العنوان ما قل ودل
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 15-فبراير-1977
مشاهدات 16
نشر في العدد 337
نشر في الصفحة 18
الثلاثاء 15-فبراير-1977
وأناخ الزمن عامه الثامن والعشرين، عند نقطة البداية التي تفجر فيها دم الإمام الشهيد حسن البنا بأحد شوارع القاهرة، برصاصات الخيانة والغدر، والتآمر والحقد.. وكان ذلك في مثل يوم السبت الماضي، الثاني عشر من فبراير عام ١٩٤٩.
وظن الذين أطلقوا الرصاص على قلب الشهيد وقدموه هدية في يوم الاحتفال بعيد ميلاد «الملك المعظم!! فاروق»، ظنوا أنهم قد وضعوا نهاية الدعوة التي حمل لواءها، وجاهد في سبيلها، ولقي الله عليها، الإمام الشهيد، يوم أرسى قواعدها الثابتة في الإسماعيلية من عام ١٩٢٨م. ومضت السنون.. وإذا بالشجرة الطيبة المباركة، تمتد جذورها، ويصلب عودها، وتتعانق فروعها وأغصانها، وتتدانى ظلالها، وتتكاثر ثمارها فتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.. وإذا بدعوة الإخوان المسلمين التي قاد ركبها الميمون حسن البنا في موكبها الصاعد المتجه نحو الله، يقود جنده الغالبين فيها: ﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ (الأحزاب: 23). وستمضي الدعوة في طريقها الصاعد تحت عين الله، ما استقام فيها الصف، ووضحت فيها الرؤية، وتحددت الغايات والوسائل، والتقي فيها جندها على الله، وتعارفوا عليه، وان تنامت بهم الديار: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ (الحجرات: 13)، وذلك وحده هو الطريق، الذي به يجتاز الدعاة، جنودًا وقادة، كل الصعاب والمزالق والعقبات، التي يقيمها أعداء الإسلام- وهم كثيرون- على جنبات الطريق، وتحت مواطئ الإقدام.
ألا رحم الله الإمام الشهيد، فقد ترك لإخوانه من وصيته الجامعة، ما يجنبهم العثرات، وينير أمامهم الطريق، فقد كان حقا نعم الرائد القوي الأمين.