الأحداث؟
تدعيم اليسار المصري اليهودية العالمية
إن اليسار يتلقى دعما مؤكدا من اليهودية العالمية مقابل تحقيقه لأحد البنود الهامة من الاستراتيجية السياسية الإسرائيلية التي تنبني في أحد أركانها الهامة على اجتذاب ما يمكن جذبه من القوى الفاعلة في المحيط العربي والفدائي للتخاطب القوى الداخلية في إسرائيل.. وشغلها عن العمل المجدي في طريق القتال.
كذلك فإن اليسار المصري يتلقى الدعم من القوى المتخاذلة التي تسعى للسلم والتهادن على حساب القضية، والتي تخشى من استمرار القتال وتصعيده على مراكزها فتؤكد الوهم الذي يشيعه اليسار بإمكان «فك إسرائيل» من الداخل بواسطة الأصوات الشريفة لليهود الشرفاء، والتي يمتلك بالطبع مفاتيحها وأسرارها اليسار المصري.. !
تكتيكات الشيوعيين في الأردن والوسيلة الفكرية على المقاتلين
تحت عنوان العمل الفدائي ومسؤولية القوى الثورية العربية « كتب أحمد نبيل الهلالي معلقا على مقالة « للمناضل ».. الأردني فهمي السلفيتي نشرت في مجلة السلم والحرية والاشتراكية العدد ( ١٠ )، ( ۱۱ ) نوفمبر ۱۹٦۸ تحت عنوان « موقف الأردن وتكتيكات الشيوعيين » وننقل من مقالة الأخير هذه النبذ.
مضار العمل الفدائي
يتحدث المناضل الأردني.. في مقالة عن مضار العمل الفدائي قائلا «الاتجاه المغامر الذي يمثله الفدائيون له أثر سلبي على الجهود الرامية إلى تعبئة الجماهير تأييدا للأهداف السياسية التي أعلنها ميثاق الجبهة الوطنية».
ويقول « إن الأهداف غير الواقعية » للفدائيين تمثل خطرا على الحزب والحركة الوطنية في الأردن.. !
ويتحدث المقال في سياق عرضه للبرنامج الطارئ للشيوعيين الأردنيين... «يدعو البرنامج إلى تسوية سلام، ويدين الاتجاهات المغامرة بعد الهزيمة مؤكدا تمسكه بالتعايش السلمي... »
ويقول السلفيتي «إن الظروف لم تتضح، لا في الأردن ولا في أي بلد عربي للنشاط الفدائي داخل أو خارج الأرض المحتلة».
ويفخر المقال قائلا: «لقد صمدنا لضغوط من بعض المصادر التي كانت تريد توريطنا في أعمال مختلفة لم تنضج الظروف لخوضها بعد».
ويتلخص كلام المناضل الأردني.. على حد تعبير نبيل الهلالي:
● إن العمل الفدائي ضار بالأهداف السياسية التي أعلنها ميثاق الجبهة الوطنية.
● إن العمل الوطني خطر على الحزب والحركة الوطنية.. في الأردن.
● أما البرنامج البديل الذي يقدمه المناضل الشيوعي فهو:
1 - تسوية سلام.
2- إدانة للاتجاهات المغامرة وتمسك بالتعايش السلمي.
3 - عدم التورط في الأعمال الفدائية لان ظروفها لم تنضج بعد.
المقصود بزمام المبادرة
ومن واقع هذه الرؤية الشيوعية تجاه قضية الفدائيين تتبدى أهمية إشارة محمود العالم في مقاله السابق على أن «زمام المبادرة قد انتقل إلينا عسكريا وسياسيا ».. فالمقصود بالذين انتقل إليهم زمام المبادرة.. هم الرفاق الشيوعيون.. عبر الدول العربية.. والذين يتناولون القضية الفدائية.. باعتبارها وسيلة يمتطونها أولا يمتطونها بحسب تحقيقها أو أضرارها بوضع « الحزب » وطبقا للتخطيط الشيوعي الدولي..
ودليل ذلك أن نبيل الهلالي لا يستنكر - الشعارات القذرة التي يرفعها فهمي السلفيتي «المناضل الأردني ». باعتبارها خيانة للموقف الشعبي العربي والإسلامي بل هو ينتقدها لأنها تسيء إلى الحزب فهي مجرد « خطأ تكتيكي »..!
وهو يريد للشيوعيين العرب ألا يقعوا في الخطأ الذي وقعوا فيه في عام ١٩٤٨(١) لأن الشيوعيين العرب قد فشلوا في الماضي في طرح القضية الفلسطينية» واتخذ الشيوعيون العرب موقفا ذيليا، وسايروا الاتجاه العام الذي ساد الحركة الشيوعية العالمية يومها والذي أيد مشروع التقسيم.
الاشتراك في العمل الفدائي هل هو مغامرة؟
والكاتب يؤيد فهمي السلفيتي فيما ذهب إليه في وجوب توافر حد أدنى من الظروف الموضوعية حتى لا يعتبر الاشتراك في العمل الفدائي من قبيل المغامرة بالنسبة للحزب.. بمعنى ابتعاد الحزب الشيوعي عن الاشتراك إذا كان احتمال القضاء على حركة الفدائيين أكبر من احتمال استمرارها. إن الحزب ورجاله ينبغي ألا يتخلفوا عن ركوب الموجة المنتصرة.. وهم من الوجه الآخر ينبغي عليهم أن يحذروا ركوب موجة لم يتيسر لها الحد الأدنى من الظروف المواتية للتحرير..
المبدأ.. والأرض.. والحزب..
والمسألة هنا لا علاقة لها بالمبدأ أو بالأرض.. إنما هي تتعلق «بالحزب» والسؤال هو هل من صالح الحزب أن يشترك أو لا يشترك؟ والكاتب يقول «ولا نزاع في أن بدء النشاط الفدائي قبل أن يتوافر حد أدنى من الظروف الموضوعية يعتبر من قبيل المغامرة؛ لأن النشاط الفدائي قادر على سرعة إنضاج واكتمال الظروف المواتية للتحرير إلا أنه لا يستطيع أن يخلق الظروف من العدم».
سيدي لينين هل نتحرك الآن؟
ويوجه الكاتب نظر الرفاق اليساريين بالأردن إلى الخطأ المميت الذي وقع فيه الحزب الشيوعي الجزائري عند تقبيحه للثورة الجزائرية مما أدى إلى وصم الحزب في مواجهة الشعب الجزائري المسلم والشعوب العربية الإسلامية بوصمة تحتاج إلى جهود إعلانية ضخمة من جانب الحزب الشيوعي الجزائري حتى يتمكن من محوها من الذاكرة الشعبية الواعية.
يقول الرفيق بشير الحاج علي «هناك ثمة سبب آخر لفشلنا في تقدير الموقف تقديرا صحيحا - وهذا ينطبق بالصدفة على كل الأحزاب الوطنية الأخرى - ألا وهو المعالجة السطحية لتقييم تطور الحالة الثورية. إن الحزب الشيوعي.. كان يعتقد أن شن حرب وطنية في نوفمبر ١٩٥٤ كان سابقا لأوانه، لأن شروط الانتفاضة المسلحة كما حددها لينين لم تكن قائمة»؛ فالحزب الشيوعي الجزائري يسأل أولا:
سيدي لينين.. هل تتوفر الآن شروط الانتفاضة المسلحة؟
هل تتوفر الشروط الموضوعية التي تسمح للحزب أن يشترك دون أن يصبح اشتراكه مغامرة؟
فإذا جاءت الإجابة.. نعم.. إذا فليشترك الحزب..
وإذا جاءت الإجابة من الفقه اللينيين "لا" فلن يشترك الحزب!
وإذا اختبأ خلف «جهاز الفقه» الذي يجيب على الأسئلة الموجهة إلى لينين العظيم.. مصلحة فرنسية في الجزائر.. ومصلحة يهودية في فلسطين.. فإنه بلا شك سوف تتأثر الإجابات الصادرة من فقه لينين العظيم بصدد هاتين المسألتين. أما المقصود النهائي لليسار فهو الاستيلاء على حركة التحرير بعد أن تولد..
الاستيلاء على عقل حركة التحرير
بعد ضمان الظروف الموضوعية لنموها واستمرارها. المهم هو الاستيلاء على عقل «الحركة».. وليس هاما بعد ذلك من الذي يقوم بدور أجساد الجنود.! إن الرفيق جيلبرتوا منيرا كما يقدمه لنا الكاتب يقدم مشورته المخلصة في الحركة الثورية الكولومبية.. من أجل المزيد من الترشيد لتكتيكات الشيوعيين في الأردن.. وغير الأردن من البلاد العربية والإسلامية.. يقول الرفيق جيلبرتوا منيرا.. «حين انفجرت عفويا، في نهاية عام ١٩٤٩، النضالات المسلحة التي خاضها الفلاحون ضد سياسة الحديد والنار التي مارستها الحكومات الرجعية المتطرفة، اشترك الشيوعيون الكولومبيون بأشكال مختلفة، وبدرجات مختلفة، في هذه النضالات التي كان الكثير منها بإيحاء من العملاء السياسيين للبورجوازية الليبرالية ولقد استطاع «حزبنا» مشاهدة تعاظم مكانته ونفوذه، حيث استطاع الشيوعيون تولي قيادة حرب الأنصار وتوجيهها توجيها صحيحا..
وإذن فهذا هو الهدف..
● تعاظم نفوذ الحزب.
● تولي القيادة والتوجيه.
وهذه هي النصيحة الذي يقولها رئيس التحرير وكاتب المقال على لسان المناضل الكولومبي يقدمها للسلفيتي الذي تهور باتخاذ موقف يفضح تكتيكات الحزب الشيوعي.. بشأن القضية الفدائية تجربة من الجزائر وأخرى من كولومبيا.. ثم نصبح.. وإذا بزمام المبادرة قد انتقل إلينا عسكريا وسياسيا.. كما يقول محمود العالم...
إن تعاليم الماركسية توجب مساندة ودعم الثورات أو الانتفاضات أو الهبات إذا ما قامت بالفعل..
وها هي «إذن» قد تحققت بالنسبة للحركة الفدائية الفلسطينية.. وعلى ذلك فلتعط إشارة البدء. وليتسلق أعضاء الحزب الشيوعي فوق أكتاف التضحيات. الانتظار الذكي ثم قفزة سريعة في رشاقة الفهد الشرس، لتصبح الحركة في قبضة استراتيجية اليسار التي تعمل بصبر ودأب من خلال فريق قد أتم تدريبه في موسكو وروما وباريس..
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلقراءة في رواية «الكرنك»..لم يتغير شيء جوهري في حارة دعبس!
نشر في العدد 2173
18
الثلاثاء 01-نوفمبر-2022


