العنوان ما هي قصّة الكتابِ الذي يوَزّع في نيجيريا؟
الكاتب إبراهيم عمر محمد
تاريخ النشر الثلاثاء 14-أبريل-1970
مشاهدات 37
نشر في العدد 5
نشر في الصفحة 16

الثلاثاء 14-أبريل-1970
لن تعودَ بلادنا مسْرحًا للاستعْمار ولا للإلحاد
ما هي قصّة الكتابِ الذي يوَزّع في نيجيريا؟
بقَلم الأستاذ: إبْراهيم عُمر محَمّد
إن الأحداث الأخيرة في نيجيريا قد حرّكت أطماع الأعداء فينا فظهروا بأشكال مختلفة، من أقوال معسولة تخفي أهدافًا سيئة، ومساندة مادية هي ظاهرها معروف وأي معروف ولكنها في الحقيقة شبكة منصوبة لاصطيادنا والانقضاض على كرامتنا ومقدساتنا الدينية.
وسأتحدث -بكل اختصار- إلى القراء الكرام في الأسطر الآتية عن صراع المعسكرين الغربي والشرقي، أو بعبارة أخرى عن الأحقاد المسيحية والأطماع الشيوعية في نيجيريا -من الواضح أن الدول الغربية المسيحية وأذنابها: إسرائيل وروديسيا وجنوب أفريقيا- قد دبّرت أمرها بالليل وادّعت الحياد التام في شئون نيجيريا الداخلية، وعلى هذا رفضت أن تبيع لنا الأسلحة والمعدات الحربية لنقمع المنشقين المتمردين ونوحِّد بلادنا، ولكن لم يمضِ وقت قليل حتى افتضح أمر المستعمرين وظهر أنهم مع المنشقين يساندونهم مساندةً جدية وفعالة تارةً باسم الإنسانية وتارةً بدعوى حق تقرير المصير، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الوسائل الإخبارية لهذه الدول من دور الإذاعة والصحف قد قامت بخدمة المتمردين، كذلك تنشر دعاياتهم وتدعو الرأي العام العالمي للإنصاف لهم وتشوّه الحقائق الواضحة وتفسر الأحداث تفسيرًا خاطئًا.
هذا بالإضافة إلى الموقف العدائي الصارخ من الكنائس المسيحية وموقف بريطانيا المذبذب- هو الذي ألجأ نيجيريا إلى الاتحاد السوفيتّي الدولة الإلحادية- التي تعتبر خطأ ثمال اليتامى- تطلب مساندتها وبيعها؟
الأسلحة والمعدات واستجاب الاتحاد السوفيتي -مليئًا بآمال- لطلباتنا إلى آخر لحظة قضينا فيها على التمرد وحافظنا على وحدة البلاد.
ولسائل أن يسأل: لماذا تردَّدت الدول الغربية في مساندة نيجيريا، ولماذا انعكس الوضع في جانب الاتحاد السوفييتي؟ فالجواب على ذلك أقول: إن البواعث مختلفة ومتعددة الجوانب وذلك بحسب المصالح الاستعمارية. والذي يهمنا من هذه البواعث هو الناحية العقائدية. فالدول الغربية المسيحية ترى أن القضية دينية بحتة بين الشمال المسلم والشرق المسيحي، فلهذا تُفضّل هذه الدول مساندة إخوانهم في العقيدة حتى ينتصروا وينتقموا شر انتقام من نيجيريا المتمثلة في الشمال المسلم.
وأما الاتحاد السوفييتي فيرى أن هذه الفرصة يجب انتهازها -ولا بد- ستمده بتربة خصبة لبذوره الإلحادية وبقاعدة هامة في أفريقيا الغربية بل وفي أفريقيا عمومًا.
لا أقول هذا الكلام جزافًا ولا أتهم المعسكرين باطلًا، بل عندي وعند كل منصف براهين قاطعة تثبت ما أقول وأكثر من ذلك، مَن منا يجعل موقف البابا وجميع الرؤساء الدينيين المنتمين إلى الطوائف المسيحية المختلفة في جميع أنحاء العالم؟
زار البابا أفريقيا لأول مرة للكيد بنا فكان أول بابا قام بزيارة أفريقيا. قام البابا مع عملائه بتأليف فرق الإغاثة المزعومة وذلك لتزويد المنشقين بالأسلحة، وقام البابا أكثر من مرة بتصريحات علنية توضّح تأييده واعترافه بدولة المنشقين.
وهكذا ظل البابا يحرك أعوانه وينفث فيهم سموم عدائه لنيجيريا إلى أن خيبه الله بسحق المتمردين.
دور الاتحاد السوفييتي
وأما الاتحاد السوفييتي فقد وقف بالمرصاد يسد جميع الطرق أمام الشعب النيجيري الذي خرج ظافرًا من الحرب الأهلية بفضله، ويحاول جاهدًا إغراءه بتقدّمه المادي حتى يسلبه دينه وجميع مقدساته وماضيه المجيد.
وفي سبيل تحقيق هذا الهدف المشؤوم أخرج الاتحاد السوفييتي كتيبًا بعنوان:
«الإسلام: نشوؤه ومستقبله» وقامت بتوزيعه على الشخصيات الإسلامية البارزة «الصداقة الشمالية السوفيتية» المزعومة والكتاب من منشورات «الجمعية الاتحادية لنشر العلوم السياسية والفنية - موسكو» وكاتبه: ل. ي. كليموفيتش. تُرجم إلى اللغة العربية، اللغة التي يُقدّسها الشعب النيجيري المسلم لأنها لغة القرآن. أدرك الملحدون هذا الارتباط العميق.
الجانب الشرقي لمسجد الأمير بايرو في كانو .
بين اللغة العربية وبــين المسلمين في بلادنا وأن الكتب المؤلفة بالعربية تكون أعمق أثرًا في نفوسنا وأجدر بالاطلاع والدراسة من غيرها وظهروا بكتابهم هذا، لا في لغة من اللغات المحلية المنتشرة كالهوسا مثلًا، ولا في لغة المستعمر، بل بهذه اللغة المقدسة.
قد يكون هذا الكتاب الأول من نوعه يهاجم المسلمين في عقر دارهم في نيجيريا، ولهذا كانت الضجة كبيرة ضده وضد الاتحاد السوفيتي والصداقة التي تولّت توزيعه، ولولا أن رئيس الصداقة أعلن براءة منظمته من مسئولية توزيع الكتاب وأنه هدّد القائمين بذلك، ولولا أن براهينه قوية لظهور فعاليتها في إيقاف توزیع الكتاب في أسرع وقت ممكن، لولا ذلك كله لاجتاحت المظاهرات كل ما له صلة قريبة أو بعيدة في نيجيريا بالاتحاد السوفيتي.
كتاب خطير
وعلى العموم فإن الكتاب قد أسفر عن حقائق خدمت الإسلام أكثر مما خدمت الإلحاد والملحدين، ذلك لأن الكتاب لم يزد المسلمين إلا استمساكًا بعقيدتهم وابتعادًا عن الذئاب في جلود الغنم، كما أنه علمهم كيف يعاملون من يخالفهم العقيدة أيًا كان، وذكرهم أيضًا بالموقف الصحيح الذي ذكره الكاتب الإسلامي الشيخ محمد الغزالي في كتابه «الإسلام في وجه الزحف الأحمر» ص ٢٠٥ حيث قال بصدد المعونات الخارجية:
«ونحن المسلمين -بداهة- نرحب بالعون المبذول ونقدره ونرى لزامًا علينا أن ندفع ثمنه المادي، وأن ننوه بالجميـل المسدي وألا ترى الشعوب التي أحسنت إلينا منا شرًا قط.
وليس يعني هذا في قليل ولا كثير أن نعتنق الشيوعية، أو نغمض العين عن كفرها بالله أو ننسى أحوال المسلمين الخاضعين لحكمها».
وأود -قبل الكلام عن مناقضات الاتحاد السوفييتي- أن أستعرض بعض فقرات الكتاب ليقف القراء الكرام على مدى السخف والعداء السافر للإسلام الذي يحويه هذا الكتاب الوسخ، الذي هو سبب من أقبح السباب للإسلام ورسوله وكتابه وكل ما يتصل به لأن ذلك كله من بقايا النظام الاستغلالي -كما يقول الكتاب-:
«وترجع معظم خصائص الدين الإسلامي في مراحله الأولية إلى ظهوره في وقتٍ نشأت فيه العلاقات الإقطاعية بين مجتمع بدائي تسوده اختلافات كبيرة من البدو والحضر» ص 11.
«وكان قواد الجيوش العربية حين احتلالهم المدن والقرى يبادرون إلى أعمال التخريب والتدمير ونهب واستعباد السكان المغلوبين وإبادة الكثير منهم» ص ١٤.
«وكان شعار الفاتحين مستندًا على الأنظمة الآتية المنسوبة إلى الخليفة الراشد عمر الأول (سنة ٦٣٤ - ٦٤٤) القائلة «إن المسلمين سيقتاتون على حساب أولئك (مخالفي الإسلام أي دافعي الضرائب ل. ك) طالما هم على قيد الحياة، ولما يموتون ونموت فأولادنا سيقتاتون على حساب أولادهم الذين سيظلون عبيدًا للمسلمين حتى يسود الدين الإسلامي» ص ١٦.
«إن وحدانية الإله التـي تُسيطر على مختلف مظاهر الطبيعة وتُوحّد قوى الطبيعة المتضادة ما هي إلا صورة لعات شرقي يظهر. بمظهر الموحد للناس، وهم في حالة خصام» ص ۳۷.
«إن فكرة وجود الله كان مفعولها دائمًا إخماد الحس الاجتماعي وتبديل شيء حي بشيء ميت، وما هي العبودية من أسوأ الأنواع، ولــــــم تربط فكرة وجود الله الفرد، بالمجتمع بل قيدت الطبقات المظلومة بالاعتقاد بآلهية الظالمين» ص ٤٥.
وهكذا يستمر الكتـاب وبهذا الأسلوب السخيف من أول صفحة منه إلى آخر صفحاته البالغة ٥٢ يحمل على الإسلام وعلى تعاليمه مشوهًا لمعالمه النيّرة. ولما كنت بصدد الرد على الكتاب كلمة في بحث مستقل فلا أرى ضرورة الاسترسال معه هنا.
وانكشفت الشيوعية
هذا هو الكتاب الذي قام الاتحاد السوفيتي بتوزيعه على أصدقائه -بزعمه- ولكن وعد الله بنصرة دينه رغـم أنوف الأعداء المخالفة لنا في العقيدة من المسيحيين والملحدين والمشركين وغيرهم من أصحاب العقائد الزائفة الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم.
لن تعودَ بلادنا مَسرحًا للاستعْمار ولا للإلحاد
هذا الوعد الحق الصادق ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ (التوبة: 33)، هو الذي خيّب سعى الاتحاد السوفيتي وجعله هباءً منثورًا كما خيّب سعي المبشرين المسيحيين من قبل.
لقد ظهرت غباوة الاتحاد السوفييتي وسوء تدبيره للأمور، ذلك لأنه لم يمضِ أكثر من ستة أشهر من عودة وفد كبير مؤلف من كبار المسلمين النيجيريين وعلمائهم وشيوخهم قاموا بزيارة الاتحاد السوفياتي للتعريف بأحوال المسلمين هناك.
كان الوفد تحت رئاسة أمير كانو، الحاج آدو باييرو وبمجرد عودة هذا الوفد قامت وكالات الصحف المرافقة له بنشر تقارير كلها ثناء عاطر على الاتحاد السوفييتي لاستبقائه على الإسلام والمسلمين وعلى ذخيرة إسلامية كبيرة في ولايات قوزاق والقفقاز وتاتارية وغيرها من الولايات الإسلامية في الاتحاد وممن ساهم بنصيب أوفر من ذلك، محرر صحيفة «الحق» التي تصدر بلغة الهوسا فإنه بذل كل مجهوده للدفاع عن الاتحاد السوفييتي وتفنيد التقارير القائلة بسوء حال المسلمين الساكنين هناك لم يمضِ أكثر من ستة أشهر تقريبًا من عودة هذا الوفد من الاتحاد السوفييتي -كما قلتُ آنفًا- ولم تزل كلمات الوفد المنشورة إثر عودتهم تتجلجل في الآذان، حتى فوجئنا بهذا الكتاب مقررًا الوفد ومصرحًا بما لا يقبل النقاش «إن شعوب الاتحاد السوفييتي العائشين مع بعضهم بعودة أخوية قد تظبوا علـى التأخر الاقتصادي والثقافي الذي كان مستوليًا عليهم في الماضي.. ولكن لا يمكن الإنكار بأنه لا يزال راسخًا في ذهن بعض الناس بقايا من النظام الاستغلالي التي لا تلائم المظهر التقدمي للشعب السوفييتي المستند على العلم والاختبار. إن محاربة هذه البقايا التي لا تختص بطبقة من الشعب في بلادنا هي جزء لا يتجزأ من التعاليم الشيوعية للعمال، ولها أهمية عظمى في وقتٍ تتحول فيه تدريجيًا من الاشتراكية إلى الشيوعية.
ومن ضمن هذه البقايا الخرافات الدينية المخالفة للعلوم» ص 1.
تلك هي الحقيقة الواضحة وغيرها اختلاق وتخرص لا مبرر له. وهذا هو الاتحــــــاد السوفيتي، عدونا الأول، فهل من مذكر؟ أما عندنا في نيجيريا فقد حصحص الحق لذي عينين وسقط عدونا سقوطًا لا نهوض بعده إن شاء الله. ولم يبقَ علينا الآن إلا أن نشعر عن ساعد الجد في قراع الحجة بالحجة لأن العدو وإن انهزم هذه المرة فسيراجع نفسه ويدرس أسباب ذلك ثم يغير السلاح ويكر إلى المعركة من جديد.
وأقوى سلاحه في مثل هذا الموقف: بث أفكاره في دائرة تخصه في مصنع أو محل تجاري تابع له ثم يتطور بمرور الزمن فيشمل الصحف اليومية والمجلات والمحاضرات العامة والمدارس وما إلى ذلك، كما حدث للإرساليات المسيحية.
وإني لأعترف بكبر المسؤولية الملقاة على عاتقنا وأنا أرى صغارنا وشبابنا يقبلون على التعليم المدني إقبالًا عظيمًا وذلك لأن المدارس والمعاهد الدينية لا تتجاوز واحدة بالمائة من جملة المدارس الموجودة في طول البلاد وعرضها، ولكن لا نفقد الأمل في الله.
عقيدتنا سعادتنا
ومما يسر النفوس، ويُطمئن القلوب أن دولة الكويت الإسلامية تُساهم بإرسال مجموعات كبيرة من الكتـب الإسلامية القيّمة على يد السيد عدنان الدبس الذي يقوم هو بدوره بتوزيعها على الكليات والجامعات والمدارس الثانوية وغيرها من المعاهد الإسلامية والمكتبات العامة.
وهذه الكتب عامل قوي من عوامل نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة بين المتعلمين تعليمًا تقليديًا صرفًا كما هو الحال في نيجيريا حيث ينحصر التعليم الديني في الكتب الفقهية الصفراء وما يتبعها من أمهات كتب الحديث والتفسير واللغة وغير ذلك. ونأمل من هذه الحكومة الإسلامية وغيرها من الحكومات العربية أن يوسعوا هذه الدائرة بافتتاح معاهد إسلامية هنا وإعطاء منح دراسية لشبابنا المسلم لإكمال تعليمهم العالي هناك في جامعاتهم الاسلامية لتخريج الدعاة والمرشدين.
وأخيرًا وليس آخرًا، أود أن أذكر إخواني المسلمين بأن عقيدتنا الإسلامية الأصيلة هي فقط المصدر الوحيد لسعادتنا في هذه الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. ومن المؤسف أن أعداءنا قد احتاطوا بذلك علمًا فعملوا ألف حساب للحيلولة دوننا ودون ذلك، والحال أننا لا نزال منخدعين بالبرق الخلب الذي يهيئه خصومنا الألدَّاء على أنه سيمطر يومًا فيذهب بتخلفنا وضعفنا وعدونا ونصير أمة مرهوبة الجانب تجول وتصول كشأن الأمة الإسلامية في عصرها الذهبي.
لا أشك في أن ذلك سيحدث ولكن لا على يد أحد غيرنا.
نحن الآن أمم ودول متشعبة نستجدي من أعدائنا ما نحاربهم به، فكيف تُرى يستقيم أمرنا؟
فما لم تتحد كلمتنا كأمة -بكل ما للكلمة من معنى- لا يكون هناك عز ونصر على أعدائنا.
فهل للمسلمين أن يدركوا أن الفوارق الداخلية بين دولة إسلامية وأخرى كذلك، ما هي إلا من وضع أعدائنا حتى تظل خصوماتنا فيما بيننا فلا نستطيع أن نعيد للإسلام مجده فضلًا من أن نظهره على الأديان كلها، بل وبالعكس يتسرب إلينا المبشرون المسيحيون ودعاة الإلحاد فيجدون قبولًا من ضعفائنا فتزيد بذلك شماتة الأعداء بنا ويقوى طعنهم في ديننا «ولا قدر الله».
سلبية المسلمين
أنا واثق بأن المسلمين على علمٍ تام بما يُحاك ضدهم، ولكن الغريب هو سلبيتهم جعلتهم لا يحركون ساكنًا سبيل قضاياهم المشتركة.
أعتقد أن المسلم الخارج عن دائرة الدول العربية -مثلي- يختلف فهمه ونظره للقضايا الإسلامية عن فهم سكان تلك الدول. خذ مثلًا قضية كقضية فلسطين، يأخذها اليهود ومؤيدوهم قضية دينية، على أساسها أطلقوا على دولتهم غير الشرعية اسم «إسرائيل» تذكيرًا بالنبي الصالح يعقوب، وذهبوا كذلك يغيّرون الأسماء العربية للمناطق المحتلة بأسماء لها صلة قوية بدينهم «ومما يُدهش العقول أيضًا أن البابا يبرئ اليهود من مسؤولية اضطهاد المسيح ويبطل بذلك آيات ثابتة في الإنجيل، كل ذلك ليسهل عليهم جميعًا التغلب على الأمة الإسلامية وابتلاعها لقمة سائغة) ولكننا مع كل ذلك، ويا للأسف الشديد لا نزال نعتبر القضية قضية عربية بل قضية فلسطينية فلا دخل للأمم الأجنبية فيها. لمَ لا تكون القضية إسلامية أيها العرب؟
أيها العرب! أنتم حملة الإسلام الأولون وحماته، بقوتكم تظهر قوته وبضعفكم يظهر ضعفه، والمسلمون -من غيركم- تبع لكم، يعزون بعزكم، ويهينون بهوانكم، فأناشدكم بالله ألا غسلتم عنا هذا العار!
وحدوا كلمتكم، واعملوا بكتاب ربكم وسنة نبيكم، واحذروا أن تتولوا عن ذلك «وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم». أيها العرب! ما هذه المهزلة في المؤتمر الإسلامي بالرباط؟
وما هذا التدابر والتقاطع بين دول تقدمية وأخرى تأخيرية أو دول اشتراكية وأخرى رأسمالية؟ ألسنا جميعًا مسلمين؟ أفلا يكفي الإسلام أن يُوحّد بين صفوفنا؟ راجعوا أنفسكم أيها المسلمون، فالإسلام لا يعرف الحدود ولا السدود، ولا اشتراكية ولا رأسمالية، وإنما هو دين تحلٍ بالفضائل والتخلي عن الرذائل، ارتضاه الله لعباده دينًا. فلنرتضِ بما ارتضاه الله لنا فإن فيه غناء كل الغناء.
15 فبرایر ۱۹۷۰
إبراهيم عمر محمد
كلية عبد الله باییرو.
جامعة أحمد بلو
كانو - نيجيريا
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
(قرأت لك) جريمة الذين ينشرون الثقافات المنحلة في الشباب الإسلامي
نشر في العدد 1
735
الثلاثاء 17-مارس-1970

